حقَّقَ الشَّعْبُ بها للشَّرْقِ ذاتَهْ
فوَعَى فيها حيَاتَهْ
مِثْلَمَا ينْسَكِبُ النُّورُ على الدّنيا الكَئيبَهْ
مِثْلَمَا ينْطَلِقُ اليَنْبوعُ في الأرْضِ الجَديبَهْ
فإذا بالأُفْقِ أعْرَاسٌ وأحْلامٌ خَصيبَهْ
وإذا بالقَفْرِ واحَاتٌ وأفْيَاءٌ رَحيبَهْ
***
أيُّ ثورهْ
أحْرَقَ الشَّعْبُ لها في مَعْبَدِ الوَحْيِ بَخُورَهْ
وَوَعَى فيها شُعورَهْ
إنَّها اليَقْظَةُ عَادَتْ مِثْلَما..
عَاشَتِ الشَّمْسُ.. بِأحْداقِ الجَزيرَهْ
تَمْلأُ الأرْواحَ حُبَّاً وسَنَا
وحَيَاةً زَغْرَدَتْ فيها المُنَى
إنَّهُ الإنسانُ قد عادَ لنا
في انْطِلاقٍ يمْلأُ الوَعْيُ ضَميرَهْ
* * *
أغْلِقوا الأبْوابْ
لا يُفْتَحُ لأمْسِ العارِ بَابْ
إنَّه مَات
ومَاتَ الموتُ فيهِ والعَذَابْ
لا تُثيرُوا نَتْنَ مَاضيهِ.. فقَدْ يَأتيْ الذُّبابْ
نَحْنُ في الصَّحْوِ هُنَا نبني وإنْ جُنَّ الخَرَابْ
دَرْبُنَا في الشَّمْسِ لا يَحْجُبُنا عَنْها ضَبَابْ
ومَدَانا يَقْظَةُ اليَنْبوعِ.. إن لاحَ السَّرابْ
فلْنَقُلْ ما عِنْدَنَا
ولْتَكُنْ كُلُّ الدُّنَى
لِنَشيدِ الوَعْيِ فينا أذُنا
الرِّسالاتُ.. هُنَا كَانتْ لنَا
يقْظَةً نُمْرِغ فيها الزّمنا
وسَتَبْقَى مشْعلاً في يَدِنَا
تَهْدِمُ اللّيلَ وتبنيْ الوَطنَا
* * *
أيُّ ثَوْرَهْ
إنَّهُ الشّعْبُ أتَى يحْصُدُ آلافَ السّنابلْ
وبِكَفَّيْهِ المنَاجِلْ
إنَّهُ الشَّعْبُ الّذي كانَ يعيشُ الأُغْنِيَهْ
عالَماً حَيَّاً ودُنْيا مُوحِيَهْ
وصَدًى يُلْهِبُ رُوْحَ التَّضْحِيَهْ
شعْبُنَا هذا الّذي عَانى..
وقَاسَى
وتألَّمْ
في سَبِيلِ الأُغْنِيَهْ
في سبيلِ الكَلِمَهْ
إنّهُ عاشَ لتحْيَا الكلِمَهْ
حُرّةً يُبْدِعُ فيهَا حُلُمَهْ
* * *
فافْتَحُوا الدَّرْبَ له..
لِلعبقريَّاتِ الدَّفينَهْ
إنَّهُ يحمِلُ في عَينيهِ عَزْماً لنْ يَخُونَهْ
إنَّهُ يحمِلُ تاريخَ الرِّسالاتِ الأمينَهْ
إنَّهُ قدْ يلْعَقُ الجُرْحَ.. وقدْ ينْسَى أنينَهْ
قدْ يُغَنِّي..
رَيْثَما يمْلأُ بالدَّمْعِ عُيُونَهْ
قَدْ يناجيْ اللَّيلَ في ضَوءِ القَمَرْ
ويَعيشُ العُمْرَ.. في وَحْيِ الخَدَرْ
ويُثيرُ الأرْيَحِيَّاتِ بِأحْداقِ السَّمَرْ
فيقولونَ..
مَضَى الشَّرْقُ..
ومَاتْ
في ضَبَابِ الأغْنِياتْ
غَيْرَ أنَّ الشَّرْقَ لنْ يَنْسى شُجُونَهْ
إنَّهُ لَنْ يَتْرُكَ الخَائِنَ يَقْتادُ شُؤونَهْ
* * *
لَنْ يَعُودَ الشَّرْقُ تاريخاً
يُغَنَّى ويُكَرَّرْ
وَحَديثاً عَنْ لَياليهِ عَنْ العَرْشِ المُزَوَّرْ
وعَنِ الأَفْيونِ والدُّخانِ والحُلْمِ المُنَوَّرْ
أنظُرُوهْ
حَدِّقوا في الوَعْيِ.. في كلِّ مَكانْ
بدَأ الدَّرْبَ وفِي آفاقِهِ
ألْفُ كِيَانْ
فَمَضَى يَخْتَصِرُ الدَّرْبَ، ويَقْتادُ الزَّمانْ
حُلُمُ العامِلِ والفلاَّحِ والفِكْرِ المُهَانْ
إنَّه تاريخُنا يُصْنَعُ في أرْضِ العُروبَهْ
فَانْظروهُ في الغَدِ الرَّيَّانِ والأرْضِ الخَصِيبَهْ
في بلادي حيثُ يحْيا الجُرْحُ في وَعْيٍ وطِيبَهْ
ولقد ماتَتْ معَ الأمْسِ التَّواريخُ الغَريبَهْ
حقَّقَ الشَّعْبُ بها للشَّرْقِ ذاتَهْ
فوَعَى فيها حيَاتَهْ
مِثْلَمَا ينْسَكِبُ النُّورُ على الدّنيا الكَئيبَهْ
مِثْلَمَا ينْطَلِقُ اليَنْبوعُ في الأرْضِ الجَديبَهْ
فإذا بالأُفْقِ أعْرَاسٌ وأحْلامٌ خَصيبَهْ
وإذا بالقَفْرِ واحَاتٌ وأفْيَاءٌ رَحيبَهْ
***
أيُّ ثورهْ
أحْرَقَ الشَّعْبُ لها في مَعْبَدِ الوَحْيِ بَخُورَهْ
وَوَعَى فيها شُعورَهْ
إنَّها اليَقْظَةُ عَادَتْ مِثْلَما..
عَاشَتِ الشَّمْسُ.. بِأحْداقِ الجَزيرَهْ
تَمْلأُ الأرْواحَ حُبَّاً وسَنَا
وحَيَاةً زَغْرَدَتْ فيها المُنَى
إنَّهُ الإنسانُ قد عادَ لنا
في انْطِلاقٍ يمْلأُ الوَعْيُ ضَميرَهْ
* * *
أغْلِقوا الأبْوابْ
لا يُفْتَحُ لأمْسِ العارِ بَابْ
إنَّه مَات
ومَاتَ الموتُ فيهِ والعَذَابْ
لا تُثيرُوا نَتْنَ مَاضيهِ.. فقَدْ يَأتيْ الذُّبابْ
نَحْنُ في الصَّحْوِ هُنَا نبني وإنْ جُنَّ الخَرَابْ
دَرْبُنَا في الشَّمْسِ لا يَحْجُبُنا عَنْها ضَبَابْ
ومَدَانا يَقْظَةُ اليَنْبوعِ.. إن لاحَ السَّرابْ
فلْنَقُلْ ما عِنْدَنَا
ولْتَكُنْ كُلُّ الدُّنَى
لِنَشيدِ الوَعْيِ فينا أذُنا
الرِّسالاتُ.. هُنَا كَانتْ لنَا
يقْظَةً نُمْرِغ فيها الزّمنا
وسَتَبْقَى مشْعلاً في يَدِنَا
تَهْدِمُ اللّيلَ وتبنيْ الوَطنَا
* * *
أيُّ ثَوْرَهْ
إنَّهُ الشّعْبُ أتَى يحْصُدُ آلافَ السّنابلْ
وبِكَفَّيْهِ المنَاجِلْ
إنَّهُ الشَّعْبُ الّذي كانَ يعيشُ الأُغْنِيَهْ
عالَماً حَيَّاً ودُنْيا مُوحِيَهْ
وصَدًى يُلْهِبُ رُوْحَ التَّضْحِيَهْ
شعْبُنَا هذا الّذي عَانى..
وقَاسَى
وتألَّمْ
في سَبِيلِ الأُغْنِيَهْ
في سبيلِ الكَلِمَهْ
إنّهُ عاشَ لتحْيَا الكلِمَهْ
حُرّةً يُبْدِعُ فيهَا حُلُمَهْ
* * *
فافْتَحُوا الدَّرْبَ له..
لِلعبقريَّاتِ الدَّفينَهْ
إنَّهُ يحمِلُ في عَينيهِ عَزْماً لنْ يَخُونَهْ
إنَّهُ يحمِلُ تاريخَ الرِّسالاتِ الأمينَهْ
إنَّهُ قدْ يلْعَقُ الجُرْحَ.. وقدْ ينْسَى أنينَهْ
قدْ يُغَنِّي..
رَيْثَما يمْلأُ بالدَّمْعِ عُيُونَهْ
قَدْ يناجيْ اللَّيلَ في ضَوءِ القَمَرْ
ويَعيشُ العُمْرَ.. في وَحْيِ الخَدَرْ
ويُثيرُ الأرْيَحِيَّاتِ بِأحْداقِ السَّمَرْ
فيقولونَ..
مَضَى الشَّرْقُ..
ومَاتْ
في ضَبَابِ الأغْنِياتْ
غَيْرَ أنَّ الشَّرْقَ لنْ يَنْسى شُجُونَهْ
إنَّهُ لَنْ يَتْرُكَ الخَائِنَ يَقْتادُ شُؤونَهْ
* * *
لَنْ يَعُودَ الشَّرْقُ تاريخاً
يُغَنَّى ويُكَرَّرْ
وَحَديثاً عَنْ لَياليهِ عَنْ العَرْشِ المُزَوَّرْ
وعَنِ الأَفْيونِ والدُّخانِ والحُلْمِ المُنَوَّرْ
أنظُرُوهْ
حَدِّقوا في الوَعْيِ.. في كلِّ مَكانْ
بدَأ الدَّرْبَ وفِي آفاقِهِ
ألْفُ كِيَانْ
فَمَضَى يَخْتَصِرُ الدَّرْبَ، ويَقْتادُ الزَّمانْ
حُلُمُ العامِلِ والفلاَّحِ والفِكْرِ المُهَانْ
إنَّه تاريخُنا يُصْنَعُ في أرْضِ العُروبَهْ
فَانْظروهُ في الغَدِ الرَّيَّانِ والأرْضِ الخَصِيبَهْ
في بلادي حيثُ يحْيا الجُرْحُ في وَعْيٍ وطِيبَهْ
ولقد ماتَتْ معَ الأمْسِ التَّواريخُ الغَريبَهْ