يا ظِلالَ الإسلامِ: قد يَكْتُبُ التَّاريخُ عنَّا عنِ العيونِ الظِّماءِ
عنْ صُراخٍ تثورُ فيهِ مآسينا، نشيداً مضمَّخاً بالدِّماءِ
نحنُ نهوى الحياةَ، نهوى أغانيها نحبُّ انطلاقةَ الأضْواءِ
غير أنَّا هنا أضعْنا طريقَ الفجْرِ في التِّيهِ في مدى الصَّحْراءِ
* * *
نحْنُ مِنْ هذهِ الصَّحارى انطلَقْنا مِنْ سماءٍ خفَّاقةٍ بالضِّياءِ
وفتحْنا قلوبَنا لنجاوى النُّورِ حتَّى تفتحَتْ للحِدَاءِ
نحْنُ مِنْ تُرْبِها الطَّهورِ تنشَّقْنا عبيرَ الجنائنِ الغنَّاءِ
وحلمْنا بالأرْضِ ريَّانةَ الأعماقِ تهفو لواحةٍ خضراءِ
* * *
نحنُ في هذه الصَّحارى ابتدعْنا الفِكْرَ حُرّاً لا ينحني للفناءِ
دربُهُ الصَّحْوُ لم تروِّعْ مداهُ في الأعاصيرِ لهفةُ الظَّلماءِ
تفتحُ الفكرةُ الشهيَّةُ جفنيْها على وحْيِهِ بدونِ غشاءِ
فتهلُّ الهدى، كما الفجرُ ينهلُّ سلاماً على مدى الأجواءِ
* * *
نحنُ من هذهِ الصُّخورِ الَّتي اسودَّتْ وعاشَتْ بوقْدةِ الرَّمضاءِ
مِنْ رمالٍ مرَّ الرَّبيعُ ولم تحلمْ لديْهِ بالزَّهرِ والأشْذاءِ
مِنْ لهاثِ القوافلِ السُّمْرِ مِنْ نجْوى المغنِّينَ في انطلاقِ الحِداءِ
مِنْ حكايا النَّارِ الَّتي تتمنَّى في انتظارِ القُرى ضيوفَ الشِّتاءِ
* * *
نحنُ من هذهِ الصَّحارى الَّتي عاشَتْ خُرافاتِ بومةٍ عمْياءِ
تجلبُ الشُّؤْمَ، إنْ أطلَّتْ على القومِ، ويوحي نعيبُها بالبلاءِ
وإذا ما الغُرابُ رفَّ بجنحيْه عليْها، فاليوم يومُ فناءِ
ولكُلٍّ في الشِّعرِ جِنِّيُ وحْيٍ يُلهِمُ الشِّعرَ في أرقِّ غناءِ
* * *
نحنُ في هذهِ الصَّحارى الَّتي عاشَتْ لغزوِ القويِّ للضُّعفاءِ
لنظامٍ لا يستقيمُ بهِ الأمْنُ ولا يطمئِنُّ للنّعماءِ
قد صنعْنا السَّلامَ في كُلِّ أُفْقٍ وبذلْناهُ باليدِ البيْضاءِ
وخطوْنا حتَّى تفجَّرَ بالإيمانِ كوْنٌ يضُجُّ بالبغْضاءِ
* * *
نحنْ منْها الطَّلائعُ السُّمْرُ لا يهدأُ منْها على الطَّريقِ نِزالُ
أبداً توقِظُ المجاهلَ فينا دعوةً تستثيرُها الأهْوالُ
وتغذِّي أحْلامَها أَرْيَحِيَّاتٌ كبارٌ وأُمْنياتٌ ثِقَالُ
غيرَ أنَّا قدْ نترُكُ الدَّربَ ظَمْآناً، إذا أرهقَ السُّراةَ الكلالُ
يا ظِلالَ الإسلامِ: قد يَكْتُبُ التَّاريخُ عنَّا عنِ العيونِ الظِّماءِ
عنْ صُراخٍ تثورُ فيهِ مآسينا، نشيداً مضمَّخاً بالدِّماءِ
نحنُ نهوى الحياةَ، نهوى أغانيها نحبُّ انطلاقةَ الأضْواءِ
غير أنَّا هنا أضعْنا طريقَ الفجْرِ في التِّيهِ في مدى الصَّحْراءِ
* * *
نحْنُ مِنْ هذهِ الصَّحارى انطلَقْنا مِنْ سماءٍ خفَّاقةٍ بالضِّياءِ
وفتحْنا قلوبَنا لنجاوى النُّورِ حتَّى تفتحَتْ للحِدَاءِ
نحْنُ مِنْ تُرْبِها الطَّهورِ تنشَّقْنا عبيرَ الجنائنِ الغنَّاءِ
وحلمْنا بالأرْضِ ريَّانةَ الأعماقِ تهفو لواحةٍ خضراءِ
* * *
نحنُ في هذه الصَّحارى ابتدعْنا الفِكْرَ حُرّاً لا ينحني للفناءِ
دربُهُ الصَّحْوُ لم تروِّعْ مداهُ في الأعاصيرِ لهفةُ الظَّلماءِ
تفتحُ الفكرةُ الشهيَّةُ جفنيْها على وحْيِهِ بدونِ غشاءِ
فتهلُّ الهدى، كما الفجرُ ينهلُّ سلاماً على مدى الأجواءِ
* * *
نحنُ من هذهِ الصُّخورِ الَّتي اسودَّتْ وعاشَتْ بوقْدةِ الرَّمضاءِ
مِنْ رمالٍ مرَّ الرَّبيعُ ولم تحلمْ لديْهِ بالزَّهرِ والأشْذاءِ
مِنْ لهاثِ القوافلِ السُّمْرِ مِنْ نجْوى المغنِّينَ في انطلاقِ الحِداءِ
مِنْ حكايا النَّارِ الَّتي تتمنَّى في انتظارِ القُرى ضيوفَ الشِّتاءِ
* * *
نحنُ من هذهِ الصَّحارى الَّتي عاشَتْ خُرافاتِ بومةٍ عمْياءِ
تجلبُ الشُّؤْمَ، إنْ أطلَّتْ على القومِ، ويوحي نعيبُها بالبلاءِ
وإذا ما الغُرابُ رفَّ بجنحيْه عليْها، فاليوم يومُ فناءِ
ولكُلٍّ في الشِّعرِ جِنِّيُ وحْيٍ يُلهِمُ الشِّعرَ في أرقِّ غناءِ
* * *
نحنُ في هذهِ الصَّحارى الَّتي عاشَتْ لغزوِ القويِّ للضُّعفاءِ
لنظامٍ لا يستقيمُ بهِ الأمْنُ ولا يطمئِنُّ للنّعماءِ
قد صنعْنا السَّلامَ في كُلِّ أُفْقٍ وبذلْناهُ باليدِ البيْضاءِ
وخطوْنا حتَّى تفجَّرَ بالإيمانِ كوْنٌ يضُجُّ بالبغْضاءِ
* * *
نحنْ منْها الطَّلائعُ السُّمْرُ لا يهدأُ منْها على الطَّريقِ نِزالُ
أبداً توقِظُ المجاهلَ فينا دعوةً تستثيرُها الأهْوالُ
وتغذِّي أحْلامَها أَرْيَحِيَّاتٌ كبارٌ وأُمْنياتٌ ثِقَالُ
غيرَ أنَّا قدْ نترُكُ الدَّربَ ظَمْآناً، إذا أرهقَ السُّراةَ الكلالُ