عندما نلتقي بذكرى المبعث النبويّ الشريف، فإنَّ علينا أن نعرف أنها ذكرى ولادة الإسلام، ذلك أنَّ الإسلام ولد في يوم المبعث، لأنَّ الله بعث رسوله ورسالته في هذا اليوم. وإذا كنا نستقبل الإسلام في يوم ولادته، فإنَّ علينا أن نتذكَّر كيف عاش الإسلام طفولته في بداية الدَّعوة، وكيف احتضنه النبيّ (ص)، وكيف احتضن المسلمون الأوائل الإسلام في بداية عهد الدّعوة، وكيف ربّوه في عقولهم وقلوبهم، وكيف عملوا على حياطته من كلِّ الذين أرادوا أن يعبثوا به ويظاهروا عليه وينحرفوا به، ويقودوا رسوله بعيداً عن خطّه، وهو المعصوم من ذلك كلِّه.. كيف حملوا الإسلام في طفولته الأولى إلى «الحبشة»، واحتضنوه هناك عندما أراد المشركون أن يقتلوا هذا الطّفل في نفوسهم، وكيف عملوا على تنميته هناك في إطار الدَّعوة حتى من المنطقة النصرانيَّة، وكيف كانوا يبحثون له عن أرض يرتاح وينمو نمواً طبيعيّاً.
وكانت هجرة المسلمين إلى «يثرب» وحداناً، إلى أن كانت الهجرة العظيمة، هجرة النبيّ (ص) إلى يثرب، وبذلك بدأ الإسلام نموّه الطبيعي، حيث بدأ يقوى ويمتدّ في شبابه، وبدأ يتحدّى، بعد أن كان الآخرون يطلقون التحدّيات الصعبة القاسية في وجهه. راح يتحدَّى ويحارب ويجادل ويركِّز قواعده في الأرض الجديدة، وبدأ يربط علاقته بكلِّ النَّاس، حتى إنَّ هناك من آمن بالإسلام من أهل الكتاب، وكانت أوَّل وثيقة من وثائق المعاهدات، هي المعاهدة الَّتي أجراها النبيّ (ص) في المدينة بين المهاجرين والأنصار، وبين اليهود وسكّان المدينة.
فعلينا في ذكرى المبعث أن ندرس كيف انطلق الإسلام في شبابه، وأن ندرس كيف تحرَّك الإسلام في العالم، وكيف دخل أكثر من معركة وأكثر من ساحة صراع، واندفع في العالم ليواجه الحرب الثقافيَّة والنفسيَّة، والحرب العسكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
أيُّها الأحبَّة، لا بدَّ من أن تكون ذكرى مبعث النبيّ (ص) ذكرى نتأمَّل فيها كيف انطلق الإسلام، وكيف تحرّك، وكيف هو الآن، حيث لا يكفي أن نثير الأجواء الاحتفاليَّة في يوم «المبعث» أو في يوم «الإسراء والمعراج»، فالمسلمون أخذوا اِنتماءهم الإسلاميّ من ذلك اليوم، فلا بدَّ من أن نفكّر ونتساءل: ماذا عملنا للإسلام؟ ماذا عملنا في الإسلام لأنفسنا أوَّلاً؟
ما هي ثقافتنا الإسلاميَّة؟ كيف هي علاقتنا بالمسلمين؟ ما هو جهدنا الإسلاميّ في حركية الإسلام؟ ما هي تجربتنا الإسلاميَّة في المواقع كلها؟ ما هو الواقع الإسلامي الذي تتحرك فيه التحدّيات في شرق العالم وغربه؟ كيف هو موقف المستكبرين من الإسلام؟ وكيف هو موقف الكافرين من الإسلام؟
لا بدَّ لنا من أن نعيش هذه المشاعر، وأن نتذكَّر كيف نجعل من الإسلام أكبر وأقوى وأنمى وأوسع وأرحب، بأن نعطي للإسلام من عقولنا عقلاً نتحرَّك به، ومن قوّتنا قوةً نصارع بها، وأن نعطي للإسلام من كلِّ طاقاتنا طاقةً جديدة.
أيّها الأحبة: هناك آية يردِّدها القرآن في أكثر من موضع، وهو يتحدَّث عن قصص السابقين فيقول: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(البقرة: 134).
فلقد استطاعوا أن يوصلوا الإسلام إلينا، والسؤال هو: كيف يمكن أن نوصل مشعل الإسلام إلى الجيل القادم، كيف لنا أن نصنع جيلاً إسلامياً يعيش الإسلام في عقله، ويعيش الإسلام في قلبه، ويعيش الإسلام في قوَّته وفي حركته وفي كل علاقاته.
الإسلام هو أمانة الله في أعناقنا، وسيسألنا الله عن تلك الأمانة، والله يقول: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}(النساء: 58)...
لذلك أيُّها الأحبَّة، لا بدَّ لنا عندما نتذكر نبيّنا (ع) في مبعثه وإسرائه ومعراجه، وعندما نتذكَّر أئمَّتنا (ع) في مواليدهم أو وفياتهم، لا بدَّ من أن نحيل الذّكريات إلى دورات تثقيفيَّة نعيش فيها النبيّ، أو نعيش فيها الإمام، في كلِّ فكره، وفي كلِّ رسالته، وفي كلِّ نشاطه، وفي كلِّ جهاده، حتى نكون صورةً منهم، بل حتى نملك ولو بعض ملامح الصّورة.
*من كتاب "النّدوة"، ج1.
عندما نلتقي بذكرى المبعث النبويّ الشريف، فإنَّ علينا أن نعرف أنها ذكرى ولادة الإسلام، ذلك أنَّ الإسلام ولد في يوم المبعث، لأنَّ الله بعث رسوله ورسالته في هذا اليوم. وإذا كنا نستقبل الإسلام في يوم ولادته، فإنَّ علينا أن نتذكَّر كيف عاش الإسلام طفولته في بداية الدَّعوة، وكيف احتضنه النبيّ (ص)، وكيف احتضن المسلمون الأوائل الإسلام في بداية عهد الدّعوة، وكيف ربّوه في عقولهم وقلوبهم، وكيف عملوا على حياطته من كلِّ الذين أرادوا أن يعبثوا به ويظاهروا عليه وينحرفوا به، ويقودوا رسوله بعيداً عن خطّه، وهو المعصوم من ذلك كلِّه.. كيف حملوا الإسلام في طفولته الأولى إلى «الحبشة»، واحتضنوه هناك عندما أراد المشركون أن يقتلوا هذا الطّفل في نفوسهم، وكيف عملوا على تنميته هناك في إطار الدَّعوة حتى من المنطقة النصرانيَّة، وكيف كانوا يبحثون له عن أرض يرتاح وينمو نمواً طبيعيّاً.
وكانت هجرة المسلمين إلى «يثرب» وحداناً، إلى أن كانت الهجرة العظيمة، هجرة النبيّ (ص) إلى يثرب، وبذلك بدأ الإسلام نموّه الطبيعي، حيث بدأ يقوى ويمتدّ في شبابه، وبدأ يتحدّى، بعد أن كان الآخرون يطلقون التحدّيات الصعبة القاسية في وجهه. راح يتحدَّى ويحارب ويجادل ويركِّز قواعده في الأرض الجديدة، وبدأ يربط علاقته بكلِّ النَّاس، حتى إنَّ هناك من آمن بالإسلام من أهل الكتاب، وكانت أوَّل وثيقة من وثائق المعاهدات، هي المعاهدة الَّتي أجراها النبيّ (ص) في المدينة بين المهاجرين والأنصار، وبين اليهود وسكّان المدينة.
فعلينا في ذكرى المبعث أن ندرس كيف انطلق الإسلام في شبابه، وأن ندرس كيف تحرَّك الإسلام في العالم، وكيف دخل أكثر من معركة وأكثر من ساحة صراع، واندفع في العالم ليواجه الحرب الثقافيَّة والنفسيَّة، والحرب العسكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
أيُّها الأحبَّة، لا بدَّ من أن تكون ذكرى مبعث النبيّ (ص) ذكرى نتأمَّل فيها كيف انطلق الإسلام، وكيف تحرّك، وكيف هو الآن، حيث لا يكفي أن نثير الأجواء الاحتفاليَّة في يوم «المبعث» أو في يوم «الإسراء والمعراج»، فالمسلمون أخذوا اِنتماءهم الإسلاميّ من ذلك اليوم، فلا بدَّ من أن نفكّر ونتساءل: ماذا عملنا للإسلام؟ ماذا عملنا في الإسلام لأنفسنا أوَّلاً؟
ما هي ثقافتنا الإسلاميَّة؟ كيف هي علاقتنا بالمسلمين؟ ما هو جهدنا الإسلاميّ في حركية الإسلام؟ ما هي تجربتنا الإسلاميَّة في المواقع كلها؟ ما هو الواقع الإسلامي الذي تتحرك فيه التحدّيات في شرق العالم وغربه؟ كيف هو موقف المستكبرين من الإسلام؟ وكيف هو موقف الكافرين من الإسلام؟
لا بدَّ لنا من أن نعيش هذه المشاعر، وأن نتذكَّر كيف نجعل من الإسلام أكبر وأقوى وأنمى وأوسع وأرحب، بأن نعطي للإسلام من عقولنا عقلاً نتحرَّك به، ومن قوّتنا قوةً نصارع بها، وأن نعطي للإسلام من كلِّ طاقاتنا طاقةً جديدة.
أيّها الأحبة: هناك آية يردِّدها القرآن في أكثر من موضع، وهو يتحدَّث عن قصص السابقين فيقول: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(البقرة: 134).
فلقد استطاعوا أن يوصلوا الإسلام إلينا، والسؤال هو: كيف يمكن أن نوصل مشعل الإسلام إلى الجيل القادم، كيف لنا أن نصنع جيلاً إسلامياً يعيش الإسلام في عقله، ويعيش الإسلام في قلبه، ويعيش الإسلام في قوَّته وفي حركته وفي كل علاقاته.
الإسلام هو أمانة الله في أعناقنا، وسيسألنا الله عن تلك الأمانة، والله يقول: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}(النساء: 58)...
لذلك أيُّها الأحبَّة، لا بدَّ لنا عندما نتذكر نبيّنا (ع) في مبعثه وإسرائه ومعراجه، وعندما نتذكَّر أئمَّتنا (ع) في مواليدهم أو وفياتهم، لا بدَّ من أن نحيل الذّكريات إلى دورات تثقيفيَّة نعيش فيها النبيّ، أو نعيش فيها الإمام، في كلِّ فكره، وفي كلِّ رسالته، وفي كلِّ نشاطه، وفي كلِّ جهاده، حتى نكون صورةً منهم، بل حتى نملك ولو بعض ملامح الصّورة.
*من كتاب "النّدوة"، ج1.