في ذكرى المبعثِ والإسراءِ والمعراجِ: لنعملْ من أجلِ الإسلامِ

في ذكرى المبعثِ والإسراءِ والمعراجِ: لنعملْ من أجلِ الإسلامِ

إنَّ المبعث النبويّ الشَّريف والإسراء والمعراج يلتقيان في خطٍّ واحد هو خطُّ الرّسالة في حركة الرّسول (ص)، من أجل أن ينفتح أكثر، ولكي يعيش التجربة بنحو أوسع، وحتى ينفتح على الآفاق كلّها، لتنطلق رسالته من موقع الرَّسول الَّذي أعطاه الله علم الكون في حركة رسالته التي تمثِّل الرسالة الكونيَّة الشَّاملة، وأنّها للإنسان كلّه وللزّمن كلّه.

وهذا هو الفرق بين رسول الله (ص) وبين بقيَّة الأنبياء (ع) الَّذين لم يعطهم الله الفرصة في هذه التَّجربة، لأنَّ رسالتهم كانت محدودة الزَّمن، وربّما في الأُفق أيضاً. أمَّا الرّسالة التي تتحرَّك في الزّمن كلِّه، وفي الآفاق كلّها، فتحتاج إلى مثل ذلك...

في ذكرى المبعث، لا بدَّ أن ندرس ماذا قدَّمنا للإسلام في أنفسنا وفي الواقع، وماذا عملنا من أجل دعوة الآخرين إلى الإسلام وتربية أنفسنا على أساسه، ماذا فعلنا من أجل قضايا الإسلام والمسلمين في العالَم، فعن النبيّ (ص) قال: "مَنْ أصبح لا يهتمُّ بأمور المسلمين فليس منهم، ومَن سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم"1 ، "المؤمنون في تبارّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحمّى"2.

فلا بدَّ أن نشعر بأنّنا جزءٌ من أمَّة، وأن قضاياها ومشاكلها مشاكلنا، وأنَّ انتصاراتها وهزائمها هي انتصاراتنا وهزائمنا، ولا مجال لمسلم أن يعيش فرداً يفكِّر في ذاته بعيداً عن أُمّته، بلا دور في عمليّة الدعوة للإسلام، ولا مجال للمسلم بأن يتحرَّك في الخطِّ المنحرف بعيداً عن خطوط الإسلام، ليكون إسلامه مجرَّد انتماء شكليّ، فليس الإسلام مجتمعاً تنتسب إليه، ولكنه فكر وروح وحركة منهج، وانفتاح على كلّ ما في الإنسان بغية الوصول إلى هدايته.

فكما أسرى الله بالنبيّ محمّد (ص) من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، علينا أن نعيش الإسراء الفكريّ والسياسيّ والروحيّ للمسجد الأقصى، من أجل أن يبقى طاهراً، صافياً، نقياً، بعيداً من رجس هؤلاء الذين يقتلون النبيّين بغير حقّ، والّذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه. فمسألة المسجد الأقصى تلخِّصها مأساة فلسطين، والتي بدورها تلخِّص الموقف الذي يواجه التحدّيات.. إنّها مسألة المسلمين جميعاً.

وهذا هو درس يوم المبعث، وهذا هو درس الإسراء والمعراج.. فليس هو زينة تُزَيَّن بها شوارعنا، ولا كلمات نستهلكها، ولا مدائح نجترّها وحسب، بل أن ندخل الحياة وهي في صورة معيَّنة، حتى إذا خرجنا منها، غدت صورة الإسلام أكثر إشراقاً، وساحاته أكثر امتداداً {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[آل عمران: 104].

* من كتاب "النَّدوة"، ج 2.

[1]وسائل الشّيعة، الحرّ العاملي، ج16، ص337.

[2] بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج71، ص 234.

إنَّ المبعث النبويّ الشَّريف والإسراء والمعراج يلتقيان في خطٍّ واحد هو خطُّ الرّسالة في حركة الرّسول (ص)، من أجل أن ينفتح أكثر، ولكي يعيش التجربة بنحو أوسع، وحتى ينفتح على الآفاق كلّها، لتنطلق رسالته من موقع الرَّسول الَّذي أعطاه الله علم الكون في حركة رسالته التي تمثِّل الرسالة الكونيَّة الشَّاملة، وأنّها للإنسان كلّه وللزّمن كلّه.

وهذا هو الفرق بين رسول الله (ص) وبين بقيَّة الأنبياء (ع) الَّذين لم يعطهم الله الفرصة في هذه التَّجربة، لأنَّ رسالتهم كانت محدودة الزَّمن، وربّما في الأُفق أيضاً. أمَّا الرّسالة التي تتحرَّك في الزّمن كلِّه، وفي الآفاق كلّها، فتحتاج إلى مثل ذلك...

في ذكرى المبعث، لا بدَّ أن ندرس ماذا قدَّمنا للإسلام في أنفسنا وفي الواقع، وماذا عملنا من أجل دعوة الآخرين إلى الإسلام وتربية أنفسنا على أساسه، ماذا فعلنا من أجل قضايا الإسلام والمسلمين في العالَم، فعن النبيّ (ص) قال: "مَنْ أصبح لا يهتمُّ بأمور المسلمين فليس منهم، ومَن سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم"1 ، "المؤمنون في تبارّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحمّى"2.

فلا بدَّ أن نشعر بأنّنا جزءٌ من أمَّة، وأن قضاياها ومشاكلها مشاكلنا، وأنَّ انتصاراتها وهزائمها هي انتصاراتنا وهزائمنا، ولا مجال لمسلم أن يعيش فرداً يفكِّر في ذاته بعيداً عن أُمّته، بلا دور في عمليّة الدعوة للإسلام، ولا مجال للمسلم بأن يتحرَّك في الخطِّ المنحرف بعيداً عن خطوط الإسلام، ليكون إسلامه مجرَّد انتماء شكليّ، فليس الإسلام مجتمعاً تنتسب إليه، ولكنه فكر وروح وحركة منهج، وانفتاح على كلّ ما في الإنسان بغية الوصول إلى هدايته.

فكما أسرى الله بالنبيّ محمّد (ص) من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، علينا أن نعيش الإسراء الفكريّ والسياسيّ والروحيّ للمسجد الأقصى، من أجل أن يبقى طاهراً، صافياً، نقياً، بعيداً من رجس هؤلاء الذين يقتلون النبيّين بغير حقّ، والّذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه. فمسألة المسجد الأقصى تلخِّصها مأساة فلسطين، والتي بدورها تلخِّص الموقف الذي يواجه التحدّيات.. إنّها مسألة المسلمين جميعاً.

وهذا هو درس يوم المبعث، وهذا هو درس الإسراء والمعراج.. فليس هو زينة تُزَيَّن بها شوارعنا، ولا كلمات نستهلكها، ولا مدائح نجترّها وحسب، بل أن ندخل الحياة وهي في صورة معيَّنة، حتى إذا خرجنا منها، غدت صورة الإسلام أكثر إشراقاً، وساحاته أكثر امتداداً {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[آل عمران: 104].

* من كتاب "النَّدوة"، ج 2.

[1]وسائل الشّيعة، الحرّ العاملي، ج16، ص337.

[2] بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج71، ص 234.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية