استشارة..
قد ترد علينا بعض الشّبهات، ومنها هل إنّ الأصالة للحريّة، أم الأصالة للدّين؟
بمعنى آخر؛ هل إنّ الحريّة مقدَّمة على الدّين أم العكس؟
وجواب..
صياغة الشّبهة بهذا النّحو خطأ، فإنّ الحريّة بمعنى القدرة على الاختيار، هي أمر
فطريّ ووجداني، ومن خلالها، نختار الإيمان أو الكفر، ولذا، فلا يتصوَّر التعارض بين
الحريّة والدّين ماداما من جوهرين مختلفين، لكنَّ النّتيجة التي رتّبتها على هذه
الشّبهة المتوهّمة صحيحة، فإنّه ما لم يكن الإنسان حراً، فكيف سيتسنّى له اختيار
الدّين؟ لكن لا بدّ لكم من ملاحظة أنّ الملائكة قد التزموا الأمور الحقّة، وسلكوا
سبيل الطاعة، ولكن ليس من خلال حريتهم، بل لأنّ الله تعالى كوّنهم على هذه الشّاكلة
وأجبرهم عليها، وحيث إنّ الإنسان مفطور على الاختيار، فهو سيختار الدّين بحريته
ومحض إرادته، وليس بالتّكوين الجبري.
وعلى كلّ حال، فإنه يمكننا القول بأنّ الأصل هي الحقائق الدينيّة، لأنها الأحقّ
والأرسخ، والمعبِّرة عن إرادة الله تعالى في هذا الوجود، وقد التزمها الملائكة
بالإجبار والتّكوين، والتزمها المؤمن بالاختيار والإرادة الحرّة.
***
مرسل الاستشارة: ..............
نوعها: فكريّة.
المجيب عنها: العلّامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض) (استفتاءات – مفاهيم
عامّة).