زينُ العابدين (ع): أستاذُ العلماءِ وأفقهُ أهلِ زمانِه

زينُ العابدين (ع): أستاذُ العلماءِ وأفقهُ أهلِ زمانِه

كان الإمام زين العابدين (ع) العالم المعلِّم، ولو درسنا ما جاء عنه (ع) من تراث متنوّع في أكثر من موقع من مواقع المعرفة الإسلاميّة، لرأينا أنَّ الإمام كان أستاذ الفكر الإسلامي آنذاك، وعندما نعدّد تلامذته، فإنَّنا نجد أنهم يتنوّعون في ما يختصُّ بالتاريخ والتفسير والفقه وشتَّى المعارف، ولذلك، فإنَّ تراث الإمام (ع) الذي يجهله الكثيرون منّا في المجال الفكريّ والثقافيّ في مواقع المعرفة كلِّها، يزيد عن تراثه في الدعاء، "وقد روى عنه فقهاء العامَّة من العلوم ما لا يُحصى كثرةً، وحُفظ عنه من المواعظ والأدعية وفضائل القرآن والحلال والحرام والمغازي والأيّام، ما هو مشهورٌ بين العلماء، ولو قصدنا إلى شرح ذلك، لطال به الخطاب وتقضّى به الزمان".

ونقرأ شهادات مَنْ كانوا في عصره أو قريباً من عصره، يقول الإمام مالك: "سمّي زين العابدين ولا أفقه منه"، وعدّه الإمام الشافعي: "أفقه أهل المدينة".. كما نجد أنَّ بعض القرّاء يقول: "إنّ القرَّاء كانوا لا يخرجون إلى مكَّة حتى يخرج عليّ بن الحسين، فخرج وخرجنا معه ألف راكب"1.

وعندما ندرس حياة الَّذين أخذوا العلم عنه، فإنَّنا نرى أنَّه استطاع أن يعلّم أساتذة العالم الإسلامي آنذاك، وليسوا كلّهم شيعة، بل كان منهم مَنْ لا يتشيّع، ومع ذلك، كان الإمام يستقبل كلَّ هؤلاء ويعطيهم من علمه علماً، ومن خشيته لله خشية، ومن ورعه ورعاً، وكانوا يردّدون بصوت واحد، ليس هناك في المسلمين أشدّ ورعاً وفضلاً من عليّ بن الحسين، كانوا يقولون ذلك بشكل عفوي، وكانت مكانته التي انطلقت في هذا الخطّ وفي كلِّ الخطوط تعيش في أعماقهم، كان الناس يعيشون هناك في ظلال الحكم الأمويّ، وكانت مصالحهم مع بني أميّة وكانوا يجاملونهم، ولكن كان عمق إخلاصهم ومحبَّتهم للإمام زين العابدين (ع)، وعن سفيان بن عيينة قال: قلت للزهريّ، لقيتَ عليَّ بن الحسين (ع)؟ قال: "نعم لقيته، وما لقيت أحداً أفضل منه، والله ما علمت له صديقاً في السرّ، ولا عدوّاً في العلانية، فقيل له: وكيف ذلك؟ قال: لأنّي لم أرَ أحداً وإن كان يحبُّه، إلَّا وهو لشدَّة معرفته بفضله يحسده، ولا رأيت أحداً وإن كان يبغضه، إلَّا وهو لشدَّة مداراته له يداريه"2.

وهذا هو الفرق بين أن تدخل أعماق النَّاس من خلال استقامتك، وبين أن تدخل حياة الناس من خلال سيفك أو سلطتك.. كان (ع) يعيش مع الناس من الموقع الإسلاميّ البسيط، ينفتح على النّاس كلِّهم، يعفو عن مسيئهم، ويعطي فقيرهم، ويهدي ضالّهم، ويعلّم جاهلهم، ولا يمتنُّ على أحدٍ بشي‏ء...

*من كتاب "في رحاب أهل البيت (ع)، ج2.

[1]اختيار معرفة الرّجال، الشّيخ الطوسي، ج1، ص 356.

[2]علل الشرائع، الشيخ الصدوق، ج1، ص 269.

كان الإمام زين العابدين (ع) العالم المعلِّم، ولو درسنا ما جاء عنه (ع) من تراث متنوّع في أكثر من موقع من مواقع المعرفة الإسلاميّة، لرأينا أنَّ الإمام كان أستاذ الفكر الإسلامي آنذاك، وعندما نعدّد تلامذته، فإنَّنا نجد أنهم يتنوّعون في ما يختصُّ بالتاريخ والتفسير والفقه وشتَّى المعارف، ولذلك، فإنَّ تراث الإمام (ع) الذي يجهله الكثيرون منّا في المجال الفكريّ والثقافيّ في مواقع المعرفة كلِّها، يزيد عن تراثه في الدعاء، "وقد روى عنه فقهاء العامَّة من العلوم ما لا يُحصى كثرةً، وحُفظ عنه من المواعظ والأدعية وفضائل القرآن والحلال والحرام والمغازي والأيّام، ما هو مشهورٌ بين العلماء، ولو قصدنا إلى شرح ذلك، لطال به الخطاب وتقضّى به الزمان".

ونقرأ شهادات مَنْ كانوا في عصره أو قريباً من عصره، يقول الإمام مالك: "سمّي زين العابدين ولا أفقه منه"، وعدّه الإمام الشافعي: "أفقه أهل المدينة".. كما نجد أنَّ بعض القرّاء يقول: "إنّ القرَّاء كانوا لا يخرجون إلى مكَّة حتى يخرج عليّ بن الحسين، فخرج وخرجنا معه ألف راكب"1.

وعندما ندرس حياة الَّذين أخذوا العلم عنه، فإنَّنا نرى أنَّه استطاع أن يعلّم أساتذة العالم الإسلامي آنذاك، وليسوا كلّهم شيعة، بل كان منهم مَنْ لا يتشيّع، ومع ذلك، كان الإمام يستقبل كلَّ هؤلاء ويعطيهم من علمه علماً، ومن خشيته لله خشية، ومن ورعه ورعاً، وكانوا يردّدون بصوت واحد، ليس هناك في المسلمين أشدّ ورعاً وفضلاً من عليّ بن الحسين، كانوا يقولون ذلك بشكل عفوي، وكانت مكانته التي انطلقت في هذا الخطّ وفي كلِّ الخطوط تعيش في أعماقهم، كان الناس يعيشون هناك في ظلال الحكم الأمويّ، وكانت مصالحهم مع بني أميّة وكانوا يجاملونهم، ولكن كان عمق إخلاصهم ومحبَّتهم للإمام زين العابدين (ع)، وعن سفيان بن عيينة قال: قلت للزهريّ، لقيتَ عليَّ بن الحسين (ع)؟ قال: "نعم لقيته، وما لقيت أحداً أفضل منه، والله ما علمت له صديقاً في السرّ، ولا عدوّاً في العلانية، فقيل له: وكيف ذلك؟ قال: لأنّي لم أرَ أحداً وإن كان يحبُّه، إلَّا وهو لشدَّة معرفته بفضله يحسده، ولا رأيت أحداً وإن كان يبغضه، إلَّا وهو لشدَّة مداراته له يداريه"2.

وهذا هو الفرق بين أن تدخل أعماق النَّاس من خلال استقامتك، وبين أن تدخل حياة الناس من خلال سيفك أو سلطتك.. كان (ع) يعيش مع الناس من الموقع الإسلاميّ البسيط، ينفتح على النّاس كلِّهم، يعفو عن مسيئهم، ويعطي فقيرهم، ويهدي ضالّهم، ويعلّم جاهلهم، ولا يمتنُّ على أحدٍ بشي‏ء...

*من كتاب "في رحاب أهل البيت (ع)، ج2.

[1]اختيار معرفة الرّجال، الشّيخ الطوسي، ج1، ص 356.

[2]علل الشرائع، الشيخ الصدوق، ج1، ص 269.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية