في ما يخص قضيّة الإيمان بالمهديّ(عج)، فإنّ المسلمين كلّهم يلتقون على هذه
القضيّة، وإن اختلفوا في بعض التفاصيل.
المهديّ(عج) حقيقة إسلاميّة
وقد ورد الحديث عن الإمام المهدي(عج) في روايات السنّة والشيعة، بحيث لم يختلفا في
مسألته، وإنما اختلفا في أنّه هل وُلد أو لم يولد، وإلّا، فالحديث عن الإمام المهدي
هو حديث متواتر عن السنّة والشّيعة. إنّه حقيقة إسلامية وليس مسألة شيعية، حتى إنّ
بعض علماء أهل السنّة، ركّز على اسمه وعلى أنه وُلد. وقد ورد في الحديث عن النبيّ(ص):
"لا تذهب الدّنيا، حتى يملك العربَ رجلٌ من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي"، وفي حديث
آخر: "لو لم يبقَ من الدّنيا إلّا يوم واحد، لبعث الله رجلاً اسمه اسمي، وخلقه خلقي".
وورد عن "حذيفة" يقول: سمعت رسول الله (ص) يقول: "ويح هذه الأمّة من ملوك جبابرة،
كيف يقتلون ويخيفون المطيعين إلّا من أظهر طاعتهم، فالمؤمن التقيّ يصانعهم بلسانه،
ويفرّ منهم بقلبه، فإذا أراد الله عزّ وجلّ أن يعيد الإسلام عزيزاً، قصم كلّ جبَّار
عنيد، وهو القادر على ما يشاء أن يصلح أمّة بعد فسادها"، ثم قال (ص): "يا حذيفة، لو
لم يبقَ من الدنيا إلّا يوم واحد، لطوّل الله ذلك اليوم، حتى يملك رجل من أهل بيتي،
تجري الملاحم على يديه، ويظهر الإسلام، لا يخلف الله وعده، وهو سريع الحساب".
وعن أبي سعيد الخدري في روايته عن رسول الله(ص) يقول: "لا تنقضي السّاعة، حتى يملك
الأرض رجلٌ من أهل بيتي، يملأها عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً...". وقد ذكر ابن
خلدون في مقدّمته، أنَّ الروايات التي وردت عن النبيّ (ص) في الإمام المهدي (عج)
بلغت حدّ التواتر، بحيث أصبحت من الضّروريّات التي لا يمكن أن يشكّ فيها أحد.
ويقول(ص): "إني مخلّف فيكم الثّقلين؛ كتاب الله عزّ وجلّ، وعترتي أهل بيتي، ما إن
تمسَّكتم بهما لن تضلّوا، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض"، ليؤكّد (ص) من خلال هذا
الحديث، أنّه مادام الكتاب بين أيدي المسلمين، فهناك رجل من عترته في الموقع
القيادي للإمامة، وهذا لا ينطبق إلّا عليه(عج).[من خطبة الجمعة لسماحته، بتاريخ: 14
شعبان 1424هـ / 10 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2003م].
إشكاليّة طول العمر!
أمّا مسألة طول العمر، فلا يثبت استبعادها أمام النّقد، لأنّ التاريخ الديني
والقرآني بشكل خاصّ، يحدثنا عن نوح(ع) أنه عاش ألف سنة إلّا خمسين عاماً مع قومه،
وربما عاش بعد ذلك طويلاً، لأنّ القرآن لم يحدّثنا عن نوح بعد الطوفان، وإذا أمكن
للإنسان أن يعيش ألف سنة، فلماذا لا يمكن أن يعيش ألفي سنة أو أكثر من ذلك، كما أنّ
العلم فيما يتحدّث فيه العلماء الآن، لا يمانع من أن يعيش الإنسان آلاف السّنين إذا
اكتشف سرّ تجدّد الخلايا. لذلك، فالمسألة من ناحية التأريخ الدّيني، ومن ناحية
الحكم العقليّ، من حيث الإمكان والاستحالة، ومن حيث الإمكان العلميّ، فيما يعرفه
العلم، أو فيما يفرضه من فرضيات، هي من المسائل التي لا مشكلة فيها من هذه الجهة. [النّدوة،
ج4، ص120]
في ما يخص قضيّة الإيمان بالمهديّ(عج)، فإنّ المسلمين كلّهم يلتقون على هذه
القضيّة، وإن اختلفوا في بعض التفاصيل.
المهديّ(عج) حقيقة إسلاميّة
وقد ورد الحديث عن الإمام المهدي(عج) في روايات السنّة والشيعة، بحيث لم يختلفا في
مسألته، وإنما اختلفا في أنّه هل وُلد أو لم يولد، وإلّا، فالحديث عن الإمام المهدي
هو حديث متواتر عن السنّة والشّيعة. إنّه حقيقة إسلامية وليس مسألة شيعية، حتى إنّ
بعض علماء أهل السنّة، ركّز على اسمه وعلى أنه وُلد. وقد ورد في الحديث عن النبيّ(ص):
"لا تذهب الدّنيا، حتى يملك العربَ رجلٌ من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي"، وفي حديث
آخر: "لو لم يبقَ من الدّنيا إلّا يوم واحد، لبعث الله رجلاً اسمه اسمي، وخلقه خلقي".
وورد عن "حذيفة" يقول: سمعت رسول الله (ص) يقول: "ويح هذه الأمّة من ملوك جبابرة،
كيف يقتلون ويخيفون المطيعين إلّا من أظهر طاعتهم، فالمؤمن التقيّ يصانعهم بلسانه،
ويفرّ منهم بقلبه، فإذا أراد الله عزّ وجلّ أن يعيد الإسلام عزيزاً، قصم كلّ جبَّار
عنيد، وهو القادر على ما يشاء أن يصلح أمّة بعد فسادها"، ثم قال (ص): "يا حذيفة، لو
لم يبقَ من الدنيا إلّا يوم واحد، لطوّل الله ذلك اليوم، حتى يملك رجل من أهل بيتي،
تجري الملاحم على يديه، ويظهر الإسلام، لا يخلف الله وعده، وهو سريع الحساب".
وعن أبي سعيد الخدري في روايته عن رسول الله(ص) يقول: "لا تنقضي السّاعة، حتى يملك
الأرض رجلٌ من أهل بيتي، يملأها عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً...". وقد ذكر ابن
خلدون في مقدّمته، أنَّ الروايات التي وردت عن النبيّ (ص) في الإمام المهدي (عج)
بلغت حدّ التواتر، بحيث أصبحت من الضّروريّات التي لا يمكن أن يشكّ فيها أحد.
ويقول(ص): "إني مخلّف فيكم الثّقلين؛ كتاب الله عزّ وجلّ، وعترتي أهل بيتي، ما إن
تمسَّكتم بهما لن تضلّوا، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض"، ليؤكّد (ص) من خلال هذا
الحديث، أنّه مادام الكتاب بين أيدي المسلمين، فهناك رجل من عترته في الموقع
القيادي للإمامة، وهذا لا ينطبق إلّا عليه(عج).[من خطبة الجمعة لسماحته، بتاريخ: 14
شعبان 1424هـ / 10 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2003م].
إشكاليّة طول العمر!
أمّا مسألة طول العمر، فلا يثبت استبعادها أمام النّقد، لأنّ التاريخ الديني
والقرآني بشكل خاصّ، يحدثنا عن نوح(ع) أنه عاش ألف سنة إلّا خمسين عاماً مع قومه،
وربما عاش بعد ذلك طويلاً، لأنّ القرآن لم يحدّثنا عن نوح بعد الطوفان، وإذا أمكن
للإنسان أن يعيش ألف سنة، فلماذا لا يمكن أن يعيش ألفي سنة أو أكثر من ذلك، كما أنّ
العلم فيما يتحدّث فيه العلماء الآن، لا يمانع من أن يعيش الإنسان آلاف السّنين إذا
اكتشف سرّ تجدّد الخلايا. لذلك، فالمسألة من ناحية التأريخ الدّيني، ومن ناحية
الحكم العقليّ، من حيث الإمكان والاستحالة، ومن حيث الإمكان العلميّ، فيما يعرفه
العلم، أو فيما يفرضه من فرضيات، هي من المسائل التي لا مشكلة فيها من هذه الجهة. [النّدوة،
ج4، ص120]