إنّ الإمام الحسين (ع) بالنّسبة إلينا هو الّذي ورث الإمامة عن أبيه بنصّ رسول
الله (ص)، وهو الّذي انطلق بإمامته ليرث رسالات الأنبياء كلّها، ورسالة الإسلام
التي أُوكل إليه أمر حمايتها ورعايتها، وتصحيح كلّ ما يريد الآخرون أن يحرّفوه منها.
فنحن إذاً نرتبط بالإمام الحسين، باعتبار أنَّه إمامنا الذي نأخذ منه شرعيّة الكلمة،
وشرعيّة الموقف، وشرعيّة الحركة، وشرعيّة المواجهة، لأنَّ الإمام ينطلق في خطّ رسول
الله (ص)، ويمثّل في كلّ سلوكه روح رسول الله ووعيه، وكلّ منطلقاته في الحياة...
نحن نحبّ الإمام الحسين (ع)، نحبّه ونحبّ أخاه، ونحبّ أُمَّه وأباه، وجدَّه،
والأئمّة المعصومين من ذريّته، وننتظر حفيده لنكون من جنوده، ليملأ الأرض قسطاً
وعدلاً كما مُلِئت ظلماً وجوراً.. نحبّه لأنّه أحبَّ الله، ونحبّ آل بيته جميعاً
لأنّهم أحبّوا الله. نحبّه ونحبّهم لأنّهم حملوا رسالة الله، ولأنّهم جاهدوا في
سبيل الله، وأعطوا كلّ شيء يملكونه لله. من هنا، فحبّنا لهم ليس ذاتياً، وليس حبَّ
قرابة، أو حبّ صداقة، ولكنَّه حبّ يفرضه علينا انتماؤنا إلى القاعدة الّتي انطلق
منها الإمام الحسين (ع) وتحرَّك في اتّجاهها...
ولقد أراد الإمام الحسين (ع) الإصلاح في الأُمّة، لا الإصلاح في العائلة أو القرية.
الإصلاح على مستوى الأُمَّة كلّها، لا على مستوى الوطن الّذي يتأطَّر فيه الإنسان...
إنَّ الإمام الحسين يعطينا الشرعيّة والقدوة للانفتاح على كلّ الواقع الذي نعيشه،
مع رفض حالة الحياد بين الخير والشرّ، لأنَّ الظالمين يستفيدون من الأكثريّة
الصّامتة أكثر ممّا يستفيدون من جنودهم ومن أتباعهم، لأنَّ جنودهم يتحرّكون ضدّ
المستضعفين، فيما لا يعطي المتفرّجون قوّتهم للمستضعفين، وبذلك يتغلّب المستكبرون
على المستضعفين. فالأكثريّة الصّامتة هي التي يمكن أن ترجّح الكفّة عندما تتحوَّل
من صامتة إلى ناطقة، ومن ساكنة إلى متحرّكة، تلك هي المسألة...
لقد انطلق (ع) ليقول لنا: فكِّروا في قضايا أُمّتكم من خلال الإسلام الّذي حمله
جدّي رسول الله (ص)، وأصلحوا ما فسد فيها. فكِّروا في قضايا الأُمَّة، حتّى يكون كلّ
واحدٍ منكم مسلماً يحمل همَّ الإسلام كلّه، وهمّ المسلمين كلّهم. لا تعيشوا عصبيّة
الذّات أو العائلة أو الوطن أو عصبيّة القوميَّة. عيشوا رساليّة الإسلام في كلِّ
المساحات الإنسانيَّة التي للإسلام فيها قضيّة، وللرّسالة فيها خطّ، وللإنسان فيها
انفتاح...
*من كتاب "في رحاب أهل البيت (ع)".
إنّ الإمام الحسين (ع) بالنّسبة إلينا هو الّذي ورث الإمامة عن أبيه بنصّ رسول
الله (ص)، وهو الّذي انطلق بإمامته ليرث رسالات الأنبياء كلّها، ورسالة الإسلام
التي أُوكل إليه أمر حمايتها ورعايتها، وتصحيح كلّ ما يريد الآخرون أن يحرّفوه منها.
فنحن إذاً نرتبط بالإمام الحسين، باعتبار أنَّه إمامنا الذي نأخذ منه شرعيّة الكلمة،
وشرعيّة الموقف، وشرعيّة الحركة، وشرعيّة المواجهة، لأنَّ الإمام ينطلق في خطّ رسول
الله (ص)، ويمثّل في كلّ سلوكه روح رسول الله ووعيه، وكلّ منطلقاته في الحياة...
نحن نحبّ الإمام الحسين (ع)، نحبّه ونحبّ أخاه، ونحبّ أُمَّه وأباه، وجدَّه،
والأئمّة المعصومين من ذريّته، وننتظر حفيده لنكون من جنوده، ليملأ الأرض قسطاً
وعدلاً كما مُلِئت ظلماً وجوراً.. نحبّه لأنّه أحبَّ الله، ونحبّ آل بيته جميعاً
لأنّهم أحبّوا الله. نحبّه ونحبّهم لأنّهم حملوا رسالة الله، ولأنّهم جاهدوا في
سبيل الله، وأعطوا كلّ شيء يملكونه لله. من هنا، فحبّنا لهم ليس ذاتياً، وليس حبَّ
قرابة، أو حبّ صداقة، ولكنَّه حبّ يفرضه علينا انتماؤنا إلى القاعدة الّتي انطلق
منها الإمام الحسين (ع) وتحرَّك في اتّجاهها...
ولقد أراد الإمام الحسين (ع) الإصلاح في الأُمّة، لا الإصلاح في العائلة أو القرية.
الإصلاح على مستوى الأُمَّة كلّها، لا على مستوى الوطن الّذي يتأطَّر فيه الإنسان...
إنَّ الإمام الحسين يعطينا الشرعيّة والقدوة للانفتاح على كلّ الواقع الذي نعيشه،
مع رفض حالة الحياد بين الخير والشرّ، لأنَّ الظالمين يستفيدون من الأكثريّة
الصّامتة أكثر ممّا يستفيدون من جنودهم ومن أتباعهم، لأنَّ جنودهم يتحرّكون ضدّ
المستضعفين، فيما لا يعطي المتفرّجون قوّتهم للمستضعفين، وبذلك يتغلّب المستكبرون
على المستضعفين. فالأكثريّة الصّامتة هي التي يمكن أن ترجّح الكفّة عندما تتحوَّل
من صامتة إلى ناطقة، ومن ساكنة إلى متحرّكة، تلك هي المسألة...
لقد انطلق (ع) ليقول لنا: فكِّروا في قضايا أُمّتكم من خلال الإسلام الّذي حمله
جدّي رسول الله (ص)، وأصلحوا ما فسد فيها. فكِّروا في قضايا الأُمَّة، حتّى يكون كلّ
واحدٍ منكم مسلماً يحمل همَّ الإسلام كلّه، وهمّ المسلمين كلّهم. لا تعيشوا عصبيّة
الذّات أو العائلة أو الوطن أو عصبيّة القوميَّة. عيشوا رساليّة الإسلام في كلِّ
المساحات الإنسانيَّة التي للإسلام فيها قضيّة، وللرّسالة فيها خطّ، وللإنسان فيها
انفتاح...
*من كتاب "في رحاب أهل البيت (ع)".