الإمامُ الحسنُ (ع): الإمامةُ المسؤولةُ حتَّى الشَّهادة

الإمامُ الحسنُ (ع): الإمامةُ المسؤولةُ حتَّى الشَّهادة
في شهر رمضان وفي غيره من الشّهور، في كلّ حركة الإنسان في الحياة؛ في حياته الاجتماعيَّة، في بيته، وفي كلّ المواقع، يريد الله للإنسان المسلم أن يعيش في مجتمعه روحيَّة الإنسان الذي يكون كلّ همّه أن يدخل الفرح إلى قلوب المؤمنين، وأن يفتح بكلامه قلوب النَّاس على الفرح، وأن يدخل بعمله السّرور على المؤمنين، وفي مواقفه وعلاقاته، في مقابل الإنسان الذي يتحرك من أجل إيذاء الناس في كلماته، وفي أفعاله، وفي كلّ أوضاعه، بحيث يعيش العقدة في هذا الجانب، فلا يطيق أن يرى إنساناً مبتسماً، ولا يحبّ أن يولد الإمام الحسن بن عليّ بن أبي طالب (ع) في الخامس عشر من شهر رمضان، وهو الشخصيّة العظيمة الذي انطلق وأخاه الحسين (ع) في خطّ الإمامة، وهما اللذان قال عنهما رسول الله(ص): "اللَّهمَّ إنِّي أحبُّهما، فأحبَّهما وأحبَّ من يحبُّهما"(1) ، وقال للحسن قبل أن يولد الحسين وكان يحمله على عاتقه: "اللَّهمَّ إنِّي أحبّه، فأحبَّه وأحبّ من يحبُّه"(2) . وقال فيهما: "الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنة"(3)...
وعاش الحسن (ع) مع أبيه، وكان عليّ (ع) يريد للحسن أن يخوض التجربة معه، فأرسله إلى أكثر من موقع لمعالجة المشاكل الصَّعبة التي كانت تواجه أباه في خلافته، وكان عليّ (ع)، كما ورد في الروايات، يبعث الَّذين يسألونه عن بعض المسائل الشرعيَّة، في ما هو المفهوم الإسلاميّ، وفي ما هي الأحكام الإسلاميَّة، ليجيب الحسن (ع) عن ذلك، وهذا دليل على المكانة العلميّة للحسن (ع) وعلى ما يملك من حكمة، ليستطيع من خلالها أن يكون في موقع القيادة الإسلاميَّة من بعده.
وهكذا تسلَّم الإمام الحسن (ع) الخلافة بعد أبيه، وازدادت الألغام المزروعة في طريقه، وتفرَّق الناس عنه بسبب التعقيدات الموجودة في المجتمع، والَّتي استغلها معاوية، فاستخدم كل الأساليب والوسائل، ومنها المال لتحقيق مآربه.
وأوقف الإمام الحسن (ع) الحرب، لا على أساس الاعتراف بشرعيَّة خلافة معاوية الذي لا يملك أيّ أساس من الشرعيّة الإسلاميَّة، ولكن من أجل أن يحقن دماء المسلمين، ولاعتقاده أنَّ المعركة كانت لا تؤدِّي إلى نتائج كبرى حتَّى على مستوى المستقبل، باعتبار أنَّها سوف تسقط كلَّ الطليعة الإسلاميَّة المعارضة التي كانت تمثّل القوَّة الروحيَّة في مجتمع المسلمين، وهكذا دخل الإمام الصّلح الّذي هو عبارة عن هدنة، وليس اعترافاً بشرعيَّة حكم معاوية، كما أسلفنا.
ورجع الإمام الحسن (ع) من الكوفة إلى المدينة، وعاش في المدينة شخصيّة عظيمة محترمة من جميع النَّاس. وعندما دسّ إليه السّمّ، وكان يرى أن القوم ربما يمنعون من دفنه عند رسول الله (ص)، أوصى أخاه الحسين (ع) أن لا يهرق في أمره ملء محجمة دماً، لأنَّه لا يريد للناس أن تُسفَك دماؤهم بعد موته، كما لم يرد لهم أن تسفك دماؤهم في حياته، وهكذا مُنِعَ من دفن الحسن (ع) عند رسول الله (ص) ودُفِن في البقيع.
 
* من خطبة جمعة لسماحته، بتاريخ: رمضان 1422 ه/ الموافق:  30 -11- 2001 م.
 
   (1) بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج37، ص 74.
   (2) بحار الأنوار، ج43، ص 294.
   (3) بحار الأنوار، ج 43، ص 263.


في شهر رمضان وفي غيره من الشّهور، في كلّ حركة الإنسان في الحياة؛ في حياته الاجتماعيَّة، في بيته، وفي كلّ المواقع، يريد الله للإنسان المسلم أن يعيش في مجتمعه روحيَّة الإنسان الذي يكون كلّ همّه أن يدخل الفرح إلى قلوب المؤمنين، وأن يفتح بكلامه قلوب النَّاس على الفرح، وأن يدخل بعمله السّرور على المؤمنين، وفي مواقفه وعلاقاته، في مقابل الإنسان الذي يتحرك من أجل إيذاء الناس في كلماته، وفي أفعاله، وفي كلّ أوضاعه، بحيث يعيش العقدة في هذا الجانب، فلا يطيق أن يرى إنساناً مبتسماً، ولا يحبّ أن يولد الإمام الحسن بن عليّ بن أبي طالب (ع) في الخامس عشر من شهر رمضان، وهو الشخصيّة العظيمة الذي انطلق وأخاه الحسين (ع) في خطّ الإمامة، وهما اللذان قال عنهما رسول الله(ص): "اللَّهمَّ إنِّي أحبُّهما، فأحبَّهما وأحبَّ من يحبُّهما"(1) ، وقال للحسن قبل أن يولد الحسين وكان يحمله على عاتقه: "اللَّهمَّ إنِّي أحبّه، فأحبَّه وأحبّ من يحبُّه"(2) . وقال فيهما: "الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنة"(3)...
وعاش الحسن (ع) مع أبيه، وكان عليّ (ع) يريد للحسن أن يخوض التجربة معه، فأرسله إلى أكثر من موقع لمعالجة المشاكل الصَّعبة التي كانت تواجه أباه في خلافته، وكان عليّ (ع)، كما ورد في الروايات، يبعث الَّذين يسألونه عن بعض المسائل الشرعيَّة، في ما هو المفهوم الإسلاميّ، وفي ما هي الأحكام الإسلاميَّة، ليجيب الحسن (ع) عن ذلك، وهذا دليل على المكانة العلميّة للحسن (ع) وعلى ما يملك من حكمة، ليستطيع من خلالها أن يكون في موقع القيادة الإسلاميَّة من بعده.
وهكذا تسلَّم الإمام الحسن (ع) الخلافة بعد أبيه، وازدادت الألغام المزروعة في طريقه، وتفرَّق الناس عنه بسبب التعقيدات الموجودة في المجتمع، والَّتي استغلها معاوية، فاستخدم كل الأساليب والوسائل، ومنها المال لتحقيق مآربه.
وأوقف الإمام الحسن (ع) الحرب، لا على أساس الاعتراف بشرعيَّة خلافة معاوية الذي لا يملك أيّ أساس من الشرعيّة الإسلاميَّة، ولكن من أجل أن يحقن دماء المسلمين، ولاعتقاده أنَّ المعركة كانت لا تؤدِّي إلى نتائج كبرى حتَّى على مستوى المستقبل، باعتبار أنَّها سوف تسقط كلَّ الطليعة الإسلاميَّة المعارضة التي كانت تمثّل القوَّة الروحيَّة في مجتمع المسلمين، وهكذا دخل الإمام الصّلح الّذي هو عبارة عن هدنة، وليس اعترافاً بشرعيَّة حكم معاوية، كما أسلفنا.
ورجع الإمام الحسن (ع) من الكوفة إلى المدينة، وعاش في المدينة شخصيّة عظيمة محترمة من جميع النَّاس. وعندما دسّ إليه السّمّ، وكان يرى أن القوم ربما يمنعون من دفنه عند رسول الله (ص)، أوصى أخاه الحسين (ع) أن لا يهرق في أمره ملء محجمة دماً، لأنَّه لا يريد للناس أن تُسفَك دماؤهم بعد موته، كما لم يرد لهم أن تسفك دماؤهم في حياته، وهكذا مُنِعَ من دفن الحسن (ع) عند رسول الله (ص) ودُفِن في البقيع.
 
* من خطبة جمعة لسماحته، بتاريخ: رمضان 1422 ه/ الموافق:  30 -11- 2001 م.
 
   (1) بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج37، ص 74.
   (2) بحار الأنوار، ج43، ص 294.
   (3) بحار الأنوار، ج 43، ص 263.


اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية