كلماتٌ رساليَّةٌ للإمامِ الحسنِ (ع) في توجيهِ المؤمنين

كلماتٌ رساليَّةٌ للإمامِ الحسنِ (ع) في توجيهِ المؤمنين
في ذكرى الإمام الحسن (ع)، نحاول أن نلتقط بعض كلماته لنتعلَّم من بعد مماته ما علّم به النَّاس في حياته...
قال (ع) لبعض ولده: "يا بنيَّ، لا تؤاخِ أحداً حتَّى تعرفَ مصادرَهُ ومواردَهُ" ، أي إذا أردت أن تتَّخذ صديقاً أو صاحباً، فلا تنظر إلى الظاهر من شخصيَّته ليجذبك كلامه أو لتسحرك صورته، بل عليك أن تدرس هذا الإنسان في موارده ومصادره، وفي كلِّ ما يتَّصل بشخصيَّته، ثم بعد ذلك تقرّر هل تجعله أخاً أو لا، لأنَّ الشخص الذي تتَّخذه صديقاً سوف يتدخَّل في أمورك، وسوف يطبع حياتك بطابعها، وسوف يعرف أسرارك.
ويقول الإمام الحسن (ع): "الخيرُ الَّذي لا شرَّ فيه، الشّكرً مع النِّعمة"، إذا أنعم عليك أحد فاشكره، لأنّ كلّ نعمة هي من الله، "والصَّبرُ على النَّازلة" ، أن تعتبر إذا نزلت بك النوازل، وأن تصبر إذا أحاطت بك المصائب، فإنّ الصَّبر يمثّل قوّة الشخصيَّة وصلابة الموقف الذي يستعين به الإنسان على التخطيط للحاضر وللمستقبل.
ويقول (ع): "العارُ أهونُ من النَّار" ، كالذي يقوم بقتل زوجته أو ابنته ظناً منه أنه يقيم بذلك الحدّ دون الرجوع إلى وليّ الأمر... {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِين}[المطفّفين: 6]، عندما ينساق إلى النَّار أمام العالمين من الأوَّلين والآخرين. فأيّ عار هو هذا العار، وأيّ فضيحة هي هذه الفضيحة؟!
ويقول الإمام الحسن (ع): "يا بنَ آدمَ، عفَّ عن محارمِ الله تكنْ عابداً", إنَّ عبادة الله هي الخضوع لله، وأعظم درجات الخضوع له، أن تترك كلَّ ما حرّم عليك في كلِّ شؤونك، فإنَّك إذا غضضت عن محارم الله تكن عابداً، لأنها قمّة العبادة، لأنّك تحارب كل غرائزك السيّئة وكلّ شهواتك قربةً إلى الله تعالى.
"وارضَ بما قسمَ الله تكنْ غنيّاً"، اقنع بما قسمه الله لك مما انطلقت فيه في عملك وفي ظروفك، لأنَّ "القناعة كنزٌ لا يفنى"، والطَّمع هو الفقر الحاضر، كما ورد في الحديث، لأن غنى النفس هو الغنى، وقد ورد في الدعاء: "واجعلْ غنايَ في نفسي"، "وأحسنْ جوارَ مَنْ جاورَكَ تكنْ مسلماً".
إنَّ الإسلام يفرض عليك أن تعيش مسؤوليَّتك مع الناس، ولا سيّما الأقربين منهم، حتى إن رسول الله (ص) قد أوصى بالجار، حتى ظنّ المسلمون أنه سيورثه، كما جاء في حديث الإمام عليّ (ع)، فإنّ العلاقة مبنيّة في الإسلام على أن تكون الجار الطيّب، لا أن تكون الجار الخبيث الّذي يؤذي جيرانه.

"وصاحبِ النّاسَ بما تحبُّ أن يصاحبوكَ به تكنْ عدلاً"، وأن تكون العدل، هو أن تعطي الناس ما أخذته منهم: "يا بنيَّ، اجعلْ نفسَكَ ميزاناً فيما بينَكَ وبينَ غيرِكَ، فأحببْ لغيرِكَ ما تحّبُ لنفسِكَ، واكرهْ له ما تكرهُ لها" .
ثم يقول الإمام (ع): "إنَّهُ كانَ بينَ أيديكم أقوامٌ يجمعونَ كثيراً من المالِ، ويبنونَ مشيداً، ويأملونَ بعيداً، أصبحَ جمعُهم بوراً، وعملُهم غروراً، ومساكنُهم قبوراً. يا بنَ آدمَ، لم تزلْ في هدمِ عمرِكَ منذُ سقطْتَ من بطنِ أمِّكَ، فخذْ ممَّا في يديْكَ لما بينَ يديْكَ، وابتغِ في ما آتاكَ اللهُ الدَّارَ الآخرةَ، ولا تنسَ نصبيَكَ من الدُّنيا، فإنَّ المؤمنَ يتزوَّدُ والكافرَ يتمتَّعُ، {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}" [البقرة: 197]، فالمؤمن عندما يعي أنَّ الدنيا لا تدوم له، فإنّه يتزوّد منها لما بعدها، كما يتزوَّد المسافر في سفره، بخلاف الكافر الذي يرى أنه يستقرّ في الدنيا ويتمتّع بها، فلا يفكر في المستقبل...
* من خطبة جمعة لسماحته، بتاريخ: رمضان 1422 ه/ الموافق:  ٣٠ تشرين الثّاني ٢٠٠١ م.
في ذكرى الإمام الحسن (ع)، نحاول أن نلتقط بعض كلماته لنتعلَّم من بعد مماته ما علّم به النَّاس في حياته...
قال (ع) لبعض ولده: "يا بنيَّ، لا تؤاخِ أحداً حتَّى تعرفَ مصادرَهُ ومواردَهُ" ، أي إذا أردت أن تتَّخذ صديقاً أو صاحباً، فلا تنظر إلى الظاهر من شخصيَّته ليجذبك كلامه أو لتسحرك صورته، بل عليك أن تدرس هذا الإنسان في موارده ومصادره، وفي كلِّ ما يتَّصل بشخصيَّته، ثم بعد ذلك تقرّر هل تجعله أخاً أو لا، لأنَّ الشخص الذي تتَّخذه صديقاً سوف يتدخَّل في أمورك، وسوف يطبع حياتك بطابعها، وسوف يعرف أسرارك.
ويقول الإمام الحسن (ع): "الخيرُ الَّذي لا شرَّ فيه، الشّكرً مع النِّعمة"، إذا أنعم عليك أحد فاشكره، لأنّ كلّ نعمة هي من الله، "والصَّبرُ على النَّازلة" ، أن تعتبر إذا نزلت بك النوازل، وأن تصبر إذا أحاطت بك المصائب، فإنّ الصَّبر يمثّل قوّة الشخصيَّة وصلابة الموقف الذي يستعين به الإنسان على التخطيط للحاضر وللمستقبل.
ويقول (ع): "العارُ أهونُ من النَّار" ، كالذي يقوم بقتل زوجته أو ابنته ظناً منه أنه يقيم بذلك الحدّ دون الرجوع إلى وليّ الأمر... {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِين}[المطفّفين: 6]، عندما ينساق إلى النَّار أمام العالمين من الأوَّلين والآخرين. فأيّ عار هو هذا العار، وأيّ فضيحة هي هذه الفضيحة؟!
ويقول الإمام الحسن (ع): "يا بنَ آدمَ، عفَّ عن محارمِ الله تكنْ عابداً", إنَّ عبادة الله هي الخضوع لله، وأعظم درجات الخضوع له، أن تترك كلَّ ما حرّم عليك في كلِّ شؤونك، فإنَّك إذا غضضت عن محارم الله تكن عابداً، لأنها قمّة العبادة، لأنّك تحارب كل غرائزك السيّئة وكلّ شهواتك قربةً إلى الله تعالى.
"وارضَ بما قسمَ الله تكنْ غنيّاً"، اقنع بما قسمه الله لك مما انطلقت فيه في عملك وفي ظروفك، لأنَّ "القناعة كنزٌ لا يفنى"، والطَّمع هو الفقر الحاضر، كما ورد في الحديث، لأن غنى النفس هو الغنى، وقد ورد في الدعاء: "واجعلْ غنايَ في نفسي"، "وأحسنْ جوارَ مَنْ جاورَكَ تكنْ مسلماً".
إنَّ الإسلام يفرض عليك أن تعيش مسؤوليَّتك مع الناس، ولا سيّما الأقربين منهم، حتى إن رسول الله (ص) قد أوصى بالجار، حتى ظنّ المسلمون أنه سيورثه، كما جاء في حديث الإمام عليّ (ع)، فإنّ العلاقة مبنيّة في الإسلام على أن تكون الجار الطيّب، لا أن تكون الجار الخبيث الّذي يؤذي جيرانه.

"وصاحبِ النّاسَ بما تحبُّ أن يصاحبوكَ به تكنْ عدلاً"، وأن تكون العدل، هو أن تعطي الناس ما أخذته منهم: "يا بنيَّ، اجعلْ نفسَكَ ميزاناً فيما بينَكَ وبينَ غيرِكَ، فأحببْ لغيرِكَ ما تحّبُ لنفسِكَ، واكرهْ له ما تكرهُ لها" .
ثم يقول الإمام (ع): "إنَّهُ كانَ بينَ أيديكم أقوامٌ يجمعونَ كثيراً من المالِ، ويبنونَ مشيداً، ويأملونَ بعيداً، أصبحَ جمعُهم بوراً، وعملُهم غروراً، ومساكنُهم قبوراً. يا بنَ آدمَ، لم تزلْ في هدمِ عمرِكَ منذُ سقطْتَ من بطنِ أمِّكَ، فخذْ ممَّا في يديْكَ لما بينَ يديْكَ، وابتغِ في ما آتاكَ اللهُ الدَّارَ الآخرةَ، ولا تنسَ نصبيَكَ من الدُّنيا، فإنَّ المؤمنَ يتزوَّدُ والكافرَ يتمتَّعُ، {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}" [البقرة: 197]، فالمؤمن عندما يعي أنَّ الدنيا لا تدوم له، فإنّه يتزوّد منها لما بعدها، كما يتزوَّد المسافر في سفره، بخلاف الكافر الذي يرى أنه يستقرّ في الدنيا ويتمتّع بها، فلا يفكر في المستقبل...
* من خطبة جمعة لسماحته، بتاريخ: رمضان 1422 ه/ الموافق:  ٣٠ تشرين الثّاني ٢٠٠١ م.
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية