صلحُ الإمامِ الحسنِ (ع) حمايةٌ للرّسالةِ والقضيّةِ

صلحُ الإمامِ الحسنِ (ع) حمايةٌ للرّسالةِ والقضيّةِ

كان قسم من جيش الإمام الحسن (ع) من الخوارج الّذين اندفعوا معه لا حبّاً به، ولكن لأنّهم يريدون قتال معاوية بأيّ وسيلة، ومع أيّ شخص، ولقد كان بين جيشه الأشخاص الّذين دخلوا من أجل الغنائم، وكان بينهم الأشخاص الّذين عاشوا مع عصبيّات عشائرهم التي كان يحرّكها زعماؤهم الذين كانوا يبحثون عن المال وعن الجاه، وكانوا يريدون أن يفسدوا على الحسن جيشه.

وكان بين جيشه ومن قيادته، بعض أقربائه الّذين أرسل إليهم معاوية مالاً، فتركوا الجيش من دون قيادة، وكانت رسائل الكثيرين تذهب إلى معاوية: إن شئنا سلَّمناك الحسن حيّاً أو ميتاً، وكان معاوية يرسل بذلك إليهم، واختبر جيشه، ورأى كيف حاولوا أن يقتلوه.

لذلك، لم تكن للحسن (ع) ظروف الحسين (ع)، من خلال المرحلة، ومن خلال طبيعة الجيش، ولم تكن الأجواء تسمح بأيّ حركة مشابهة لحركة الحسين، لأنَّ المعارضة سوف تسقط مئة في المئة، وكان الإمام الحسن يريد للمعارضة أن تبقى من أجل أن تفتح وعي الأُمّة على الحقّ.

ولذلك، لم يكن الصّلح اعترافاً بشرعيّة معاوية، وإنَّما كان واقعاً درسه الإمام الحسن (ع) من خلال السّاحة كلّها، ومن خلال المرحلة كلّها، ومن خلال طبيعة جيشه، ومن خلال النتائج التي لو استمرّ الإمام الحسن (ع) في الحرب، فسوف لن تكون في مصلحة القضيّة، بل ضدَّها.

ونحن نعرف أنّك إذا أردت أن تدخل في عمليّة استشهاديّة أو ما يشبه ذلك، فلا بدَّ لك من أن تفكِّر في النتائج الإيجابية في عمليّتك، أمّا إذا كانت النتائج سلبيّة، فإنَّ السير مع هذه العمليّة يكون ضدّ الرسالة والقضيّة.

وهكذا قيل بأنَّ ثورة الحسين (ع) كانت صدًى لصلح الحسن (ع)، ونحن ضدّ من يطرح أنَّ هناك أسلوباً حَسَنيّاً في السِّلم، وأنَّ هناك أسلوباً حُسينيّاً في الثّورة، فالأسلوب الحَسَنيّ هو أسلوب حسينيّ في مرحلة الحسن، والأسلوب الحسينيّ هو أسلوب حسنيّ في مرحلة الحسين، لأنّهما يغرفان من نبعٍ واحد، ولأنّهما ينطلقان من خطٍّ واحد.

ونحن نعرف أيضاً أنَّ حركة الإنسان الرساليّ لا بدَّ أن تدرس الظروف الموضوعيّة لتختار سلماً هنا أو حرباً هناك، لأنَّ للحرب نتائجها الإيجابيّة أو السلبيّة، وللسِّلم نتائجه الإيجابيّة أو السلبية1...

فإذاً، الحقّ واحد، ولكنّ أساليب حركة الحقّ في الواقع تخضع للظروف الموضوعيّة التي قد تتنوّع وقد تختلف من مرحلة إلى أخرى، والحسين (ع) كان حسنيّاً في زمن الإمام الحسن، فعندما وقّع الإمام الحسن(ع) الصّلح، كان الإمام الحسين يدافع عن الإمام الحسن عندما يستنكر أصحابه ذلك.

فالحسين كان حسنياً، ولو كان الحسن في زمن الحسين لكان حسينياً، كما أن الحسن قبل أن يصالح كان حسيّنياً، فلو قرأنا الكتب التي كان يكتبها لمعاوية، لرأينا روح أبيه في كلماته.

إنّ الثورة، أيّها الأحبّة، ليست حركة عنف في الأسلوب، ولكنّها حركة عنف في الإستراتيجية... الثّورة هي أن تبقى مصراً على هدفك وعلى خطّتك مهما قست الظّروف، ولكنّ حركتك الإستراتيجيّة لا بدّ أن تنطلق من خلال الحكمة، على أساس دراسة الظروف الموضوعيّة، لأنك إذا كنت انفعاليّاً، فقد تسقط الإستراتيجية بطريقة التكتيك2.

[1]في رحاب أهل البيت (ع)، ج1.

[2]النّدوة، ج1.

كان قسم من جيش الإمام الحسن (ع) من الخوارج الّذين اندفعوا معه لا حبّاً به، ولكن لأنّهم يريدون قتال معاوية بأيّ وسيلة، ومع أيّ شخص، ولقد كان بين جيشه الأشخاص الّذين دخلوا من أجل الغنائم، وكان بينهم الأشخاص الّذين عاشوا مع عصبيّات عشائرهم التي كان يحرّكها زعماؤهم الذين كانوا يبحثون عن المال وعن الجاه، وكانوا يريدون أن يفسدوا على الحسن جيشه.

وكان بين جيشه ومن قيادته، بعض أقربائه الّذين أرسل إليهم معاوية مالاً، فتركوا الجيش من دون قيادة، وكانت رسائل الكثيرين تذهب إلى معاوية: إن شئنا سلَّمناك الحسن حيّاً أو ميتاً، وكان معاوية يرسل بذلك إليهم، واختبر جيشه، ورأى كيف حاولوا أن يقتلوه.

لذلك، لم تكن للحسن (ع) ظروف الحسين (ع)، من خلال المرحلة، ومن خلال طبيعة الجيش، ولم تكن الأجواء تسمح بأيّ حركة مشابهة لحركة الحسين، لأنَّ المعارضة سوف تسقط مئة في المئة، وكان الإمام الحسن يريد للمعارضة أن تبقى من أجل أن تفتح وعي الأُمّة على الحقّ.

ولذلك، لم يكن الصّلح اعترافاً بشرعيّة معاوية، وإنَّما كان واقعاً درسه الإمام الحسن (ع) من خلال السّاحة كلّها، ومن خلال المرحلة كلّها، ومن خلال طبيعة جيشه، ومن خلال النتائج التي لو استمرّ الإمام الحسن (ع) في الحرب، فسوف لن تكون في مصلحة القضيّة، بل ضدَّها.

ونحن نعرف أنّك إذا أردت أن تدخل في عمليّة استشهاديّة أو ما يشبه ذلك، فلا بدَّ لك من أن تفكِّر في النتائج الإيجابية في عمليّتك، أمّا إذا كانت النتائج سلبيّة، فإنَّ السير مع هذه العمليّة يكون ضدّ الرسالة والقضيّة.

وهكذا قيل بأنَّ ثورة الحسين (ع) كانت صدًى لصلح الحسن (ع)، ونحن ضدّ من يطرح أنَّ هناك أسلوباً حَسَنيّاً في السِّلم، وأنَّ هناك أسلوباً حُسينيّاً في الثّورة، فالأسلوب الحَسَنيّ هو أسلوب حسينيّ في مرحلة الحسن، والأسلوب الحسينيّ هو أسلوب حسنيّ في مرحلة الحسين، لأنّهما يغرفان من نبعٍ واحد، ولأنّهما ينطلقان من خطٍّ واحد.

ونحن نعرف أيضاً أنَّ حركة الإنسان الرساليّ لا بدَّ أن تدرس الظروف الموضوعيّة لتختار سلماً هنا أو حرباً هناك، لأنَّ للحرب نتائجها الإيجابيّة أو السلبيّة، وللسِّلم نتائجه الإيجابيّة أو السلبية1...

فإذاً، الحقّ واحد، ولكنّ أساليب حركة الحقّ في الواقع تخضع للظروف الموضوعيّة التي قد تتنوّع وقد تختلف من مرحلة إلى أخرى، والحسين (ع) كان حسنيّاً في زمن الإمام الحسن، فعندما وقّع الإمام الحسن(ع) الصّلح، كان الإمام الحسين يدافع عن الإمام الحسن عندما يستنكر أصحابه ذلك.

فالحسين كان حسنياً، ولو كان الحسن في زمن الحسين لكان حسينياً، كما أن الحسن قبل أن يصالح كان حسيّنياً، فلو قرأنا الكتب التي كان يكتبها لمعاوية، لرأينا روح أبيه في كلماته.

إنّ الثورة، أيّها الأحبّة، ليست حركة عنف في الأسلوب، ولكنّها حركة عنف في الإستراتيجية... الثّورة هي أن تبقى مصراً على هدفك وعلى خطّتك مهما قست الظّروف، ولكنّ حركتك الإستراتيجيّة لا بدّ أن تنطلق من خلال الحكمة، على أساس دراسة الظروف الموضوعيّة، لأنك إذا كنت انفعاليّاً، فقد تسقط الإستراتيجية بطريقة التكتيك2.

[1]في رحاب أهل البيت (ع)، ج1.

[2]النّدوة، ج1.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية