خطبتي صلاة العيد للشيخ أحمد كوراني

خطبتي صلاة العيد للشيخ أحمد كوراني

ألقى سماحة الشيخ أحمد كوراني خطبتي صلاة العيد

نيابةً عن سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، ومما جاء في خطبته السياسية:


يتطلع المسلمون اليوم إلى حجاج بيت الله الحرام وهم مجتمعون في أرض واحدة، يرددون شعارات واحدة، ويمارسون شعائر واحدة، ويرجمون شيطاناً واحداً، إنه لمظهر مهيب من مظاهر الوحدة، التي أرادها الباري عز وجل نموذجاً يتمثلونه في اجتماعهم الإسلامي العام، وسمة يتميزون بها عن غيرهم من شعوب العالم... إنه مظهر الاستسلام المطلق لله عز وجل والانعتاق المطلق من أسر شيطانين الأرض، والالتزام بالدين الحنيف، الذي أراده الله خلاصاً لبني البشر.

إن وقفة المسلمين الموحدة في الحج هي إحدى مظاهر الاتحاد المثالي للمسلمين في العالم... وهي في الوقت نفسه رسالة واضحة الأبعاد والدلالات للمستكبرين والأعداء.. إن المسلمين إذا اجتمعوا فلن يستطيع أحد أن ينال منهم أو يحط من شأنهم ومن عزتهم.

إن أشدّ ما يغضب ويغيظ أعداء الأمة الإسلامية اليوم هو اجتماع المسلمين واتحادهم على الخير والهدى.. لذلك فإن المسلمين اليوم، بدولهم وشعوبهم وجالياتهم، مدعوون أكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز هذا الاتحاد وتمتين أواصره فيما بينهم... وهم مدعوون أيضاً إلى وعي المخاطر المحدقة بهم، واليقظة لاستهدافات أعدائهم، والتنبّه للأفخاخ التي ينصبها المتربصون بهم من الشرق والغرب على حد سواء...

إن أخطر ما يمكن أن تواجهه الأمة اليوم هو الخلاف الداخلي، لأن مثل هذا النوع من الخلافات من شأنه أن يشق صفوفهم ويضعف قوتهم، ويوهن عزمتهم، ويحط من قدرهم ومكانتهم بين الشعوب والأمم.

إن الله أرادنا موحدين متماسكين أقوياء... فيما السفهاء منا يريدون خلاف ذلك،  ويعملون على إضعافنا من حيث يدرون، أو لا يدرون فينساقون لمسايرة المستكبرين على حساب وحدة الأمة ومصالحها، ويعملون على بذر الشقاق وزرع الخلاف بين أبناء الأمة الواحدة، ويدفعون بعض المسلمين لتكفير بعضهم الآخر، بل يدفعون بعضهم لقتال بعضهم الآخر دون وازع من دين أو شرع أو إيمان، وهذا للأسف ما يحصل في عدد من دولنا العربية والإسلامية في العالم.

إن من غير اللائق بأمتنا، ونحن أصحاب دين سماوي رفيع، أن نتحول إلى ألعوبة بأيدي المستكبرين، ومطيّة لسياساتهم الظالمة.. لذلك علينا أن نفضح رؤوس الفساد في الأرض وعلى رأسهم أميركا وإسرائيل ونواجه اعتداءاتهم على شعوب الأمة ودولها، هؤلاء الذين لا يوفرون فرصة سانحة إلا ويسعون من خلالها إلى إفساد واقعنا، من طريق بذر الشقاق فيما بيننا، والعدوان على امتنا، ونهب ثرواتنا، وشل إرادتنا، واغتصاب حقوقنا، والحؤول دون وحدتنا واجتماعنا...

إن عالمنا الإسلامي اليوم يعاني مشكلات كبرى، وعلى الأمة أن تكون على مستوى التحدي، فها هو العراق ينزف دماء أبنائه، بفعل العدوان الأمريكي من جهة، وارتكابات ضعاف النفوس والإيمان من قتلة إخوانهم في الدين والوطن من جهة أخرى، وها هي أفغانستان مستباحة من خلال تسلط أمريكا على أرضها وشعبها، أما فلسطين، تلك القضية الإسلامية المركزية الجامعة، فحدث عن الظلم الأمريكي والصهيوني بلا حرج.

إننا ندعو الشعوب العربية والإسلامية إلى وعي مشاكلهم، وعدم الانزلاق إلى مهاوي الصراعات والفتن، لأن المستفيد الوحيد من كل ذلك هو المعتدي والمتربص والحاقد.. إننا أصحاب عقول وإرادات، وقادرون على حلّ مشاكلنا بأيدينا، فليس من الشهامة ولا الشرف في شيء أن يستعين بعضننا بالمستكبر والمستعمر على البعض الآخر، وليس من البطولة في شيء أن يتداعى بعض العرب ليجتمعوا على الجمهورية الإسلامية الإيرانية فيضعونها في موقع العداوة، ويكيدون لها في السر والعلن من دون وجه حق، وليس من الحكمة والمصلحة في شيء أن تصبح إسرائيل صديقة بعض العرب والمسيحيين في وقت يستبيح الصهاينة أطفال فلسطين ونسائها ورجالها وشيوخها، ويعيث مستوطنوها فيها فساداً...

وليس من الدين في شيء أن يتحول ما يسمى حوار الأديان إلى عملية تطبيع مموهة بين بعض الزعماء العرب وقادة الكيان الغاصب... وليس من الشجاعة في شيء أن يصافح علماء المسلمين الأيادي الصهيونية الملطخة بدماء الأطفال والأبرياء من شعبي فلسطين ولبنان... أيها القادة العرب قليلاً من الحياء، وقليلاً من الكرامة، وقليلاً من الاحترام لعقول وعواطف الشعوب، بل لدين هذه الشعوب المسلمة الشريفة...

نقول للمسؤولين العرب أنكم مؤتمنون على شعوب الأمة وثرواتها فلا يكون دأبكم التفريط بهذه وتلك.. ونطالبكم أيضاً بالكفّ عن الكيد بعضكم لبعض، وإن لقاءات القمة التي تعقدونها فيما بينكم يجب أن تتوجه لعلاج جذور المشاكل العربية مع أمريكا وإسرائيل، وان لا تتحول مناسبات لحيك المكائد أو التلهي بأمور ثانوية تحرفون من خلالها مسارات الأمور عن أهدافها... وتتلطون وراء مقولة الضعفاء أنه ليس في اليد حيلة، وان أوراق اللعبة السياسية هي في أيدي غيرنا..

إننا أحوج ما نكون اليوم إلى قادة عقلاء وشجعان، وليس إلى طالبي سلطة وجاه، يهدرون الغالي والنفيس، بما فيها الكرامات كي لا يزاحمهم أحد على ملكهم وسلطانهم... إننا في حاجة إلى قادة يرفعون الصوت في وجه أمريكا وإسرائيل وحتى أوروبا، ويقولون كلمة الحق في كل قضايانا الحيوية والمصيرية... إننا في حاجة إلى قادة يواجهون اعتداءات أمريكا وإسرائيل على شعوبنا ومناطقنا لا إلى قادة يحرسون بوابات عبور المحتل إلى أراضينا وديارنا... نحن في حاجة إلى قادة لا يحرضون العراقيين بعضهم على بعض.. ولا الشعب الأفغاني على الباكستاني أو الهندي على الكشميري أو الأثيوبي على الصومالي...

نحن أيضاً في حاجة إلى أن يكون علماء الأمة الكبار أن يكونوا حريصين على وحدة الأمة الإسلامية، فعلى العلماء إذا اشتدت بالأمة المحن أن يظهروا علمهم لا حقدهم، وأن يكونوا دعاة وحدة لا دعاة فرقة، وأن يكونوا منارات الهدى إلى طريق الحق لا معالم طريق للعصبيات والفئويات، ومنظّرين لحملات التكفير في طول العالم الإسلامي وعرضه...

إن على علماء الأمة أن يأخذوا دورهم القيادي والريادي في توجيه الشعوب والقادة على حد سواء، وان يكونوا الحريصين على الوحدة ونبذ التفرقة وأن يكونوا المستعدين دوماً للتضحية والفداء في سبيل ذلك.. لأن هذا ما عهدناه عند نبينا وأئمتنا والصالحين الذين لا بدّ من الاقتداء بهم والاستقامة على نهجهم القويم،

وإن على الشعوب العربية والإسلامية القيام بواجيها ومسؤولياتها تجاه المسؤولين والحكام وممارسة الضغوط السياسية على خياراتهم، وذلك بهدف تصويب سياساتهم باتجاه السعي لتحقيق الأهداف الحقيقة ومواجهة الأعداء الحقيقيين للأمة.

إن هناك الكثير من القادة العرب والمسلمين قد امتهنوا خداع شعوبهم وتمويه سياساتهم كي لا يطالبوا بالمواقف المبدئية المكلفة، لذلك فعلى هذه الشعوب العمل على إعادة هؤلاء إلى رشدهم ووعيهم.. إذ كيف يرضى هؤلاء القادة أن تتهدد إسرائيل وتتوعد الشعب اللبناني وهو شعب عربي قاتل ويقاتل ليؤكد انتسابه إلى العروبة ولا من يحرك منهم ساكناً وكيف يرضى المسلمون أن تهدد إسرائيل وأمريكا شعب إيران يومياً ولا ينبري من يسأل لماذا وبأي وجه حق... وإيران بلد إسلامي أصيل وعضو فاعل في منظمة المؤتمر الإسلامي... وكيف يسكت زعماء العرب عن موجات التكفير وعصابات القتل في العالم العربي، بل إن بعضهم يمولها وهم يعلمون أن من يقاتلونهم مسلمون موحدون يعبدون الله الواحد ويؤمنون بالنبي الواحد وبالكتاب الواحد...

نقول هذا، ونحن نعلم أن الأمل في الاستجابة ضعيف، لكن نخشى أن تضيع بوصلة العرب والمسلمين ونخسر جراء سياساتنا الساذجة كل ما بقي لدينا من أرض وعرض وثروة وكرامات. اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 10 ذو الحجة 1429 هـ  الموافق: 08/12/2008 م

ألقى سماحة الشيخ أحمد كوراني خطبتي صلاة العيد

نيابةً عن سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، ومما جاء في خطبته السياسية:


يتطلع المسلمون اليوم إلى حجاج بيت الله الحرام وهم مجتمعون في أرض واحدة، يرددون شعارات واحدة، ويمارسون شعائر واحدة، ويرجمون شيطاناً واحداً، إنه لمظهر مهيب من مظاهر الوحدة، التي أرادها الباري عز وجل نموذجاً يتمثلونه في اجتماعهم الإسلامي العام، وسمة يتميزون بها عن غيرهم من شعوب العالم... إنه مظهر الاستسلام المطلق لله عز وجل والانعتاق المطلق من أسر شيطانين الأرض، والالتزام بالدين الحنيف، الذي أراده الله خلاصاً لبني البشر.

إن وقفة المسلمين الموحدة في الحج هي إحدى مظاهر الاتحاد المثالي للمسلمين في العالم... وهي في الوقت نفسه رسالة واضحة الأبعاد والدلالات للمستكبرين والأعداء.. إن المسلمين إذا اجتمعوا فلن يستطيع أحد أن ينال منهم أو يحط من شأنهم ومن عزتهم.

إن أشدّ ما يغضب ويغيظ أعداء الأمة الإسلامية اليوم هو اجتماع المسلمين واتحادهم على الخير والهدى.. لذلك فإن المسلمين اليوم، بدولهم وشعوبهم وجالياتهم، مدعوون أكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز هذا الاتحاد وتمتين أواصره فيما بينهم... وهم مدعوون أيضاً إلى وعي المخاطر المحدقة بهم، واليقظة لاستهدافات أعدائهم، والتنبّه للأفخاخ التي ينصبها المتربصون بهم من الشرق والغرب على حد سواء...

إن أخطر ما يمكن أن تواجهه الأمة اليوم هو الخلاف الداخلي، لأن مثل هذا النوع من الخلافات من شأنه أن يشق صفوفهم ويضعف قوتهم، ويوهن عزمتهم، ويحط من قدرهم ومكانتهم بين الشعوب والأمم.

إن الله أرادنا موحدين متماسكين أقوياء... فيما السفهاء منا يريدون خلاف ذلك،  ويعملون على إضعافنا من حيث يدرون، أو لا يدرون فينساقون لمسايرة المستكبرين على حساب وحدة الأمة ومصالحها، ويعملون على بذر الشقاق وزرع الخلاف بين أبناء الأمة الواحدة، ويدفعون بعض المسلمين لتكفير بعضهم الآخر، بل يدفعون بعضهم لقتال بعضهم الآخر دون وازع من دين أو شرع أو إيمان، وهذا للأسف ما يحصل في عدد من دولنا العربية والإسلامية في العالم.

إن من غير اللائق بأمتنا، ونحن أصحاب دين سماوي رفيع، أن نتحول إلى ألعوبة بأيدي المستكبرين، ومطيّة لسياساتهم الظالمة.. لذلك علينا أن نفضح رؤوس الفساد في الأرض وعلى رأسهم أميركا وإسرائيل ونواجه اعتداءاتهم على شعوب الأمة ودولها، هؤلاء الذين لا يوفرون فرصة سانحة إلا ويسعون من خلالها إلى إفساد واقعنا، من طريق بذر الشقاق فيما بيننا، والعدوان على امتنا، ونهب ثرواتنا، وشل إرادتنا، واغتصاب حقوقنا، والحؤول دون وحدتنا واجتماعنا...

إن عالمنا الإسلامي اليوم يعاني مشكلات كبرى، وعلى الأمة أن تكون على مستوى التحدي، فها هو العراق ينزف دماء أبنائه، بفعل العدوان الأمريكي من جهة، وارتكابات ضعاف النفوس والإيمان من قتلة إخوانهم في الدين والوطن من جهة أخرى، وها هي أفغانستان مستباحة من خلال تسلط أمريكا على أرضها وشعبها، أما فلسطين، تلك القضية الإسلامية المركزية الجامعة، فحدث عن الظلم الأمريكي والصهيوني بلا حرج.

إننا ندعو الشعوب العربية والإسلامية إلى وعي مشاكلهم، وعدم الانزلاق إلى مهاوي الصراعات والفتن، لأن المستفيد الوحيد من كل ذلك هو المعتدي والمتربص والحاقد.. إننا أصحاب عقول وإرادات، وقادرون على حلّ مشاكلنا بأيدينا، فليس من الشهامة ولا الشرف في شيء أن يستعين بعضننا بالمستكبر والمستعمر على البعض الآخر، وليس من البطولة في شيء أن يتداعى بعض العرب ليجتمعوا على الجمهورية الإسلامية الإيرانية فيضعونها في موقع العداوة، ويكيدون لها في السر والعلن من دون وجه حق، وليس من الحكمة والمصلحة في شيء أن تصبح إسرائيل صديقة بعض العرب والمسيحيين في وقت يستبيح الصهاينة أطفال فلسطين ونسائها ورجالها وشيوخها، ويعيث مستوطنوها فيها فساداً...

وليس من الدين في شيء أن يتحول ما يسمى حوار الأديان إلى عملية تطبيع مموهة بين بعض الزعماء العرب وقادة الكيان الغاصب... وليس من الشجاعة في شيء أن يصافح علماء المسلمين الأيادي الصهيونية الملطخة بدماء الأطفال والأبرياء من شعبي فلسطين ولبنان... أيها القادة العرب قليلاً من الحياء، وقليلاً من الكرامة، وقليلاً من الاحترام لعقول وعواطف الشعوب، بل لدين هذه الشعوب المسلمة الشريفة...

نقول للمسؤولين العرب أنكم مؤتمنون على شعوب الأمة وثرواتها فلا يكون دأبكم التفريط بهذه وتلك.. ونطالبكم أيضاً بالكفّ عن الكيد بعضكم لبعض، وإن لقاءات القمة التي تعقدونها فيما بينكم يجب أن تتوجه لعلاج جذور المشاكل العربية مع أمريكا وإسرائيل، وان لا تتحول مناسبات لحيك المكائد أو التلهي بأمور ثانوية تحرفون من خلالها مسارات الأمور عن أهدافها... وتتلطون وراء مقولة الضعفاء أنه ليس في اليد حيلة، وان أوراق اللعبة السياسية هي في أيدي غيرنا..

إننا أحوج ما نكون اليوم إلى قادة عقلاء وشجعان، وليس إلى طالبي سلطة وجاه، يهدرون الغالي والنفيس، بما فيها الكرامات كي لا يزاحمهم أحد على ملكهم وسلطانهم... إننا في حاجة إلى قادة يرفعون الصوت في وجه أمريكا وإسرائيل وحتى أوروبا، ويقولون كلمة الحق في كل قضايانا الحيوية والمصيرية... إننا في حاجة إلى قادة يواجهون اعتداءات أمريكا وإسرائيل على شعوبنا ومناطقنا لا إلى قادة يحرسون بوابات عبور المحتل إلى أراضينا وديارنا... نحن في حاجة إلى قادة لا يحرضون العراقيين بعضهم على بعض.. ولا الشعب الأفغاني على الباكستاني أو الهندي على الكشميري أو الأثيوبي على الصومالي...

نحن أيضاً في حاجة إلى أن يكون علماء الأمة الكبار أن يكونوا حريصين على وحدة الأمة الإسلامية، فعلى العلماء إذا اشتدت بالأمة المحن أن يظهروا علمهم لا حقدهم، وأن يكونوا دعاة وحدة لا دعاة فرقة، وأن يكونوا منارات الهدى إلى طريق الحق لا معالم طريق للعصبيات والفئويات، ومنظّرين لحملات التكفير في طول العالم الإسلامي وعرضه...

إن على علماء الأمة أن يأخذوا دورهم القيادي والريادي في توجيه الشعوب والقادة على حد سواء، وان يكونوا الحريصين على الوحدة ونبذ التفرقة وأن يكونوا المستعدين دوماً للتضحية والفداء في سبيل ذلك.. لأن هذا ما عهدناه عند نبينا وأئمتنا والصالحين الذين لا بدّ من الاقتداء بهم والاستقامة على نهجهم القويم،

وإن على الشعوب العربية والإسلامية القيام بواجيها ومسؤولياتها تجاه المسؤولين والحكام وممارسة الضغوط السياسية على خياراتهم، وذلك بهدف تصويب سياساتهم باتجاه السعي لتحقيق الأهداف الحقيقة ومواجهة الأعداء الحقيقيين للأمة.

إن هناك الكثير من القادة العرب والمسلمين قد امتهنوا خداع شعوبهم وتمويه سياساتهم كي لا يطالبوا بالمواقف المبدئية المكلفة، لذلك فعلى هذه الشعوب العمل على إعادة هؤلاء إلى رشدهم ووعيهم.. إذ كيف يرضى هؤلاء القادة أن تتهدد إسرائيل وتتوعد الشعب اللبناني وهو شعب عربي قاتل ويقاتل ليؤكد انتسابه إلى العروبة ولا من يحرك منهم ساكناً وكيف يرضى المسلمون أن تهدد إسرائيل وأمريكا شعب إيران يومياً ولا ينبري من يسأل لماذا وبأي وجه حق... وإيران بلد إسلامي أصيل وعضو فاعل في منظمة المؤتمر الإسلامي... وكيف يسكت زعماء العرب عن موجات التكفير وعصابات القتل في العالم العربي، بل إن بعضهم يمولها وهم يعلمون أن من يقاتلونهم مسلمون موحدون يعبدون الله الواحد ويؤمنون بالنبي الواحد وبالكتاب الواحد...

نقول هذا، ونحن نعلم أن الأمل في الاستجابة ضعيف، لكن نخشى أن تضيع بوصلة العرب والمسلمين ونخسر جراء سياساتنا الساذجة كل ما بقي لدينا من أرض وعرض وثروة وكرامات. اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 10 ذو الحجة 1429 هـ  الموافق: 08/12/2008 م
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية