استقبل في مكّة المكرّمة وفداً من علماء السنّة والشيعة في العراق فضل الله: سلاح الوحدة الداخليّة هو الأفضل للعراقيّين مع سلاح المقاومة |
واصل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، نشاطه في مقرّ بعثته في مكة المكرمة، فاستقبل وفداً من اتحاد علماء المسلمين في العراق ضم فاعليات دينية وسياسية من السنة والشيعة. وضم الوفد: وزير النقل العراقي، السيد عامر البطاط، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي ورئيس لجنة صياغة الدستور، الشيخ هشام حمودي,وامام الجامع الكبير في السليمانية، الشيخ ماجد الحفيد، وإمام الحضرة القادرية، الشيخ محمود العيساوي والشيخ فؤاد المقداد، ورئيس جماعة علماء العراق في البصرة، الشيخ خالد الملا، ورئيس قسم الدراسات العليا في الجامعة الإسلامية ببغداد، الدكتور احمد مهنا.
وتحدث باسم الوفد إمام الحضرة القادرية، الشيخ محمود العيساوي، فتوجه إلى سماحته بالقول: هناك من يؤكد دائماً أن عاطفة الشباب هي بحاجة لخبرة الرجال، ونحن في العراق نتطلع إليكم في لبنان وإلى سماحتكم على وجه الخصوص لننهل من معين حكمتكم وخبرتكم و نتزود منهما زاداً يعيننا على مواجهة ما يعترضنا من مشاكل في العراق,لقد عشتم في لبنان في ظل محنة صعبة,وكان الحديث يدور عن أن لبنان سيدخل في هذه المحنة التي تم احتواءها بفعل جهودكم وجهود المخلصين، ونحن في العراق نتطلع إلى تجاوز هذه المحنة.
أضاف: لقد كنا نتابع مواقفكم ومواجهاتكم مع العدو الإسرائيلي في أثناء حرب تموز من العام 2006، وشعرنا بأنكم في لبنان تدافعون عن الأمة كلها، وترفعون رأسنا عالياً، فأنتم تمثلون مرجعية إسلامية تحظى بالتقدير و الاحترام الكبيرين ، ليس في الوسط الإسلامي الشيعي فحسب، بل في الأوساط الإسلامية السنية أيضاً. ونحن لا نذيع سراً إذا قلنا لكم إن الكثير من شبابنا يتابع أقوالكم ويرصد مواقفكم ويعمل بفتاواكم، ونحن في العراق بخصوصياته و تنوعاته في حاجة إليكم في مواجهة كل ما يحاك ضد العراق والعراقيين و ضد الإسلام والمسلمين.
كلمة المرجع فضل الله
ثم تحدث سماحة السيد فضل الله فأشار إلى أن العراق يمثل ثغراً مهماً من ثغور الإسلام، وهو الموقع الذي اختزن حركة الحضارات القديمة منذ حضارة بابل، كما أطل على الحضارة الحديثة، وخصوصاً الحضارة الغربية، من نافذة الحضارة الإسلامية التي أعطت الكثير للحضارات التي جاءت بعدها، وخصوصاً الحضارة الغربية، وكانت بحق أم الحضارات الحديثة.
أضاف: منذ انطلقنا في النجف الأشرف، كنا نلاحظ أن العراق لا يتميز عن البلدان الإسلامية الأخرى في خطوطه الثقافية والأدبية والإسلامية فحسب، بل في الجانب الوحدوي الإسلامي الأصيل الذي كان يجمع المسلمين بعيداً من كل عناصر التفرقة المذهبية، وكنا نلاحظ انه لا وجود للعصبية المذهبية ولا أثر لها في العراق، إلى الوقت الذي دنس الاحتلال أرضه حيث عمل على خطين: خط عمل على تمزيق وحدة العراقيين الداخلية من خلال الإيحاء بأنه يقف إلى جانب فريق عراقي ضد فريق عراقي آخر، ومن خلال محاولاته لتحريك الحساسيات التاريخية بطريقة معقدة وخبيثة، وخط عمل على تصفية كل عناصر القوة العراقية لأنه كان يراد إسقاط هذه العناصر لحساب إسرائيل، لأن العراق كان يمثل خطراً استراتيجياً على إسرائيل التي كانت تعمل لتدمير هذه القوة التي تعرف أنها قوة الشعب العراقي وليست قوة نظام قابل للسقوط في أي وقت وعند أي منعطف دولي، أو في ظل ظروف سياسية ملائمة في المنطقة.
وتابع: أن أفضل سلاح يمكن للعراقيين استخدامه في مواجهة المحتل إلى جانب سلاح المقاومة هو سلاح الوحدة، وخصوصا الوحدة الإسلامية التي تجمع السنة و الشيعة على طاعة الله و رسوله(ص)، وعلى السعي المتواصل لإخراج المحتل من العراق في أسرع وقت، والوحدة الإسلامية لا تمثل بالنسبة إلينا مشروعاً ثقافياً فحسب، بل إنها مسألة حياتنا أو موتنا، لأن أي اختراق للنسيج الإسلامي الداخلي، وأي عبث بالأمن العربي أو الإسلامي من الداخل,سواء من خلال الخصوصيات التي تتصل بالمذاهب أو بالأحزاب وما إلى ذلك، هو تأسيس لحالات من الانقسام القاتل في الأمة.
وأشار سماحته إلى تجربة اتحاد علماء الإسلام مؤكداً أهمية أن يسعى الجميع، كلٌ في وسطه و بحسب إمكاناته، لمواجهة الألغام التي زرعها الاحتلال ومحاولات المستكبرين لإيقاع الشقاق والتشرذم في صفوف الأمة.
|