التقوى الشخصية والاجتماعية
يقول الله سبحانه تعالى: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنَّةٍ عرضها السموات والأرض أعدّت للمتقين* الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين* والذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون* أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنَّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين} (آل عمران:133-136).
في هذه الآيات، يدعو الله سبحانه وتعالى الناس كافةً إلى أن يسارعوا، من خلال أعمالهم وأقوالهم وعلاقاتهم ومعاملاتهم، إلى الحصول على مغفرة الله في ما أذنبوا وأخطأوا، حتى إذا استغفروا ربهم وأخلصوا له غفر الله لهم، ووقفوا بين يديه غداً وهم في مغفرة ورضى من الله سبحانه وتعالى، وكان جزاؤهم الحصول على الجنة.
وقد يتحدّث أيضاً عن أن الحصول على الجنة لا بدّ فيه من تحصيل عدة سلوكيات؛ وأوّلها تحصيل ملكة التقوى في النفس، والتقوى على قسمين؛ فهناك التقوى الشخصية، وهي أن يأتي الإنسان بعباداته التي فرضها الله عليه، وأن يترك المحرمات التي نهاه عنها.
وهناك التقوى الاجتماعية، وهي التي تتصل بعلاقات الإنسان بالناس، ففي المجتمع أناس يعيشون الحاجة، لأنهم لا يملكون شروط العيش الكريم، إما لأنهم لا يملكون فرصةً للعمل، أو لأنهم لا يستطيعون العمل، لمرض أو لغير ذلك، أو لأنهم من الأيتام الذين لا عائل لهم، أو لأنهم من الأسرى الذين لا يملكون الظروف التي يستطيعون إدارة أمورهم فيها. فطريق التقوى في مثل هذه الحال تتمثّل بالإنفاق على هؤلاء الناس مما رزقك الله من مال، سواء كان ذلك في سعةٍ من أمرك، أو كان في ضيق منه، {الذين ينفقون في السرَّاء والضرَّاء}، بأن تعطي من مالك الذي حصلته بجهدك ولو كان هذا المال قليلاً، كما يُقال: "القليل أفضل من الحرمان".
فالإنسان الذي ينفق من ماله يأخذ بأسباب التقوى، باعتبار أنه ينفق حباً لله وخوفاً منه ووفاءً له، لأن الله يقول: {وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه} (الحديد:7)، بمعنى أن المال الذي يعطيكم الله إياه، أنتم وكلاء على صرفه في الموارد التي أمركم الله أن تصرفوه فيه؛ ربما بعض الناس يقول لك هذا مالي وأنا حرّ في أن أصرفه في أي شيء، حلالاً كان أو حراماً! لا، أن لست حراً في ذلك، لأنّ الله جعلك وكيلاً على هذا المال ومؤتمناً عليه، لذلك فهو ليس مالك، بل هو مال الله، {وآتوهم من مال الله الذي آتاكم} (النور:33)، لأنّ المال مال الله، وأنت ومالك وحياتك كلكم لله، {وما بكم من نعمة فمن الله} (النحل:53) {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} (ابراهيم:34). الله يقول أنا أعطيتك مالاً، ومصرف المال هو هذا {وفي أموالهم حق للسائل والمحروم} (الذاريات:19).
مسؤولية الإنفاق
إنّ الله سبحانه رزقك المال، وجعل لك مسؤولية الإنفاق على الفقراء والمساكين، وأن تنفق على زوجتك وعيالك، وليس لك أن تمتنع عن الإنفاق على عيالك لتصرف مالك في شهواتك، كبعض الذين يحصلون على المال وينفقونه في القمار، أو ينفقونه في شهواتهم ولذّاتهم ويحرمون أهلهم (زوجتهم وأولادهم) من ذلك. وهنا نلفت إلى نقطة مهمة، وهي أن نفقة الزوجة هي حقّ لها، ولا يحق للزوج أن يترك زوجته بلا مال، حتى لو كانت الزوجة موظفةً، فالإنفاق على الزوجة هو حقٌ لها على الزوج.
صفات المتقين
أمّا نتائج التقوى، فهي أنّ الله أعدَّ الجنة بكل نعيمها للمتقين، الذين يتّقونه ويخافونه ويراقبونه ويحبّونه، والصّفة الأولى لهؤلاء المتّقين، كما ذكر سبحانه، أنّهم ينفقون في السرّاء والضرّاء.
الصفة الثانية لهم هي: {الكاظمين الغيظ}، وهو الإنسان الذي إذا واجه مشكلةً بينه وبين آخرين، سواء في المحيط العائلي أو في المحيط الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي، يكظم غيظه في صدره، ولا يفجّره بشتمٍ أو سبٍّ أو ضربٍ أو ما إلى ذلك، وكظم الغيظ من الصفات التي ترتفع بإيمان الإنسان، حتى ورد أنّ: "من كظم غيظاً وهو يقدر على إمضائه، حشا الله قلبه أمناً وإيماناً يوم القيامة".
الإمام علي(ع) يقول: "متى أشفي غيظي إذا غضبت؛ أحين أعجز عن الانتقال، فيقال لي: لو صبرت؟ أم حين أقدر عليه فيقال لي: لو عفوت؟"، يعني في كلا الحالين ينبغي للإنسان أن يكظم غيظه، فيعفو عند المقدرة، ويصبر عند العجز.
أيضاً في حديثٍ للإمام زين العابدين(ع) عن كظم الغيظ يقول: "إن أحلى جرعة أتجرّعها هي أن أكظم غيظي"، بمعنى أنّي ما تجرّعت جرعةً أحبَّ إليَّ من كظم الغيظ، لأنّك عندما تحبس غيظك في نفسك، فإنّك بذلك تتمالك أعصابك، لتصبح قوّتك في موقفك، وليس في كلمتك وضربتك.
{والعافين عن الناس}، هذه هي الصفة الثالثة للمتّقين؛ إنّ الله سبحانه يقول: {وأن تعفو أقرب للتقوى}، أنت تقدر أن تأخذ حقك، والله جعل لك الحرية في أن تأخذ حقك، لكن إذا دار الأمر بين أن تأخذ حقك أو أن تعفو، فالأقرب إلى التقوى هو أن تعفو، باعتبار أن موقفك هذا يدلّ على سموّ أخلاقك.
{والله يحب المحسنين}، إذ لا يكفي أن تكظم غيظك وتعفو عمن ظلمك، بل أن تحسن إليه. وقد ورد في سيرة الإمام زين العابدين(ع)، أنه كانت لديه جارية، وكانت تصب الماء على يديه، ويبدو أن الإبريق كان من نحاس، وقد تشاغلت الجارية بالنظر، فوقع الإبريق على رأس الإمام وشجّه، فسال الدم، قالت: "يا مولاي، إنّ الله يقول: {والكاظمين الغيظ}، فقال لها كظمت غيظي، قالت: {والعافين عن الناس}، قال: عفى الله عنك، قالت: {والله يحب المحسنين}، قال: اذهبي أنت حرةٌ لوجه الله".
ثم يكمل الله سبحانه حديثه عن صفات المتقين، فيقول تعالى: {والذين إذا فعلوا فاحشةً ـ والفاحشة هي العمل الذي يتجاوز به الحد الطبيعي، أو الحد المسموح به ـ أو ظلموا أنفسهم ـ بالمعصية، فهناك بعض الناس عندما تصدر منه خطيئة ويتجاوز الحدود الشرعية، يستمر في خطأه، وهناك من يتذكر فيقف ويقول: كيف عصيت الله وكيف ظلمت نفسي بالمعصية، وتجاوزت الحدود الشرعية؟! فالمتّقون هم الذين إذا قاموا بشيء من ذلك ـ ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ـ طالبين من الله المغفرة والرضوان ـ ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصرّوا على ما فعلوا ـ بأن يبقوا على خطيئتهم وظلامتهم لأنفسهم، بل إنّهم يتراجعون عمّا فعلوا ـ وهم يعلمون}.
{أولئك جزاؤهم مغفرةٌ من ربِّهم ـ فالله يغفر لمن يستغفره ويتوب إليه ولا يصرّ على خطيئته ـ وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين}.
حريـة الإرادة
وعلى الإنسان أن يخيِّر نفسه؛ بين أن يكون من المتقين، الكاظمين الغيظ، العافين عن الناس، المحسنين، المنفقين في السرّاء والضرّاء، المستغفرين الله، ليحصل بذلك على جنّةٍ عرضها السماوات والأرض، وبين النار؟ كما وقف الحر بن يزيد الرياحي، عندما كان قائد جيش بني أمية، وقد توجّه لقتال الحسين(ع)، وعندما رأى أن الأمر قد وصل إلى حدّه، وكان الرجل في حالة إيمان ولم يكن كبقية قادة الجيش وأفراده، وقف حتى يأخذ القرار، وهو قرار صعباً، فأصابته رعدة، وصار يرتجف، فرآه أحد أصحابه على هذه الحالة، فقال له: أترتعد؟! والله لو قيل لي من أشجع أهل الكوفة ما عدوتك، فقال الحر: إني أخيّر نفسي بين الجنة والنار ـ النار بأن أقاتل الحسين، والجنة بأن أنفصل عن بني أمية وأتوب إلى الله وأذهب إلى الحسين. ثمّ حسم أمره قائلاً: فهل أبقى على هذه الزعامة، أو أتحوَّل إلى جندي من جنود الحسين؟ ـ ووالله لا أختار على الجنة شيئاً ولو قطّعت وحرّقت. الجنة لا شيء يساويها؛ لا مال ولا قيادة ولا زعامة. وذهب الحرّ إلى الحسين(ع)، واستشهد بين يديه، وأبّنه الحسين(ع) وقال فيه: "أنت الحرّ كما سمّتك أمك ـ الحرّ هو الذي يملك إرادته، أمّا الذي لا يملك إرادته ويكون خاضعاً لشهواته ورغباته فهو ليس حراً ـ حرٌ في الدنيا وسعيدٌ في الآخرة".
لنكن، أيها الأحبة، الأحرار كما قال أمير المؤمنين(ع): "لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً"، ولننطلق لنكون الأحرار أمام شهواتنا وأمام كل الناس، والعبيد أمام الله تعالى.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
عباد الله، اتقوا الله، وواجهوا الموقف بكل قوة ومسؤولية وتقوى، وبكل ما يرضي الله عنكم في جهادكم من أجل الإسلام والمسلمين، فماذا هناك؟
أمريكا: مؤتمر الخداع الأمريكي
أمام مؤتمر الخريف الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي بعنوان السلام، تؤكّد المواقف والتصريحات التي يطلقها المسؤولون الأمريكيّون والإسرائيليّون، أنّ الأفكار المطروحة حول المؤتمر ستضيع في متاهات الزمن، لتبقى لإسرائيل الحرّية السياسية في تعقيد الأمور وإيصالها إلى الطريق المسدود في نهاية المطاف، كما هو حال كلّ المؤتمرات السابقة، لأنّ المطلوب دائماً هو تلميع صورة إسرائيل أمام العالم، وإدخال العرب في حال التطبيع معها، في وقتٍ تصرّح الولايات المتّحدة الأمريكية أنّ السلطة الفلسطينيّة والعدوّ لن يتوصّلا في وثيقة مختصرة يعدّانها لاجتماع دوليّ، إلى حلول لمشاكل تعود إلى عقودٍ، كما أنّها ـ أي أمريكا ـ لا تنوي فرض شيء على إسرائيل غير مقبولٍ عندها، ما يدلّ على أنّ المؤتمر لن يخرج بأيّ نتيجة إيجابيّة لمصلحة ما يسمّى السلام.
إنّنا نجد في ذلك كلّه، أنّ أمريكا تبيع السلطة الفلسطينية والعربَ وهماً سياسيّاً لا يؤدّي إلى أيّ حلّ، لينتقل العرب من فشلٍ إلى فشلٍ، قد يُدخلهم في متاهات السياسة الأمريكية التي تعمل على الاستفادة من الزمن ريثما ينضج التطبيع العربي ـ الإسرائيلي في شكلٍ كاملٍ؛ لأنّ الدولة العبريّة تحوّلت إلى أمر واقع في سياسة العالم واقتصاده وأمنه، ليقبَل العرب ـ بمن فيهم القائمون على السلطة الفلسطينية ـ بما تفرضه عليهم إسرائيل التي تلعب لعبة الضغط المتحرّك الذي يركّز على نقاط الضعف العربي من جهة، والانقسام الفلسطيني من جهة أخرى.
إنّنا ننصح المسؤولين العرب، ولاسيّما السلطة الفلسطينية، برفض حضور المؤتمر الذي لن يقدّم لهم إلا الخداع، والذي سينقل المؤتمرين إلى مؤتمر آخر ما بعد عهد الرئيس بوش، على الطريقة الأمريكية التي تستند إلى عامل الزمن في إدخال القضيّة في المتاهات، بما يؤدّي إلى المزيد من التنازلات حتّى لا يبقى شيء في نهاية المطاف.
إسرائيل: مكاسب إضافية وتنازلات عربية
وفي خطّ موازٍ، يُشدّد كيان العدوّ ـ بلسان وزير دفاعه ـ على الرفض المطلق للانسحاب من مناطق واسعة في شرق القدس، وبينها البلدة القديمة، ما يعني أنّ القضايا الحيويّة المصيريّة التي تدخل في موضوع المفاوضات، هي من القضايا التي ترفضها إسرائيل من حيث المبدأ، ولا يمكن لها التنازل عنها لتكون جزءاً من الدولة الفلسطينيّة.
إنّ أهل مبادرة السلام العربيّة، ظنّوا أنّ الإدارة الأمريكية ستضيف إلى تقديماتهم التنازليّة بعض الضمانات والمكافآت المغرية، لعلّ إسرائيل تطمئنّ فتتنازل؛ لكنّ حكومة العدوّ اكتفت بالمكسب السياسي الممتاز الذي تحقّق لها عبر مخاطبة القمّة العربيّة لها مباشرةً عبر الوفد الذي أرسلته معها، والذي ألقى شبهةً على الدور القومي للجامعة العربيّة، ورفضت تقديم أي تنازل حتى لو كان شكلياً.
لقد نجح الأمريكيّون، ومعهم ـ دائماً ـ الإسرائيليّون، في تخويف أهل الجزيرة العربية والخليج من إيران وامتداد نفوذها في المنطقة، تحت عنوان الخطر الشيعي الذي سخّرت أمريكا القيادات وبعض المرجعيّات الدينيّة والسياسية ودول محور الاعتدال للتحرّك ضدّه.
وهذا ما ينبغي للعرب أن يفهموه، ليميّزوا بين العدوّ الحقيقيّ الذي احتلّ أرضهم، فلسطين، وبين الصديق الذي يمدّ يده للتعاون والتواصل والتكامل في السياسة والأمن والاقتصاد، فلا يقعوا في الخطأ مرّةً جديدةً كما فعلوا في الحرب العراقيّة الإيرانيّة.
العراق: لوضع نهاية للاحتلال
ومن جهة أخرى، لا يزال الشعب العراقي يعاني من وحشيّة الاحتلال الأمريكي الذي يتحرّك، عبر جيشه والشركات الأمنيّة، لارتكاب المجازر، إضافةً إلى وحشيّة التكفيريّين. وكّنا قد أعلنّا مراراً أنّ العراق لن يتحرّك نحو الحلّ لمشكلته من دون وضع نهاية للاحتلال الأمريكي الذي كان السبب في دخول العراق متاهات الفوضى، والذي أربك من خلاله المنطقة كلّها.
لبنان: تعقيدات سياسية مستحكمة
أمّا لبنان، فلا تزال الإدارة الأمريكية تتحدّث عن المسألة اللبنانيّة بطريقة ملتبسة، وخصوصاً في إطلاق التصريحات العامّة التي لا تدخل في التفاصيل إلا من وراء الكواليس التي يتحدّث فيها ممثّلها ومن يتحرّك في خطّها في لبنان، ويترافق ذلك مع محاولة أطراف أطلسيّين استثمار الأزمة اللبنانيّة لمصلحة الحرب الباردة الجديدة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية؛ الأمر الذي قد يجعل الأزمة تتحرّك في أكثر من إشكال، إضافةً إلى أنّ هناك مبادرةً تفاوضيّةً بين المعارضة والموالاة لا ندري مدى نسبة النجاح فيها بفعل الأجواء التي يثيرها بعض الأفرقاء الذين يتحرّكون من أجل استمرار التعقيد في الأزمة، من خلال الأفكار الانفعاليّة المعقّدة المثيرة التي توزّع الاتهامات بطريقة وبأخرى، وهناك مبادرة مسيحيّة تديرها البطركيّة المارونيّة، تواجه تعقيدات الخلافات السياسيّة بين المرشّحين للرئاسة، وهناك حديث عن مبادرة أوروبّية تتحرّك من خلال بعض الدول الأوروبّية، ولعلّ من الصعب توفير سبل النجاح لها.
ولكنّ المشكلة التي تواجه لبنان، هي هذه الفوضى المعيشيّة التي فرضت على اللبنانيّين الجوع والعري والحرمان التربويّ، والإحساس بأنّهم يتحرّكون في ساحة اللادولة التي قد تصدر حكومتها الكثير من القرارات، ولكنّها لا تملك التنفيذ، هذا، إضافةً إلى الضرائب التي تطاول حاجة الناس إلى المحروقات، والغلاء الذي يصادر مداخيل الفقراء والطبقة المتوسّطة، وفقدان فرص العمل الذي يدفع بالشباب إلى الهجرة.
إنّ القضيّة ليست: من هو الرئيس المقبل؟ ولكنّ القضيّة: هل هناك نظام متوازن يحقّق للمواطن حاجاته، ويضمن له حقوقه، بعيداً عن الامتيازات الطائفيّة؟ وهل هناك جيل سياسيّ يتجاوز الاهتمام بذاتيّاته إلى الاهتمام بشعبه ووطنه، وبالناس الذين انتخبوه ممّن يحرّكهم نحو العصبيّة له لا نحو القضايا المصيريّة؟