ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك بحضور حشد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية وجمع غفير من المؤمنين ، ومما جاء في خطبته الأولى :
بالأمانة نحفظ المجتمع والنفس
يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون}، ويقول تعالى مخاطباً رسوله(ص): {ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوّاناً أثيماً}.
من الموضوعات التي اهتم بها القرآن الكريم ـ وهو كتاب الله ـ واهتم بها النبي(ص) في سنته هي مسألة الخيانة، والخيانة تمثل الخلق الذي يسقط صاحبه عند الله وعند الناس، لأن ما يربط الإنسان بربه هو عهده مع الله، وما يربطه برسوله هو عهده مع الرسول، لأن الشهادة لله بالوحدانية تعني عهداً من الإنسان إلى ربه أن لا ربّ له غيره ولا طاعة ولا عبادة لغيره، وشهادته للنبي(ص) بالرسالة تعني أنه يلتزم برسالته لأنها رسالة الله ولا ينحرف عنها، ويتحرك في كل ما جاءت به سنّته.
وهكذا في المجتمع، حيث يرتبط الناس في المجتمع بالعهود التي يعاهدون فيها بعضهم بعضاً، وبالعقود التي يلتزم فيها بعضهم مع بعض، وبالأمانات التي يأتمن فيها بعضهم بعضاً، فهذه الالتزامات العهدية والعقدية والائتمانية هي التي تحفظ للمجتمع سلامته، وهكذا فإن هناك أمانة في داخل حياة الإنسان، فنفسك هي أمانة الله عندك أراد الله لك أن تحفظها وأن لا تظلمها ولا تورطها في ما يدخلها جهنم، أو في ما يجلب لها الخسارة في الدنيا، فأنت لست حراً في أن تفعل بنفسك ما تشاء، بل خلق الله تعالى لك العقل رقيباً على غرائزك، وخلق إرادتك لتحمي مسؤولياتك لكي لا تنحرف بها غرائزك.
وفي ضوء هذا، يجب عليك أولاً وقبل كل شيء أن تحفظ أمانتك في نفسك، أن لا تخونها، والله تعالى حدّثنا في القرآن الكريم عن الذين يختانون أنفسهم، ودعا النبي(ص) إلى عدم الدفاع عنهم: {ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوّاناً أثيماً}، وهذه الآية الكريمة تتحدث عن مسلم سرق واتهم أهله يهودياً وحاولوا أن يدافعوا عن المسلم باتهام اليهودي ظناً منهم أن يهودية هذا اليهودي قد تبرر الحكم عليه لمصلحة المسلم، ولكن الله أنزل آيات على النبي(ص) ليبيّن له أن يهودية هذا اليهودي لا تبرر أن تحكم عليه ما دام المسلم هو الذي سرق، وخيانة هذا المسلم أنه سرق وورّط نفسه في عقوبة الدنيا وعقوبة الآخرة، ولذلك فكل معصية لها مدلول اجتماعي، مثل معصية الزنى والغيبة والنميمة وأكل أموال الناس بالباطل وظلم الناس وتأييد الظالمين، هذه المعاصي التي لها مدلول سلبي اجتماعي، ولها مدلول سلبي روحي، باعتبارها تمرداً على الله ورسوله، هذه المعاصي تمثل خيانة النفس، لأنها وجّهت نفسك إلى ما يضرها في الدنيا والآخرة، وحرّكت طاقاتك في ما يجلب السوء للمجتمع، ولذلك فهي خيانة لله ولرسوله ولنفسك وللمجتمع.
تلبية الغرائز يسقط الجانب الروحي
وهذا ما ينبغي للإنسان أن يلتفت إليه بحيث يدرس مصلحة نفسه، ومن المؤسف أن بعض الناس يفكر أن مصلحة نفسه في تلبية غرائزه. قد يمثل ذلك في جانبٍ ما خدمة لنفسك، ولكنه في العمق يمثل إساءة لها، لأنك أسقطت الجانب الروحي من نفسك، وأسقطت ثقة الناس بك، وأسقطت رضى الله ورسوله عليك، وعندما توازن بين الأرباح والخسائر، فإنك تجد أن كل ما حصلت عليه في الدنيا لا قيمة له عند الخسارة الكبيرة التي وقعت بها. ما قيمة ما تحصل عليه من مال وجاه مزوّر سوف يتركك وتتركه أمام خسارة رضى الله ورسوله عنك، وسقوط صورتك في المجتمع وعند نفسك؟!
ولذلك أراد الله تعالى للإنسان أن لا يخون نفسه، ولكي نتلافى ذلك، علينا عندما ننطلق بأي عمل أو أي مشروع، أن لا ندرسه من جانب واحد بل من كل الجوانب، ما هو مردود هذا المشروع تجاه نفسي وأمام ربي وأمام النتائج الاجتماعية من خلال ثقة المجتمع، وما هو مردوده في الدنيا والآخرة، لأنك إذا درست الأمر من جانب واحد قد تحصل على هذا الجانب، ولكنك تخسر من جوانب أخرى أغفلتها.. الله تعالى خلق لنا عينين لا عين واحدة من أجل رواية الصورة من جميع جوانبها، لأننا إذا نظرنا بعين واحدة فإن النظرة قد تغشنا، فلا بدّ من النظر إلى الأمور من جميع الجهات.
الأمانات.. وجوه متعددة
وعوداً على الآية الكريمة التي تلوناها: : {يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون}، وخيانة الله تتمثل في كل انحراف عن طاعته، فهناك عهد بيننا وبين الله، فإذا أردتم أن يرزقكم ويرحمكم ويقضي حوائجكم، فإن عليكم أن تفوا بعهدكم معه، بأن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، شأنه كأي عهد يكون بين الناس، فإن تنفيذ عهد الآخرين مشروط بتنفيذ العهد الذي تمّ الالتزام به معهم، وخيانة الرسول (ص) هي انحرافنا عن سنّته، وخيانة الأمانات بين الناس، وهذه الأمانات ليست المال الذي نودعه عند بعضنا البعض، بل هي كل عهد وعقد تعاهد الناس عليه وتعاقدوا عليه، فعقد الزواج مثلاً هوو عهد بين الرجل والمرأة، وهذا يعني أن الحقوق الزوجية هي أمانة للطرفين عند بعضهما البعض، والله تعالى عبّر عن الزواج بأنه ميثاق غليظ، يعني معاهدة بين الرجل والمرأة، والفرق بين العقد الزوجي وبقية العقود، أن هذه العقود تتضمن بضاعة مقابل مال، أما في عقد الزواج فهناك حياة مقابل حياة: {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن}.
وهكذا، هناك أمانة الودائع وأمانة الوظيفة، مثلاً قد يكون هناك موظف في دائرة معينة، حكومية أو غير حكومية، لأن الوظائف الحكومية تتعلق بالناس، قد يكون لك الحق في إجازة مرضية، ولكن إذا لم تكن مريضاً فلا يجوز لك أن تغيب بحجة المرض، لأن هذه خيانة، والطبيب الذي أعطاك التقرير هو خائن لمهنته أيضاً لأنه كذب، حتى الدوام المفروض عليك هو أمانة عندك، وعليك أن تؤدي هذا الدوام المفروض، ولا يجوز لك أن تغيب من دون إذن من يملك إعطاءك الإذن.. وهكذا في كل عمل يقوم به الإنسان وله شروط معينة، فعلينا أن نؤدي هذه الشروط وإلا كنا خائنين للعهود بيننا وبين صاحب العمل. فكل مسؤولية توقّع عليها وتتعهد بها حتى بالكلام، فعليك أن تؤديها ولا تخونها.. وهناك أمانة الوطن التي تفرض عليك أن لا تخون وطنك بالتجسس وإثارة الفتن الطائفية والمذهبية والحزبية فيه، لأن هذه خيانة للوطن، خصوصاً إذا كنا نعيش في مجتمع تحكمه الحساسيات، فليس هناك حرية لأحد بأن يتكلم بأي شيء يثير الفتن، ويُدخل البلد في مشكلة، لأن قضايا الوطن وقضايانا الكبرى أمانة في أعناقنا..
أحاديث في الخيانة
ولنقف بعد هذا العرض القرآني عند بعض الأحاديث الواردة في مسألة الخيانة، فعن رسول الله (ص): "أربع لا تدخل بيتاً واحدة منهن إلا خرب ولم يعمر بالبركة: الخيانة، والسرقة، وشرب الخمر، والزنى"، وعن الإمام الصادق(ع): "يجبل المؤمن على كل طبيعة إلا شيئين، الخيانة والكذب"، وعن رسول الله(ص): "ليس منا من خان الأمانة"، وعنه(ص): "ليس منا من خان مسلماً في أهله وماله"، وعن الإمام علي(ع): "الخيانة رأس النفاق"، وعنه(ع): "رأس الكفر الخيانة"، وعنه(ع): "الخيانة أخو الكذب".
ودخل شخص على الإمام الباقر(ع) وقال له: جُعلت فداك إني رجل أريد أن ألازم مكة وعليّ دين للمرجئة ـ وهم فرقة إسلامية تختلف عن الإمامية ـ فقال(ع): "ارجع إلى مؤدّى دينك، وانظر أن تلقى الله تعالى وليس عليك دَيْن، فإن المؤمن لا يخون".
وهذا حال بعض الناس الذين يريدون الذهاب إلى الحج وعليهم ديون مستحقة، فعليهم أن يؤدوا الديون ثم يذهبوا إلى الحج، وعن الإمام علي(ع): "الخيانة دليل على قلة الورع وعدم الديانة"، وعن الإمام الصادق(ع) وكان يحاسب وكيلاً له، والوكيل يكثر أن يقول:والله ما خنت، فقال له(ع): "يا هذا، خيانتك وتضييعك عليّ مالي سواء ـ لأن الوكيل عليه أن يلحظ مصلحة موكله ـ إن الخيانة شرها عليك"، ثم قال: "قال رسول الله(ص): لو أن أحدكم هرب من رزقه لتبعه حتى يدركه، كما أنه إن هرب من أجله تبعه حتى يدركه، من خان خيانة حُسبت عليه من رزقه وكُتب عليه وزرها".
وعن أحد الأشخاص، وهو سليمان بن خالد يقول: سألت أبا عبد الله الصادق (ع) عن رجلٍ وقع لي عنده مال وكابرني عليه وحلف، ثم وقع له عندي مال فأخذه مكان مالي الذي أخذه وأجحده وأحلف عليه كما صنع، فقال(ع): "إن خانك فلا تخنه ولا تدخل في ما عبته عليه". وعن معاوية بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله(ع): الرجل يكون لي عليه الحق فيجحدنيه ثم يستودعني مالاً أَلِي أن آخذ مالي عنده؟ فقال(ع): "لا فهذه خيانة"، وعن رسول الله(ص): "إفشاء سرّ أخيك خيانة فاجتنب ذلك".
"يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون"، تلك هي المسألة التي لا بد للمؤمن أن يعيشها ويؤكدها في نفسه وأن يتوب منها إذا كان فيه شيء من ذلك، وأن يربي نفسه على الأمانة وعدم الخيانة.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
عباد الله.. اتقوا الله في ما استودعكم من أمانة دينه وأمانة الناس من حوله وأمانة أنفسكم عند أنفسكم، وواجهوا كل ما تعيشون فيه بمسؤولياتكم، لأن المسؤولية التي تمثل الأمان هي التي يرتفع بها الإنسان إلى مواقع رضى الله، وعلينا أن نتحمّل مسؤولياتنا عن المسلمين كلهم بقدر ما نملك من حركة هذه المسؤولية في حياتنا، لأن المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، وعلينا أن نعيش الاهتمام بأمور المسلمين، لأنها أمانة الله عندنا.. وهناك أوضاع في عالمنا هذا يعيش فيها المسلمون الكثير من المشاكل والاعتداءات من قبل المستكبرين، ولا بدّ لنا أن نعيش الاهتمام والوعي في الموقف أمام هذه التحديات، فتعالوا لنعرف ماذا هناك لنحدد الموقف.
الانتفاضة: عنفوان الأمة ومستقبلها
الأطفال الفلسطينيون يُقتلون بالجملة بقنابل إسرائيل، والجيش الصهيوني لا يزال يحاصر مناطق السلطة الفلسطينية، ويحتل أكثر من بلدة.. وأمريكا تطالب الفلسطينيين بوقف "العنف"، ولا تلتفت إلى أن العدو الصهيوني هو الذي يفرض العنف باستفزازه وعدوانه على الفلسطينيين في تدمير البيوت، وتشريد السكان، وقصف المواقع، وتوسيع المستوطنات، ومصادرة الأراضي..
إن أمريكا تأسف ولا تـضغط، وتنزعج ولا تمنع، وتبادر بإرسال مبعوثين في ظل دعاية أمريكية ـ أوروبية بأن الحل قادم.. ويصفّق العرب لذلك من دون تقديم أية ضغوط سياسية لأنهم عاجزون، والفلسطينيون في مواقع السلطة يرحّبون من دون أن يعرفوا ما هي المبادرة الأمريكية التي استبدلت القضية الأم بمشروع "ميتشل"، الذي يضع شرط إيقاف الانتفاضة في أول مطالبه، لينزع من يد الفلسطينيين أيّ ورقة فاعلة في التفاوض..
ويبقى للشعب الفلسطيني أن يؤكد موقفه ويتابع انتفاضته، فإنها وسيلة الضغط الوحيدة التي يملكها، لإبقاء إسرائيل في مأزقها الأمني وخسارتها الاقتصادية.. ث، لا بدّ له من أن يتابع المرحلة بعينين مفتوحتين، وبإرادة صلبة، وبانتفاضة فاعلة، وبوحدة وطنية جهادية صامدة واعية.. ويبقى للعرب والمسلمين أن يؤكدوا الموقف مع هذا الشعب المجاهد، لأن القضية الفلسطينية هي العنوان الكبير الذي يُدخل الجميع أبواب التاريخ الجديد المفتوحة على النصر والعنفوان، وهي التي تؤكد للأمة وجودها وعنفوانها ومستقبلها الكبير أمام العالم كله.
أفغانستان: مستقبل غامض
ومن جانب آخر، فإن أمريكا تتابع عدوانها على الشعب الأفغاني ـ مع كل حلفائها ـ باسم السعي للقبض على المتهمين بأحداث 11 أيلول.. وتتوالى المجازر في دائرة المنتصرين على المنهزمين، وتتحرك اللعبة الدولية السياسية لترتيب مستقبل أفغانستان في حكومة تمثّل الشعب الأفغاني ـ كما يقولون ـ ولكن المسألة تزداد تعقيداً وغموضاً، لاختلاف المصالح الدولية وتضاربها في ما يعملون له من الحصول على مناطق النفوذ في داخل أفغانستان وخارجها.
المقاومة: عرقلة المشروع الصهيوني
إن المشكلة التي تواجه العالم الإسلامي في هذا العنوان الأمريكي الكبير، الذي يمثّله شعار التحالف الدولي ضد ما يسمونه الإرهاب، هي أن هناك خطة جديدة للسيطرة على هذا العالم، ومعه كل العالم الثالث، للتدخّل في شؤونه الداخلية من الجوانب القانونية المتصلة بالقضاء والاقتصاد والخطوط السياسية، بهدف مطاردة كلِّ القوى المعارضة للسياسة الأمريكية باسم "مقاومة الإرهاب"، ممتنعةً عن التحديد الدقيق لهذه الكلمة التي تريد أن تضغط بها على المجاهدين في لبنان وفلسطين، الذين يهددون مشروع احتلال إسرائيل في فلسطين ولبنان وسوريا، لأن أمريكا تؤكد ضرورة إبقاء أمن الاحتلال الصهيوني من أجل بلوغه أهدافه في المنطقة العربية، في نطاق الاستراتيجية المشتركة بينه وبين أمريكا.
لقد أعلنت أمريكا ـ بلسان رئيسها ـ بأنها ليست في حرب مع الإسلام، ولكننا نلاحظ أنها تمارس كل ضغوطها وكل ألاعيبها السياسية ضد العالم الإسلامي، في حصارها المستمر على العراق والعدوان على أرضه وشعبه، وحصارها على إيران التي لا تزال تمارس ضدها أكثر من حرب اقتصادية وسياسية وإعلامية.
ولذلك، لا بدّ من وحدة إسلامية على مستوى الموقف السياسي الضاغط، من أجل سلامة المسلمين في مستقبلهم السياسي والاقتصادي والأمني، أمام هذا العالم المتغيّر الذي يُراد تغيير صورته على قياس المصالح الاستكبارية الدولية.. وهذا هو وحي شهر رمضان الذي يمثّل الزمن المقدّس، الذي يلتقي فيه المسلمون على الارتفاع إلى مستوى السموّ الروحي الذي يؤكد في المسلمين إحساسهم بالوحدة الإسلامية في رحاب الإسلام، وفي آفاق الحرية والكرامة.
الاستقلال.. استكمال التحرير
أما في لبنان الذي احتفل باستقلاله، فإنّ على اللبنانيين أن يؤكدوا هذا الاستقلال بالالتفاف حول الجيش والمقاومة، من أجل استكمال عملية التحرير، في إزالة ما بقي من الاحتلال الصهيوني، بالإضافة إلى تقوية هذا الاستقلال بالوحدة الوطنية التي يتكامل فيها الجميع، لتوفير إمكانات مواجهة الاستحقاقات الجديدة أمام الضغوط الدولية ـ ولا سيما من قِبَل أمريكا ـ التي تريد أن تصادر وحدة اللبنانيين لحساب لعبتها السياسية الضاغطة، في الحديث عن المقاومة، ولا سيما المقاومة الإسلامية، كحركة إرهابية لأنها تقف في موقع القوة ضد العدو الصهيوني، لتمنعه من تهديد لبنان، ولتؤكد وقوفها إلى جانب الانتفاضة من خلال المصير المشترك..
ثم لا بدّ للجميع ـ في لبنان ـ من التكامل في دراسة المشاكل الاقتصادية التي تطبق على الإنسان كله، في تهديدٍ لبنيته التحتية وتدميرٍ لأمنه المعيشي.. الأمر الذي يفرض على المسؤولين في كل المواقع، وعلى السياسيين في كل الاتجاهات، التحرك بما يشبه حالة الطوارئ السياسية والاقتصادية، لمواجهة هذا الغول الوحشي البشع في واقع الأزمة الاقتصادية.. إن الاستقلال ليس تاريخاً نتذكره، ولكنه وطن نتابع تحريره في الحاضر والمستقبل، وفي الداخل والخارج. |