القرآن هو الذي يهدينا إلى سبل الحياة، ويعرّفنا كيف نبني شخصيّتنا على الصورة
التي يريدها الله تعالى.
ولذلك، فإنّ علينا دائماً أن نعيش مع القرآن، أن ندرس آياته، ثم بعد ذلك، نحاول أن
نعرض أنفسنا عليه، لنرى إذا ما كان هناك تطابق بين آياته، وبين ما نعيشه من أفكار
ومن أخلاق ومن صفات، أو أنّه لا تطابق.. فإذا رأينا أنفسنا نعيش مع القرآن في
أفكارنا وأخلاقنا، حمدنا الله على ذلك، وعملنا على الاستزادة منه.. وإذا رأينا
أنفسنا في وادٍ والقرآن في وادٍ آخر، فعلينا أن نترك الوادي الذي يبتعد بنا عن
القرآن لنسير مع القرآن.
من وصايا لقمان
في هذا الحديث، نحاول أن نتوقف عند بعضٍ من وصية لقمان لولده. والله عندما يحدثنا
عن ذلك، فإنّه لا يريد أن يدخل إلينا التاريخ، ولكن يريد أن يقول لنا إنّ لقمان
أوصى ولده بما عرفت من رسالات الله ووحيه.. ولذا، فإن هذه الوصية هي وصية إلهية،
تعلمها لقمان من رسالات الله، وتحدّث إلى ابنه بهذه الصفة لا بصفة شخصية.
وقد جاء في وصيّته: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ
عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ
الْأُمُورِ}.
نلاحظ في هذه الآية، أن الله تحدث عن أمور ثلاثة؛ تحدّث عن إقامة الصلاة، وتحدّث عن
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتحدّث عن الصبر. فكيف نفهم تسلسل هذه الأمور؟
أبعاد الصّلاة
إننا نفهم أن الصلاة التي يوصي لقمان ولده بإقامتها، تعطي الإنسان الصلة بالله،
والانفتاح عليه، وعندما يتصل الإنسان بربه، وينفتح الإنسان على آفاق الله، يشعر بأن
هذه الصلة تحمله مسؤولية، لأن الإنسان عندما ينفتح على الله ويصلي له، فإنه ينفتح
عليه بصفته عبداً مملوكاً لله، وعندما يتعبّد لله بالصلاة، فإنما هو باعتبار أنه
الإله المعبود الذي يستحقّ العبادة ولا يستحقّ العبادة غيره.
وعلى هذا الأساس، فإنّه يعرف من خلال صلاته، أنّ ارتباطه بالله هو ارتباط لا يقبل
الانفصال.. ارتباط بالعظيم الذي يستمدّ وجوده منه، فلا يستطيع أن ينفصل عنه في أية
حالة من الحالات.. وعلى هذا الأساس، فإن الصلاة توحي له بأن علاقته بالله هي أوثق
من كلّ العلاقات بأي موجود من الموجودات، لأن علاقته بأيّ موجود من الموجودات، هي
علاقة طارئة سرعان ما ينفصل الإنسان عنها.. يمكن أن تحتاج إنساناً الآن، ولكنك
تستغني عنه غداً.. يمكن أن تحتاج إلى شيء الآن، ولكنك تستغني عنه بعد حين.. ولكنك
عندما تحتاج ربّك، فإنك لا تستطيع أن تستغني عنه، لأن كل وجودك منه ومصيرك إليه.
وإذا عاش الإنسان، من خلال وعي صلاته، هذه الروح مع الله، شعر بمسؤوليته بأن يتحرّك
ليرضي الله، وأن يتحرك ليكبّر الله، وأن يتحرك ليعظّم الله سبحانه وتعالى.. وعند
ذلك، ينطلق الإنسان من صلاته بروحية العبد المسؤول الذي يشعر بأن صلاته تقوده إلى
ساحة الحياة، وليس كما يظنّ بعض الناس، أن الصلاة تعزله عن الحلّ.
الصلاة تقول له أنت ملك الله، والحياة ملك الله، والناس الذين من حولك هم ملك الله،
والله يريد للحياة أن تتحرّك في خطٍّ معيَّن، وأن تبتعد عن خطٍّ معيَّن. وعلى هذا
الأساس، فمن مسؤوليتك أن تحرّك كلّ طاقاتك التي وهبك الله إيّاها، من أجل أن تحقق
للحياة أهدافها بين يدي الله سبحانه وتعالى.
رسالة المؤمن!
ما هو الهدف؟ الهدف هو إقامة المعروف وتهديم المنكر.. لاحظوا أن الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر يمثلان الواجهة لكلّ الرسالات.. فالأنبياء دورهم أن يأمروا
بالمعروف وينهوا عن المنكر، {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ
أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر}.. {وَلْتَكُنْ
مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}. معنى ذلك، أن الله جعل من كلّ مؤمن في الحياة
رسولاً إلى المؤمنين الآخرين، ولكن بحجم معيّن، ليس رسولاً يوحي إليه، ولكنّه رسول
يحمل رسالة الأنبياء.
ولهذا، فكما أن الله أراد من كلّ نبيّ أن يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، فقد حمَّل
كل إنسان أن يحمل رسالة الرسول بامتداد حياته، لتكون الحياة كلّها قوافل من الرسل
الذين يحملون الرسالة بشكل مباشر، والذين يحملون الرسالة بشكل غير مباشر.
ولهذا، الله أراد من الإنسان أن يعيش الروح الرسالية من خلال العبودية في نفسه،
وعندما يعيش روح العبودية، ينسلخ عن جو المنكر، ويتحرك في خطّ لا يقتصر فيه على
إبعاد المنكر عن نفسه، بل يحاول أن يبعد الآخرين عنه أيضاً. الصلاة تنهى عن الفحشاء
والمنكر، وإذا نهتك عنهما، فإن عليك أن تعمل أن تنهى الآخرين عن الفحشاء والمنكر.
ولهذا، قال الله للإنسان: {أَقِمِ الصَّلَاةَ}.. ومن خلال الصلاة، انطلق إلى الناس
لتأمر بالمعروف ولتنهى عنه.. لتكن تلك رسالتك في الحياة التي تحملها بكلّ نجاح..
وعلى هذا الأساس، فإذا كانت رسالتك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإذا فهمنا أن
المعروف يمثّل كل شيء يريد الله للحياة أن تحتضنه، والمنكر هو كل شيء يريد الله
للحياة أن تبتعد عنه، فمعنى ذلك، أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يمثّلان
الرسالة التي تتسع لكلّ جوانب الحياة، فإذا كان هناك منكر في الجانب الشخصي، أو كان
هناك منكر في الجانب الاجتماعي، أو كان هناك منكر في الجانب السياسي، أو كان هناك
منكر في الجانب الاقتصادي، فعليك أن تنهى عنه. وكذلك إذا كان هناك معروف في جميع
المجالات، فعليك أن تأمر به.
لا حياديّة للمؤمن
إذاً، نخرج من خلال هذا التحليل، إلى أنه لا مجال للإنسان لأن يكون حيادياً، ولا
مجال له لأن يكون متفرجاً، ولا مجال له لأن يعيش الحياة بروح اللامبالاة.. قد تختلف
القدرة بين إنسان وآخر.. ولكن كلّ إنسان يملك أية إمكانية، فإنَّ مسؤوليته أن ينمّي
هذه الطاقة، بحيث إذا كانت إمكاناتك بمستوى 20 في المئة، وكنت قادراً على أن تطورها
لتكون بمستوى 30 أو 40 بالمئة، فعليك أن تطور إمكاناتك.. لا مجال للتنبلة الرسالية،
لا مجال لأن تبتعد عن الساحة.. لا، بل لا بدّ لك من أن تظل في الساحة التي يعيش
فيها الناس، لتؤدّي رسالتك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وهناك عدة مراحل للأمر بالمعروف، فهناك الأمر بالمعروف باللّسان، والأمر بالمعروف
باليد، والأمر بالمعروف بالقلب.. أن تعقد قلبك على رفض المنكر، وعلى تأييد المعروف،
وأن تتحدّث ضدّ المنكر ومع المعروف، وأن تحاول أن تغير الواقع وتبعد عنه المنكر
وتقرب له المعروف..
معناه، أنّ على الإنسان أن يستنفد كلّ طاقاته، أن ينمّي طاقته الفكرية، أن يسعى
أكثر لمعرفة الواقع الذي يتحرك فيه المعروف والمنكر.. أن ينمي طاقته الشعورية
والعاطفية، حتى يظل قلبه واعياً لكلّ نبضاته.. حتى لا يرتاح قلبه للمنكر، ولا يتنكر
للمعروف.. وأن تنمي طاقتك، قوتك، طاقتك الجسدية.. طاقتك السلاحية.. طاقاتك السياسية..
كل طاقة للإنسان.. المجتمع الإسلامي مجتمع الطاقات المتحركة المتنامية.. هذا
المجتمع الذي تتناحر فيه الطاقات، والذي تموت فيه الطاقات، والذي تختبئ فيه الطاقات..
والتراجع ليس مجتمع الإيمان.. مجتمع الإيمان إنما هو المجتمع الذي يحقّق أفراده في
كلّ يوم خطوة متقدمة للقوة؛ قوة وقائية.. قوة دفاعية.. قوة هجومية.. ليس فقط قوّة
السلاح، قوة الفكر، قوة السياسة، قوة الكلام، قوة العلاقات... يجب أن تبقى هناك
عملية صنع متحرّكة للقوة، حتى يكون مجتمعنا مجتمعاً قوياً يستفيد من قوته هذه
بإسناد الضعفاء، ويستطيع أن يستفيد من قوته هذه لمواجهة الأقوياء.
القوّة ضروريّة
لهذا، لا مجال لأن يعيش الإنسان حالة الضعف وحالة الاستسلام.. ليس هناك إنسان ضعيف،
بل هناك إنسان يوحي لنفسه بالضعف، لأن القوة عملية ليست مخلوقة مع الإنسان، الإنسان
عنده قابلية في القوة. كما الإنسان الرياضي، الّذي لا تنمو عضلاته إلا بواسطة
التدريب المستمرّ، كذلك قوة الفكر، تنمو بواسطة التدريب بالتجارب والتعلم. أنت
تستطيع أن تكون قوياً، ولكن كثيرين من الناس لا يريدون أن يكونوا أقوياء، لأنهم
يشعرون بأنهم إذا صاروا أقوياء، فستحمّلهم قوتهم المسؤولية، وهم لا يريدون أن
يتحمّلوا المسؤولية.. ولهذا المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف.
يجب أن يعيش الإنسان القوة، حتى يستطيع أن يحمل الحقّ الذي يحمله.. والقوة ليست
مجرد قوة في السلاح. بعض الناس يفهم معنى القوّة أن تظل تحمل بندقية أو أي نوع من
أنواع السلاح، وتخرج لتحارب بدون فكر، بدون خطة، بدون عقل.
ولهذا، بعض الناس إذا وقفت الحرب، لا شيء يعمله، لأنه يعتبر أن قضيته هو القتال.
يجب أن نفهم أن دور السلاح، هو أن نواجه التحديات التي لا يمكن أن تواجَه إلا
بالسّلاح، أو يكون مثلما قال الله سبحانه وتعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا
اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ
اللهِ وَعَدُوَّكُمْ}.
في بعض الحالات، يكون دور السلاح دوراً وقائيّاً، أي أنّه عندما يرون الآخرون أنّ
عندك قوّة، عند ذلك يخافون ولا يعتدون. وكذلك الأمر في الكثير من المجالات والقضايا،
فإذا كنت قوي الفكر وقوي الوعي، وإذا كان عندك معرفة بالساحة بشكل مركّز، فإنك
تستطيع أن تهزم جيشاً بفكرك، قبل أن تطلق رصاصة واحدة.
نحن الآن في كثير من المجالات ننهزم سياسياً، ننهزم ثقافياً. لماذا؟ لأن هناك من
الناس الذين هم من أدعياء الباطل، يملكون قوة في فهم الواقع السياسي لا نفهمها، أو
يملكون قوة في المخابرات الثقافية لا نملكها.
لهذا، نحن نحتاج إلى أن يكون عندنا القوة التي تستطيع من خلالها أن نواحه الكثير من
الأعمال ومن الخطوات ومن المخططات التي تريد أن تهزمنا بالسِّلم بما لم تستطع أن
تهزمنا فيه في حالة الحرب.
الآن، أنت في الحرب قد لا يستطيع العدوّ أن يهزمك، ولكنَّه يعرف أنك محارب بدون فكر
وبدون وعي سياسيّ، فيحاول أن يأخذ منك بالسِّلم ما لم يستطيع أن يأخذه في الحرب.
لهذا، فنحن عندما نعتبر أن الحياة هي ساحة حرب دائمة بين الحقّ والباطل، حرب عسكرية
وحرب سياسية وحرب ثقافية وحرب روحية... عند ذلك، نستطيع أن لا نشعر بأن أي أحد
عندنا عنده وقت فراغ. نحن الآن إنما نشعر بالفراغ لأنه، كما قلنا، نعتبر القوة في
جانب معين فقط.
عواقب الفراغ
هذا الشغل الذي نشتغله نحن مع بعضنا البعض؛ شغل النميمة وشغل الحرتقات وشغل
النكرزات وشغل أنك تسجّل نقطة على أخيك، وأخوك يسجّل نقطة عليك، لماذا؟ لأنه
باعتبار أنك تشعر بأنه لا يوجد عندك شغل. كل مجتمع يشتغل أفراده في عملية بناء
الشخصيّة وبناء المستقبل، لكن المجتمع الذي يشعر بأن ليس عنده شغل، يصبح شغله أن
يشتغل بالناس الذين حوله.
بعض الشعراء هجا كلّ الناس، ولم يترك أحداً إلّا هجاه، ثمّ هجا أباه وأمه، ثم هجا
نفسه. لماذا؟ لأنه لا يوجد عنده قضايا إنسانية يعيشها..
بعض الناس هكذا، بحمل في داخله عقدة التدمير، فإذا لم يستطع أن يدمّر الآخرين يدمر
نفسه.. هذه الحالة تأتي من أن الإنسان لا شغل له.. ولهذا، إذا اشتغلنا نحن بأنفسنا،
عندها لن يكون عندنا فراغ.. أن ننشغل ببناء أنفسنا وبناء مجتمعنا...
الحياة مليئة بالمنكرات؛ منكرات على مستوى الحياة الفردية، منكرات المجتمع، منكرات
السياسة، منكرات الاقتصاد... حياة مليئة بكلّ المنكرات، والله يقول: {وَالْمُؤْمِنُونَ
وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}...
الصّبر على المكاره
ثمّ يأتي دور: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ}.. لأنّ الأمر بالمعروف والنّهي عن
المنكر قد يكلّفان الإنسان الكثير، فيما يتعلّق بحياته الخاصّة، وبعلاقاته، قد يقطع
الكثير من العلاقات التي يحبها، وقد يضطر أن يرتبط بالكثير من الحالات وهو يبغضها...
فهذه المسألة تكلِّف الإنسان جهداً من أعصابه، وجهداً من عواطفه، وجهداً من
مشتهياته، وجهداً من علاقاته، وجهداً كثيراً من أوضاعه. ولكنّ هذه المسألة تحتاج
إلى إرادة وقوّة، أن تنتصر على كلّ عوامل الضّعف في نفسك، وتحاول أن تحوّلها إلى
مواقف...
برنامج للحياة
في هذا المجال، نحن نحتاج إلى أن نجعل هذه الآية برنامجاً، أن ننطلق من الصلاة
لنأخذ منها الطاقة الروحية التي نستطيع من خلالها أن لا نشعر بأيّ وجود بالحياة غير
وجود الله سبحانه وتعالى، وأن لا نشعر بالحاجة إلى أيّ موجود غيره. {إِيَّاكَ
نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} يعني لا نعبد غيرك، ولا نستعين إلا بك، لماذا لا
نستعين إلا بالله؟ لأننا نستشعر بأننا لسنا محتاجين لغيره، وأن حاجتنا لغير الله
منطلقة من حاجتنا إلى الله الذي جعل أمورنا منطلقة من وسائل طبيعية معيّنة.
هكذا، إذا عاش الإنسان هذا الجوّ، وانفتح على رسالية الحياة؛ لا يعبد إلا الله، ولا
يستعين إلا به، يطلب من الله دائماً أن يهديه إلى الصراط المستقيم، وأن يبعده عن
الطريق المنحرف.. {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}.. وعندما تطلب من الله
دائماً أن يهديك الصراط المستقيم، عند ذلك، يصبح عندك حساسية تجاه الخط المنحرف..
تلجأ إلى أوليائك وإلى القرآن، حتى يعرفوك من ذلك ما يعرفونه.. وعندما يكون عندك
حساسية أين الصراط المستقيم وأين الصراط المنحرف، تصبح دائماً تفكر، دائماً تسأل،
دائماً تحاول أن تكون واعياً لما حولك...
والحمد لله ربّ العالمين...
*خطبة الجمعة لسماحته بتاريخ: 8 جمادى الثانية 1404 هـ/ 11 آذار – مارس 1984م.