تعتبر الصلاة من أهم الواجبات التي افترضها اللّه تعالى على عباده للتقرّب منه والخضوع له، وقد ذُكر في الحديث الشريف أنها عمود الدِّين، إن قبلت قبل ما سواها، وإن ردت ردَّ ما سواها. ويترتب على فعلها ثواب عظيم. كما أنه يترتب العقاب الشديد على تركها أو الاستخفاف بها، وقد ورد أنه ليس ما بين المسلم وبين أن يكفر إلاَّ أن يترك الصلاة. وأنَّ شفاعة النبيّ (ص) لا تنال من استخف بصلاته، ولا يعد فيمن انتسب إلى رسول اللّه واتبعه. وقبل هذا جميعه الآيات المباركة الكثيرة التي حثت على لزوم الاهتمام بالصلاة وإقامتها في أوقاتها والخشوع فيها، مما هو معلوم ومشهور.
ولعلّ أهمية الصلاة وفضلها على سائر الفرائض تنبع وتظهر من استيعاب أنواع الصلاة الواجبة والمستحبّة لأمور أساسية في حياة الفرد والأمّة، ويراد بها بناء روح الإيمان وتوثيق الصلة باللّه تعالى، والحثّ على الاجتماع والتعاون والتوحد، وتعزيز الارتباط بالقيادة الحكيمة وتدارس الأمور المصيرية والعمل من أجلها، وتثبيت دعائم العزة والكرامة والحضور القوي الدائم للأمّة، وإنَّ عبادة هذا هدفُها لجديرة بأنْ تُولى الاهتمام والعناية من المؤمن بالدرجة المناسبة لها وبالمستوى اللائق بعلاقة كريمة خاشعة مع اللّه تعالى.