العلامة فضل الله:
موقفي من رسالة أوباما هو موقف الإمام الخامنئي
عن رؤيته السياسية لخلفيات الرسالة التي وجّهها الرئيس الأمريكي الجديد، باراك أوباما، إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية لإطلاق عملية الحوار معها، ودور الإعلام الإسلامي، سألت وكالة "إرنا" الإيرانية سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله. وقد جاء عن الوكالة:
دعا العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، إلى التعاطي بحذر مع الدعوة التي وجهها الرئيس الأميرکي، باراك أوباما، لإطلاق عملية الحوار مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشيرا إلى أن العبرة تبقى في الأفعال لا في الأقوال فحسب، مؤيداً موقف سماحة السيد علي الخامنئي (حفظه الله)، من الرسالة التي وجهها أوباما إلى الإيرانيين قيادةً وشعباً، وقال في هذا السياق: "إن موقفي من هذه الرسالة هو موقف القائد السيد علي الخامنئي".
وأوضح أن الرئيس الأميرکي الجديد شعر بأن سلفه جورج بوش قد أساء إلى سمعة الولايات المتحدة في العالم، ويبدو أنه أراد أن يغير في الأسلوب أو الطريقة التي يديرون بها علاقاتهم مع شعوب المنطقة وقضاياها، وفي مقدّمها الصراع العربي ـ الصهيوني، والعلاقة مع إيران.
ولفت إلى حساسية هذا الموقف قائلاً: "أعتقد أن علينا أن نتعاطى مع هذا الموضوع بحذر وتنبه، وعلينا أن نراقب التطورات، لأننا لا نستطيع أن نتجاهل الموضوع کما لا نستطيع أن نتعاطى معه کما کنا نتعاطى مع (الرئيس الأميرکي السابق) جورج بوش.
وأشار إلى حجم الدعم الكبير الذي توفره الولايات المتحدة للکيان الصهيوني، فاستبعد أن توقف الإدارة الأميرکية الجديدة هذا الدعم، کما استبعد إجراء تغيير حقيقي في السياسة الأميرکية الخارجية، لافتاً إلى أن أميرکا هي دولة مؤسسات وليست دولة شخص أو رئيس، بل هناك إدارة ومؤسسات وکونغرس، إضافةً إلى وجود اللوبي الصهيوني بتأثيراته المعروفة على الساحة الأميرکية.
ونبه إلى أن الولايات المتحدة تسعى مع بعض الأطراف الدولية لإثارة المشکلات والفتن بين الجمهورية الإسلامية والدول العربية، عبر تحريك المواضيع الطائفية والقومية والعرقية وما إلى ذلك، مستفيدةً من الاختلاف والتنوع الذي تتميز به المنطقة، کما أنها تعمل على الإيحاء إلى بعض الأنظمة العربية أن إيران تمثل "الخطر الداهم" الذي يتهدد دورهم ونفوذهم، وأن قضية الصراع العربي ـ الصهيوني هي "مسألة نزاع قابل للحلول". معتبراً أن الخطة الأميرکية التي تشترك فيها إدارات غربية، سترکز في المرحلة القادمة على هذا السياق.
وفي جانب آخر من حديثه، نوه العلامة فضل الله، بدور وکالة الجمهورية الإسلامية للأنباء في الداخل والخارج، مؤکّداً أهمية دور وسائل الإعلام وتأثيرها المباشر في قضايا الدول والشعوب، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأميرکية تعتمد في حروبها العسكرية بنسبة 75 في المئة على وسائل الإعلام، مذکراً بدور الفضائية الأميرکية "سي.أن.أن" في الحرب على العراق، معتبراً أن سلاح الإعلام أقوى من السلاح العسکري في الکثير من الأحيان.
وشدد السيد فضل الله على وجوب أن تقوم وسائل الإعلام الإسلامية بدورها في الدفاع عن قضايا الأمة وحمايتها، لافتاً إلى أنه کما هناك مقاومة عسكرية يجب أن تکون هناك مقاومة إعلامية تتصدى للحملات الإعلامية التي تستهدف الإسلام وتعمل على تشويه صورته.
وفي الختام، أشار سماحته إلى حساسية دور الإعلام، مؤكداً وجوب اعتماد الدقة في نقل الخبر إلى الرأي العام، وحسن التعبير والتحليل الحرّ، مشبهاً رسالة الإعلاميين برسالة الأنبياء، فكلاهما هدفه الكشف عن الحقيقة والبحث عنها، ونقلها إلى الناس بأمانة، والعمل على التصدي لمحاولات التشويه والتزييف التي تطاولها. (مع اختلاف الحقيقة لدى کل منهما).
وكالة "إرنا" الإيرانية، 27-3-2009م
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 30 ربيع الأول 1430 هـ الموافق: 27/03/2009 م
العلامة فضل الله:
موقفي من رسالة أوباما هو موقف الإمام الخامنئي
عن رؤيته السياسية لخلفيات الرسالة التي وجّهها الرئيس الأمريكي الجديد، باراك أوباما، إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية لإطلاق عملية الحوار معها، ودور الإعلام الإسلامي، سألت وكالة "إرنا" الإيرانية سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله. وقد جاء عن الوكالة:
دعا العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، إلى التعاطي بحذر مع الدعوة التي وجهها الرئيس الأميرکي، باراك أوباما، لإطلاق عملية الحوار مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشيرا إلى أن العبرة تبقى في الأفعال لا في الأقوال فحسب، مؤيداً موقف سماحة السيد علي الخامنئي (حفظه الله)، من الرسالة التي وجهها أوباما إلى الإيرانيين قيادةً وشعباً، وقال في هذا السياق: "إن موقفي من هذه الرسالة هو موقف القائد السيد علي الخامنئي".
وأوضح أن الرئيس الأميرکي الجديد شعر بأن سلفه جورج بوش قد أساء إلى سمعة الولايات المتحدة في العالم، ويبدو أنه أراد أن يغير في الأسلوب أو الطريقة التي يديرون بها علاقاتهم مع شعوب المنطقة وقضاياها، وفي مقدّمها الصراع العربي ـ الصهيوني، والعلاقة مع إيران.
ولفت إلى حساسية هذا الموقف قائلاً: "أعتقد أن علينا أن نتعاطى مع هذا الموضوع بحذر وتنبه، وعلينا أن نراقب التطورات، لأننا لا نستطيع أن نتجاهل الموضوع کما لا نستطيع أن نتعاطى معه کما کنا نتعاطى مع (الرئيس الأميرکي السابق) جورج بوش.
وأشار إلى حجم الدعم الكبير الذي توفره الولايات المتحدة للکيان الصهيوني، فاستبعد أن توقف الإدارة الأميرکية الجديدة هذا الدعم، کما استبعد إجراء تغيير حقيقي في السياسة الأميرکية الخارجية، لافتاً إلى أن أميرکا هي دولة مؤسسات وليست دولة شخص أو رئيس، بل هناك إدارة ومؤسسات وکونغرس، إضافةً إلى وجود اللوبي الصهيوني بتأثيراته المعروفة على الساحة الأميرکية.
ونبه إلى أن الولايات المتحدة تسعى مع بعض الأطراف الدولية لإثارة المشکلات والفتن بين الجمهورية الإسلامية والدول العربية، عبر تحريك المواضيع الطائفية والقومية والعرقية وما إلى ذلك، مستفيدةً من الاختلاف والتنوع الذي تتميز به المنطقة، کما أنها تعمل على الإيحاء إلى بعض الأنظمة العربية أن إيران تمثل "الخطر الداهم" الذي يتهدد دورهم ونفوذهم، وأن قضية الصراع العربي ـ الصهيوني هي "مسألة نزاع قابل للحلول". معتبراً أن الخطة الأميرکية التي تشترك فيها إدارات غربية، سترکز في المرحلة القادمة على هذا السياق.
وفي جانب آخر من حديثه، نوه العلامة فضل الله، بدور وکالة الجمهورية الإسلامية للأنباء في الداخل والخارج، مؤکّداً أهمية دور وسائل الإعلام وتأثيرها المباشر في قضايا الدول والشعوب، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأميرکية تعتمد في حروبها العسكرية بنسبة 75 في المئة على وسائل الإعلام، مذکراً بدور الفضائية الأميرکية "سي.أن.أن" في الحرب على العراق، معتبراً أن سلاح الإعلام أقوى من السلاح العسکري في الکثير من الأحيان.
وشدد السيد فضل الله على وجوب أن تقوم وسائل الإعلام الإسلامية بدورها في الدفاع عن قضايا الأمة وحمايتها، لافتاً إلى أنه کما هناك مقاومة عسكرية يجب أن تکون هناك مقاومة إعلامية تتصدى للحملات الإعلامية التي تستهدف الإسلام وتعمل على تشويه صورته.
وفي الختام، أشار سماحته إلى حساسية دور الإعلام، مؤكداً وجوب اعتماد الدقة في نقل الخبر إلى الرأي العام، وحسن التعبير والتحليل الحرّ، مشبهاً رسالة الإعلاميين برسالة الأنبياء، فكلاهما هدفه الكشف عن الحقيقة والبحث عنها، ونقلها إلى الناس بأمانة، والعمل على التصدي لمحاولات التشويه والتزييف التي تطاولها. (مع اختلاف الحقيقة لدى کل منهما).
وكالة "إرنا" الإيرانية، 27-3-2009م
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 30 ربيع الأول 1430 هـ الموافق: 27/03/2009 م