أكد أن الاعتداء على خطوط النقل البحري والجوي والمواصلات العالمية جريمة كبرى يرفضها الإسلام
فضل الله دعا العرب إلى القيام بمسؤولياتهم أمام قراصنة الأوطان وأمام القرصنة الإسرائيلية
أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً أدان فيه عمليات القرصنة البحرية التي اتسع نطاقها في الآونة الأخيرة قبالة سواحل الصومال وعدن، وجاء فيه:
إن ما يعيشه العالم من فوضى أمنية تتوسع دائرتها يوماً بعد يوم، في شكل قرصنة في البحر كما يجري على شواطئ الصومال، أو في شكل تفجيرات أمنية وعمليات إرهابية كما حدث قبل أيام في مومباي الهندية، وما يجري من أحداث متنقلة تمثل ردود فعل "طبيعية" على الاحتلال كما في أفغانستان والعراق، إضافة إلى ما يجري في دارفور... يمثل قمة العبث بالأمن العالمي، وأمن الشعوب، وشعوب العالم الثالث على وجه الخصوص.
إن هذا العبث انطلق بفعل أسباب متعددة، تعود في معظمها إلى ما أقدمت عليه الولايات المتحدة الأميركية، وخصوصاً عبر إدارة المحافظين الجدد من زرع للفوضى في كل مكان تعتقد إنه سيعود عليها وعلى مصالحها ومصالح إسرائيل بالنفع، حتى إن الفوضى المذهبية أو الطائفية التي انطلقت أو قد تنطلق هنا وهناك تعود جذورها السياسية وحيثياتها المتعددة إلى قرارات أميركية سابقة جرى العمل لترجمتها عبر تقطيع أواصر العلاقات المتينة بين المذاهب والأعراق، واستثمار ذلك في لعبة السيطرة على النفط والمواقع الإستراتيجية في العالم. وقد كنا نقول في السابق، ومنذ أن قررت الإدارة الأميركية العبث بأمن الدول ونشر الفوضى هنا وهناك، إن الأميركيين قادرون على نشر الفوضى ولكنهم سيكونون عاجزين عن ضبطها ومحاصرتها ومنعها من الاتساع والشمول.
إننا في الوقت الذي ندين كل أعمال العنف والسلب والخطف ومن بينها عمليات القرصنة البحرية التي اتسع نطاقها قبالة سواحل الصومال وعدن في الآونة الأخيرة، ندعو إلى دراسة دقيقة حول الأسباب والمعطيات التي جعلت من الصومال ساحة من ساحات الفوضى العالمية، وخصوصاً أننا نعرف أن إدارة الرئيس الأميركي، جورج بوش الابن، عملت على فتح ساحة جديدة من ساحات الفوضى في المنطقة، فأرادت للصومال أن يكون هو هذه الساحة الجديدة التي تحتضن جهود بعض دعاة العنف بما يخفف الضغط عنها في ساحات أخرى، كما هو الحال في العراق وأفغانستان وبما يُتيح لها الثأر من الشعب الصومالي الذي أخرج الأميركيين من الصومال في السابق بطريقة مذلة ومهينة.
ونحن في الوقت الذي نعتبر أن الاعتداء على خطوط النقل، وخطوط الملاحة البحرية أو الجوية، وخطوط المواصلات العالمية، يمثل جريمة كبرى يرفضها الإسلام ويعاقب عليها، ويؤكد ضرورة الاقتصاص من فاعليها، لأن المسألة لا تتصل بمصالح الحكومات فحسب، بل بمصالح الشعوب وبالنظام العام للناس الذي ينبغي احترامه بصرف النظر عن هوية العابرين في هذه الخطوط أو المستفيدين من حركة النقل هذه... ندعو إلى محاربة القرصنة بمختلف وجوهها وأشكالها، وخصوصاً القرصنة السياسية التي تُصادر الأوطان، وتتيح الفرص لاحتلال أراضي الغير ونشر الفوضى وطرد الشعوب صاحبة الحقوق من أرضها.
وعلى هذا الأساس، فإننا نتفهم الدعوات العربية الأخيرة إلى مواجهة القراصنة قبالة الصومال، ونؤكد عليهم القيام بمسؤولياتهم في التصدي لقراصنة الأوطان، وخصوصاً ما يمثله الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين من جريمة منظمة، حيث تقوم إسرائيل بارتكاب الفظائع والمجازر والتجويع والحصار الظالم من دون أن تجد هناك من يتصدى لها على مستوى الضغط المباشر، لأن المطلوب من العرب السعي عملياً لكسر هذا الحصار وليس إرسال المساعدات الشكلية التي لا تسمن ولا تغني من جوع. كما أن على العرب القيام بمسؤولياتهم حيال القرصنة الجوية الصهيونية والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على السيادة اللبنانية، وعدم السكوت عن التهديدات الإسرائيلية المتواصلة بتدمير البنية التحتية اللبنانية.
إننا نعتقد إن العرب يحتاجون إلى ما هو أبعد بكثير من لقاءاتهم البروتوكولية تحت سقف الجامعة العربية وغيرها، لأنهم يعيشون في دائرة اللاتوزان، وفي نطاق التهديد الوجودي الذي ينبغي أن يدفعهم إلى البحث عن مصيرهم المهدد بالحصار والتجويع والضمور، تماماً كما هي الصورة على أبواب غزة وفي الداخل الفلسطيني المحاصر بنارين: نار الصهاينة، ونار الصمت العربي القاتل.
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 2-12-1429 هـ الموافق: 30/11/2008 م
أكد أن الاعتداء على خطوط النقل البحري والجوي والمواصلات العالمية جريمة كبرى يرفضها الإسلام
فضل الله دعا العرب إلى القيام بمسؤولياتهم أمام قراصنة الأوطان وأمام القرصنة الإسرائيلية
أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً أدان فيه عمليات القرصنة البحرية التي اتسع نطاقها في الآونة الأخيرة قبالة سواحل الصومال وعدن، وجاء فيه:
إن ما يعيشه العالم من فوضى أمنية تتوسع دائرتها يوماً بعد يوم، في شكل قرصنة في البحر كما يجري على شواطئ الصومال، أو في شكل تفجيرات أمنية وعمليات إرهابية كما حدث قبل أيام في مومباي الهندية، وما يجري من أحداث متنقلة تمثل ردود فعل "طبيعية" على الاحتلال كما في أفغانستان والعراق، إضافة إلى ما يجري في دارفور... يمثل قمة العبث بالأمن العالمي، وأمن الشعوب، وشعوب العالم الثالث على وجه الخصوص.
إن هذا العبث انطلق بفعل أسباب متعددة، تعود في معظمها إلى ما أقدمت عليه الولايات المتحدة الأميركية، وخصوصاً عبر إدارة المحافظين الجدد من زرع للفوضى في كل مكان تعتقد إنه سيعود عليها وعلى مصالحها ومصالح إسرائيل بالنفع، حتى إن الفوضى المذهبية أو الطائفية التي انطلقت أو قد تنطلق هنا وهناك تعود جذورها السياسية وحيثياتها المتعددة إلى قرارات أميركية سابقة جرى العمل لترجمتها عبر تقطيع أواصر العلاقات المتينة بين المذاهب والأعراق، واستثمار ذلك في لعبة السيطرة على النفط والمواقع الإستراتيجية في العالم. وقد كنا نقول في السابق، ومنذ أن قررت الإدارة الأميركية العبث بأمن الدول ونشر الفوضى هنا وهناك، إن الأميركيين قادرون على نشر الفوضى ولكنهم سيكونون عاجزين عن ضبطها ومحاصرتها ومنعها من الاتساع والشمول.
إننا في الوقت الذي ندين كل أعمال العنف والسلب والخطف ومن بينها عمليات القرصنة البحرية التي اتسع نطاقها قبالة سواحل الصومال وعدن في الآونة الأخيرة، ندعو إلى دراسة دقيقة حول الأسباب والمعطيات التي جعلت من الصومال ساحة من ساحات الفوضى العالمية، وخصوصاً أننا نعرف أن إدارة الرئيس الأميركي، جورج بوش الابن، عملت على فتح ساحة جديدة من ساحات الفوضى في المنطقة، فأرادت للصومال أن يكون هو هذه الساحة الجديدة التي تحتضن جهود بعض دعاة العنف بما يخفف الضغط عنها في ساحات أخرى، كما هو الحال في العراق وأفغانستان وبما يُتيح لها الثأر من الشعب الصومالي الذي أخرج الأميركيين من الصومال في السابق بطريقة مذلة ومهينة.
ونحن في الوقت الذي نعتبر أن الاعتداء على خطوط النقل، وخطوط الملاحة البحرية أو الجوية، وخطوط المواصلات العالمية، يمثل جريمة كبرى يرفضها الإسلام ويعاقب عليها، ويؤكد ضرورة الاقتصاص من فاعليها، لأن المسألة لا تتصل بمصالح الحكومات فحسب، بل بمصالح الشعوب وبالنظام العام للناس الذي ينبغي احترامه بصرف النظر عن هوية العابرين في هذه الخطوط أو المستفيدين من حركة النقل هذه... ندعو إلى محاربة القرصنة بمختلف وجوهها وأشكالها، وخصوصاً القرصنة السياسية التي تُصادر الأوطان، وتتيح الفرص لاحتلال أراضي الغير ونشر الفوضى وطرد الشعوب صاحبة الحقوق من أرضها.
وعلى هذا الأساس، فإننا نتفهم الدعوات العربية الأخيرة إلى مواجهة القراصنة قبالة الصومال، ونؤكد عليهم القيام بمسؤولياتهم في التصدي لقراصنة الأوطان، وخصوصاً ما يمثله الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين من جريمة منظمة، حيث تقوم إسرائيل بارتكاب الفظائع والمجازر والتجويع والحصار الظالم من دون أن تجد هناك من يتصدى لها على مستوى الضغط المباشر، لأن المطلوب من العرب السعي عملياً لكسر هذا الحصار وليس إرسال المساعدات الشكلية التي لا تسمن ولا تغني من جوع. كما أن على العرب القيام بمسؤولياتهم حيال القرصنة الجوية الصهيونية والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على السيادة اللبنانية، وعدم السكوت عن التهديدات الإسرائيلية المتواصلة بتدمير البنية التحتية اللبنانية.
إننا نعتقد إن العرب يحتاجون إلى ما هو أبعد بكثير من لقاءاتهم البروتوكولية تحت سقف الجامعة العربية وغيرها، لأنهم يعيشون في دائرة اللاتوزان، وفي نطاق التهديد الوجودي الذي ينبغي أن يدفعهم إلى البحث عن مصيرهم المهدد بالحصار والتجويع والضمور، تماماً كما هي الصورة على أبواب غزة وفي الداخل الفلسطيني المحاصر بنارين: نار الصهاينة، ونار الصمت العربي القاتل.
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 2-12-1429 هـ الموافق: 30/11/2008 م