لقاء / فضل الله لـ«الراي»: الكثير من الروايات عن علامات ظهور المهدي(عج) محلّ تأمّل

لقاء / فضل الله لـ«الراي»: الكثير من الروايات عن علامات ظهور المهدي(عج) محلّ تأمّل

لقاء / فضل الله لـ«الراي»:

الكثير من الروايات عن علامات ظهور المهدي(عج) محلّ تأمّل


الأمين العام لـ«حزب الله» السيِّد حسن نصرالله، أعلن أكثر من مرة أن أي أحداث أو حرب عسكرية تشتعل مجدداً مع إسرائيل، ستشهد تحولاً كبيراً يغيِّر وجه المنطقة ويزيل إسرائيل من الوجود.

وفي إيران، تخطى رئيسها محمود أحمدي نجاد ما يراه دائماً عن زوال إسرائيل، إلى القول في خطابه الأخير إن العالم كله مقبل على تحولات كبرى، وسيشهد سقوط الدول العظمى التي يصفها بـ«الشيطانية».

وبين لبنان وإيران، تكثر الروايات والتنبؤات والتوقعات، عن عناصر القوة التي يملكها «حزب الله» وإيران، التي تسمح بحصول مثل تلك التغيرات الكبرى في المنطقة وفي العالم، وخصوصاً أن الخصم في معادلة المتغيرات، هو قوى هائلة الإمكانات والقدرات على المستويات كافة، ولاسيما الإمكانات والقدرات العسكرية، وما فيها من طاقات تدميرية شاملة.

ولأن ما ظهر، أقله حتى الآن، من إمكانات عسكرية قتالية لدى إيران و«حزب الله»، ما زال متواضعاً جداً مقابل ذلك الخصم، فإنّ ما يُقدَّم من إجابة حول هذا الأمر، هو أنّ قوةً غير عاديّة ستقف إلى جانب إيران وحزب الله في مواجهة إسرائيل، وهذه القوة يعبَّر عنها في شكل صريح وعلني في الأوساط الشعبية لدى بعض المسلمين الشيعة في لبنان، وتُقرن بالحديث عن اقتراب ظهور الإمام المهدي، الإمام الثاني عشر عند المسلمين الشيعة، وعن أن ما يجري اليوم وسيجري غداً من أحداث وتطورات إقليمية ودولية، ليس إلا تمهيداً لظهور المهدي(عج) الذي سيقيم الدولة العالمية العادلة التي «تملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما مُلِئَتْ ظلماً وجوراً».

عن ثبوت هذه الأحاديث والمرويات في التراث الشيعي، وعن الأبعاد التعبوية لهذه الأحاديث، جملة من الأسئلة حملتها صحيفة "الراي" الكويتية لسماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله:


س: هل هناك علامات فعلية لظهور الإمام المهدي؟

ج: ذكرت الروايات كثيراً من العلامات، بعضها عام وبعضها خاص، ولكن الكثير منها محل تأمل من جهة ثبوتها السندي، وقد ثبت منها، أنه يخرج بعدما تُملأ الأرض ظلماً وجوراً فيملأها قسطاً وعدلاً. ونحن نعتبر أن غيبة الإمام (عليه السلام) تتصل بالغيب الإلهي، وكذلك مسألة الظهور تتصل بإذن الله له بالخروج عندما تستكمل عناصر هذا الظهور وشروطه الموضوعية.

س: هل يمكن معرفة هذه العلامات حين حدوثها؟

ج: من الواضح أن التغيير الذي سيشهده العالم ويكون بهذا المستوى من الشمولية والحسم، لا بد من أن يترافق مع وضوح في العلامات، فلا يبقى معها مجال للغموض واللبس والاشتباه.

س: هل ما يحصل من أحداث في المنطقة، كما يحدث في العراق وفلسطين ولبنان واليمن، هو من تلك العلامات، وهو ما يتداوله الكثير من المسلمين الشيعة اليوم؟

ج: دائماً ما كان يتمّ إسقاط بعض مضامين الروايات التي تتحدث عن علامات الظهور، على مجريات الأحداث، وذلك في كثير من العصور الماضية التي مرَّ بها المسلمون، حيث كان الكثيرون يعتقدون أمام تفاقم حالات الجور والظلم والاضطهاد، أن هذا العصر أو ذاك هو عصر الظهور. ولكن المسألة هي أعمق من ذلك، لأنها تتصل بالتغيير الشامل على مستوى العالم، ولعلها تتصل بوصول الخطر على الإسلام إلى مرحلة حرجة وحساسة تحتاج إلى دعم إلهي للحركة البشرية في حمايته... لذلك لا بد من دراسة المسألة في العمق على مستوى العالم. وهناك نقطة مهمة لا بدّ من الإشارة إليها، وهي أن إسقاط هذه المضامين على وقائع معينة قد يدخل الكثيرين في حال من الإحباط والجمود عن الحركة في سبيل التغيير، ما ينعكس سلباً على دور المؤمن تجاه عملية التغيير عموماً.

لذلك على الإنسان أن يكون مستعداً في ساحة الصراع، وفي مجال التغيير، لا أن يتحرك في مسألة انتظار التغيير الشامل بحركة سلبية يتجمّد فيها أمام مسؤولياته عن الإسلام والحياة، وقد كانت هذه النظرة أساساً لجمود كثيرين أمام مسؤولياتهم في التاريخ، وربما في الحاضر، حتى إن بعض الاتجاهات ترى أنّه لا بد من تشجيع المنكر والفساد، بزعم أن هذا يعجل في ظهور الإمام المهدي (عليه السلام).

وهذه النظرة لا تنطلق من فهمٍ عميق لمسألة الانتظار ولدور الإمام المهدي (عليه السلام)، الذي لن تنطلق حركته إلاّ في نطاق تأكيد القرآن الكريم والسنّة النبوية في حياة الناس، بكلّ القيم والمفاهيموالحركية الإسلامية والإنسانية، وهذا ما يفرض على التابعين له أن يتحركوا في هذا الإطار، لا أن يجمدوا أنفسهم عن الحياة أو يتحركوا في ما يضاد حركة الإسلام في هذا المجال.

س: ما هو الموقف من بعض علماء الدين الذين يقولون بذلك؟

ج: إن على العلماء أن يتحركوا في سبيل توجيه الناس إلى القيام بمسؤولياتهم من ناحية ارتباطهم بالواقع، وأن تتحرك عقيدة الظهور والتغيير الشامل كأساس لبعث الأمل في قلب ساحة العمل، لا أن تكون عنصر تغييب للإنسان المؤمن عن ساحة الصراع والمسؤولية والتغيير مقدمة للتغيير الشامل، لأنّ من لا يعيش حركية التغيير في حياته على المستويات التي يتحرك في إطارها، لن يكون قادراً على استيعاب فكرة التغيير الشامل، وربما لن ينخرط فيه، لأن البعد العاطفي في مسألة التغيير والانتماء إلى الإمام المهدي (عليه السلام) شيء، والبعد الحركي ـ إلى جانب سائر الأبعاد ـ الذي هو المطلوب الأساس في حركة الظهور، شيء آخر.

بيروت ـ أحمد الموسوي

"الراي" 30 نيسان 2008م


مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 24 ربيع الثاني 1429 هـ  الموافق: 30/04/2008 م

لقاء / فضل الله لـ«الراي»:

الكثير من الروايات عن علامات ظهور المهدي(عج) محلّ تأمّل


الأمين العام لـ«حزب الله» السيِّد حسن نصرالله، أعلن أكثر من مرة أن أي أحداث أو حرب عسكرية تشتعل مجدداً مع إسرائيل، ستشهد تحولاً كبيراً يغيِّر وجه المنطقة ويزيل إسرائيل من الوجود.

وفي إيران، تخطى رئيسها محمود أحمدي نجاد ما يراه دائماً عن زوال إسرائيل، إلى القول في خطابه الأخير إن العالم كله مقبل على تحولات كبرى، وسيشهد سقوط الدول العظمى التي يصفها بـ«الشيطانية».

وبين لبنان وإيران، تكثر الروايات والتنبؤات والتوقعات، عن عناصر القوة التي يملكها «حزب الله» وإيران، التي تسمح بحصول مثل تلك التغيرات الكبرى في المنطقة وفي العالم، وخصوصاً أن الخصم في معادلة المتغيرات، هو قوى هائلة الإمكانات والقدرات على المستويات كافة، ولاسيما الإمكانات والقدرات العسكرية، وما فيها من طاقات تدميرية شاملة.

ولأن ما ظهر، أقله حتى الآن، من إمكانات عسكرية قتالية لدى إيران و«حزب الله»، ما زال متواضعاً جداً مقابل ذلك الخصم، فإنّ ما يُقدَّم من إجابة حول هذا الأمر، هو أنّ قوةً غير عاديّة ستقف إلى جانب إيران وحزب الله في مواجهة إسرائيل، وهذه القوة يعبَّر عنها في شكل صريح وعلني في الأوساط الشعبية لدى بعض المسلمين الشيعة في لبنان، وتُقرن بالحديث عن اقتراب ظهور الإمام المهدي، الإمام الثاني عشر عند المسلمين الشيعة، وعن أن ما يجري اليوم وسيجري غداً من أحداث وتطورات إقليمية ودولية، ليس إلا تمهيداً لظهور المهدي(عج) الذي سيقيم الدولة العالمية العادلة التي «تملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما مُلِئَتْ ظلماً وجوراً».

عن ثبوت هذه الأحاديث والمرويات في التراث الشيعي، وعن الأبعاد التعبوية لهذه الأحاديث، جملة من الأسئلة حملتها صحيفة "الراي" الكويتية لسماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله:


س: هل هناك علامات فعلية لظهور الإمام المهدي؟

ج: ذكرت الروايات كثيراً من العلامات، بعضها عام وبعضها خاص، ولكن الكثير منها محل تأمل من جهة ثبوتها السندي، وقد ثبت منها، أنه يخرج بعدما تُملأ الأرض ظلماً وجوراً فيملأها قسطاً وعدلاً. ونحن نعتبر أن غيبة الإمام (عليه السلام) تتصل بالغيب الإلهي، وكذلك مسألة الظهور تتصل بإذن الله له بالخروج عندما تستكمل عناصر هذا الظهور وشروطه الموضوعية.

س: هل يمكن معرفة هذه العلامات حين حدوثها؟

ج: من الواضح أن التغيير الذي سيشهده العالم ويكون بهذا المستوى من الشمولية والحسم، لا بد من أن يترافق مع وضوح في العلامات، فلا يبقى معها مجال للغموض واللبس والاشتباه.

س: هل ما يحصل من أحداث في المنطقة، كما يحدث في العراق وفلسطين ولبنان واليمن، هو من تلك العلامات، وهو ما يتداوله الكثير من المسلمين الشيعة اليوم؟

ج: دائماً ما كان يتمّ إسقاط بعض مضامين الروايات التي تتحدث عن علامات الظهور، على مجريات الأحداث، وذلك في كثير من العصور الماضية التي مرَّ بها المسلمون، حيث كان الكثيرون يعتقدون أمام تفاقم حالات الجور والظلم والاضطهاد، أن هذا العصر أو ذاك هو عصر الظهور. ولكن المسألة هي أعمق من ذلك، لأنها تتصل بالتغيير الشامل على مستوى العالم، ولعلها تتصل بوصول الخطر على الإسلام إلى مرحلة حرجة وحساسة تحتاج إلى دعم إلهي للحركة البشرية في حمايته... لذلك لا بد من دراسة المسألة في العمق على مستوى العالم. وهناك نقطة مهمة لا بدّ من الإشارة إليها، وهي أن إسقاط هذه المضامين على وقائع معينة قد يدخل الكثيرين في حال من الإحباط والجمود عن الحركة في سبيل التغيير، ما ينعكس سلباً على دور المؤمن تجاه عملية التغيير عموماً.

لذلك على الإنسان أن يكون مستعداً في ساحة الصراع، وفي مجال التغيير، لا أن يتحرك في مسألة انتظار التغيير الشامل بحركة سلبية يتجمّد فيها أمام مسؤولياته عن الإسلام والحياة، وقد كانت هذه النظرة أساساً لجمود كثيرين أمام مسؤولياتهم في التاريخ، وربما في الحاضر، حتى إن بعض الاتجاهات ترى أنّه لا بد من تشجيع المنكر والفساد، بزعم أن هذا يعجل في ظهور الإمام المهدي (عليه السلام).

وهذه النظرة لا تنطلق من فهمٍ عميق لمسألة الانتظار ولدور الإمام المهدي (عليه السلام)، الذي لن تنطلق حركته إلاّ في نطاق تأكيد القرآن الكريم والسنّة النبوية في حياة الناس، بكلّ القيم والمفاهيموالحركية الإسلامية والإنسانية، وهذا ما يفرض على التابعين له أن يتحركوا في هذا الإطار، لا أن يجمدوا أنفسهم عن الحياة أو يتحركوا في ما يضاد حركة الإسلام في هذا المجال.

س: ما هو الموقف من بعض علماء الدين الذين يقولون بذلك؟

ج: إن على العلماء أن يتحركوا في سبيل توجيه الناس إلى القيام بمسؤولياتهم من ناحية ارتباطهم بالواقع، وأن تتحرك عقيدة الظهور والتغيير الشامل كأساس لبعث الأمل في قلب ساحة العمل، لا أن تكون عنصر تغييب للإنسان المؤمن عن ساحة الصراع والمسؤولية والتغيير مقدمة للتغيير الشامل، لأنّ من لا يعيش حركية التغيير في حياته على المستويات التي يتحرك في إطارها، لن يكون قادراً على استيعاب فكرة التغيير الشامل، وربما لن ينخرط فيه، لأن البعد العاطفي في مسألة التغيير والانتماء إلى الإمام المهدي (عليه السلام) شيء، والبعد الحركي ـ إلى جانب سائر الأبعاد ـ الذي هو المطلوب الأساس في حركة الظهور، شيء آخر.

بيروت ـ أحمد الموسوي

"الراي" 30 نيسان 2008م


مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 24 ربيع الثاني 1429 هـ  الموافق: 30/04/2008 م
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية