أمريكا عطّلت أكثر من فرصة للحل في لبنان وتعمل لفتنة كبرى بين السنّة والشيعة
فضل الله يحذِّر من نبش التاريخ بالطرق الغرائزية ويدعو العلماء إلى الانتصار للإسلام قبل المذهب
أدلى سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بتصريح تناول فيه الأجهزة التي تقف وراء الإثارات المذهبية في العالم العربي والإسلامي، جاء فيه:
إننا نلاحظ أن عملية نبش الآثار الفكرية والعقيدية من التاريخ الإسلامي تتمّ بطريقة غرائزية، وهو ما يثير علامات الاستفهام حول الجهات التي تقف وراء هذه العملية، وكذلك حول كيفية استغلال أي عنوان بالطريقة المذهبية التي لا تفسح في المجال أمام الآخر ليدافع عن نفسه من خلال الاتهامات المسبقة، إضافة إلى السلبيات التي تتركها في ذهن هذا الطرف الإسلامي أو ذاك.
أضاف: إننا ندرك أن مسألة الاختلاف في الواقع الإسلامي قديمة، ولكننا نستغرب تماماً لماذا يُستبعد العنصر المخابراتي الرسمي هنا وهناك من مسألة الإيقاع بين المسلمين السنة والشيعة في المعلومات المزيّفة التي تقدم في أكثر من ساحة؟ ولماذا لا نحدِّق ملياً في الجهات الدولية التي تحرك الأجهزة هنا وهناك، أو تقف وراء مشروع الفتنة المذهبية التي يراد للبلدان الإسلامية كلها أن تكتوي بناره؟
وتابع: إنني وإن كنتُ لا أميل دائماً إلى استحضار عنصر "المؤامرة" عندما تنطلق المشاكل في الواقع العربي والإسلامي، ولكنني أجزم، ومن خلال المعلومات، أن الإدارة الأمريكية تعمل على تفجير الأرضية الإسلامية الوحدوية بين السنة والشيعة، وهي التي تقف وراء الكثير من الألغام السياسية والأمنية التي أثارت الشكوك والمخاوف، لا بل أدّت إلى الوقوع في المحظور الأمني في أكثر من مكان، وهي التي عطّلت أكثر من فرصة للحل في لبنان وخارجه، ولا تزال تعمل على اغتيال فرص الحلول تارة بشكل مباشر وأخرى بشكل غير مباشر، لأنها تريد للواقع اللبناني وغيره من المواقع أن يكتوي بنار الاهتزازات السياسية والتوترات المذهبية.
وأردف: إن الإدارة الأمريكية المحافظة التي تعمل بإخلاص لإسرائيل، بدأت بتعديل خططها في المنطقة بعد فشلها العسكري والأمني، وقد استبدلت خطتها الأولى في السعي لإقامة ديمقراطيات تحمل القيم الديمقراطية الأمريكية بخطة بديلة أساسها العمل لتحريك فتنة كبرى بين السنة والشيعة في العالم الإسلامي كله وفي العالم العربي كله على وجه التحديد، وهي تظن أن فتنة بهذا المستوى من شأنها أن تشغل المسلمين ببعضهم وأن تعطّل حركة الإسلام في الغرب، وبالتالي تمنعه من الامتداد في الأوساط الفكرية والعلمية والسياسية.
وقال: إنني، ومن خلال معرفتي بذلك كله، ومن خلال اطّلاعي على الأهداف الخطيرة التي رسمت من خلال هذه الخطط الخبيثة، أدعو المسلمين الذين يتراشقون بالاتهامات تحت هذا العنوان السياسي أو ذاك العنوان العقيدي، أو تلك الأفكار التي يظنها البعض التزامات وهي مجرد كتابات عفا عليها الزمن، إلى أن يكفوا عن ذلك كله، ليلتقي أهل الحل والعقد فيهم على رسم الخطط التي من شأنها أن تحفظ الإسلام في بلاده وأن تحمي حركته في الخارج. كما أدعو العلماء منهم على وجه الخصوص ألا يستحضروا كلمات الإثارة في خطاباتهم أو أن يذهبوا في الاتجاه الذي يضع مذهباً أو مجموعة بكاملها في دائرة الاتهام، أن يؤلّفوا كتباً تحوي على كلمات أو مواقف لا تتناسب مع حركة الوحدة الإسلامية أو تتناقض مع الفكر الإسلامي الأصيل، وخصوصاً إذا كان ذلك في العقود والقرون السالفة، فقد قال تعالى: {تلك أمةٌ قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون}.
وختم قائلاً: أيها المسلمون، أيها العرب، تحركوا في خط الوحدة وأسقطوا من كلماتكم وكتاباتكم ومواقفكم كل ما يثير وكل ما يقود إلى الفتنة، وهلموا جميعاً للدفاع عن الإسلام، لأننا عندما نحمي الإسلام نستطيع أن نحفظ المذاهب والأوطان، وعندما نسقط في وحول الفتنة سيسقط الهيكل الإسلامي والعربي على رؤوس الجميع.
مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 01 صفر 1428هـ الموافق: 19 شباط - فبراير 2007م
"المكتب الإعلامي"
أمريكا عطّلت أكثر من فرصة للحل في لبنان وتعمل لفتنة كبرى بين السنّة والشيعة
فضل الله يحذِّر من نبش التاريخ بالطرق الغرائزية ويدعو العلماء إلى الانتصار للإسلام قبل المذهب
أدلى سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بتصريح تناول فيه الأجهزة التي تقف وراء الإثارات المذهبية في العالم العربي والإسلامي، جاء فيه:
إننا نلاحظ أن عملية نبش الآثار الفكرية والعقيدية من التاريخ الإسلامي تتمّ بطريقة غرائزية، وهو ما يثير علامات الاستفهام حول الجهات التي تقف وراء هذه العملية، وكذلك حول كيفية استغلال أي عنوان بالطريقة المذهبية التي لا تفسح في المجال أمام الآخر ليدافع عن نفسه من خلال الاتهامات المسبقة، إضافة إلى السلبيات التي تتركها في ذهن هذا الطرف الإسلامي أو ذاك.
أضاف: إننا ندرك أن مسألة الاختلاف في الواقع الإسلامي قديمة، ولكننا نستغرب تماماً لماذا يُستبعد العنصر المخابراتي الرسمي هنا وهناك من مسألة الإيقاع بين المسلمين السنة والشيعة في المعلومات المزيّفة التي تقدم في أكثر من ساحة؟ ولماذا لا نحدِّق ملياً في الجهات الدولية التي تحرك الأجهزة هنا وهناك، أو تقف وراء مشروع الفتنة المذهبية التي يراد للبلدان الإسلامية كلها أن تكتوي بناره؟
وتابع: إنني وإن كنتُ لا أميل دائماً إلى استحضار عنصر "المؤامرة" عندما تنطلق المشاكل في الواقع العربي والإسلامي، ولكنني أجزم، ومن خلال المعلومات، أن الإدارة الأمريكية تعمل على تفجير الأرضية الإسلامية الوحدوية بين السنة والشيعة، وهي التي تقف وراء الكثير من الألغام السياسية والأمنية التي أثارت الشكوك والمخاوف، لا بل أدّت إلى الوقوع في المحظور الأمني في أكثر من مكان، وهي التي عطّلت أكثر من فرصة للحل في لبنان وخارجه، ولا تزال تعمل على اغتيال فرص الحلول تارة بشكل مباشر وأخرى بشكل غير مباشر، لأنها تريد للواقع اللبناني وغيره من المواقع أن يكتوي بنار الاهتزازات السياسية والتوترات المذهبية.
وأردف: إن الإدارة الأمريكية المحافظة التي تعمل بإخلاص لإسرائيل، بدأت بتعديل خططها في المنطقة بعد فشلها العسكري والأمني، وقد استبدلت خطتها الأولى في السعي لإقامة ديمقراطيات تحمل القيم الديمقراطية الأمريكية بخطة بديلة أساسها العمل لتحريك فتنة كبرى بين السنة والشيعة في العالم الإسلامي كله وفي العالم العربي كله على وجه التحديد، وهي تظن أن فتنة بهذا المستوى من شأنها أن تشغل المسلمين ببعضهم وأن تعطّل حركة الإسلام في الغرب، وبالتالي تمنعه من الامتداد في الأوساط الفكرية والعلمية والسياسية.
وقال: إنني، ومن خلال معرفتي بذلك كله، ومن خلال اطّلاعي على الأهداف الخطيرة التي رسمت من خلال هذه الخطط الخبيثة، أدعو المسلمين الذين يتراشقون بالاتهامات تحت هذا العنوان السياسي أو ذاك العنوان العقيدي، أو تلك الأفكار التي يظنها البعض التزامات وهي مجرد كتابات عفا عليها الزمن، إلى أن يكفوا عن ذلك كله، ليلتقي أهل الحل والعقد فيهم على رسم الخطط التي من شأنها أن تحفظ الإسلام في بلاده وأن تحمي حركته في الخارج. كما أدعو العلماء منهم على وجه الخصوص ألا يستحضروا كلمات الإثارة في خطاباتهم أو أن يذهبوا في الاتجاه الذي يضع مذهباً أو مجموعة بكاملها في دائرة الاتهام، أن يؤلّفوا كتباً تحوي على كلمات أو مواقف لا تتناسب مع حركة الوحدة الإسلامية أو تتناقض مع الفكر الإسلامي الأصيل، وخصوصاً إذا كان ذلك في العقود والقرون السالفة، فقد قال تعالى: {تلك أمةٌ قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون}.
وختم قائلاً: أيها المسلمون، أيها العرب، تحركوا في خط الوحدة وأسقطوا من كلماتكم وكتاباتكم ومواقفكم كل ما يثير وكل ما يقود إلى الفتنة، وهلموا جميعاً للدفاع عن الإسلام، لأننا عندما نحمي الإسلام نستطيع أن نحفظ المذاهب والأوطان، وعندما نسقط في وحول الفتنة سيسقط الهيكل الإسلامي والعربي على رؤوس الجميع.
مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 01 صفر 1428هـ الموافق: 19 شباط - فبراير 2007م
"المكتب الإعلامي"