بيان "إدانة اقتحام المسجد الأحمر في باكستان"

بيان "إدانة اقتحام المسجد الأحمر في باكستان"

أميركا أدخلت الباكستان في الفوضى الدامية وتسعى مع إسرائيل لتفكيك العقل النووي الباكستاني
فضل الله: يحذر من ضيق أفق الحكام الذين ينفتحون على إسرائيل وينغلقون على شعوبهم

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً أدان فيه اقتحام مسجد الأحمر في باكستان وقد جاء فيه:

لقد رأينا أنّ ما كان يوضع موضع القداسة في الوعي الإسلامي كالمقامات والمساجد والمواقع الدينية أصبح ـ بفعل التعقيدات السياسية وبفعل اللعبة الأميركية المتحركة في أكثر من مكان ـ في موقع الاستباحة، وهذا ما لاحظناه في العراق ونلاحظه في هذه الأيام في باكستان بفعل التحريض أو التحفيز الأميركي لاقتحام هذه المواقع ومن بينها المسجد الأحمر والمجزرة التي حصلت فيه. الأمر الذي ترك أكثر من علامة استفهام حول مدى المصلحة في جعل هكذا مواقع محل استباحة، إضافة إلى الدلالات والانطباعات الخطيرة التي برزت وكأن المقصود هو إيصال رسالة إلى العالم بأنّ كل شيء داخل المواقع الإسلامية مستباح طالما أنّ ذلك يصب في المصلحة الأميركية.

إنّنا نلاحظ، أنّ ثمة خطة خبيثة لجعل كل بلد إسلامي يمتلك طاقة بشرية أو علمية أو عسكرية في دائرة الاستهداف، ولقد كنا نعرف بأن باكستان التي تمتلك القنبلة النووية وفيها طليعة علمية متقدمة على غيرها في العالم الإسلامي هي محل رصد من الكيان الصهيوني لإسقاط عناصر القوة فيها من خلال السعي لإيجاد ظروف معقدة في داخلها وتحريك الصراعات الداخلية فيها، ليصار من خلال ذلك كلّه إلى تفكيك العقل النووي الباكستاني بكل ما أنتجه وما يمكن أن ينتجه.

إنّ علينا أن نرصد هذا الهدف الأميركي ـ الإسرائيلي في معرض رصدنا لتطورات الأوضاع وانجرار الأمور نحو هذا المنحى الخطير في باكستان، لأنّ من بين الأهداف الأساسية لكل هذه التوترات والحروب التي تفتك بالكثير من المواقع في العالم العربي والإسلامي إشعار إسرائيل بالراحة من خلال إزالة كل ما تعتبره خطراً استراتيجياً عليها وهو الأمر الذي حصل في العراق، وما يخطط له ضد إيران ليس ببعيد عن ذلك. إضافة إلى ما يحدث في السودان والصومال، وكذلك ما يحدث في باكستان في هذه الأيام.

إننا في الوقت الذي لا نريد أن نقلّل فيه من خطورة الجهات التكفيرية في أساليبها العنيفة ومفاهيمها الإقصائية إلاّ أن علينا أن نرصد السعي الأميركي لتعميم الفوضى في بلداننا، لأنّ هذه الفوضى قد تقود إلى فتنة داخلية تمنع نمو هذه البلدان وتبقيها كسوق استهلاكي على جميع المستويات الاقتصادية والعسكرية والعلمية وما إلى ذلك، وهذا ما يؤكد أبعاد الخطة الأميركية ـ الأطلسية لتدمير الإسلام فكراً وأمة واقتصاداً وغير ذلك.

إن الجائزة التي يتحدّث عنها الأميركيون لهذه الدولة أو تلك من خلال انخراطها فيما تسميه الإدارة الأميركية «الحرب على الإرهاب»، تتمثل في هذه الفوضى الداخلية التي قد تفتح بعض أبواب المساعدات الأميركية المحسوبة والمدروسة على هذه البلدان، كما هو الأمر بالنسبة إلى منطقة القبائل في باكستان ـ ولكنها تفتح عليهم أبواب جنهم في العنف الدامي الذي نشهده على كل المستويات والتي تتضاعف خطورته انطلاقاً من ضيق الأفق السياسي الذي يعيشه حكام الدول العربية والإسلامية بشكل عام، حيث ينفتحون على كل أعدائهم وعلى كل ما تطلبه منهم الإدارة الأميركية وينظروّن للانتفاح على إسرائيل بمناسبة ومن دون مناسبة ولكنهم ينغلقون على شعوبهم وعلى التيارات السياسية الحيّة في ساحاتهم وخصوصاً التيارات الإسلامية.

إننا نريد لكل المعنيين في باكستان أن يتحركوا لإعادة هذا البلد الإسلامي إلى موقعه الطبيعي في حركة الصراع ضد المستكبرين والمحتلين من خلال العمل على حفظ وحدته الداخلية وتطويق الأوضاع التي قد تدخله في متاهات الفوضى الدامية وهو ما يشكل خطراً ليس على باكستان وحدها بل على المنطقة كلها وعلى المسلمين كلهم... كما نريد لعلماء المسلمين والجماعات الإسلامية في باكستان أن يؤكدوا على الوحدة الإسلامية وأن يعملوا لحماية الواقع الإسلامي من كل خطوط التكفير ومتاهات التطرف.

لقد فشلت أمريكا في كل أساليبها ومشاريعها فيما تسميه الحرب على الإرهاب وعلى المسلمين جميعاً أن يمنعوها من أن تثير الفتنة في داخلهم لتغطية هذا الفشل من خلال إشعالها للحروب والفتن في أكثر من موقع عربي وإسلامي.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

 التاريخ: 08 رجب   1428هـ  الموافق: 23 / 7 / 2007م

"المكتب الإعلامي"

أميركا أدخلت الباكستان في الفوضى الدامية وتسعى مع إسرائيل لتفكيك العقل النووي الباكستاني
فضل الله: يحذر من ضيق أفق الحكام الذين ينفتحون على إسرائيل وينغلقون على شعوبهم

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً أدان فيه اقتحام مسجد الأحمر في باكستان وقد جاء فيه:

لقد رأينا أنّ ما كان يوضع موضع القداسة في الوعي الإسلامي كالمقامات والمساجد والمواقع الدينية أصبح ـ بفعل التعقيدات السياسية وبفعل اللعبة الأميركية المتحركة في أكثر من مكان ـ في موقع الاستباحة، وهذا ما لاحظناه في العراق ونلاحظه في هذه الأيام في باكستان بفعل التحريض أو التحفيز الأميركي لاقتحام هذه المواقع ومن بينها المسجد الأحمر والمجزرة التي حصلت فيه. الأمر الذي ترك أكثر من علامة استفهام حول مدى المصلحة في جعل هكذا مواقع محل استباحة، إضافة إلى الدلالات والانطباعات الخطيرة التي برزت وكأن المقصود هو إيصال رسالة إلى العالم بأنّ كل شيء داخل المواقع الإسلامية مستباح طالما أنّ ذلك يصب في المصلحة الأميركية.

إنّنا نلاحظ، أنّ ثمة خطة خبيثة لجعل كل بلد إسلامي يمتلك طاقة بشرية أو علمية أو عسكرية في دائرة الاستهداف، ولقد كنا نعرف بأن باكستان التي تمتلك القنبلة النووية وفيها طليعة علمية متقدمة على غيرها في العالم الإسلامي هي محل رصد من الكيان الصهيوني لإسقاط عناصر القوة فيها من خلال السعي لإيجاد ظروف معقدة في داخلها وتحريك الصراعات الداخلية فيها، ليصار من خلال ذلك كلّه إلى تفكيك العقل النووي الباكستاني بكل ما أنتجه وما يمكن أن ينتجه.

إنّ علينا أن نرصد هذا الهدف الأميركي ـ الإسرائيلي في معرض رصدنا لتطورات الأوضاع وانجرار الأمور نحو هذا المنحى الخطير في باكستان، لأنّ من بين الأهداف الأساسية لكل هذه التوترات والحروب التي تفتك بالكثير من المواقع في العالم العربي والإسلامي إشعار إسرائيل بالراحة من خلال إزالة كل ما تعتبره خطراً استراتيجياً عليها وهو الأمر الذي حصل في العراق، وما يخطط له ضد إيران ليس ببعيد عن ذلك. إضافة إلى ما يحدث في السودان والصومال، وكذلك ما يحدث في باكستان في هذه الأيام.

إننا في الوقت الذي لا نريد أن نقلّل فيه من خطورة الجهات التكفيرية في أساليبها العنيفة ومفاهيمها الإقصائية إلاّ أن علينا أن نرصد السعي الأميركي لتعميم الفوضى في بلداننا، لأنّ هذه الفوضى قد تقود إلى فتنة داخلية تمنع نمو هذه البلدان وتبقيها كسوق استهلاكي على جميع المستويات الاقتصادية والعسكرية والعلمية وما إلى ذلك، وهذا ما يؤكد أبعاد الخطة الأميركية ـ الأطلسية لتدمير الإسلام فكراً وأمة واقتصاداً وغير ذلك.

إن الجائزة التي يتحدّث عنها الأميركيون لهذه الدولة أو تلك من خلال انخراطها فيما تسميه الإدارة الأميركية «الحرب على الإرهاب»، تتمثل في هذه الفوضى الداخلية التي قد تفتح بعض أبواب المساعدات الأميركية المحسوبة والمدروسة على هذه البلدان، كما هو الأمر بالنسبة إلى منطقة القبائل في باكستان ـ ولكنها تفتح عليهم أبواب جنهم في العنف الدامي الذي نشهده على كل المستويات والتي تتضاعف خطورته انطلاقاً من ضيق الأفق السياسي الذي يعيشه حكام الدول العربية والإسلامية بشكل عام، حيث ينفتحون على كل أعدائهم وعلى كل ما تطلبه منهم الإدارة الأميركية وينظروّن للانتفاح على إسرائيل بمناسبة ومن دون مناسبة ولكنهم ينغلقون على شعوبهم وعلى التيارات السياسية الحيّة في ساحاتهم وخصوصاً التيارات الإسلامية.

إننا نريد لكل المعنيين في باكستان أن يتحركوا لإعادة هذا البلد الإسلامي إلى موقعه الطبيعي في حركة الصراع ضد المستكبرين والمحتلين من خلال العمل على حفظ وحدته الداخلية وتطويق الأوضاع التي قد تدخله في متاهات الفوضى الدامية وهو ما يشكل خطراً ليس على باكستان وحدها بل على المنطقة كلها وعلى المسلمين كلهم... كما نريد لعلماء المسلمين والجماعات الإسلامية في باكستان أن يؤكدوا على الوحدة الإسلامية وأن يعملوا لحماية الواقع الإسلامي من كل خطوط التكفير ومتاهات التطرف.

لقد فشلت أمريكا في كل أساليبها ومشاريعها فيما تسميه الحرب على الإرهاب وعلى المسلمين جميعاً أن يمنعوها من أن تثير الفتنة في داخلهم لتغطية هذا الفشل من خلال إشعالها للحروب والفتن في أكثر من موقع عربي وإسلامي.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

 التاريخ: 08 رجب   1428هـ  الموافق: 23 / 7 / 2007م

"المكتب الإعلامي"

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية