بوش سفيرٌ للحرب والجنون والفوضى
فضل الله: نخشى على لبنان بفعل ضغط السفير الأمريكي لمنع اللبنانيين من التوافق
أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً دعا فيه الشعب الأمريكي أن يعي أن إدارة بوش لا تلاحق الإرهاب بل تصنعه، جاء فيه:
يطالعنا الرئيس الأمريكي بموقف جديد الشكل، قديم المحتوى، يعلن فيه "مواصلة العمل على دفع أجندة الحرية في أمكنة عدة من العالم، مثل لبنان والعراق والأراضي الفلسطينية وأفغانستان... ويؤكد فيه دعم إدارته لهذه الأجندة في نطاق ما أسماه الصراع بين المتشددين والمتطرفين، وبين الناس الذين يريدون العيش بحرية".
ومن الواضح تماماً أن هذه الجرعات التهويلية التي ينهال بها الرئيس الأمريكي على رؤوس الأمريكيين تحت عنوان مواجهة الإرهاب في بلاده قبل أن يضربنا في بلادنا، باتت لا تنطلي إلا على السذج، لأن الجميع بات يعرف أن هذه الإدارة هي التي استدرجت الإرهاب وساهمت بوجود ساحات جديدة له، وهي التي تعمل لفتح مسارات متواصلة للإرهابيين في مواقع جديدة في الشرق الأوسط للتخفيف عن كاهلها حيال ما يحصل لها في العراق.
إن هذا الاستهداف المتواصل للعالم الإسلامي تحت عنوان: إنهم يكرهوننا، بات مكشوفاً، حيث لم يعد باستطاعة الرئيس الأمريكي تجميل نفسه أو تسويق إدارته داخلياً وخارجياً إلى المستوى الذي يدفع بمستشارته، كارين هيوز، التي عُيّنت بهدف تحسين صورة أمريكا في العالم الإسلامي إلى الاستقالة بعد معرفتها باستحالة تحقيق أي نجاح في هذه المهمة بعدما برزت إدارة بوش بوجهها الحقيقي الساعي لتدمير الإسلام ومقوّمات العرب والمسلمين جميعاً.
إن على الشعب الأمريكي أن يعي بأنّ إدارته لا تلاحق الإرهاب، بل تصنّعه، ولا تحارب المتشددين، بل تعمل لتوفير أفضل المناخات لهم، وأن المسألة ليست في ملاحقة هؤلاء في بلادهم حتى لا يلاحقوا الشعب الأمريكي في بلاده، بل في الهيمنة على مواقع جديدة ومصادرة المزيد من الثروات وخلق المزيد من العداوات. ولو أن المسألة كانت تتعلق بالظلم لأمكن العمل على تحالف بين المسلمين والأمريكيين الطامحين لإعطاء الشعوب حقها في الحرية وفي تقرير مصيرها في مواجهة الظلمة والمستكبرين والإرهابيين.
إن الحرية التي يتحدث الرئيس الأمريكي عن دفع أجندتها إلى الأمام، تشبه تماماً ما يفعله في العراق، حيث لا يسمح للحكومة العراقية بأن تمارس حريتها في إدارة بلادها، وهو الأمر نفسه الذي يمارسه بوش مع الحكومة الأفغانية. أما ما فعله بباكستان من حشر لحكومتها في الزاوية ودفع الرئيس الباكستاني إلى الشروع في حرب داخلية تحت عنوان مواجهة الإرهاب، فهو المؤشّر الأبرز إلى ما تطمح الإدارة الأمريكية إليه من تسويق المشاكل الداخلية في طول العالم الإسلامي والعربي وعرضه في إطار ما تسميه ملاحقة المتشددين، كما أن هذه الحرية التي يثير بوش الحديث عنها، تعني إعطاء إسرائيل المزيد من الحرية لضرب الشعب الفلسطيني وقتل ناشطيه واجتياح أرضه وممارسة أقسى العقوبات الجماعية ضده.
عندما يتحدث الرئيس الأمريكي عن العمل لدفع أجندة الحرية في أماكن عدة من العالم ويسمي مناطقنا وبلادنا، فإنه يعني العمل لدفع أجندة الفتنة والفوضى إلى الأمام. ولذلك فإننا نخشى في لبنان من الجنون الذي استحكم بهذا الرئيس وبإدارته التي تضغط عبر سفيرها في لبنان على حرية اللبنانيين لتمنعهم من إنتاج وفاقهم الداخلي عبر بوابة الاستحقاق الرئاسي، ولتدفع بالأمور نحو الفوضى والفراغ والضياع. فقد أصبحت الفوضى سلاحها المفضل للهرب إلى الأمام بعد فشلها في المنطقة تماماً، كما أصبح ترويع الناس هو سلاحها في الداخل الأمريكي، وعلى شعوبنا أن تفهم هذه الإدارة جيداً، وعلى المسؤولين العرب الذين يستمعون إليها أن يتطلعوا إلى الأمام ليستشرفوا المستقبل المظلم الذي ينتظرهم جرّاء ذلك، وعلى الشعب الأمريكي أن يبدأ بعملية سحب البساط من تحت أقدام هذا الرئيس الذي يسوّق نفسه كرسول للسلام وهو سفير الحرب والجنون والفوضى في كل مكان.
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 24 شوّال 1428هـ الموافق: 04 / 11 / 2007م
"المكتب الإعلامي"
بوش سفيرٌ للحرب والجنون والفوضى
فضل الله: نخشى على لبنان بفعل ضغط السفير الأمريكي لمنع اللبنانيين من التوافق
أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً دعا فيه الشعب الأمريكي أن يعي أن إدارة بوش لا تلاحق الإرهاب بل تصنعه، جاء فيه:
يطالعنا الرئيس الأمريكي بموقف جديد الشكل، قديم المحتوى، يعلن فيه "مواصلة العمل على دفع أجندة الحرية في أمكنة عدة من العالم، مثل لبنان والعراق والأراضي الفلسطينية وأفغانستان... ويؤكد فيه دعم إدارته لهذه الأجندة في نطاق ما أسماه الصراع بين المتشددين والمتطرفين، وبين الناس الذين يريدون العيش بحرية".
ومن الواضح تماماً أن هذه الجرعات التهويلية التي ينهال بها الرئيس الأمريكي على رؤوس الأمريكيين تحت عنوان مواجهة الإرهاب في بلاده قبل أن يضربنا في بلادنا، باتت لا تنطلي إلا على السذج، لأن الجميع بات يعرف أن هذه الإدارة هي التي استدرجت الإرهاب وساهمت بوجود ساحات جديدة له، وهي التي تعمل لفتح مسارات متواصلة للإرهابيين في مواقع جديدة في الشرق الأوسط للتخفيف عن كاهلها حيال ما يحصل لها في العراق.
إن هذا الاستهداف المتواصل للعالم الإسلامي تحت عنوان: إنهم يكرهوننا، بات مكشوفاً، حيث لم يعد باستطاعة الرئيس الأمريكي تجميل نفسه أو تسويق إدارته داخلياً وخارجياً إلى المستوى الذي يدفع بمستشارته، كارين هيوز، التي عُيّنت بهدف تحسين صورة أمريكا في العالم الإسلامي إلى الاستقالة بعد معرفتها باستحالة تحقيق أي نجاح في هذه المهمة بعدما برزت إدارة بوش بوجهها الحقيقي الساعي لتدمير الإسلام ومقوّمات العرب والمسلمين جميعاً.
إن على الشعب الأمريكي أن يعي بأنّ إدارته لا تلاحق الإرهاب، بل تصنّعه، ولا تحارب المتشددين، بل تعمل لتوفير أفضل المناخات لهم، وأن المسألة ليست في ملاحقة هؤلاء في بلادهم حتى لا يلاحقوا الشعب الأمريكي في بلاده، بل في الهيمنة على مواقع جديدة ومصادرة المزيد من الثروات وخلق المزيد من العداوات. ولو أن المسألة كانت تتعلق بالظلم لأمكن العمل على تحالف بين المسلمين والأمريكيين الطامحين لإعطاء الشعوب حقها في الحرية وفي تقرير مصيرها في مواجهة الظلمة والمستكبرين والإرهابيين.
إن الحرية التي يتحدث الرئيس الأمريكي عن دفع أجندتها إلى الأمام، تشبه تماماً ما يفعله في العراق، حيث لا يسمح للحكومة العراقية بأن تمارس حريتها في إدارة بلادها، وهو الأمر نفسه الذي يمارسه بوش مع الحكومة الأفغانية. أما ما فعله بباكستان من حشر لحكومتها في الزاوية ودفع الرئيس الباكستاني إلى الشروع في حرب داخلية تحت عنوان مواجهة الإرهاب، فهو المؤشّر الأبرز إلى ما تطمح الإدارة الأمريكية إليه من تسويق المشاكل الداخلية في طول العالم الإسلامي والعربي وعرضه في إطار ما تسميه ملاحقة المتشددين، كما أن هذه الحرية التي يثير بوش الحديث عنها، تعني إعطاء إسرائيل المزيد من الحرية لضرب الشعب الفلسطيني وقتل ناشطيه واجتياح أرضه وممارسة أقسى العقوبات الجماعية ضده.
عندما يتحدث الرئيس الأمريكي عن العمل لدفع أجندة الحرية في أماكن عدة من العالم ويسمي مناطقنا وبلادنا، فإنه يعني العمل لدفع أجندة الفتنة والفوضى إلى الأمام. ولذلك فإننا نخشى في لبنان من الجنون الذي استحكم بهذا الرئيس وبإدارته التي تضغط عبر سفيرها في لبنان على حرية اللبنانيين لتمنعهم من إنتاج وفاقهم الداخلي عبر بوابة الاستحقاق الرئاسي، ولتدفع بالأمور نحو الفوضى والفراغ والضياع. فقد أصبحت الفوضى سلاحها المفضل للهرب إلى الأمام بعد فشلها في المنطقة تماماً، كما أصبح ترويع الناس هو سلاحها في الداخل الأمريكي، وعلى شعوبنا أن تفهم هذه الإدارة جيداً، وعلى المسؤولين العرب الذين يستمعون إليها أن يتطلعوا إلى الأمام ليستشرفوا المستقبل المظلم الذي ينتظرهم جرّاء ذلك، وعلى الشعب الأمريكي أن يبدأ بعملية سحب البساط من تحت أقدام هذا الرئيس الذي يسوّق نفسه كرسول للسلام وهو سفير الحرب والجنون والفوضى في كل مكان.
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 24 شوّال 1428هـ الموافق: 04 / 11 / 2007م
"المكتب الإعلامي"