حذّر من أن مسألة القدس التي يراد سحقها في مؤتمر الخريف ستحدث هزّات ارتدادية في البلدان العربية
فضل الله: تبريد المسألة الفلسطينية للضغط على إيران وتهديدها بالحرب
أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً داعياً العرب إلى التنبّه للعبة الفوضى والتفتيت التي تحرّكها الإدارة الأمريكية في المنطقة، جاء فيه:
أظهرت التطورات الأخيرة بمعطياتها وتداعياتها الكثيرة أن الذي يدير اللعبة في المنطقة هي إسرائيل، وأن الحركة الأمريكية لا تخرج عن نطاق التوجيه الإسرائيلي، وخصوصاً في مسألة الملف النووي السلمي لإيران، وقد انخرطت دول الاتحاد الأوروبي في ذلك، تارةً من خلال الخضوع للضغط الأمريكي واللوبي الصهيوني، وطوراً من خلال انسجام بعض هذه الدول مع ما تريده أمريكا وإسرائيل، ومن هنا دخلت المسألة الإيرانية في ملفها النووي السلمي في نطاق التهويل الذي تعترف إسرائيل بأنها حرّكته لأنها تريد تسليط أضواء العالم عليه.
ولذلك، علينا ألا نغفل الأهداف الخطيرة التي ينطوي عليها مؤتمر أنابوليس في كونه يعمل على تهيئة الظروف لإيجاد أرضية في المنطقة يشترك فيها العرب لمحاصرة إيران والضغط عليها وتحضير المقدمات لاستهدافها بطريقة وأخرى، وقد كان رئيس مركز أبحاث الأمن القومي في جامعة حيفا (دان شيفطان) واضحاً عندما أكد أن مؤتمر الخريف لن يُعقد من أجل القضية الفلسطينية، وإنما للتمهيد لضرب إيران.
ولذلك، فإننا نريد من العرب، وخصوصاً أولئك الذين تجمعهم واشنطن تارةً كرؤساء مخابرات، وطوراً كوزراء خارجية، ولا تنفكّ تستدعيهم وزيرة الخارجية الأمريكية عندما تستدعي الحاجة لذلك، أن يلتفتوا إلى أن ما ترسمه لهم الإدارة الأمريكية المحافظة من أدوار لا ينحصر فقط في مجال تحضير المناخات الإعلامية والسياسية ضد إيران، بل في استخدامهم لعدوان أمريكي وإسرائيلي جديد في المنطقة قد تدفع بلدانهم كلفته الباهظة قبل غيرها.
إن مؤتمر الخريف الذي يتحدثون عن انعقاده في نهاية هذا الشهر، يُراد له أن يُعقد في أجواء توحي بالحرب وبالضغط على سوريا وإيران، حيث تهيّىء الظروف لاستخدام عنصر التطبيع الإسرائيلي ـ العربي في توجيه الأمور ضد أطراف الممانعة في الساحة العربية والإسلامية. ومن هنا نفهم السعي الأمريكي لتبريد الأمور على الساحة الفلسطينية من دون أن يُعطى الفلسطينيون شيئاً، وتوجيه بوصلة التهويل والتهديد نحو إيران مع إعلان أمريكي واضح بالتزام الشروط الإسرائيلية في المؤتمر لجهة التزام الأمن الإسرائيلي، الذي يتقدم على الدولة الفلسطينية... ومن هنا، فإنّ الريبة تساور الكثيرين في أن الحديث العربي عن تنظيف المنطقة من أسلحة الدمار الشامل ومن المشاريع النووية يستهدف إيران ولا يستهدف إسرائيل.
إننا نريد للعرب أن يتنبّهوا إلى لعبة الفوضى والتفتيت التي تحركها الإدارة الأمريكية المحافظة والتي تحطّ رحالها في هذه الأيام في الباكستان بطريقة خطيرة، ليدركوا بأنه لا جدوى من حضورهم في مؤتمر الخريف الذي سيؤسس لفوضى جديدة في المنطقة تمثّل حاجة ماسّة لإسرائيل وحكومتها، وخصوصاً في الأشهر القادمة بما يسمح لها باستكمال قوتها للقيام بعدوان جديد. إننا نحذّر الدول الخليجية على وجه الخصوص وكل المواقع التي تحمل عنواناً إسلامياً مميزاً من أن مسألة القدس التي يُراد للمؤتمر أن يُمهّد لتهويدها وسحقها بتوقيع عربي وإسلامي، ليست من المسائل التي تحتمل التأويل، بل هي من الأمور التي ستحدث هزّات ارتدادية داخل هذه البلدان وخارجها.
إننا نقول للعرب الذين ترسم لهم الإدارة الأمريكية الأدوار لتحرّكهم في نطاق مصالحها ومصالح إسرائيل، إن الهامش قد بات ضيقاً أمامهم وأن ساعة الحقيقة أزفت، وعليهم أن يتطلعوا إلى ما يجري في المنطقة بنظرة مستشرفة ترصد الأبعاد الاستراتيجية للخطوات المنوي اتخاذها، كما أن عليهم أن يخرجوا من سياق المنطق الذي رددوه مراراً بحجة: ماذا نستطيع أن نفعل أمام أمريكا... لأنهم يستطيعون الكثير، وخصوصاً إذا كانوا حريصين على استقرار بلدانهم واستمرارية أوطانهم.
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 1 ذو القعدة 1428هـ الموافق: 11 / 11 / 2007م
حذّر من أن مسألة القدس التي يراد سحقها في مؤتمر الخريف ستحدث هزّات ارتدادية في البلدان العربية
فضل الله: تبريد المسألة الفلسطينية للضغط على إيران وتهديدها بالحرب
أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً داعياً العرب إلى التنبّه للعبة الفوضى والتفتيت التي تحرّكها الإدارة الأمريكية في المنطقة، جاء فيه:
أظهرت التطورات الأخيرة بمعطياتها وتداعياتها الكثيرة أن الذي يدير اللعبة في المنطقة هي إسرائيل، وأن الحركة الأمريكية لا تخرج عن نطاق التوجيه الإسرائيلي، وخصوصاً في مسألة الملف النووي السلمي لإيران، وقد انخرطت دول الاتحاد الأوروبي في ذلك، تارةً من خلال الخضوع للضغط الأمريكي واللوبي الصهيوني، وطوراً من خلال انسجام بعض هذه الدول مع ما تريده أمريكا وإسرائيل، ومن هنا دخلت المسألة الإيرانية في ملفها النووي السلمي في نطاق التهويل الذي تعترف إسرائيل بأنها حرّكته لأنها تريد تسليط أضواء العالم عليه.
ولذلك، علينا ألا نغفل الأهداف الخطيرة التي ينطوي عليها مؤتمر أنابوليس في كونه يعمل على تهيئة الظروف لإيجاد أرضية في المنطقة يشترك فيها العرب لمحاصرة إيران والضغط عليها وتحضير المقدمات لاستهدافها بطريقة وأخرى، وقد كان رئيس مركز أبحاث الأمن القومي في جامعة حيفا (دان شيفطان) واضحاً عندما أكد أن مؤتمر الخريف لن يُعقد من أجل القضية الفلسطينية، وإنما للتمهيد لضرب إيران.
ولذلك، فإننا نريد من العرب، وخصوصاً أولئك الذين تجمعهم واشنطن تارةً كرؤساء مخابرات، وطوراً كوزراء خارجية، ولا تنفكّ تستدعيهم وزيرة الخارجية الأمريكية عندما تستدعي الحاجة لذلك، أن يلتفتوا إلى أن ما ترسمه لهم الإدارة الأمريكية المحافظة من أدوار لا ينحصر فقط في مجال تحضير المناخات الإعلامية والسياسية ضد إيران، بل في استخدامهم لعدوان أمريكي وإسرائيلي جديد في المنطقة قد تدفع بلدانهم كلفته الباهظة قبل غيرها.
إن مؤتمر الخريف الذي يتحدثون عن انعقاده في نهاية هذا الشهر، يُراد له أن يُعقد في أجواء توحي بالحرب وبالضغط على سوريا وإيران، حيث تهيّىء الظروف لاستخدام عنصر التطبيع الإسرائيلي ـ العربي في توجيه الأمور ضد أطراف الممانعة في الساحة العربية والإسلامية. ومن هنا نفهم السعي الأمريكي لتبريد الأمور على الساحة الفلسطينية من دون أن يُعطى الفلسطينيون شيئاً، وتوجيه بوصلة التهويل والتهديد نحو إيران مع إعلان أمريكي واضح بالتزام الشروط الإسرائيلية في المؤتمر لجهة التزام الأمن الإسرائيلي، الذي يتقدم على الدولة الفلسطينية... ومن هنا، فإنّ الريبة تساور الكثيرين في أن الحديث العربي عن تنظيف المنطقة من أسلحة الدمار الشامل ومن المشاريع النووية يستهدف إيران ولا يستهدف إسرائيل.
إننا نريد للعرب أن يتنبّهوا إلى لعبة الفوضى والتفتيت التي تحركها الإدارة الأمريكية المحافظة والتي تحطّ رحالها في هذه الأيام في الباكستان بطريقة خطيرة، ليدركوا بأنه لا جدوى من حضورهم في مؤتمر الخريف الذي سيؤسس لفوضى جديدة في المنطقة تمثّل حاجة ماسّة لإسرائيل وحكومتها، وخصوصاً في الأشهر القادمة بما يسمح لها باستكمال قوتها للقيام بعدوان جديد. إننا نحذّر الدول الخليجية على وجه الخصوص وكل المواقع التي تحمل عنواناً إسلامياً مميزاً من أن مسألة القدس التي يُراد للمؤتمر أن يُمهّد لتهويدها وسحقها بتوقيع عربي وإسلامي، ليست من المسائل التي تحتمل التأويل، بل هي من الأمور التي ستحدث هزّات ارتدادية داخل هذه البلدان وخارجها.
إننا نقول للعرب الذين ترسم لهم الإدارة الأمريكية الأدوار لتحرّكهم في نطاق مصالحها ومصالح إسرائيل، إن الهامش قد بات ضيقاً أمامهم وأن ساعة الحقيقة أزفت، وعليهم أن يتطلعوا إلى ما يجري في المنطقة بنظرة مستشرفة ترصد الأبعاد الاستراتيجية للخطوات المنوي اتخاذها، كما أن عليهم أن يخرجوا من سياق المنطق الذي رددوه مراراً بحجة: ماذا نستطيع أن نفعل أمام أمريكا... لأنهم يستطيعون الكثير، وخصوصاً إذا كانوا حريصين على استقرار بلدانهم واستمرارية أوطانهم.
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 1 ذو القعدة 1428هـ الموافق: 11 / 11 / 2007م