دعا إلى قيام هيئة عربية وإسلامية للدفاع عن حقوق الطفل العربي والمسلم
فضل الله: معيبٌ صمت الهيئات الغربية والدولية حيال الاتّجار بأطفال تشاد ودارفور
أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً أدان فيه ما تتعرّض له الطفولة في العالم من انتهاك من خلال الاتّجار بأطفال دارفور وشرقي تشاد، جاء فيه:
إن ما تناقلته وسائل الإعلام من محاولة إحدى المؤسسات الفرنسية اختطاف أطفال دارفور وشرقي تشاد بهدف التبنّي أو الاتجار أو استخدام أجسادهم كسلعة في مجالات التجارة بالأعضاء البشرية أو للتحرش بهم جنسياً. وتلمس وسائل الاحتيال والترغيب لاقتناص هؤلاء وسوقهم إلى أوروبا لهذه الأهداف، إن ذلك يمثّل القمة في الوحشية التي تتخذ العناوين الإنسانية كوسيلة للعدوان على الطفولة البريئة التي لا يكفيها ما تعانيه في أرضها وبلادها من جوع وفقر واعتداء على حقوقها الإنسانية والأخلاقية، حتى يأتي هؤلاء ليراكموا مشاكلها ويمعنوا في الإجرام بحقّها.
إن هذا التصرّف العدواني يشير إلى حقيقة النظرة التي تنظر من خلالها جهات سياسية وغير سياسية في الغرب حيال شعوبنا وشعوب العالم الثالث وأطفاله، والتي تقوم على احتقار هذه الشعوب وبالتالي استباحتها وسحق حقوقها وتدمير كياناتها الاجتماعية والسياسية بالمستوى الذي تستخدم فيه أجساد الطفولة الغضة البريئة كسلعة في سوق النخاسة الدولية، وتُقطّع أوصالها وأعضاءها لحساب المترفين والمتخمين من ذلك العالم، الذين لم يكتفوا بكل عهود الاستعمار وما جنته على شعوبنا، ولم تقطع شهيتهم هذه السيطرة على ثرواتنا الدفينة وعلى اقتصادنا وسياستنا حتى لجأوا إلى هذه الأساليب الوحشية تدفعهم إلى ذلك سلطات سياسية متواطئة وقوانين دولية أضحت سلاحاً بيد القوي على الضعيف، وبات انتهاكها مسألة عادية إذا كان المتضرر منها مسلماً أو عربياً أو ينتمي إلى شعب من الشعوب المستضعفة التي لا تعمل الأمم المتحدة شيئاً للدفاع عنه وحمايته من براثن المتوحشين الدوليين.
لقد كنا ننتظر من جمعيات حقوق الإنسان، في الغرب تحديداً، ومن أولئك الذين يزعمون الدفاع عن حقوق الطفولة، ويستخدمون هذا العنوان في كل القضايا الجزئية الصغيرة التي تحدث في هذا البلد الإسلامي أو العربي، أن ينبروا لكشف الظلامة عن أطفال السودان وتشاد، وأن يقوموا بأبسط واجباتهم لشجب هذه الجرائم والمطالبة بوضع آليات وأسس دولية تمنع من تكرار هذا العمل. كما كنا ننتظر أن تنطلق حركة فاعلة وملموسة حيال ذلك من الجمعيات الغربية التي تحمل عنواناً إنسانياً، والتي ينطلق أصحابها للدفاع عما يسمونه حقوق الحيوانات ليستنكروا الشعائر الإسلامية في الحج من دون أن تثير فيهم هذه الممارسات الوحشية ضد الطفولة حسّ التفاعل، أو تحرّك ضمائرهم حيال الانتهاكات الخطيرة التي تطاول الطفولة البريئة في فلسطين والعراق وأفغانستان، من الاحتلال الإسرائيلي والاحتلال الأمريكي ومن يسير في فلكهما.
إننا ـ ومع تذكيرنا بالموقف الإسلامي الشرعي الذي لا يجيز التبنّي ولا يسمح حتى للآباء والأمهات أن ينتهكوا حقوق أطفالهم وأولادهم، أو أن يتصرفوا حيالهم بخلاف مصالحهم، أو أن يتركوهم عرضةً للطامعين والمستغلين والمتاجرين بحقوقهم وأجسادهم ـ ندعو إلى إطلاق صرخةً كبرى على مستوى العالم كله، وفي العالم الإسلامي على وجه التحديد، لرفض هذه الممارسات ومحاكمة كل من يقف وراءها أو من يُسهّل لهم ذلك. كما ندعو إلى قيام هيئة إسلامية وعربية تضمّ كل الفئات والجهات، وتعنى بالدفاع عن حقوق الطفل العربي والإسلامي، إلى جانب الدفاع عن حقوق الأطفال الآخرين، وأن تكرّس حركتها الإنسانية والاجتماعية والسياسية والإعلامية لحماية أطفالنا والدفاع عنهم وتأمين المساعدات اللازمة لهم في المجالات التربوية والتعليمية، وكذلك في مجالات الصحة والتغذية وغيرها، وأن تسعى لفضح السلطات السياسية التي تحمي المعتدين، وأن تبدأ بوضع الخطط العملية لتحقيق هذه الأهداف، وخصوصاً أننا على أبواب مرحلة جديدة يُراد فيها استباحة أطفالنا في فلسطين والعراق ولبنان وغيرها من المواقع، في إطار الاستباحة الأمريكية والصهيونية لكل طاقتنا وإمكانياتنا وحقوقنا الإنسانية والوطنية والدينية.
وكان سماحته استقبل الوزير السابق، الدكتور كرم كرم، حيث عرض معه الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 21 شوّال 1428هـ الموافق: 01 / 11 / 2007م
"المكتب الإعلامي"
دعا إلى قيام هيئة عربية وإسلامية للدفاع عن حقوق الطفل العربي والمسلم
فضل الله: معيبٌ صمت الهيئات الغربية والدولية حيال الاتّجار بأطفال تشاد ودارفور
أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً أدان فيه ما تتعرّض له الطفولة في العالم من انتهاك من خلال الاتّجار بأطفال دارفور وشرقي تشاد، جاء فيه:
إن ما تناقلته وسائل الإعلام من محاولة إحدى المؤسسات الفرنسية اختطاف أطفال دارفور وشرقي تشاد بهدف التبنّي أو الاتجار أو استخدام أجسادهم كسلعة في مجالات التجارة بالأعضاء البشرية أو للتحرش بهم جنسياً. وتلمس وسائل الاحتيال والترغيب لاقتناص هؤلاء وسوقهم إلى أوروبا لهذه الأهداف، إن ذلك يمثّل القمة في الوحشية التي تتخذ العناوين الإنسانية كوسيلة للعدوان على الطفولة البريئة التي لا يكفيها ما تعانيه في أرضها وبلادها من جوع وفقر واعتداء على حقوقها الإنسانية والأخلاقية، حتى يأتي هؤلاء ليراكموا مشاكلها ويمعنوا في الإجرام بحقّها.
إن هذا التصرّف العدواني يشير إلى حقيقة النظرة التي تنظر من خلالها جهات سياسية وغير سياسية في الغرب حيال شعوبنا وشعوب العالم الثالث وأطفاله، والتي تقوم على احتقار هذه الشعوب وبالتالي استباحتها وسحق حقوقها وتدمير كياناتها الاجتماعية والسياسية بالمستوى الذي تستخدم فيه أجساد الطفولة الغضة البريئة كسلعة في سوق النخاسة الدولية، وتُقطّع أوصالها وأعضاءها لحساب المترفين والمتخمين من ذلك العالم، الذين لم يكتفوا بكل عهود الاستعمار وما جنته على شعوبنا، ولم تقطع شهيتهم هذه السيطرة على ثرواتنا الدفينة وعلى اقتصادنا وسياستنا حتى لجأوا إلى هذه الأساليب الوحشية تدفعهم إلى ذلك سلطات سياسية متواطئة وقوانين دولية أضحت سلاحاً بيد القوي على الضعيف، وبات انتهاكها مسألة عادية إذا كان المتضرر منها مسلماً أو عربياً أو ينتمي إلى شعب من الشعوب المستضعفة التي لا تعمل الأمم المتحدة شيئاً للدفاع عنه وحمايته من براثن المتوحشين الدوليين.
لقد كنا ننتظر من جمعيات حقوق الإنسان، في الغرب تحديداً، ومن أولئك الذين يزعمون الدفاع عن حقوق الطفولة، ويستخدمون هذا العنوان في كل القضايا الجزئية الصغيرة التي تحدث في هذا البلد الإسلامي أو العربي، أن ينبروا لكشف الظلامة عن أطفال السودان وتشاد، وأن يقوموا بأبسط واجباتهم لشجب هذه الجرائم والمطالبة بوضع آليات وأسس دولية تمنع من تكرار هذا العمل. كما كنا ننتظر أن تنطلق حركة فاعلة وملموسة حيال ذلك من الجمعيات الغربية التي تحمل عنواناً إنسانياً، والتي ينطلق أصحابها للدفاع عما يسمونه حقوق الحيوانات ليستنكروا الشعائر الإسلامية في الحج من دون أن تثير فيهم هذه الممارسات الوحشية ضد الطفولة حسّ التفاعل، أو تحرّك ضمائرهم حيال الانتهاكات الخطيرة التي تطاول الطفولة البريئة في فلسطين والعراق وأفغانستان، من الاحتلال الإسرائيلي والاحتلال الأمريكي ومن يسير في فلكهما.
إننا ـ ومع تذكيرنا بالموقف الإسلامي الشرعي الذي لا يجيز التبنّي ولا يسمح حتى للآباء والأمهات أن ينتهكوا حقوق أطفالهم وأولادهم، أو أن يتصرفوا حيالهم بخلاف مصالحهم، أو أن يتركوهم عرضةً للطامعين والمستغلين والمتاجرين بحقوقهم وأجسادهم ـ ندعو إلى إطلاق صرخةً كبرى على مستوى العالم كله، وفي العالم الإسلامي على وجه التحديد، لرفض هذه الممارسات ومحاكمة كل من يقف وراءها أو من يُسهّل لهم ذلك. كما ندعو إلى قيام هيئة إسلامية وعربية تضمّ كل الفئات والجهات، وتعنى بالدفاع عن حقوق الطفل العربي والإسلامي، إلى جانب الدفاع عن حقوق الأطفال الآخرين، وأن تكرّس حركتها الإنسانية والاجتماعية والسياسية والإعلامية لحماية أطفالنا والدفاع عنهم وتأمين المساعدات اللازمة لهم في المجالات التربوية والتعليمية، وكذلك في مجالات الصحة والتغذية وغيرها، وأن تسعى لفضح السلطات السياسية التي تحمي المعتدين، وأن تبدأ بوضع الخطط العملية لتحقيق هذه الأهداف، وخصوصاً أننا على أبواب مرحلة جديدة يُراد فيها استباحة أطفالنا في فلسطين والعراق ولبنان وغيرها من المواقع، في إطار الاستباحة الأمريكية والصهيونية لكل طاقتنا وإمكانياتنا وحقوقنا الإنسانية والوطنية والدينية.
وكان سماحته استقبل الوزير السابق، الدكتور كرم كرم، حيث عرض معه الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 21 شوّال 1428هـ الموافق: 01 / 11 / 2007م
"المكتب الإعلامي"