ضعف الاتحاد الأوروبي يغري الإدارة الأميركية كي تواصل سياستها الخارجية بعدوانية
فضل الله: "اليونفيل" لحماية إسرائيل ومن حق اللبنانيين التعامل بحذر معها
صرّح سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، في بيان له، محذِّراً المجتمع الدولي من التغاضي عن موقف الإدارة الأمريكية المتمادي في انتهاك الحقوق المشروعة للعالم، جاء فيه:
ثمة مشكلة يعيشها العالم بأسره من خلال إصرار الإدارة الأميركية على دفع العالم إلى حافة الهاوية، وإلى خيارات العنف والتسلح بعد استهدافها للدول والتيارات التي تعارضها بالتآمر أو بالاستهداف المباشر.
وقال سماحته: إن حال الضعف أو الاستضعاف التي تعيشها دول الاتحاد الأوروبي أمام الهجمة الأميركية التي تستهدف حقوق الإنسان في أكثر من مكان في العالم، وخصوصاً في الشرق الأوسط، تمثل نوعاً من أنواع الإغراء لأميركا الإدارة لكي تواصل سياستها الخارجية التي تتسم بالعدائية أو بالعشوائية ضد شعوبنا، الأمر الذي قد يطل بنا على مرحلة أخرى من مراحل العنف الأميركي في المنطقة، وإنه لمن المؤسف حقاً أن تخرج دول الاتحاد الأوروبي من دائرة الاستقلال الحقيقي في الموقف السياسي لتصبح رهينة للإدارة الأميركية في سياستها العامة في منطقة الشرق الأوسط أو داخل الأمم المتحدة وغيرها... الأمر الذي سيتسبب بالمزيد من الاضطراب في المنطقة، وخصوصاً في فلسطين والعراق وأفغانستان، والمواقع التي لا بد من أن تتأثر بهذا الاضطراب.
أضاف: إن الإدارة الأميركية الحالية لا تريد استقراراً في المنطقة لأنها تريدها على صورة مشروعها القائم على العنف والفوضى، وهي تنافق عندما توحي للعرب بأنها ستبدأ بإحياء ما يسمى "عملية السلام"، وخصوصاً على المستوى الفلسطيني، لأن مشروعها الجديد يقوم على تفجير الوضع الفلسطيني الداخلي وإعطاء إسرائيل فرصة إضافية لفرض شروطها على الفلسطينيين والإفساح في المجال أكثر للعرب لتشكيل محور معادٍ لإيران بالتوازي مع تبريد الوضع مع إسرائيل.
وقال سماحته: إننا نستمع إلى البعض من هنا وهناك يتحدث عن تدخل إيران وسوريا في بعض بلدان المنطقة كالعراق ولبنان ـ ونحن لا نشجع أن يتدخل أحدٌ لإرباك الوضع في المنطقة ـ ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هو: لماذا لا يتحدث أحد عن تدخل أميركا في المنطقة سواء في لبنان أو العراق وغيرهما؟ كأنهم يقولون: لماذا تتدخلون لإرباك السياسية الأميركية؟ وكأن المطلوب هو أن تأخذ أميركا حريتها في إرباكها للأوضاع في لبنان وفلسطين وفي احتلالها للعراق من دون أن يزعج خاطرها أحد.
وأكد سماحته، أن العقوبات التي تفرض على الدول والأنظمة، سواء تلك التي تنطلق من الأمم المتحدة أو من الدول ذات النفوذ السياسي والاقتصادي في العالم، لا تسلك طرق العدالة الدولية أو تأخذ بمقاصد ما يسمى "القانون الدولي" الذي أصبح سلاحاً بيد الدول المستكبرة تحركه وفق مصالحها... مشيراً إلى أن العقوبات التي فرضت على العراق في عهد النظام السابق أدت إلى تجويع الشعب العراقي وإبادة مئات الآلاف من أطفاله، وهكذا فإن مشاريع العقوبات الجديدة تمثل مشاريع تجويعية جديدة وعقوبة جماعية لشعوب أخرى، ما يفرض على الدول التي تدعي احترام الإنسان أن تعيد النظر في مواقفها من مسألة العقوبات التي تصيب حقوق الإنسان في الصميم.
ورأى سماحته بأن اتساع نطاق الخروقات الإسرائيلية في الجنوب وبقية الأجواء اللبنانية وتكرارها على مرأى ومسمع من قوات "اليونيفل" التي لا تتدخل لمنع هذه الخروقات ولا تحرك ساكناً في وجه إسرائيل يؤكد أن هذه القوات جاءت لحماية إسرائيل لا لحماية لبنان، خصوصاً أنها لا تتعاون تعاوناً فعلياً مع الجيش اللبناني، ولذلك فمن حق اللبنانيين أن يرسموا أكثر من علامة استفهام حول دورها وأن يكونوا على حذر حيالها ليتم التصرف معها بما يحمي الأمن والسلام اللبناني أولاً وآخراً.
مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 23 رمضان 1427هـ الموافق: 16 تشرين الأول2006م
"المكتب الإعلامي"
ضعف الاتحاد الأوروبي يغري الإدارة الأميركية كي تواصل سياستها الخارجية بعدوانية
فضل الله: "اليونفيل" لحماية إسرائيل ومن حق اللبنانيين التعامل بحذر معها
صرّح سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، في بيان له، محذِّراً المجتمع الدولي من التغاضي عن موقف الإدارة الأمريكية المتمادي في انتهاك الحقوق المشروعة للعالم، جاء فيه:
ثمة مشكلة يعيشها العالم بأسره من خلال إصرار الإدارة الأميركية على دفع العالم إلى حافة الهاوية، وإلى خيارات العنف والتسلح بعد استهدافها للدول والتيارات التي تعارضها بالتآمر أو بالاستهداف المباشر.
وقال سماحته: إن حال الضعف أو الاستضعاف التي تعيشها دول الاتحاد الأوروبي أمام الهجمة الأميركية التي تستهدف حقوق الإنسان في أكثر من مكان في العالم، وخصوصاً في الشرق الأوسط، تمثل نوعاً من أنواع الإغراء لأميركا الإدارة لكي تواصل سياستها الخارجية التي تتسم بالعدائية أو بالعشوائية ضد شعوبنا، الأمر الذي قد يطل بنا على مرحلة أخرى من مراحل العنف الأميركي في المنطقة، وإنه لمن المؤسف حقاً أن تخرج دول الاتحاد الأوروبي من دائرة الاستقلال الحقيقي في الموقف السياسي لتصبح رهينة للإدارة الأميركية في سياستها العامة في منطقة الشرق الأوسط أو داخل الأمم المتحدة وغيرها... الأمر الذي سيتسبب بالمزيد من الاضطراب في المنطقة، وخصوصاً في فلسطين والعراق وأفغانستان، والمواقع التي لا بد من أن تتأثر بهذا الاضطراب.
أضاف: إن الإدارة الأميركية الحالية لا تريد استقراراً في المنطقة لأنها تريدها على صورة مشروعها القائم على العنف والفوضى، وهي تنافق عندما توحي للعرب بأنها ستبدأ بإحياء ما يسمى "عملية السلام"، وخصوصاً على المستوى الفلسطيني، لأن مشروعها الجديد يقوم على تفجير الوضع الفلسطيني الداخلي وإعطاء إسرائيل فرصة إضافية لفرض شروطها على الفلسطينيين والإفساح في المجال أكثر للعرب لتشكيل محور معادٍ لإيران بالتوازي مع تبريد الوضع مع إسرائيل.
وقال سماحته: إننا نستمع إلى البعض من هنا وهناك يتحدث عن تدخل إيران وسوريا في بعض بلدان المنطقة كالعراق ولبنان ـ ونحن لا نشجع أن يتدخل أحدٌ لإرباك الوضع في المنطقة ـ ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هو: لماذا لا يتحدث أحد عن تدخل أميركا في المنطقة سواء في لبنان أو العراق وغيرهما؟ كأنهم يقولون: لماذا تتدخلون لإرباك السياسية الأميركية؟ وكأن المطلوب هو أن تأخذ أميركا حريتها في إرباكها للأوضاع في لبنان وفلسطين وفي احتلالها للعراق من دون أن يزعج خاطرها أحد.
وأكد سماحته، أن العقوبات التي تفرض على الدول والأنظمة، سواء تلك التي تنطلق من الأمم المتحدة أو من الدول ذات النفوذ السياسي والاقتصادي في العالم، لا تسلك طرق العدالة الدولية أو تأخذ بمقاصد ما يسمى "القانون الدولي" الذي أصبح سلاحاً بيد الدول المستكبرة تحركه وفق مصالحها... مشيراً إلى أن العقوبات التي فرضت على العراق في عهد النظام السابق أدت إلى تجويع الشعب العراقي وإبادة مئات الآلاف من أطفاله، وهكذا فإن مشاريع العقوبات الجديدة تمثل مشاريع تجويعية جديدة وعقوبة جماعية لشعوب أخرى، ما يفرض على الدول التي تدعي احترام الإنسان أن تعيد النظر في مواقفها من مسألة العقوبات التي تصيب حقوق الإنسان في الصميم.
ورأى سماحته بأن اتساع نطاق الخروقات الإسرائيلية في الجنوب وبقية الأجواء اللبنانية وتكرارها على مرأى ومسمع من قوات "اليونيفل" التي لا تتدخل لمنع هذه الخروقات ولا تحرك ساكناً في وجه إسرائيل يؤكد أن هذه القوات جاءت لحماية إسرائيل لا لحماية لبنان، خصوصاً أنها لا تتعاون تعاوناً فعلياً مع الجيش اللبناني، ولذلك فمن حق اللبنانيين أن يرسموا أكثر من علامة استفهام حول دورها وأن يكونوا على حذر حيالها ليتم التصرف معها بما يحمي الأمن والسلام اللبناني أولاً وآخراً.
مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 23 رمضان 1427هـ الموافق: 16 تشرين الأول2006م
"المكتب الإعلامي"