فضل الله: العرب أخرجوا القضية الفلسطينية من استراتيجيتهم

فضل الله: العرب أخرجوا القضية الفلسطينية من استراتيجيتهم
 

أكد سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله أن من حق اللبنانيين أن يواجهوا الاحتلال الإسرائيلي في بقاياه بكل ما عندهم من إمكانات.

ورأى أن التهديدات الإسرائيلية تهويلية، وأن العدوّ عاجزٌ عن فتح جبهة جديدة، لأن صواريخ المقاومة ستبلغ حيفا هذه المرة. واعتبر أن حرب شارون ضد الانتفاضة هي المقدمة الأمريكية لحربها الثانية ضد ما تسميه الإرهاب.. مشيراً إلى أن العرب لا استراتيجية لهم على مستوى القضية الفلسطينية، وقد أخرجوها من الدائرة العربية وحولوها إلى قضية فلسطينية.

جاء ذلك في حديث تلفزيوني سُئِل فيه عن الهجوم الأخير للمقاومة على قوات الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا، فقال: إن من حق اللبنانيين أن يواجهوا الاحتلال الإسرائيلي في بقاياه بكل ما عندهم من إمكانات، وإن طبيعة الاختراق الإسرائيلي للبنان براً وبحراً وجواً يمثل عدواناً يومياً متحركاً ضد لبنان واللبنانيين، ولذلك فمن حق المقاومة واللبنانيين أن يقولوا لإسرائيل بلغتها إن كل ما تقوم به من اختراقات لن يمرّ دون عقاب، وإن اللبنانيين الذين استطاعوا أن يعاقبوا إسرائيل قادرون على أن يعاقبوها من جديد، أما التهديدات الإسرائيلية لسوريا وإيران، فإنها تمثل نوعاً من أنواع الهروب إلى الأمام، لتقول أنه ليس هناك شعبٌ لبنانيٌ ولا مقاومة لبنانية تملك أمرها وتعرف متى تتحرك.

لذا فإنها تحاول أن تحمِّل المسؤولية لسوريا وإيران، لتنقل القضية إلى الموقع الدولي بدلاً من أن تكون في نطاقها الخاص في الموقع اللبناني... إن تهديدات وزير دفاع العدو ليست واقعية فهو لا يمكنه أن يفتح جبهة واسعة جديدة، لأن إسرائيل لا تستطيع أن تتحمّل مسؤولية فتح هذه الجبهة، فهي تعرف أن المقاومة تملك الكثير من الأسلحة التي قد لا تستطيع إسرائيل أن تتحمّل نتائجها في واقعها، وفي مدنها الكبيرة..

وأضاف سماحته: من خلال المعطيات الموجودة، ومن خلال حركة الدبلوماسية الممتدّة من أمريكا إلى أوروبا إلى البلاد العربية يبدو أن هناك سعي لتبريد الجبهة اللبنانية، ذلك أن المغزى سياسي لهذه الحركة يتلخّص في أنّ الواقع الدولي لا يريد فتح الجبهة اللبنانية...

ورداً على سؤال يتعلّق بضربةٍ عسكرية محدودة، تابع سماحته: إن أي ضربة عسكرية في هذا الجوّ المحموم سوف تقابلها ضربة عسكرية قد تصل إلى حيفا... والوضع لم يعد كما كان سابقاً، لأن الأجواء هي أجواء حرب، ومجازر إسرائيل خلقت تياراً شعبياً على مستوى العالم العربي وعواصم العالم، وبالتالي فإن أي فعل إسرائيلي سيقابل بردّ فعلٍ من المقاومة الإسلامية وفي شكلٍ كبيرٍ جداً، وأعتقد أن كثيراً من شعوب العالم وعواصمه سترحّب عندها بذلك.. وأن ضربة المقاومة في هذه الظروف سوف توجِع إسرائيل... لأن لبنان لا يزال في حال حرب مع إسرائيل على المستوى السياسي وعلى مستوى المقاومة وغيرها.. وهو ما يفسّر جمع إسرائيل لجيشها على الحدود اللبنانية كافة..

وحول الرادع لإسرائيل، كالجهود الدبلوماسية وجولة كولن باول، قال: إن الضوء الأخضر الأمريكي والذي يتحوّل بقدرة قادر إلى ضوء أخضر أوروبي مع بعض ما يحفظ ماء الوجه في الجانب السياسي، يجعل إسرائيل لا تخاف من أي ردّ فعل دولي، ولكنها تخاف من توسّع الحرب، لأن الرمال اللبنانية المتحركة لن تجعل دخولها إلى لبنان أو قصفها له نزهة عسكرية باردة... ولعل إسرائيل إنما ترفع درجة التهويل والتهديد ليندفع كل محور دولي وعربي للضغط على لبنان وسوريا، أو ربما على إيران لاحتواء المسألة الحدودية الجنوبية...

وأضاف سماحته: إن صورة الأمريكي جلية في وقائع وأحداث المنطقة، لأن الأمريكي اعتبر حرب إسرائيل ضد الانتفاضة هي المقدمة لحربه الثانية ضد ما يسميه زعماً الإرهاب، حيث أقنع شارون الرئيس الأمريكي الذي يملك الكثير من الغباء السياسي بذلك، وهو ما لاحظناه في تصريحات الأمريكيين ضد حركات المقاومة في فلسطين ولبنان.. مما يُراد فيه قلب المفاهيم، من شعبٍ يريد الحرية والاستقلال، إلى شعبٍ يُراد فيه تصفية الإرهاب.. إن أمريكا في كل سعيها وإرسالها لـ"زيني وباول"، تعمل على إنقاذ إسرائيل من المأزق السياسي الذي وقعت فيه، من خلال حربها الهمجية التي انعكست سلباً في كل أنحاء العالم.. كما تريد إنقاذ حلفائها في المنطقة وهم يعيشون مأزقاً عظيماً في صمتهم الحركي أمام ما يحصل في فلسطين.

وقال سماحته: إن العرب لا استراتيجية شاملة لهم على مستوى القضية الفلسطينية، ولو في المستوى السياسي، فقد أخرج العرب هذه القضية من استراتيجيتهم، وحوّلوها إلى قضية فلسطينية بدل كونها جزء من الصراع العربي مع إسرائيل...

وأردف: إن على الفلسطينيين التخطيط في استراتيجيتهم للحصول على التحرير بعيداً من كلّ العالم العربي الذي يقف متفرّجاً أو مشاهداً.. كما وقفت المقاومة في لبنان، حيث كان الكثير من أنظمة العرب ضد هذه المقاومة.. لأن الحرب ضد إسرائيل تحتاج إلى تخطيط دقيقٍ وإلى ضوابط أمنية وسياسية لا تسمح لأحد بأن يتدخل واضعاً تحرك المقاومة في مهبّ الريح..

وقال: إنني أعتقد أن استمرار أمريكا في تغطية الهجمة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني سوف يحوِّل المنطقة العربية على الأقل إلى ما يشبه الفوضى، ما يضغط على الكثير من المصالح الأمريكية في المنطقة، فلن تتمكن الأنظمة من ضبطها حتى لو أرادت ذلك..

وركّز سماحته على الرشد السياسي والوعي الذي يمتلكه الفلسطينيون في لبنان، والذي جعلهم لا يبتعدون عن التخطيط الفاعل مع الجهات الفاعلة في مسألة المقاومة، فهم يحسّون بالمسؤولية ويواكبون وعي المقاومة وجهادها..

وعن خطوة إعادة انتشار القوات العربية السورية وعلاقتها بظروف المنطقة قال: لم أُفاجأ بذلك، لأن الحكومة السورية قد صرّحت أكثر من مرة بذلك على لسان الرئيس بشار الأسد، ولقد كانت تنتظر الفرص التي يملك فيها الجيش اللبناني قوة حفظ الأمن في الداخل، وأعتقد أن هذه المسألة انطلقت من الحوار بين رئيسي الجمهورية والقيادتين العسكريتين والقيادات السياسية، الذي توصل إلى أن إعادة الانتشار حانت. أما ربط ذلك بالتوترات على الحدود، فأعتقد أنه كان على السوريين البقاء، لأن التحدي ليس للبنان فحسب، بل له ولسوريا، ولو كان كذلك لوجب على السوريين البقاء للدفاع..

وختم سماحته محيّياً ومباركاً ومتضامناً مع الشعب الفلسطيني وانتفاضته المباركة..

التاريخ:25/محرم/1423 الموافق 8/4/2002م

 

أكد سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله أن من حق اللبنانيين أن يواجهوا الاحتلال الإسرائيلي في بقاياه بكل ما عندهم من إمكانات.

ورأى أن التهديدات الإسرائيلية تهويلية، وأن العدوّ عاجزٌ عن فتح جبهة جديدة، لأن صواريخ المقاومة ستبلغ حيفا هذه المرة. واعتبر أن حرب شارون ضد الانتفاضة هي المقدمة الأمريكية لحربها الثانية ضد ما تسميه الإرهاب.. مشيراً إلى أن العرب لا استراتيجية لهم على مستوى القضية الفلسطينية، وقد أخرجوها من الدائرة العربية وحولوها إلى قضية فلسطينية.

جاء ذلك في حديث تلفزيوني سُئِل فيه عن الهجوم الأخير للمقاومة على قوات الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا، فقال: إن من حق اللبنانيين أن يواجهوا الاحتلال الإسرائيلي في بقاياه بكل ما عندهم من إمكانات، وإن طبيعة الاختراق الإسرائيلي للبنان براً وبحراً وجواً يمثل عدواناً يومياً متحركاً ضد لبنان واللبنانيين، ولذلك فمن حق المقاومة واللبنانيين أن يقولوا لإسرائيل بلغتها إن كل ما تقوم به من اختراقات لن يمرّ دون عقاب، وإن اللبنانيين الذين استطاعوا أن يعاقبوا إسرائيل قادرون على أن يعاقبوها من جديد، أما التهديدات الإسرائيلية لسوريا وإيران، فإنها تمثل نوعاً من أنواع الهروب إلى الأمام، لتقول أنه ليس هناك شعبٌ لبنانيٌ ولا مقاومة لبنانية تملك أمرها وتعرف متى تتحرك.

لذا فإنها تحاول أن تحمِّل المسؤولية لسوريا وإيران، لتنقل القضية إلى الموقع الدولي بدلاً من أن تكون في نطاقها الخاص في الموقع اللبناني... إن تهديدات وزير دفاع العدو ليست واقعية فهو لا يمكنه أن يفتح جبهة واسعة جديدة، لأن إسرائيل لا تستطيع أن تتحمّل مسؤولية فتح هذه الجبهة، فهي تعرف أن المقاومة تملك الكثير من الأسلحة التي قد لا تستطيع إسرائيل أن تتحمّل نتائجها في واقعها، وفي مدنها الكبيرة..

وأضاف سماحته: من خلال المعطيات الموجودة، ومن خلال حركة الدبلوماسية الممتدّة من أمريكا إلى أوروبا إلى البلاد العربية يبدو أن هناك سعي لتبريد الجبهة اللبنانية، ذلك أن المغزى سياسي لهذه الحركة يتلخّص في أنّ الواقع الدولي لا يريد فتح الجبهة اللبنانية...

ورداً على سؤال يتعلّق بضربةٍ عسكرية محدودة، تابع سماحته: إن أي ضربة عسكرية في هذا الجوّ المحموم سوف تقابلها ضربة عسكرية قد تصل إلى حيفا... والوضع لم يعد كما كان سابقاً، لأن الأجواء هي أجواء حرب، ومجازر إسرائيل خلقت تياراً شعبياً على مستوى العالم العربي وعواصم العالم، وبالتالي فإن أي فعل إسرائيلي سيقابل بردّ فعلٍ من المقاومة الإسلامية وفي شكلٍ كبيرٍ جداً، وأعتقد أن كثيراً من شعوب العالم وعواصمه سترحّب عندها بذلك.. وأن ضربة المقاومة في هذه الظروف سوف توجِع إسرائيل... لأن لبنان لا يزال في حال حرب مع إسرائيل على المستوى السياسي وعلى مستوى المقاومة وغيرها.. وهو ما يفسّر جمع إسرائيل لجيشها على الحدود اللبنانية كافة..

وحول الرادع لإسرائيل، كالجهود الدبلوماسية وجولة كولن باول، قال: إن الضوء الأخضر الأمريكي والذي يتحوّل بقدرة قادر إلى ضوء أخضر أوروبي مع بعض ما يحفظ ماء الوجه في الجانب السياسي، يجعل إسرائيل لا تخاف من أي ردّ فعل دولي، ولكنها تخاف من توسّع الحرب، لأن الرمال اللبنانية المتحركة لن تجعل دخولها إلى لبنان أو قصفها له نزهة عسكرية باردة... ولعل إسرائيل إنما ترفع درجة التهويل والتهديد ليندفع كل محور دولي وعربي للضغط على لبنان وسوريا، أو ربما على إيران لاحتواء المسألة الحدودية الجنوبية...

وأضاف سماحته: إن صورة الأمريكي جلية في وقائع وأحداث المنطقة، لأن الأمريكي اعتبر حرب إسرائيل ضد الانتفاضة هي المقدمة لحربه الثانية ضد ما يسميه زعماً الإرهاب، حيث أقنع شارون الرئيس الأمريكي الذي يملك الكثير من الغباء السياسي بذلك، وهو ما لاحظناه في تصريحات الأمريكيين ضد حركات المقاومة في فلسطين ولبنان.. مما يُراد فيه قلب المفاهيم، من شعبٍ يريد الحرية والاستقلال، إلى شعبٍ يُراد فيه تصفية الإرهاب.. إن أمريكا في كل سعيها وإرسالها لـ"زيني وباول"، تعمل على إنقاذ إسرائيل من المأزق السياسي الذي وقعت فيه، من خلال حربها الهمجية التي انعكست سلباً في كل أنحاء العالم.. كما تريد إنقاذ حلفائها في المنطقة وهم يعيشون مأزقاً عظيماً في صمتهم الحركي أمام ما يحصل في فلسطين.

وقال سماحته: إن العرب لا استراتيجية شاملة لهم على مستوى القضية الفلسطينية، ولو في المستوى السياسي، فقد أخرج العرب هذه القضية من استراتيجيتهم، وحوّلوها إلى قضية فلسطينية بدل كونها جزء من الصراع العربي مع إسرائيل...

وأردف: إن على الفلسطينيين التخطيط في استراتيجيتهم للحصول على التحرير بعيداً من كلّ العالم العربي الذي يقف متفرّجاً أو مشاهداً.. كما وقفت المقاومة في لبنان، حيث كان الكثير من أنظمة العرب ضد هذه المقاومة.. لأن الحرب ضد إسرائيل تحتاج إلى تخطيط دقيقٍ وإلى ضوابط أمنية وسياسية لا تسمح لأحد بأن يتدخل واضعاً تحرك المقاومة في مهبّ الريح..

وقال: إنني أعتقد أن استمرار أمريكا في تغطية الهجمة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني سوف يحوِّل المنطقة العربية على الأقل إلى ما يشبه الفوضى، ما يضغط على الكثير من المصالح الأمريكية في المنطقة، فلن تتمكن الأنظمة من ضبطها حتى لو أرادت ذلك..

وركّز سماحته على الرشد السياسي والوعي الذي يمتلكه الفلسطينيون في لبنان، والذي جعلهم لا يبتعدون عن التخطيط الفاعل مع الجهات الفاعلة في مسألة المقاومة، فهم يحسّون بالمسؤولية ويواكبون وعي المقاومة وجهادها..

وعن خطوة إعادة انتشار القوات العربية السورية وعلاقتها بظروف المنطقة قال: لم أُفاجأ بذلك، لأن الحكومة السورية قد صرّحت أكثر من مرة بذلك على لسان الرئيس بشار الأسد، ولقد كانت تنتظر الفرص التي يملك فيها الجيش اللبناني قوة حفظ الأمن في الداخل، وأعتقد أن هذه المسألة انطلقت من الحوار بين رئيسي الجمهورية والقيادتين العسكريتين والقيادات السياسية، الذي توصل إلى أن إعادة الانتشار حانت. أما ربط ذلك بالتوترات على الحدود، فأعتقد أنه كان على السوريين البقاء، لأن التحدي ليس للبنان فحسب، بل له ولسوريا، ولو كان كذلك لوجب على السوريين البقاء للدفاع..

وختم سماحته محيّياً ومباركاً ومتضامناً مع الشعب الفلسطيني وانتفاضته المباركة..

التاريخ:25/محرم/1423 الموافق 8/4/2002م

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية