تمرُّ الذِّكرى الثَّانية عشرة على رحيل العلَّامة المرجع السيِّد محمَّد حسين
فضل الله (رض)، وفي العين عبرة لا تجفّ، وفي القلب غصّة لا تزول. كيف لا، وقد كان
السَّند الّذي نستند إليه في كلّ ما يواجهنا من ملمّات ومصاعب وعقبات وهموم،
والصَّوت الحكيم الّذي نستمع إليه فتتفتَّح مداركنا، والبوصلة الّتي نهتدي بها في
قضايانا الكبرى...
منذ رحل المرجع الحبيب عن عالمنا، ونحن نعيش مشاعر الفقد لتلك الهامة الكبيرة الّتي
ملأت الدّنيا وشغلت النّاس، وهو الّذي لم يكن يهدأ ولا يستكين؛ يعلّم، يحاضر، يرعى
الأيتام والفقراء، يستقبل، يحكي في السياسة والمجتمع والدّين، يوجّه ويهدي، يقوِّم
اعوجاجاً، يصوِّب على انحراف، يحارب جهلًا وتخلّفاً، يسامح ويعفو هنا، ويواجه هناك
عتاة التعصّب والمتشبّثين بآرائهم، الرّافضين للرأي الآخر، يؤسِّس للمقاومةِ،
ويقاوم معها بالكلمة الحرّة والموقف الهادر، لا يساوم في مواقفه، ولا يهادن على
حساب القضايا الكبرى، ولا سيَّما أمّ القضايا فلسطين الّتي شغلت باله حتّى الرَّمق
الأخير، وكانت كبرى وصاياه.
هو السيِّد الحبيب الّذي احتضن النَّاس وحمل همومهم، ودافع عن قضاياهم، ونبذ
الطائفيَّة والمذهبيَّة، وانفتح على النَّاس جميعًا؛ يحاور، ويناقش، ويوضّح، وهو
العالم الجليل المفكِّر صاحب مئات المؤلّفات، الّذي رفض أن يجلس في برجٍ بعيدٍ من
النَّاس، فاقترب منهم، والتصق بهم، وعاش بينهم، يحبّهم ويحبّونه، لا يرفض سؤالًا،
ولا يردُّ طالبًا، ولا يخيِّب آمِلًا، ولا يقلِّل من شأن أحد...
وها نحن اليوم نفتقده أيّما فقد، في ظلِّ المتغيّرات المتسارعة الّتي يشهدها العالم
أجمع، وفي ظلِّ ما نواجهه في بلدنا العزيز لبنان الّذي يعيش مرحلةً من أسوأ المراحل،
وأصعب الظّروف، وأشدّ الأوقات محنةً، مع استفحال الفساد في كلِّ مفاصل الوطن،
وانهيار الكثير من دعائم الدّولة وأسس أمنها وأمانها، ومع تكالب الأمم علينا، وحصار
الأعداء لنا...
ولكن ما يواسينا، أيُّها السيِّد الحبيب، أنَّ زرعك فينا أينع وعيًا وثقافةً وعلمًا
وثباتًا ومقاومة، وأنَّ الإرث الضَّخم الّذي تركته لنا، يبقى السَّند والمرجع في كلِّ
الإشكالات والأمور الّتي تواجهنا، وأنَّ ما خططته لنا من مسار، وما رسمته لنا من
طريق، يبقى لنا الوجهة والبوصلة، ويبقى لنا نهج حياة.
رحمك الله يا سيِّد، وجزاك عنَّا وعن الأمَّة خير الجزاء، وحشرك مع الأئمَّة
والأولياء والصَّالحين.
تمرُّ الذِّكرى الثَّانية عشرة على رحيل العلَّامة المرجع السيِّد محمَّد حسين
فضل الله (رض)، وفي العين عبرة لا تجفّ، وفي القلب غصّة لا تزول. كيف لا، وقد كان
السَّند الّذي نستند إليه في كلّ ما يواجهنا من ملمّات ومصاعب وعقبات وهموم،
والصَّوت الحكيم الّذي نستمع إليه فتتفتَّح مداركنا، والبوصلة الّتي نهتدي بها في
قضايانا الكبرى...
منذ رحل المرجع الحبيب عن عالمنا، ونحن نعيش مشاعر الفقد لتلك الهامة الكبيرة الّتي
ملأت الدّنيا وشغلت النّاس، وهو الّذي لم يكن يهدأ ولا يستكين؛ يعلّم، يحاضر، يرعى
الأيتام والفقراء، يستقبل، يحكي في السياسة والمجتمع والدّين، يوجّه ويهدي، يقوِّم
اعوجاجاً، يصوِّب على انحراف، يحارب جهلًا وتخلّفاً، يسامح ويعفو هنا، ويواجه هناك
عتاة التعصّب والمتشبّثين بآرائهم، الرّافضين للرأي الآخر، يؤسِّس للمقاومةِ،
ويقاوم معها بالكلمة الحرّة والموقف الهادر، لا يساوم في مواقفه، ولا يهادن على
حساب القضايا الكبرى، ولا سيَّما أمّ القضايا فلسطين الّتي شغلت باله حتّى الرَّمق
الأخير، وكانت كبرى وصاياه.
هو السيِّد الحبيب الّذي احتضن النَّاس وحمل همومهم، ودافع عن قضاياهم، ونبذ
الطائفيَّة والمذهبيَّة، وانفتح على النَّاس جميعًا؛ يحاور، ويناقش، ويوضّح، وهو
العالم الجليل المفكِّر صاحب مئات المؤلّفات، الّذي رفض أن يجلس في برجٍ بعيدٍ من
النَّاس، فاقترب منهم، والتصق بهم، وعاش بينهم، يحبّهم ويحبّونه، لا يرفض سؤالًا،
ولا يردُّ طالبًا، ولا يخيِّب آمِلًا، ولا يقلِّل من شأن أحد...
وها نحن اليوم نفتقده أيّما فقد، في ظلِّ المتغيّرات المتسارعة الّتي يشهدها العالم
أجمع، وفي ظلِّ ما نواجهه في بلدنا العزيز لبنان الّذي يعيش مرحلةً من أسوأ المراحل،
وأصعب الظّروف، وأشدّ الأوقات محنةً، مع استفحال الفساد في كلِّ مفاصل الوطن،
وانهيار الكثير من دعائم الدّولة وأسس أمنها وأمانها، ومع تكالب الأمم علينا، وحصار
الأعداء لنا...
ولكن ما يواسينا، أيُّها السيِّد الحبيب، أنَّ زرعك فينا أينع وعيًا وثقافةً وعلمًا
وثباتًا ومقاومة، وأنَّ الإرث الضَّخم الّذي تركته لنا، يبقى السَّند والمرجع في كلِّ
الإشكالات والأمور الّتي تواجهنا، وأنَّ ما خططته لنا من مسار، وما رسمته لنا من
طريق، يبقى لنا الوجهة والبوصلة، ويبقى لنا نهج حياة.
رحمك الله يا سيِّد، وجزاك عنَّا وعن الأمَّة خير الجزاء، وحشرك مع الأئمَّة
والأولياء والصَّالحين.