في ذكراك أيّها السيّد العظيم، أقف متردّدًا أمام عظمة شخصيّتك العصيّة على النّسيان والاضمحلال.. شكرًا وعذرًا يا سيّدي وسيّد جيل الوعي والفكر.
افتحْ كتابَ الحبِّ واقبلْ عذري منْ أوّلِ (التّقليدِ) حتَّى (النّذرِ)
يا أحوطَ الأقوالِ في حبِّ الورى ومرجِّحَ الإنسانِ طولَ العمرِ
ما زلْتَ للفكرِ النقيِّ منظّرًا مستنبطًا لليسرِ قبلَ العسرِ
تشتقُّ مفهوم الحياةِ وطيبِها منْ سيرةٍ مُلئَتْ بروحِ العطرِ
أفتيْتَ باسمِ الحبِّ حينَ رأيْتَهُ أقصى مرادِ اللهِ.. لا بالضُرِّ
ورحلْتَ لم يحملْ فؤادُكَ نُكتةً سوداءَ من حقدٍ ولا من شرِّ
ورحلْتَ لكنْ للخلودِ مسطّرً نهجَ الحياةِ على جديبِ الفكرِ
ورآكَ ربُّك للحياةِ رسالةً عمليّةً فأعدَّها للنَّشرِ
وهنا بقلبي حسرةٌ مكتومةٌ مما جناه عليكَ ذاتُ تجرِّ
ورأيْتُ من شبّوا بدربِك نارُهم عادوا وقدْ كلَّلْتَهم بالزَّهرِ
ورأيْتُ أقلامًا عليكَ تكالبَتْ فردَدْتَها بكتيبةٍ من صبرِ
ورأيْتُ للزّهراء شأنًا آخرً فيما كتبْتَ يفوقُ أمرَ الكسرِ
ورأيْتُ للكرّارِ أجلى صورةٍ للحقِّ أسمى من خيالِ الشِّعرِ
ولقد أتيْتُك بعدَ عقدٍ خانعً للحقِّ لا لحميّةٍ من جمرِ
أسرجْتُ أفكاري بنورِ هدايةٍ يزكو بزيتٍ من إناءِ الذِّكرِ
فرأيْتني أسمو إلى ما رامَه آلُ النبيِّ من التُّقى والخيرِ
وتضخّمَ الإنسانُ بينَ جوانبي فإذا الجميع أذيقُهم من بِرّي
وسقيْتُ فطرتي السّليمةَ بالنَّدى لتعودَ تزهو بالغصونِ الخضرِ
عدْنا بـ (فضل الله) نكتبُ سيرةَ ال إسلامِ وعيًا بالرّؤى لا الحبرِ