{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ}. هذا فريقٌ من النّاس الذين تتوفّاهم الملائكة.
وهناك فريقٌ آخر {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ} يُراد إقرارهم، لا ليُعرفَ ماذا لديهم، ولكن لتظهر أمامَ الخلائق في يوم القيامة طبيعةُ هذه الفئة المؤمنة من النَّاس، والتي عاشت في حياتها الخوفَ من الله {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْر} الله تعالى لا يُنزل إلَّا الخير، وما هو الخير الَّذي أنزله الله {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ}[النَّحل: 30].
فالله سبحانه وَعَدَ الذين يُحسِنون في أعمالهم حسنةً في الدّنيا وحسنة في الآخرة أفضلَ منها، فحسنةُ الدّنيا هي ما يمارسُه الإنسان من نعيمِ الدّنيا هي شهواتِها ولذّاتِها المحلَّلة، ولِما يرتاح إليه، ثمّ يموتُ وتموت كلُّ هذه الأشياء، أمَّا في الآخرة، فهي دار خلود {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}[البقرة: 201] اطلب من ربّك حاجاتك الدنيويَّة على ألَّا تُنسيك حاجاتك الأُخرويّة.
فالَّذين يحصلون على حسنات ربّهم في الآخرة، لهم {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}، ويحقِّق الله للإنسان المؤمن أمنياته في الآخرة، حيث يعطيه ما تشتهي الأنفس وتَلَذُّ الأعين، فتتحوّل أمنياته إلى وقائع وحقائق {لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ}[النحل: 31]. يعني أيّها الإنسان المؤمن، إذا سلكت سبيل التقوى، واستطعت أن تُخضِع نفسك لمواقع خوف الله، فإنَّ جزاء الله يعلو كلَّ جزاء.
وكيف يموت المتَّقون؟ وما هو الجوُّ الذي يعيشون فيه عندما تأتيهم الملائكة لتدعوَهم إلى لقاء الله؟ عرفنا كيف تتوفّى الملائكةُ الكافرين والمُلْحَقِين بهم سياسياً وثقافياً واقتصادياً من المنافقين والعاصين.. أمّا المتَّقون {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}[النحل : 32] يعيشون طيبةً في قلوبهم وعقولهم ومشاعرهم وفي كلِّ حياتهم.. وعندما تأتيهم الملائكة لتتوفّاهم، تحمل إليهم البشرى {سَلامٌ عَلَيْكُمُ}، فأوّل ما يُطلّون بوعيهم على الحياة الآخرة، لا يشعرون بالغربة والوحدة، بل يشعرون بالسَّلام يُحيط بهم من كلِّ جانب. {ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ} لم نعطكم الجنّة من موقع فراغ، وإنّما حصلتم على ذلك {بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}، أنتم تستحقّون الجنّة بما عملتم، والله تعالى أخذ على نفسه العهد {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ}[النّساء: 124].
هذا هو الجوّ الَّذي يعيشه النَّاس عندما تأتي الملائكة لتتوفَّاهم، فريقٌ يقال لهم {فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ}، وفريقٌ يقال لهم: {سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ}، هاتان الحالتان سنواجههما فيما نستقبل من نهايات حياتنا، وللإنسان أن يحدِّد طريقة موته من خلال ما يحدِّده من حركة حياته..
الدّنيا أمامنا، ولننتهز الفرصة قبل أن تكون غُصّةً: "عجِّلوا بالتَّوبة قبل الموت"، فذلك هو طريق النَّجاة في الدّنيا والآخرة.
*من كتاب "من عرفان القرآن".
{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ}. هذا فريقٌ من النّاس الذين تتوفّاهم الملائكة.
وهناك فريقٌ آخر {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ} يُراد إقرارهم، لا ليُعرفَ ماذا لديهم، ولكن لتظهر أمامَ الخلائق في يوم القيامة طبيعةُ هذه الفئة المؤمنة من النَّاس، والتي عاشت في حياتها الخوفَ من الله {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْر} الله تعالى لا يُنزل إلَّا الخير، وما هو الخير الَّذي أنزله الله {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ}[النَّحل: 30].
فالله سبحانه وَعَدَ الذين يُحسِنون في أعمالهم حسنةً في الدّنيا وحسنة في الآخرة أفضلَ منها، فحسنةُ الدّنيا هي ما يمارسُه الإنسان من نعيمِ الدّنيا هي شهواتِها ولذّاتِها المحلَّلة، ولِما يرتاح إليه، ثمّ يموتُ وتموت كلُّ هذه الأشياء، أمَّا في الآخرة، فهي دار خلود {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}[البقرة: 201] اطلب من ربّك حاجاتك الدنيويَّة على ألَّا تُنسيك حاجاتك الأُخرويّة.
فالَّذين يحصلون على حسنات ربّهم في الآخرة، لهم {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}، ويحقِّق الله للإنسان المؤمن أمنياته في الآخرة، حيث يعطيه ما تشتهي الأنفس وتَلَذُّ الأعين، فتتحوّل أمنياته إلى وقائع وحقائق {لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ}[النحل: 31]. يعني أيّها الإنسان المؤمن، إذا سلكت سبيل التقوى، واستطعت أن تُخضِع نفسك لمواقع خوف الله، فإنَّ جزاء الله يعلو كلَّ جزاء.
وكيف يموت المتَّقون؟ وما هو الجوُّ الذي يعيشون فيه عندما تأتيهم الملائكة لتدعوَهم إلى لقاء الله؟ عرفنا كيف تتوفّى الملائكةُ الكافرين والمُلْحَقِين بهم سياسياً وثقافياً واقتصادياً من المنافقين والعاصين.. أمّا المتَّقون {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}[النحل : 32] يعيشون طيبةً في قلوبهم وعقولهم ومشاعرهم وفي كلِّ حياتهم.. وعندما تأتيهم الملائكة لتتوفّاهم، تحمل إليهم البشرى {سَلامٌ عَلَيْكُمُ}، فأوّل ما يُطلّون بوعيهم على الحياة الآخرة، لا يشعرون بالغربة والوحدة، بل يشعرون بالسَّلام يُحيط بهم من كلِّ جانب. {ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ} لم نعطكم الجنّة من موقع فراغ، وإنّما حصلتم على ذلك {بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}، أنتم تستحقّون الجنّة بما عملتم، والله تعالى أخذ على نفسه العهد {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ}[النّساء: 124].
هذا هو الجوّ الَّذي يعيشه النَّاس عندما تأتي الملائكة لتتوفَّاهم، فريقٌ يقال لهم {فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ}، وفريقٌ يقال لهم: {سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ}، هاتان الحالتان سنواجههما فيما نستقبل من نهايات حياتنا، وللإنسان أن يحدِّد طريقة موته من خلال ما يحدِّده من حركة حياته..
الدّنيا أمامنا، ولننتهز الفرصة قبل أن تكون غُصّةً: "عجِّلوا بالتَّوبة قبل الموت"، فذلك هو طريق النَّجاة في الدّنيا والآخرة.
*من كتاب "من عرفان القرآن".