يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ}[الزمر: 53 ـــ 55].
تتكرَّر آيات التَّوبة في القرآن الكريم بأساليب متعدّدة، متنوّعة، من أجل أن تكون الدَّعوة الإلهيَّة يوميَّة لكلّ الناس الذين قد تفرض عليهم ظروف تربيتهم أن ينحرفوا عن خطّ العقيدة وعن خطّ الشَّريعة، وقد تفرض عليهم بعض أوضاعهم الضَّاغطة على ظروفهم أن ينحرفوا عن الخطّ، وقد تتحرّك الغرائز والشَّهوات التي تجعل الإنسان يتنازل عن مبادئه من أجل شهواته. لذلك، فإنَّ الله يُعَلِّم الإنسان كيف يتحرَّك في حياته، لأنّه خلقه {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}[ق: 16]، {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}[الملك: 14]. فإنَّ الله يعلم أنّ الإنسان يعيش حياته في كثير من الأوضاع التي تجعله يتحرّك في طريق الخطيئة، ويقع في قبضة الخطأ، ولا يريد الله للإنسان أن يتعقَّد من الخطيئة إذا وقع بها، ولا يريد للإنسان أن يسقط أمام الخطأ إذا عاشه في حياته؛ بل يريد الله للإنسان أن يتحرَّك من أجل أن يصحِّح الخطأ، ومن أجل أن يتراجع عن الخطيئة، ومن أجل أن ينفتح عليه، ومن أجل أن يغيِّر طريقه على أساس أنَّ الله يريد للإنسان أن يعيش معه في مواقع الطهر، وفي مواقع الإخلاص، وفي مواقع الاستقامة في الخطّ، لأنَّ الله يحبّ التوّابين، يحبّ الإنسان الذي يخطئ ثمّ يتراجع عن خطيئته. فإذا أردنا أن ننال محبّة الله سبحانه وتعالى، فإنَّ علينا أن نرفع إلى الله في كلّ يوم توبة عن كلّ خطأ نخطئه، لتكون توبتنا لله توبةً في جميع المواقع وجميع الظروف، فالمسألة هي أن لا نصرّ على الذَّنب، لأنَّ الكثيرين من الناس يتحرّكون في الخطيئة ويسقطون أمامها، ويعملون على الإصرار على الذَّنب حتّى يتحجَّر الذنب في حياتهم، وحتّى تتعمَّق الخطيئة في مواقفهم، فيتحرّكون في مواقع الخطأ، ويبرزون إلى الله كأُناس لا يحترمون إيمانهم، ولا يحترمون عقيدتهم.
لا بدّ أن نعيش مبدأ التوبة في حياتنا على كلّ المستويات، وفي كلّ الأوقات، ولا يحاول أحد أن يخضع لبعض الكلمات التي ربّما يخاطب بها بعض الناس الشباب ليقول لهم: إنَّ الله ما دام يقبل التوبة عن عباده، فلماذا نستعجل التوبة، إذ ما دام أنَّ التائب من الذنب لا ذنب له، فسَواء إذا تبت الآن، فسيعفو الله عنك، وإذا تبت بعد عشرين سنة فالله سيعفو عنك، لماذا لا تستغلّ فرصة الحياة ما دام الباب مفتوحاً دائماً؟! وعلى هذا الأساس، تأخذ من الدنيا شهواتها، وتقتنص لذّاتها، وتتحرّك في خطّ المطامع، مؤيّداً مَن لا يريد الله منك أن تؤيّده، رافضاً مَن لا يريد الله أن ترفضه، ثمّ بعد ذلك، عندما تبلغ الخمسين أو الستّين، تأتي إلى الله بعد أن تكون جمعت الدنيا والآخرة.
بعض الناس قد يفكِّر بهذا المنطق، وبعض الكبار قد يتحدّثون مع الصغار بهذه اللّغة، ومن المفردات الَّتي باتت مستعملة، أنَّ من حقّ الشابّ أو الشابّة أن يأخذ من الحياة كلّ شهواته ولذّاته، ثمّ تكون التَّوبة لكبار السنّ.
هذه النقطة لا بدّ أن نعتبرها نوعاً من الوسوسة الشيطانيَّة، وأن نستعيذ بالله منها، كما علَّمنا الله أن نستعيذ من الوسواس الخنَّاس الَّذي يوسوس في صدور النّاس من الجِنَّةِ والناس، فالوسواس الخنَّاس ليس في الجنّة فحسب، ولكنَّ الوسواس الخَنَّاس قد يكون أباك، وقد تكون أُمّك، وقد يكون أخاك، وقد يكون زميلك عندما يوسوس لك المعصية فتعصي، ويوسوس لك تأخير التَّوبة فتؤخّرها.
ورد في بعض الأحاديث عن أئمّة أهل البيت (ع)، أنّ هذه الآية عندما نزلت {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ}[هود: 114]، جَمَعَ إبليس جنوده وقال لهم: ماذا نصنع لهذه الآية؟ كيف نستطيع أن نلتفّ عليها؟ هذه الآية تخرّب كلّ شغلنا، لأنَّ هدفنا أن نجعل النَّاس يعصون الله ويبتعدون عنه سبحانه وتعالى، حتّى يبتعدوا عن مواقع رحمته وعن نعيم جنَّته، لنقودهم إلى عذاب النار وبئس المصير {إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}[فاطر: 6]، {لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}[الأعراف: 16 ـــ 17].
هذا هو الهدف، هذه الآية تقول: إنَّ الإنسان إذا فعل سيّئة ثمّ بدَّلها بالحسنة، يعني بالتَّوبة، أو بفعل خير يمثّل النَّدم عما أسلف، فإنَّ الله يغفر له. وقال إبليس: ما اقتراحاتكم في الالتفاف على هذه الآية؟ قام شخص من هنا وشخص من هناك، ولم يتقبَّل إبليس حلَّهما، فقام الوسواس الخنَّاس، كما تقول الرواية، فقال له: هات ما عندك، فأجاب: الحلّ في أن نظلّ نغريهم بالمعصية، فإذا وقعوا فيها سوَّفنا لهم التوبة، إذا أراد أن يتوب اليوم نقول له: لماذا أنتَ مستعجل؟ تب غداً، وهكذا ننسيهم التَّوبة بفعل هذا التسويف. قال إبليس للوسواس: أنتَ لها، لأنَّ هذا الحلّ هو الَّذي يمكن أن يجعل المخطئين والخاطئين ممتدين في هذا الاتجاه.
هذا ما نريد أن نثيره في أنفسنا بالجوّ العام.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ}[الزمر: 53 ـــ 55].
تتكرَّر آيات التَّوبة في القرآن الكريم بأساليب متعدّدة، متنوّعة، من أجل أن تكون الدَّعوة الإلهيَّة يوميَّة لكلّ الناس الذين قد تفرض عليهم ظروف تربيتهم أن ينحرفوا عن خطّ العقيدة وعن خطّ الشَّريعة، وقد تفرض عليهم بعض أوضاعهم الضَّاغطة على ظروفهم أن ينحرفوا عن الخطّ، وقد تتحرّك الغرائز والشَّهوات التي تجعل الإنسان يتنازل عن مبادئه من أجل شهواته. لذلك، فإنَّ الله يُعَلِّم الإنسان كيف يتحرَّك في حياته، لأنّه خلقه {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}[ق: 16]، {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}[الملك: 14]. فإنَّ الله يعلم أنّ الإنسان يعيش حياته في كثير من الأوضاع التي تجعله يتحرّك في طريق الخطيئة، ويقع في قبضة الخطأ، ولا يريد الله للإنسان أن يتعقَّد من الخطيئة إذا وقع بها، ولا يريد للإنسان أن يسقط أمام الخطأ إذا عاشه في حياته؛ بل يريد الله للإنسان أن يتحرَّك من أجل أن يصحِّح الخطأ، ومن أجل أن يتراجع عن الخطيئة، ومن أجل أن ينفتح عليه، ومن أجل أن يغيِّر طريقه على أساس أنَّ الله يريد للإنسان أن يعيش معه في مواقع الطهر، وفي مواقع الإخلاص، وفي مواقع الاستقامة في الخطّ، لأنَّ الله يحبّ التوّابين، يحبّ الإنسان الذي يخطئ ثمّ يتراجع عن خطيئته. فإذا أردنا أن ننال محبّة الله سبحانه وتعالى، فإنَّ علينا أن نرفع إلى الله في كلّ يوم توبة عن كلّ خطأ نخطئه، لتكون توبتنا لله توبةً في جميع المواقع وجميع الظروف، فالمسألة هي أن لا نصرّ على الذَّنب، لأنَّ الكثيرين من الناس يتحرّكون في الخطيئة ويسقطون أمامها، ويعملون على الإصرار على الذَّنب حتّى يتحجَّر الذنب في حياتهم، وحتّى تتعمَّق الخطيئة في مواقفهم، فيتحرّكون في مواقع الخطأ، ويبرزون إلى الله كأُناس لا يحترمون إيمانهم، ولا يحترمون عقيدتهم.
لا بدّ أن نعيش مبدأ التوبة في حياتنا على كلّ المستويات، وفي كلّ الأوقات، ولا يحاول أحد أن يخضع لبعض الكلمات التي ربّما يخاطب بها بعض الناس الشباب ليقول لهم: إنَّ الله ما دام يقبل التوبة عن عباده، فلماذا نستعجل التوبة، إذ ما دام أنَّ التائب من الذنب لا ذنب له، فسَواء إذا تبت الآن، فسيعفو الله عنك، وإذا تبت بعد عشرين سنة فالله سيعفو عنك، لماذا لا تستغلّ فرصة الحياة ما دام الباب مفتوحاً دائماً؟! وعلى هذا الأساس، تأخذ من الدنيا شهواتها، وتقتنص لذّاتها، وتتحرّك في خطّ المطامع، مؤيّداً مَن لا يريد الله منك أن تؤيّده، رافضاً مَن لا يريد الله أن ترفضه، ثمّ بعد ذلك، عندما تبلغ الخمسين أو الستّين، تأتي إلى الله بعد أن تكون جمعت الدنيا والآخرة.
بعض الناس قد يفكِّر بهذا المنطق، وبعض الكبار قد يتحدّثون مع الصغار بهذه اللّغة، ومن المفردات الَّتي باتت مستعملة، أنَّ من حقّ الشابّ أو الشابّة أن يأخذ من الحياة كلّ شهواته ولذّاته، ثمّ تكون التَّوبة لكبار السنّ.
هذه النقطة لا بدّ أن نعتبرها نوعاً من الوسوسة الشيطانيَّة، وأن نستعيذ بالله منها، كما علَّمنا الله أن نستعيذ من الوسواس الخنَّاس الَّذي يوسوس في صدور النّاس من الجِنَّةِ والناس، فالوسواس الخنَّاس ليس في الجنّة فحسب، ولكنَّ الوسواس الخَنَّاس قد يكون أباك، وقد تكون أُمّك، وقد يكون أخاك، وقد يكون زميلك عندما يوسوس لك المعصية فتعصي، ويوسوس لك تأخير التَّوبة فتؤخّرها.
ورد في بعض الأحاديث عن أئمّة أهل البيت (ع)، أنّ هذه الآية عندما نزلت {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ}[هود: 114]، جَمَعَ إبليس جنوده وقال لهم: ماذا نصنع لهذه الآية؟ كيف نستطيع أن نلتفّ عليها؟ هذه الآية تخرّب كلّ شغلنا، لأنَّ هدفنا أن نجعل النَّاس يعصون الله ويبتعدون عنه سبحانه وتعالى، حتّى يبتعدوا عن مواقع رحمته وعن نعيم جنَّته، لنقودهم إلى عذاب النار وبئس المصير {إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}[فاطر: 6]، {لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}[الأعراف: 16 ـــ 17].
هذا هو الهدف، هذه الآية تقول: إنَّ الإنسان إذا فعل سيّئة ثمّ بدَّلها بالحسنة، يعني بالتَّوبة، أو بفعل خير يمثّل النَّدم عما أسلف، فإنَّ الله يغفر له. وقال إبليس: ما اقتراحاتكم في الالتفاف على هذه الآية؟ قام شخص من هنا وشخص من هناك، ولم يتقبَّل إبليس حلَّهما، فقام الوسواس الخنَّاس، كما تقول الرواية، فقال له: هات ما عندك، فأجاب: الحلّ في أن نظلّ نغريهم بالمعصية، فإذا وقعوا فيها سوَّفنا لهم التوبة، إذا أراد أن يتوب اليوم نقول له: لماذا أنتَ مستعجل؟ تب غداً، وهكذا ننسيهم التَّوبة بفعل هذا التسويف. قال إبليس للوسواس: أنتَ لها، لأنَّ هذا الحلّ هو الَّذي يمكن أن يجعل المخطئين والخاطئين ممتدين في هذا الاتجاه.
هذا ما نريد أن نثيره في أنفسنا بالجوّ العام.