ربّنا الله تعالى هو المستعان به في وجه ما ينحرف به الواصفون، والمتصوّرون الواهمون، الّذين يخرجونه بوصفهم عن حقيقته، وهو الغنيّ في عظمته وقدرته عن البيان والتّعريف، ونحن الّذين ننطق بفضله ونتحرّك برحمته وعطفه، فوجودنا في بدايته ونهايته بيد الله تعالى، وجارٍ وفق حكمته وتقديره.
ومن طبيعة البشر المنحرفين الضّالّين، أن تأخذهم الدّنيا بغرورها وزخارفها إلى فساد الرّأي والعقيدة، فيتكبّرون ويتجبّرون ويتحركون كأنّهم آلهة على الأرض، وكأنّهم شركاء لله تعالى في قدرته وسلطانه، وهذا في غاية التخلّف والجهل والسّقوط والخسران.. فالله تعالى لا يحتاج إلى ناصرٍ ومعينٍ وعضدٍ في ملكه وسلطانه، وهو الخالق، ولا يحتاج إلى المخلوق في شيء.
وقد يسأل البعض أنّه ورد في القرآن الكريم عدم اتخاذ المضلّين عضداً، فهل هذا يعني أنَّ الله قد اتخذ من المهتدين عضداً؟ وهذا التَّساؤل فيه أيضاً وقوع في الشبهة في التصور والاعتقاد، لأنّ الله تعالى عن أن يتّخذ من المضلّين أو من المهتدين عوناً وعضداً، باعتبار ذلك مخالفاً لروح التّوحيد والإخلاص والمنطق العقل والشَّرع.
ويقول المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(رض) في ذلك: "يقول تعالى: {مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً}[الكهف: 51]. إنَّ الله سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى عضدٍ ولا ظهيرٍ يعاضده، فهو القويّ المطلق في القوَّة، الّذي لا يحتاج إلى أحد، وهو الغنيّ بنفسه وبذاته، فهو إذاً لم يتّخذ من المهتدين عضداً، لأنّه لا يحتاج إلى عضد، لكن لماذا قال: {وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً}؟ لأنَّ هؤلاء المضلّين يعتبرون أنفسهم شركاء لله، أو أنّهم قريبون إلى الله، بحيث يساعدون الله سبحانه وتعالى، فالله نفى هذا من خلال ما يزعمون، لا من خلال أنّ الله يحتاج إلى عضد، بحيث إذا لم يتّخذ المضلّين عضداً، فلا بدَّ ـ بالتّالي ـ من أن يتّخذ المهتدين عضداً، تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً".[كتاب: النّدوة، ج 5، ص 445].
من هنا التنبّه إلى عدم الوقوع في الشّبهات، والتمسّك بإيماننا الّذي يرتكز على عبادة الله الواحد القهّار، وتوحيده التّوحيد الخالص، عبر رفض كلّ أشكال الظّلم والتّعدّي والانحراف على مستوى الفكر والشّعور والممارسة والعقيدة...
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

ربّنا الله تعالى هو المستعان به في وجه ما ينحرف به الواصفون، والمتصوّرون الواهمون، الّذين يخرجونه بوصفهم عن حقيقته، وهو الغنيّ في عظمته وقدرته عن البيان والتّعريف، ونحن الّذين ننطق بفضله ونتحرّك برحمته وعطفه، فوجودنا في بدايته ونهايته بيد الله تعالى، وجارٍ وفق حكمته وتقديره.
ومن طبيعة البشر المنحرفين الضّالّين، أن تأخذهم الدّنيا بغرورها وزخارفها إلى فساد الرّأي والعقيدة، فيتكبّرون ويتجبّرون ويتحركون كأنّهم آلهة على الأرض، وكأنّهم شركاء لله تعالى في قدرته وسلطانه، وهذا في غاية التخلّف والجهل والسّقوط والخسران.. فالله تعالى لا يحتاج إلى ناصرٍ ومعينٍ وعضدٍ في ملكه وسلطانه، وهو الخالق، ولا يحتاج إلى المخلوق في شيء.
وقد يسأل البعض أنّه ورد في القرآن الكريم عدم اتخاذ المضلّين عضداً، فهل هذا يعني أنَّ الله قد اتخذ من المهتدين عضداً؟ وهذا التَّساؤل فيه أيضاً وقوع في الشبهة في التصور والاعتقاد، لأنّ الله تعالى عن أن يتّخذ من المضلّين أو من المهتدين عوناً وعضداً، باعتبار ذلك مخالفاً لروح التّوحيد والإخلاص والمنطق العقل والشَّرع.
ويقول المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(رض) في ذلك: "يقول تعالى: {مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً}[الكهف: 51]. إنَّ الله سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى عضدٍ ولا ظهيرٍ يعاضده، فهو القويّ المطلق في القوَّة، الّذي لا يحتاج إلى أحد، وهو الغنيّ بنفسه وبذاته، فهو إذاً لم يتّخذ من المهتدين عضداً، لأنّه لا يحتاج إلى عضد، لكن لماذا قال: {وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً}؟ لأنَّ هؤلاء المضلّين يعتبرون أنفسهم شركاء لله، أو أنّهم قريبون إلى الله، بحيث يساعدون الله سبحانه وتعالى، فالله نفى هذا من خلال ما يزعمون، لا من خلال أنّ الله يحتاج إلى عضد، بحيث إذا لم يتّخذ المضلّين عضداً، فلا بدَّ ـ بالتّالي ـ من أن يتّخذ المهتدين عضداً، تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً".[كتاب: النّدوة، ج 5، ص 445].
من هنا التنبّه إلى عدم الوقوع في الشّبهات، والتمسّك بإيماننا الّذي يرتكز على عبادة الله الواحد القهّار، وتوحيده التّوحيد الخالص، عبر رفض كلّ أشكال الظّلم والتّعدّي والانحراف على مستوى الفكر والشّعور والممارسة والعقيدة...
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.