فاستخفّ قومه فأطاعوه

فاستخفّ قومه فأطاعوه

عمليّة الإلهاء والاستخفاف بالناس السذّج مارسها كثيرون عبر التاريخ، وهو ما ذكره القرآن الكريم عن قوم فرعون بقوله تعالى: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ}[الزّخرف: 54].

إنّ الطّاغية يستعمل بخبثه كلّ الوسائل والأساليب من أجل استعباد النّاس واستغلالهم، من أجل بقائه وبقاء مصالحه وأطماعه وطموحاته، وهو يقوم باستخفاف عقول قومه، وممارسة التّهويل والقمع الفكريّ، وتصفية عقول النَّاس، وقتل إرادة الحياة والحريّة لديهم. والأسوأ أنّ النّاس يظلّون على جهالتهم، وينساقون إلى مشاريع الطّغاة، ويدمنون على الجهل والطّاعة العمياء، وهو ما يطيل عمر هؤلاء وأمدهم.

فالطّاعة العمياء تنتج جهلاً واستخفافاً بالعقول، وتنتج تخلّفاً وموتاً ودماراً للنفوس وللوجود الإنساني كلّه، فيما الوعي وامتلاك النباهة والإرادة في كشف ألاعيب الطغاة ومخطّطاتهم، كل ذلك ينتج حياة عزيزة كريمة، وإرادة حرّة، وتنوّراً عقلياً، وأخلاقاً رساليّة، ونفوساً عالية، فالسَّبيل إلى الخلاص من الطغيان هو الوعي والنباهة، ولا يكون ذلك إلا من خلال التسلّح بالإرادة والقرار الحرّ والإيمان، والالتزام الحقّ وطريق الهداية.

ويقول المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(رض) في تفسيره للآية المباركة: "{فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ}، أي استفزّهم بأسلوبه القريب من سطح عقولهم، فحملهم على أن يخفّوا له ولما أراد منهم، {فَأَطَاعُوهُ}، بالانصياع إلى خطّته في مواجهة موسى، {إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ}، لا يملكون الأساس القويّ الّذي يركّز أقدامهم على الخطّ المستقيم في التوازن العمليّ في ما يفعلونه أو في ما يتركونه، لأنهم ليسوا بأصحاب فكرٍ يضبط لهم مواقفهم ويحدِّد لهم مواقعهم، بل هم أصحاب أهواء ومطامع تحركهم ذات اليمين وذات الشّمال".]تفسير "من وحي القرآن"، ج 2، ص 251[.

ونحن اليوم نعيش في عصر الطّغيان والطّغاة؛ طغاة السّياسة والمال والمناصب، الَّذين لا ينفكّون يحاولون الاستخفاف بعقول النّاس، وتغييب ضمائرهم، وشراء نفوسهم، وممارسة القمع والترهيب عليهم، وسحق نفوسهم وإرادتهم، كي يبقوا أزلاماً مطيعين مسلوبي الحريّة والإرادة، وهذا ما لا يرضاه الله تعالى للمؤمنين الأعزّاء الأحرار، الذين يريد منهم أن يواجهوا الطغيان بالوعي والصّبر والعلم والمعرفة والتّخطيط والإرادة القويّة، والإيمان الرّاسخ العميق بالله تعالى والإخلاص له وحده.

إنَّ امتلاكنا للوعي والعلم النّافع وتسلّحنا بالإيمان، ينتج جيلاً رساليّاً مؤمناً مجاهداً مضحّياً في سبيل الله، يواجه الباطل ويزهقه، ولا يطيع إلا الله، حيث يرى كلّ العزّة والكرامة والحريّة في طاعة الله ورضاه.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

عمليّة الإلهاء والاستخفاف بالناس السذّج مارسها كثيرون عبر التاريخ، وهو ما ذكره القرآن الكريم عن قوم فرعون بقوله تعالى: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ}[الزّخرف: 54].

إنّ الطّاغية يستعمل بخبثه كلّ الوسائل والأساليب من أجل استعباد النّاس واستغلالهم، من أجل بقائه وبقاء مصالحه وأطماعه وطموحاته، وهو يقوم باستخفاف عقول قومه، وممارسة التّهويل والقمع الفكريّ، وتصفية عقول النَّاس، وقتل إرادة الحياة والحريّة لديهم. والأسوأ أنّ النّاس يظلّون على جهالتهم، وينساقون إلى مشاريع الطّغاة، ويدمنون على الجهل والطّاعة العمياء، وهو ما يطيل عمر هؤلاء وأمدهم.

فالطّاعة العمياء تنتج جهلاً واستخفافاً بالعقول، وتنتج تخلّفاً وموتاً ودماراً للنفوس وللوجود الإنساني كلّه، فيما الوعي وامتلاك النباهة والإرادة في كشف ألاعيب الطغاة ومخطّطاتهم، كل ذلك ينتج حياة عزيزة كريمة، وإرادة حرّة، وتنوّراً عقلياً، وأخلاقاً رساليّة، ونفوساً عالية، فالسَّبيل إلى الخلاص من الطغيان هو الوعي والنباهة، ولا يكون ذلك إلا من خلال التسلّح بالإرادة والقرار الحرّ والإيمان، والالتزام الحقّ وطريق الهداية.

ويقول المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(رض) في تفسيره للآية المباركة: "{فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ}، أي استفزّهم بأسلوبه القريب من سطح عقولهم، فحملهم على أن يخفّوا له ولما أراد منهم، {فَأَطَاعُوهُ}، بالانصياع إلى خطّته في مواجهة موسى، {إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ}، لا يملكون الأساس القويّ الّذي يركّز أقدامهم على الخطّ المستقيم في التوازن العمليّ في ما يفعلونه أو في ما يتركونه، لأنهم ليسوا بأصحاب فكرٍ يضبط لهم مواقفهم ويحدِّد لهم مواقعهم، بل هم أصحاب أهواء ومطامع تحركهم ذات اليمين وذات الشّمال".]تفسير "من وحي القرآن"، ج 2، ص 251[.

ونحن اليوم نعيش في عصر الطّغيان والطّغاة؛ طغاة السّياسة والمال والمناصب، الَّذين لا ينفكّون يحاولون الاستخفاف بعقول النّاس، وتغييب ضمائرهم، وشراء نفوسهم، وممارسة القمع والترهيب عليهم، وسحق نفوسهم وإرادتهم، كي يبقوا أزلاماً مطيعين مسلوبي الحريّة والإرادة، وهذا ما لا يرضاه الله تعالى للمؤمنين الأعزّاء الأحرار، الذين يريد منهم أن يواجهوا الطغيان بالوعي والصّبر والعلم والمعرفة والتّخطيط والإرادة القويّة، والإيمان الرّاسخ العميق بالله تعالى والإخلاص له وحده.

إنَّ امتلاكنا للوعي والعلم النّافع وتسلّحنا بالإيمان، ينتج جيلاً رساليّاً مؤمناً مجاهداً مضحّياً في سبيل الله، يواجه الباطل ويزهقه، ولا يطيع إلا الله، حيث يرى كلّ العزّة والكرامة والحريّة في طاعة الله ورضاه.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية