إنَّ الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضةً

إنَّ الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضةً

في القرآن الكريم مقاييس وموازين واضحة وثابتة، تريد أن توضح للنَّاس أنَّه ما من شيء صغير أو كبير خلقه الله تعالى إلا وأراد منه حكمة، وأنَّه تعالى يضرب به المثل للَّذين يعون حقيقة الأمثال وغاياتها في فتح القلوب والعقول على الحقّ، واستلهام الدّروس والعِبَر، بغية تجذير الإيمان وتعميقه، وتعزيز العقل والمشاعر بالوعي والمسؤوليَّة، بعيداً عن أساليب اللّعب والعبثيّة التي لا تستند إلى حقيقة، بل جُلُّ همّها صرف النّاس عن الإيمان، وإثارة التّشكيك والأباطيل، لا لشيءٍ سوى لخلق الأجواء المتوتّرة عقيديّاً وروحيّاً، بغية الصدِّ عن الحقّ، وهذا ما لا يحصل إذا ما وعى المرء أساليب هؤلاء، وكان صاحب فطنة وذكاء ومسؤوليَّة.

وهذا ما نراه مع الآية المباركة: {إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ}(البقرة: 26).

إنَّ البعوضة مخلوق صغير، قد يتوهَّم البعض أنها من المخلوقات الضّعيفة التي قد يترفّع الله تعالى عن ذكرها وضربها للخلق مثلاً، ولكنَّ الواقع ليس هكذا، فالله تعالى من خلال القرآن الكريم، يضرب الأمثال حتى بأقلّ المخلوقات حجماً وموقعاً، لأنَّ القضيّة عند الله تعالى هي فتح العقول والنفوس على فلسفة الأمثال وما تعنيه وما تحركه في مشاعر النّاس تجاه الإقبال على خلق الله والإيمان بما عنده تعالى.

ويشير المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(ض) إلى ذلك عندما يقول: "إنَّ الآية توحي بوجود حالة نفسيَّة تحاول أن تفصح عمّا في داخلها من حالة ريب أو اعتراض على ما يورده الله من الأمثلة المتعلّقة بصغار الأمور وكبارها، وربما أمكن للإنسان أن يستوحي منها وجود موقف مضادّ، على أساس فكرة خاطئة تربط بين عظمة المتكلّم وحجم القضايا التي يتحدَّث عنها، فكانت هذه الآية الّتي ترفض هذه الفكرة وتقرّر مبدأ ضرب المثل، في صغير الأمور وكبيرها، بطريقةٍ حاسمة، كأسلوبٍ قرآنيّ بارز في أغلب السّور، بعيداً عن كلّ وهمٍ يعتبر ذلك بعيداً عن مقام الله وعظمته، لأنَّ دور المثل هو أن يقرّب للنّاس الصورة مما يعيشونه في حياتهم، وفيما يمارسونه من أعمالهم، لتقترب بذلك الفكرة الّتي يُراد بها هدايتهم إلى الحقّ، من غير فرقٍ في ذلك بين الصَّغير والكبير".

فالله تعالى لا يستحيي من ضرب أيّ مثل، ما دامت الغاية تصوير الفكرة بشكل دقيق كي ترتكز في ذهن الإنسان ومشاعره، وليست البعوضة بأهون على الله تعالى من الحوت الكبير، فكلّها مخلوقات الله، وفيها تتجلَّى عظمته وحكمته.

وفي تفسير هذه الآية الكريمة، يقول المرجع فضل الله(رض): "{إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}، أي: لا يدع ضرب المثل استحياءً من حقارة الموضوع الّذي يتعلّق به، لعدم تناسبه مع موقع العظمة في ذاته، لأنَّ طبيعة المثل في موضوعه تتّصل بالفكرة الّتي يُراد تقريبها إلى ذهن الإنسان، من خلال الصّورة الحسيّة المتمثّلة في وجدانه، فقد تفرض حديثاً عن الأشياء الحقيرة لأنها أكثر تمثيلاً للفكرة، كما هي البعوضة التي ضربها الله مثلاً لعجز المستكبرين الَّذين يضعون أنفسهم في موقع الآلهة..

{فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا} بالله، وانفتحوا على آياته، وتدبَّروا معانيها، وعرفوا مقاصدها وإيحاءاتها، وانطلقوا في وعيهم الفكري إلى أعماقها، فلم يتوقَّفوا عند البعد السّطحيّ لها. {فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ}، من خلال ما يستوحونه في ما يريد الله لهم أن يفهموه ويؤمنوا به، لأنَّ إيمانهم يربطهم بالحقائق الإلهيَّة..

{وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا}، وابتعدوا عن وعي الحقّ، واتخذوا من الرّسالة والرّسول موقفاً سلبيّاً متمرّداً.. {فَيَقُولُونَ}، تعليقاً على الأمثال المتعلّقة بالأشياء الحقيرة كالبعوضة والعنكبوت: {مَاذَا أَرَادَ اللهُ بِهَذَا مَثَلًا} أي: ما الّذي يريده الله بهذا المثل؟ وكيف يتناسب مع عظمته؟..

{يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا} من الّذين لا يقفون موقف المتدبِّر الواعي الّذي يواجه القضايا من خلال عناصرها الطبيعيّة في مداليلها وإيحاءاتها..

{وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا} من المؤمنين الّذين آمنوا بالله ورسله ورسالاته وكتبه..

{وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ}، الخارجين عن عبوديّتهم لله، والتّاركين طاعته، والمنحرفين عن خطِّ الاستقامة في دروب هداه". [تفسير من وحي القرآن، ج 1، ص: 195 ـ 198].

وفي تفسير الطَّبري: "القول في تأويل قوله: {إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}، قال أبو جعفر: اختلف أهل التّأويل في المعنى الَّذي أنزله الله في هذه الآية وفي تأويلها، فقال بعضهم: حدَّثني به موسى بن هارون، قال حدّثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط عن السدي في خبرٍ ذكره، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرّة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النّبيّ(ص): لما ضرب الله هذين المثلين للمنافقين، يعني قوله تعالى: {مثلهم كمثل الّذي استوقد ناراً}، وقوله: {أو كصيّبٍ من السّماء}، قال المنافقون: الله أعلى وأجلّ من أن يضرب هذه الأمثال، فأنزل الله: {إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً}، إلى قوله: {أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.

وقال آخرون: حدّثني به أحمد بن إبراهي، قال حدّثنا قُرّاد عن أبي جعفر الرّازي، عن الرّبيع بن أنس، في قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}، قال: هذا مثل ضربه الله للدّنيا، إنّ البعوضة تحيا ما جاعت، فإذا سمنت ماتت، وكذلك مثل هؤلاء القوم الّذين ضرب الله لهم هذا المثل في القرآن: إذا امتلأوا من الدنيا رِيّاً، أخذهم الله عند ذلك، قال: ثم تلا: {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ}(الأنعام: 44)..".[تفسير جامع البيان للطّبري].

نتعلَّم من مدرسة القرآن الكريم كيف نكون الواعين البعيدين عن كلّ سطحيّة وسذاجة، والمنفتحين على حقائق الخلق ومعنى الأمثال في كلّ هذا الكون الواسع والكبير، وألا نستصغر شيئاً، بل نفهم ماذا يريد الله لنا أن نفهم من وراء ضربه للأمثال، كي نعزِّز أوضاعنا، ونحصِّن واقعنا، ونثبِّت إيماننا، ونعمِّق التزامنا بالحقّ في مواجهة الباطل.

محمّد فضل الله

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

في القرآن الكريم مقاييس وموازين واضحة وثابتة، تريد أن توضح للنَّاس أنَّه ما من شيء صغير أو كبير خلقه الله تعالى إلا وأراد منه حكمة، وأنَّه تعالى يضرب به المثل للَّذين يعون حقيقة الأمثال وغاياتها في فتح القلوب والعقول على الحقّ، واستلهام الدّروس والعِبَر، بغية تجذير الإيمان وتعميقه، وتعزيز العقل والمشاعر بالوعي والمسؤوليَّة، بعيداً عن أساليب اللّعب والعبثيّة التي لا تستند إلى حقيقة، بل جُلُّ همّها صرف النّاس عن الإيمان، وإثارة التّشكيك والأباطيل، لا لشيءٍ سوى لخلق الأجواء المتوتّرة عقيديّاً وروحيّاً، بغية الصدِّ عن الحقّ، وهذا ما لا يحصل إذا ما وعى المرء أساليب هؤلاء، وكان صاحب فطنة وذكاء ومسؤوليَّة.

وهذا ما نراه مع الآية المباركة: {إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ}(البقرة: 26).

إنَّ البعوضة مخلوق صغير، قد يتوهَّم البعض أنها من المخلوقات الضّعيفة التي قد يترفّع الله تعالى عن ذكرها وضربها للخلق مثلاً، ولكنَّ الواقع ليس هكذا، فالله تعالى من خلال القرآن الكريم، يضرب الأمثال حتى بأقلّ المخلوقات حجماً وموقعاً، لأنَّ القضيّة عند الله تعالى هي فتح العقول والنفوس على فلسفة الأمثال وما تعنيه وما تحركه في مشاعر النّاس تجاه الإقبال على خلق الله والإيمان بما عنده تعالى.

ويشير المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(ض) إلى ذلك عندما يقول: "إنَّ الآية توحي بوجود حالة نفسيَّة تحاول أن تفصح عمّا في داخلها من حالة ريب أو اعتراض على ما يورده الله من الأمثلة المتعلّقة بصغار الأمور وكبارها، وربما أمكن للإنسان أن يستوحي منها وجود موقف مضادّ، على أساس فكرة خاطئة تربط بين عظمة المتكلّم وحجم القضايا التي يتحدَّث عنها، فكانت هذه الآية الّتي ترفض هذه الفكرة وتقرّر مبدأ ضرب المثل، في صغير الأمور وكبيرها، بطريقةٍ حاسمة، كأسلوبٍ قرآنيّ بارز في أغلب السّور، بعيداً عن كلّ وهمٍ يعتبر ذلك بعيداً عن مقام الله وعظمته، لأنَّ دور المثل هو أن يقرّب للنّاس الصورة مما يعيشونه في حياتهم، وفيما يمارسونه من أعمالهم، لتقترب بذلك الفكرة الّتي يُراد بها هدايتهم إلى الحقّ، من غير فرقٍ في ذلك بين الصَّغير والكبير".

فالله تعالى لا يستحيي من ضرب أيّ مثل، ما دامت الغاية تصوير الفكرة بشكل دقيق كي ترتكز في ذهن الإنسان ومشاعره، وليست البعوضة بأهون على الله تعالى من الحوت الكبير، فكلّها مخلوقات الله، وفيها تتجلَّى عظمته وحكمته.

وفي تفسير هذه الآية الكريمة، يقول المرجع فضل الله(رض): "{إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}، أي: لا يدع ضرب المثل استحياءً من حقارة الموضوع الّذي يتعلّق به، لعدم تناسبه مع موقع العظمة في ذاته، لأنَّ طبيعة المثل في موضوعه تتّصل بالفكرة الّتي يُراد تقريبها إلى ذهن الإنسان، من خلال الصّورة الحسيّة المتمثّلة في وجدانه، فقد تفرض حديثاً عن الأشياء الحقيرة لأنها أكثر تمثيلاً للفكرة، كما هي البعوضة التي ضربها الله مثلاً لعجز المستكبرين الَّذين يضعون أنفسهم في موقع الآلهة..

{فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا} بالله، وانفتحوا على آياته، وتدبَّروا معانيها، وعرفوا مقاصدها وإيحاءاتها، وانطلقوا في وعيهم الفكري إلى أعماقها، فلم يتوقَّفوا عند البعد السّطحيّ لها. {فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ}، من خلال ما يستوحونه في ما يريد الله لهم أن يفهموه ويؤمنوا به، لأنَّ إيمانهم يربطهم بالحقائق الإلهيَّة..

{وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا}، وابتعدوا عن وعي الحقّ، واتخذوا من الرّسالة والرّسول موقفاً سلبيّاً متمرّداً.. {فَيَقُولُونَ}، تعليقاً على الأمثال المتعلّقة بالأشياء الحقيرة كالبعوضة والعنكبوت: {مَاذَا أَرَادَ اللهُ بِهَذَا مَثَلًا} أي: ما الّذي يريده الله بهذا المثل؟ وكيف يتناسب مع عظمته؟..

{يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا} من الّذين لا يقفون موقف المتدبِّر الواعي الّذي يواجه القضايا من خلال عناصرها الطبيعيّة في مداليلها وإيحاءاتها..

{وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا} من المؤمنين الّذين آمنوا بالله ورسله ورسالاته وكتبه..

{وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ}، الخارجين عن عبوديّتهم لله، والتّاركين طاعته، والمنحرفين عن خطِّ الاستقامة في دروب هداه". [تفسير من وحي القرآن، ج 1، ص: 195 ـ 198].

وفي تفسير الطَّبري: "القول في تأويل قوله: {إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}، قال أبو جعفر: اختلف أهل التّأويل في المعنى الَّذي أنزله الله في هذه الآية وفي تأويلها، فقال بعضهم: حدَّثني به موسى بن هارون، قال حدّثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط عن السدي في خبرٍ ذكره، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرّة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النّبيّ(ص): لما ضرب الله هذين المثلين للمنافقين، يعني قوله تعالى: {مثلهم كمثل الّذي استوقد ناراً}، وقوله: {أو كصيّبٍ من السّماء}، قال المنافقون: الله أعلى وأجلّ من أن يضرب هذه الأمثال، فأنزل الله: {إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً}، إلى قوله: {أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.

وقال آخرون: حدّثني به أحمد بن إبراهي، قال حدّثنا قُرّاد عن أبي جعفر الرّازي، عن الرّبيع بن أنس، في قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}، قال: هذا مثل ضربه الله للدّنيا، إنّ البعوضة تحيا ما جاعت، فإذا سمنت ماتت، وكذلك مثل هؤلاء القوم الّذين ضرب الله لهم هذا المثل في القرآن: إذا امتلأوا من الدنيا رِيّاً، أخذهم الله عند ذلك، قال: ثم تلا: {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ}(الأنعام: 44)..".[تفسير جامع البيان للطّبري].

نتعلَّم من مدرسة القرآن الكريم كيف نكون الواعين البعيدين عن كلّ سطحيّة وسذاجة، والمنفتحين على حقائق الخلق ومعنى الأمثال في كلّ هذا الكون الواسع والكبير، وألا نستصغر شيئاً، بل نفهم ماذا يريد الله لنا أن نفهم من وراء ضربه للأمثال، كي نعزِّز أوضاعنا، ونحصِّن واقعنا، ونثبِّت إيماننا، ونعمِّق التزامنا بالحقّ في مواجهة الباطل.

محمّد فضل الله

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية