ثورةُ الحسينِ (ع): فتحٌ كبيرٌ في قضايا الحرّيّةِ والعدالةِ

ثورةُ الحسينِ (ع): فتحٌ كبيرٌ في قضايا الحرّيّةِ والعدالةِ
 

كان الإمام الحسين (ع) ينظر في ثورته إلى السّاحة الإسلاميَّة الواسعة، وإلى الخطِّ الإسلاميّ الممتدّ في حياة المسلمين جميعاً. لهذا، فإنَّ معارضته ليزيد لم يُعِقْها كون يزيد خليفةً يعيش في الشّام. الإمام الحسين (ع) كان يعيش في الحجاز، وبالتالي، فإنّه لم يفكّر أنّه لا دخل لأهل الحجاز بأهل الشَّام، وعلى كلّ فريق تدبير أمره ومشاكله. أليس هذا هو المنطق الذي نعيشه الآن في أكثر من بلدٍ إسلاميّ، حيث يعتبر كلّ بلد أنَّ له قضاياه ومشاكله التي يريد حلّها ولو على حساب قضايا الأُمَّة؟!

الإمام الحسين (ع) لم ينظر إلى القضيَّة من هذا الجانب، ولم ينظر إلى يزيد باعتباره مجرّد والٍ على الحجاز يمكن أن يعزل فَتُحَلّ المشكلة، ولا باعتباره والياً على الشام، إنّما نظر إلى يزيد كونه (خليفة المسلمين)، فسلوكه ينعكس سلبياً على السلوك الإسلامي كلّه، وطريقته في إدارة المسؤوليذَة تنعكس سلبيّاً على كلّ مواقع المسؤوليَّة في العالَم الإسلامي.

وعلى أساس ذلك، فقد اعتبر الإمام الحسين (ع) مشكلة يزيد مشكلة تمسُّ الأُمّة كلّها، لا فريقاً معيّناً، لأنّه في موقع حاكم واسع الصلاحيَّات، في الوقت الذي لا يملك فيه أيّ مؤهّلاتٍ فكريةٍ وأخلاقيةٍ وروحيةٍ تسوّغ له أن يكون في هذا الموقع.

وعلى هذا الأساس، وجد الإمام الحسين (ع) أنّ عليه أن يطلق الصوت، ولو ليسمعه بعض الناس، فالأصوات كانت قد خفتت، وأصبح هناك أمر واقع، كلٌّ يقول للآخر: ماذا نفعل وقوّة الدولة أقوى من قوّة الأفراد؟! كأنَّ عليهم الاستسلام للدولة. فهذا يخوّف صاحبه بانقطاع راتبه ـــ إذا ما قام بعمل ضدّ الحاكم ـــ، وذاك يخوّف صاحبه بتهديم بيته. وبذلك استطاع الحاكم أن يستقطب السَّاحة كلّها من المؤيّدين له، ومن المعارضين الساكتين، ومن الحياديين الذين يجلسون على التلّ..

لهذا، فالمسألة كانت بحاجة إلى صوتٍ ينطلق، يحرّك ويدوّي، ليربك السّاحة، وليخلق فيها ذهنيَّةً جديدةً، ليشجّع الذين لا يملكون أيّ إمكانياتٍ لحركة شجاعتهم، لأنّهم لا يرون أحداً يتحدّث أو يتكلَّم أو يثير المسألة.

إنَّ حركة الإمام الحسين لم تكن حركةً نحو الفتح الكبير على مستوى الواقع العسكريّ، ولكنّها كانت حركةً نحو الفتح الكبير على مستوى الذهنيَّة الإسلاميَّة التي يريد أن يطلقها باتّجاه قضايا الحريّة والعدالة، والمنهج الإسلاميّ القويم. لهذا نبّههم إلى أنّهم أُمّة محمّد (ص)، وأنّ هناك فساداً في الأنظمة، وأنّه (ع) انطلق ليُصلح، وأنّ عليهم أن يتبعوه.

* من كتاب "في رحاب أهل البيت (ع)، ج1.

 

كان الإمام الحسين (ع) ينظر في ثورته إلى السّاحة الإسلاميَّة الواسعة، وإلى الخطِّ الإسلاميّ الممتدّ في حياة المسلمين جميعاً. لهذا، فإنَّ معارضته ليزيد لم يُعِقْها كون يزيد خليفةً يعيش في الشّام. الإمام الحسين (ع) كان يعيش في الحجاز، وبالتالي، فإنّه لم يفكّر أنّه لا دخل لأهل الحجاز بأهل الشَّام، وعلى كلّ فريق تدبير أمره ومشاكله. أليس هذا هو المنطق الذي نعيشه الآن في أكثر من بلدٍ إسلاميّ، حيث يعتبر كلّ بلد أنَّ له قضاياه ومشاكله التي يريد حلّها ولو على حساب قضايا الأُمَّة؟!

الإمام الحسين (ع) لم ينظر إلى القضيَّة من هذا الجانب، ولم ينظر إلى يزيد باعتباره مجرّد والٍ على الحجاز يمكن أن يعزل فَتُحَلّ المشكلة، ولا باعتباره والياً على الشام، إنّما نظر إلى يزيد كونه (خليفة المسلمين)، فسلوكه ينعكس سلبياً على السلوك الإسلامي كلّه، وطريقته في إدارة المسؤوليذَة تنعكس سلبيّاً على كلّ مواقع المسؤوليَّة في العالَم الإسلامي.

وعلى أساس ذلك، فقد اعتبر الإمام الحسين (ع) مشكلة يزيد مشكلة تمسُّ الأُمّة كلّها، لا فريقاً معيّناً، لأنّه في موقع حاكم واسع الصلاحيَّات، في الوقت الذي لا يملك فيه أيّ مؤهّلاتٍ فكريةٍ وأخلاقيةٍ وروحيةٍ تسوّغ له أن يكون في هذا الموقع.

وعلى هذا الأساس، وجد الإمام الحسين (ع) أنّ عليه أن يطلق الصوت، ولو ليسمعه بعض الناس، فالأصوات كانت قد خفتت، وأصبح هناك أمر واقع، كلٌّ يقول للآخر: ماذا نفعل وقوّة الدولة أقوى من قوّة الأفراد؟! كأنَّ عليهم الاستسلام للدولة. فهذا يخوّف صاحبه بانقطاع راتبه ـــ إذا ما قام بعمل ضدّ الحاكم ـــ، وذاك يخوّف صاحبه بتهديم بيته. وبذلك استطاع الحاكم أن يستقطب السَّاحة كلّها من المؤيّدين له، ومن المعارضين الساكتين، ومن الحياديين الذين يجلسون على التلّ..

لهذا، فالمسألة كانت بحاجة إلى صوتٍ ينطلق، يحرّك ويدوّي، ليربك السّاحة، وليخلق فيها ذهنيَّةً جديدةً، ليشجّع الذين لا يملكون أيّ إمكانياتٍ لحركة شجاعتهم، لأنّهم لا يرون أحداً يتحدّث أو يتكلَّم أو يثير المسألة.

إنَّ حركة الإمام الحسين لم تكن حركةً نحو الفتح الكبير على مستوى الواقع العسكريّ، ولكنّها كانت حركةً نحو الفتح الكبير على مستوى الذهنيَّة الإسلاميَّة التي يريد أن يطلقها باتّجاه قضايا الحريّة والعدالة، والمنهج الإسلاميّ القويم. لهذا نبّههم إلى أنّهم أُمّة محمّد (ص)، وأنّ هناك فساداً في الأنظمة، وأنّه (ع) انطلق ليُصلح، وأنّ عليهم أن يتبعوه.

* من كتاب "في رحاب أهل البيت (ع)، ج1.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية