الإمامُ زينُ العابدين (ع) القويُّ الواثقُ بالله

الإمامُ زينُ العابدين (ع) القويُّ الواثقُ بالله

كان الإمام زين العابدين (ع) في الشام القويَّ أمام يزيد، والقويَّ في الكوفة أمام ابن زياد، كان الإمامَ الصّلب القويّ الواثق بالله الّذي لم تأخذه في الله لومة لائم، ولم نجد له (ع) أيَّ موقف ضعف في كلِّ تلك المسيرة، ففي الرواية: أنّه بعد أن حُملت الرّؤوس إلى ابن زياد، التفت ابن زياد إلى عليِّ بن الحسين (ع) فقال: مَنْ هذا؟ فقيل: عليٌّ بن الحسين، فقال: أليس قد قتل الله عليَّ بن الحسين، فقال (ع): "قد كان لي أخٌ يُسمّى عليّ بن الحسين قتله النّاس"، فقال: بل الله قتله، فقال (ع): "{اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا}"1، فقال ابن زياد: ولك جرأة على جوابي؟ اذهبوا به فاضربوا عنقه، فسمعت عمّته زينب، فقالت: "يا بن زياد، إنَّك لم تُبقِ منّا أحداً، فإن عزمت على قتله فاقتلني معه"، فقال لعمّته: "اسكتي يا عمّة حتى أكلّمه"، ثم أقبل (ع) فقال: "أبالقتل تهدّدني يا ابن زياد؟ أما علمت أنَّ القتل لنا عادة، وكرامتنا من الله الشّهادة؟"2.

وهكذا، كان الإمام (ع) قويّاً في مجلس يزيد، وذلك حين رآه ينكت بقضيب خيزران ثنايا الحسين (ع)، فقال الإمام (ع): "ويلك يا يزيد! إنَّك لا تدري ماذا صنعت، وما الّذي ارتكبت من أبي وأهل بيتي وأخي وعمومتي، إذاً لهربت في الجبال وافترشت الرَّماد ودعوتَ بالويل والثّبور؛ أن يكون رأس أبي الحسين بن فاطمة وعليّ منصوباً على باب مدينتكم، وهو وديعة رسول الله فيكم، فأبشر بالخزي والنّدامة غداً إذا جُمِع النّاس ليوم القيامة"3.

وهناك ملاحظةٌ جديرةٌ بالاهتمام، وهي أنَّ الإمام زين العابدين (ع) تخطّى كلَّ الحواجز التي صنعتها السّلطة والحاكمون في طريق الدّعوة إلى الله، فعمل على أن يحيط بالمشكلة الموجودة في الواقع الإسلامي من كلِّ جوانبها، والمشكلة تمثّلت منذ بداية الحكم الأمويّ في إبعاد المسلمين عن الأسس الإسلاميّة الفكريّة الثقافيّة للعقيدة والشّريعة وللمفاهيم العامّة للإسلام، وللمنهج في التفكير والسّلوك وفي حركة المسؤوليّة.

* من كتاب "في رحاب أهل البيت (ع)"، ج 2.

[1]الزمر: 42.

[2]بحار الأنوار، ج 45، ص 117.

[3]بحار الأنوار، ج45، ص 136.

كان الإمام زين العابدين (ع) في الشام القويَّ أمام يزيد، والقويَّ في الكوفة أمام ابن زياد، كان الإمامَ الصّلب القويّ الواثق بالله الّذي لم تأخذه في الله لومة لائم، ولم نجد له (ع) أيَّ موقف ضعف في كلِّ تلك المسيرة، ففي الرواية: أنّه بعد أن حُملت الرّؤوس إلى ابن زياد، التفت ابن زياد إلى عليِّ بن الحسين (ع) فقال: مَنْ هذا؟ فقيل: عليٌّ بن الحسين، فقال: أليس قد قتل الله عليَّ بن الحسين، فقال (ع): "قد كان لي أخٌ يُسمّى عليّ بن الحسين قتله النّاس"، فقال: بل الله قتله، فقال (ع): "{اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا}"1، فقال ابن زياد: ولك جرأة على جوابي؟ اذهبوا به فاضربوا عنقه، فسمعت عمّته زينب، فقالت: "يا بن زياد، إنَّك لم تُبقِ منّا أحداً، فإن عزمت على قتله فاقتلني معه"، فقال لعمّته: "اسكتي يا عمّة حتى أكلّمه"، ثم أقبل (ع) فقال: "أبالقتل تهدّدني يا ابن زياد؟ أما علمت أنَّ القتل لنا عادة، وكرامتنا من الله الشّهادة؟"2.

وهكذا، كان الإمام (ع) قويّاً في مجلس يزيد، وذلك حين رآه ينكت بقضيب خيزران ثنايا الحسين (ع)، فقال الإمام (ع): "ويلك يا يزيد! إنَّك لا تدري ماذا صنعت، وما الّذي ارتكبت من أبي وأهل بيتي وأخي وعمومتي، إذاً لهربت في الجبال وافترشت الرَّماد ودعوتَ بالويل والثّبور؛ أن يكون رأس أبي الحسين بن فاطمة وعليّ منصوباً على باب مدينتكم، وهو وديعة رسول الله فيكم، فأبشر بالخزي والنّدامة غداً إذا جُمِع النّاس ليوم القيامة"3.

وهناك ملاحظةٌ جديرةٌ بالاهتمام، وهي أنَّ الإمام زين العابدين (ع) تخطّى كلَّ الحواجز التي صنعتها السّلطة والحاكمون في طريق الدّعوة إلى الله، فعمل على أن يحيط بالمشكلة الموجودة في الواقع الإسلامي من كلِّ جوانبها، والمشكلة تمثّلت منذ بداية الحكم الأمويّ في إبعاد المسلمين عن الأسس الإسلاميّة الفكريّة الثقافيّة للعقيدة والشّريعة وللمفاهيم العامّة للإسلام، وللمنهج في التفكير والسّلوك وفي حركة المسؤوليّة.

* من كتاب "في رحاب أهل البيت (ع)"، ج 2.

[1]الزمر: 42.

[2]بحار الأنوار، ج 45، ص 117.

[3]بحار الأنوار، ج45، ص 136.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية