حزنُ الإمامِ زينِ العابدين (ع)

حزنُ الإمامِ زينِ العابدين (ع)

[إنّنا نلاحظ] حزن زين العابدين (ع) الّذي كان يختزنه في عقله وقلبه بأعمق ما يكون، وإنّني لا أتصوّر حزناً لإنسانٍ أعمق من حزن هذا الإمام الذي تمثّلت مجزرة كربلاء أمامه بكلِّ وحشيّتها وهمجيّتها وأحزانها.. وهكذا عندما رأى (ع) مشهد النساء المروَّعات، مشهد وحشيّة بني أميّة ووحشيّة جيشهم، عندما قام هؤلاء الجبناء بإحراق الخيم وفيها النساء والأطفال، ويرى النّساء بأمّ عينه كيف ينطلقن من خيمة إلى خيمة، ويفررن على وجوههنَّ في البيداء.

ورغم السبي والأسر، عاش الصلابة في مشاعره وأحاسيسه، وبعد ذلك، عمل (ع) على أن يخلّد هذا الحزن لكربلاء ليكون خطّاً في الزّمن، وأن يحرّكه من أجل أن يدين كلَّ هذه المواقف التي شاركت في المجزرة والجريمة، ليزرع فيها عقدة الضّمير التي تؤرقها ليل نهار.. حرّك (ع) هذا الخطَّ ليجعل الفئة التي خذلت الحسين (ع) تستيقظ من تلك الرقدة الشيطانيَّة التي أحاطت بها، فجعلت قلوب قومه معه وسيوفهم عليه، وجعلت قوماً يعيشون الحياد بينه وبين خصومه.

من هنا، وكما قلنا، نفسِّر حزن زين العابدين (ع) على أبيه الحسين والصفوة الطيّبة من أهل بيته وأصحابه، على أنَّه كان حزناً إنسانياً، يعبّر فيه عن إنسانيته وذكرياته الأليمة لمشاهد الواقعة التي تقطّع نياط القلب: "ما نظرت إلى عمَّاتي وأخواتي إلّا وذكرت فرارهنَّ يوم كربلاء من خيمةٍ إلى خيمة..." ، أو: "هل سمعتْ أذناك، أو رأت عيناك، هاشميّةً سبيَّةً لنا قبل عاشوراء؟!".

من الطبيعيّ أن يحفر الحزن في قلبه (ع) كأيِّ إنسان يتمثّل المأساة بكلِّ أعصابه ومشاعره، ولا بدَّ أن يعيشها في نفسه، لأنَّ الله يريد للإنسان أن يعيش عاطفته اتِّباعاً لسنّة رسول الله (ص) عندما مات ولده إبراهيم: "الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ".. وهكذا كانت عاطفة السجّاد (ع) عاطفة هادئة، حزينة، الحزن الذي يتمثّل في بعض دموعه وكلماته، بحيث يخشع القلب أمامه في هذا المعنى وهذا المشهد.

* من كتاب "في رحاب أهل البيت (ع)"، ج 2.

[إنّنا نلاحظ] حزن زين العابدين (ع) الّذي كان يختزنه في عقله وقلبه بأعمق ما يكون، وإنّني لا أتصوّر حزناً لإنسانٍ أعمق من حزن هذا الإمام الذي تمثّلت مجزرة كربلاء أمامه بكلِّ وحشيّتها وهمجيّتها وأحزانها.. وهكذا عندما رأى (ع) مشهد النساء المروَّعات، مشهد وحشيّة بني أميّة ووحشيّة جيشهم، عندما قام هؤلاء الجبناء بإحراق الخيم وفيها النساء والأطفال، ويرى النّساء بأمّ عينه كيف ينطلقن من خيمة إلى خيمة، ويفررن على وجوههنَّ في البيداء.

ورغم السبي والأسر، عاش الصلابة في مشاعره وأحاسيسه، وبعد ذلك، عمل (ع) على أن يخلّد هذا الحزن لكربلاء ليكون خطّاً في الزّمن، وأن يحرّكه من أجل أن يدين كلَّ هذه المواقف التي شاركت في المجزرة والجريمة، ليزرع فيها عقدة الضّمير التي تؤرقها ليل نهار.. حرّك (ع) هذا الخطَّ ليجعل الفئة التي خذلت الحسين (ع) تستيقظ من تلك الرقدة الشيطانيَّة التي أحاطت بها، فجعلت قلوب قومه معه وسيوفهم عليه، وجعلت قوماً يعيشون الحياد بينه وبين خصومه.

من هنا، وكما قلنا، نفسِّر حزن زين العابدين (ع) على أبيه الحسين والصفوة الطيّبة من أهل بيته وأصحابه، على أنَّه كان حزناً إنسانياً، يعبّر فيه عن إنسانيته وذكرياته الأليمة لمشاهد الواقعة التي تقطّع نياط القلب: "ما نظرت إلى عمَّاتي وأخواتي إلّا وذكرت فرارهنَّ يوم كربلاء من خيمةٍ إلى خيمة..." ، أو: "هل سمعتْ أذناك، أو رأت عيناك، هاشميّةً سبيَّةً لنا قبل عاشوراء؟!".

من الطبيعيّ أن يحفر الحزن في قلبه (ع) كأيِّ إنسان يتمثّل المأساة بكلِّ أعصابه ومشاعره، ولا بدَّ أن يعيشها في نفسه، لأنَّ الله يريد للإنسان أن يعيش عاطفته اتِّباعاً لسنّة رسول الله (ص) عندما مات ولده إبراهيم: "الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ".. وهكذا كانت عاطفة السجّاد (ع) عاطفة هادئة، حزينة، الحزن الذي يتمثّل في بعض دموعه وكلماته، بحيث يخشع القلب أمامه في هذا المعنى وهذا المشهد.

* من كتاب "في رحاب أهل البيت (ع)"، ج 2.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية