رسالةُ الحسينِ (ع): مواجهةُ الفسادِ والانحرافِ

رسالةُ الحسينِ (ع): مواجهةُ الفسادِ والانحرافِ

في أربعين الإمام الحسين (ع)، كيف ننطلق؟ وكيف نتحرَّك؟...

[لقد] جاء الحسين (ع)، ورأى أنّ هناك انحرافاً في الأفق، وأنّ هناك انحرافاً في المنهج؛ الحكم يحكم من مواقعه الذاتيّة، ومن مواقعه العائليّة، ومن أطماعه الشخصية، والقاعدة من الناس تتزلّف إلى الحكم لتأخذ من مغانمه، ولتربح من مكاسبه، ولتحصل على أطماعها من خلاله، وهكذا جاء الفساد في القيادة، وجاء الفساد في الأمّة، وكان الحسين (ع) مع الطليعة الطيّبة من أصحابه، كان يريد أن يؤكّد الاستقامة في القاعدة والاستقامة في القيادة، فكان في كتبه الّتي كتبها للنّاس، يبيّن مَن هو الإمام، ومن هو القائد، وماذا يجب أن يفعل، وما هي الصفات التي يجب أن تتوفّر في شخصيّة الإمام الذي يحكم النّاس من موقع الإمامة، ويقود النّاس من موقع القيادة، كان يقول: "فلعمري، ما الإمام إلا العامل بالكتاب، والآخذ بالقسط، والدَّائن بالحقّ، والحابس نفسه على ذات الله" . فحتّى يكون الإمام إماماً للأمَّة، عليه أن يلتزم كتاب الله الّذي يريد للأمَّة أن تلتزمه، فإذا كانت الأمَّة مسلمة، فكتابها القرآن، ولا بدَّ لمن يحكم الأمَّة ولمن يقود الأمَّة ولمن يكون إماماً على الأمّة، أن يعمل في الكتاب قبل أن يدعو الأمَّة إلى العمل به، لأنّه لا معنى لأن تقود الأمَّة بغير كتابها، أو تحكم الأمّة بغير دستورها، لا بدَّ أن يكون الإمام القائد ملتزماً بالدّستور، أن يلتزم به وأن يلزم الآخرين به.1..

لقد أراد (ع) للأمَّة أن تتحمَّل مسؤوليَّة تغيير الواقع الفاسد الذي يبتعد عن الخطِّ الإسلامي الأصيل، وقد تقدَّم الصفوف لمواجهة الحاكم الظّالم، رافعاً صوته للتّغيير ولإصلاح الواقع الإسلامي، ولايزال هذا الصوت يتردّد في مدى الزمن، ولايزال يهيب بالأمّة الإسلاميّة كلّها أن تحمل هذا الصّوت الحسيني ليدوّي في كلِّ المدى، ولينتقل من جيل إلى جيل، ليكون المسلمون أمّةً متحركةً متغيرةً مجاهدةً منفتحةً على الحقّ في قضايا الإسلام والمسلمين.

وهكذا، أبى الحسين (ع) أن يعيش إلّا عزيزاً، وانطلق (ع) ليؤكِّد للجميع ولكلّ الأجيال، أنّه رفض اللاشرعيّة، ورفض الظّلم والانحراف عن سنّة رسول الله (ص)، لتسير الأمّة بسيرته، ولتحمل شعاراته، لتجعل في كلِّ مرحلة من المراحل عاشوراء جديدة من أجل الرّسالة، وكربلاء جديدة من أجل الحريّة2...

[1]من محاضرة لسماحته في مسجد بئر العبد، بتاريخ: 24 – 10 – 1986.

[2]من خطبة الجمعة لسماحته، بتاريخ 22 صفر العام 1429/ الموافق 29/2/2008.

في أربعين الإمام الحسين (ع)، كيف ننطلق؟ وكيف نتحرَّك؟...

[لقد] جاء الحسين (ع)، ورأى أنّ هناك انحرافاً في الأفق، وأنّ هناك انحرافاً في المنهج؛ الحكم يحكم من مواقعه الذاتيّة، ومن مواقعه العائليّة، ومن أطماعه الشخصية، والقاعدة من الناس تتزلّف إلى الحكم لتأخذ من مغانمه، ولتربح من مكاسبه، ولتحصل على أطماعها من خلاله، وهكذا جاء الفساد في القيادة، وجاء الفساد في الأمّة، وكان الحسين (ع) مع الطليعة الطيّبة من أصحابه، كان يريد أن يؤكّد الاستقامة في القاعدة والاستقامة في القيادة، فكان في كتبه الّتي كتبها للنّاس، يبيّن مَن هو الإمام، ومن هو القائد، وماذا يجب أن يفعل، وما هي الصفات التي يجب أن تتوفّر في شخصيّة الإمام الذي يحكم النّاس من موقع الإمامة، ويقود النّاس من موقع القيادة، كان يقول: "فلعمري، ما الإمام إلا العامل بالكتاب، والآخذ بالقسط، والدَّائن بالحقّ، والحابس نفسه على ذات الله" . فحتّى يكون الإمام إماماً للأمَّة، عليه أن يلتزم كتاب الله الّذي يريد للأمَّة أن تلتزمه، فإذا كانت الأمَّة مسلمة، فكتابها القرآن، ولا بدَّ لمن يحكم الأمَّة ولمن يقود الأمَّة ولمن يكون إماماً على الأمّة، أن يعمل في الكتاب قبل أن يدعو الأمَّة إلى العمل به، لأنّه لا معنى لأن تقود الأمَّة بغير كتابها، أو تحكم الأمّة بغير دستورها، لا بدَّ أن يكون الإمام القائد ملتزماً بالدّستور، أن يلتزم به وأن يلزم الآخرين به.1..

لقد أراد (ع) للأمَّة أن تتحمَّل مسؤوليَّة تغيير الواقع الفاسد الذي يبتعد عن الخطِّ الإسلامي الأصيل، وقد تقدَّم الصفوف لمواجهة الحاكم الظّالم، رافعاً صوته للتّغيير ولإصلاح الواقع الإسلامي، ولايزال هذا الصوت يتردّد في مدى الزمن، ولايزال يهيب بالأمّة الإسلاميّة كلّها أن تحمل هذا الصّوت الحسيني ليدوّي في كلِّ المدى، ولينتقل من جيل إلى جيل، ليكون المسلمون أمّةً متحركةً متغيرةً مجاهدةً منفتحةً على الحقّ في قضايا الإسلام والمسلمين.

وهكذا، أبى الحسين (ع) أن يعيش إلّا عزيزاً، وانطلق (ع) ليؤكِّد للجميع ولكلّ الأجيال، أنّه رفض اللاشرعيّة، ورفض الظّلم والانحراف عن سنّة رسول الله (ص)، لتسير الأمّة بسيرته، ولتحمل شعاراته، لتجعل في كلِّ مرحلة من المراحل عاشوراء جديدة من أجل الرّسالة، وكربلاء جديدة من أجل الحريّة2...

[1]من محاضرة لسماحته في مسجد بئر العبد، بتاريخ: 24 – 10 – 1986.

[2]من خطبة الجمعة لسماحته، بتاريخ 22 صفر العام 1429/ الموافق 29/2/2008.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية