نداء الله للنّاس بعبادته

نداء الله للنّاس بعبادته

{يَـأَيُّهَا النّاس} الذين يتحرّكون في الحياة على هدى إنسانيّتهم في أصالتها الفطريّة، وشعورها المنفتح على الحقيقة، وجهدها المتحرّك في خطّ الفكر الأصيل، بعيداً من عناصر الخصوصيات القومية والجغرافية والعرقية، سواء كنتم مؤمنين أو كافرين، فهذا هو النّداء الذي ينفذ إلى أعماقكم، ويستثير فيها الحركة نحو عبادة الله.

{اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ}، فإنَّ الخلق يمثّل العبوديّة التكوينيّة من خلال الإرادة الإنسانيّة في تحقيق معنى المضمون الواقعي لعبوديّة الإنسان في وجوده، لتكون مظهر الوعي المتحرّك فيه، لأنَّ القضية لا تنطلق من حالةٍ فكريّةٍ مجرّدة في عقله، بل تتحرّك من حالةٍ وجوديةٍ في ذاته، تماماً كما يتحسّس خصائصه الشعورية الذاتية.

{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، لأنَّ العبادة تفتح وجدانكم على الله في الإحساس بعظمته وربوبيته ووحدانيته، الأمر الذي يؤدّي إلى اهتزاز العمق الإنساني في الخضوع لله، والخوف منه، والمحبّة له، بحيث تصبح التقوى حالةً طبيعيّة في حركة الذات.

{الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ فِرَاش} ومستقراً ومقاماً تستريحون فيه، وتتقلّبون عليه في حركتكم، وفي يقظتكم ومنامكم. {وَالسَّمَآءَ بِنَآءً} من فوقكم، كما هي القبّة المطلّة عليكم، وخلق فيها الشّمس التي تمنحكم النّور والدّفء والحرارة، والقمر الّذي يضيء لكم ظلمات اللّيل ويحدّد لكم المواقيت.

{وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً} يحيي الأرض بعد موتها، ويمنحها الحيويّة التي تعطي العناصر المودعة فيها قوّة النموّ وحركة الخصب، {فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ} من البذور المتناثرة في أعماقها وسطوحها {رِزْقاً لَّكُمْ}، وذلك لتلبية حاجات أجسادكم الغذائيّة، بما يكفل استمرار حياتكم وتواصلها، لتعتبروا بذلك كلّه، ولتعرفوا حاجتكم وفقركم إلى الله الذي لا يملك غيره أن يعطيكم ما أعطاكم، ويرزقكم ما رزقكم من فضله، ولتؤمِنوا بأنه الله الذي لا إله إلّا هو لا شريك له، لأنَّ كلّ من عداه فهو مخلوق له، فكيف يكون رباً للنّاس؟!

{فَلاَ تَجْعَلُواْ لله أَندَاد} تحبّونهم كحبّكم لله، وتطيعونهم كطاعتكم له، وتعبدونهم كما تعبدونه، في الوقت الذي لا يملك هؤلاء لأنفسهم من أمرهم أو من أمر النّاس شيئاً، لأنهم عباد أمثالكم، لا فرق بينكم وبينهم في معنى العبوديّة لله الواحد الذي لا إله إلاَّ هو، ولا شبيه له ولا نظير، {وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} ذلك كلّه، فكيف تحوّلون علمكم جهلاً بالسّير في دروب الجاهلين؟

*من كتاب "تفسير من وحي القرآن".

{يَـأَيُّهَا النّاس} الذين يتحرّكون في الحياة على هدى إنسانيّتهم في أصالتها الفطريّة، وشعورها المنفتح على الحقيقة، وجهدها المتحرّك في خطّ الفكر الأصيل، بعيداً من عناصر الخصوصيات القومية والجغرافية والعرقية، سواء كنتم مؤمنين أو كافرين، فهذا هو النّداء الذي ينفذ إلى أعماقكم، ويستثير فيها الحركة نحو عبادة الله.

{اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ}، فإنَّ الخلق يمثّل العبوديّة التكوينيّة من خلال الإرادة الإنسانيّة في تحقيق معنى المضمون الواقعي لعبوديّة الإنسان في وجوده، لتكون مظهر الوعي المتحرّك فيه، لأنَّ القضية لا تنطلق من حالةٍ فكريّةٍ مجرّدة في عقله، بل تتحرّك من حالةٍ وجوديةٍ في ذاته، تماماً كما يتحسّس خصائصه الشعورية الذاتية.

{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، لأنَّ العبادة تفتح وجدانكم على الله في الإحساس بعظمته وربوبيته ووحدانيته، الأمر الذي يؤدّي إلى اهتزاز العمق الإنساني في الخضوع لله، والخوف منه، والمحبّة له، بحيث تصبح التقوى حالةً طبيعيّة في حركة الذات.

{الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ فِرَاش} ومستقراً ومقاماً تستريحون فيه، وتتقلّبون عليه في حركتكم، وفي يقظتكم ومنامكم. {وَالسَّمَآءَ بِنَآءً} من فوقكم، كما هي القبّة المطلّة عليكم، وخلق فيها الشّمس التي تمنحكم النّور والدّفء والحرارة، والقمر الّذي يضيء لكم ظلمات اللّيل ويحدّد لكم المواقيت.

{وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً} يحيي الأرض بعد موتها، ويمنحها الحيويّة التي تعطي العناصر المودعة فيها قوّة النموّ وحركة الخصب، {فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ} من البذور المتناثرة في أعماقها وسطوحها {رِزْقاً لَّكُمْ}، وذلك لتلبية حاجات أجسادكم الغذائيّة، بما يكفل استمرار حياتكم وتواصلها، لتعتبروا بذلك كلّه، ولتعرفوا حاجتكم وفقركم إلى الله الذي لا يملك غيره أن يعطيكم ما أعطاكم، ويرزقكم ما رزقكم من فضله، ولتؤمِنوا بأنه الله الذي لا إله إلّا هو لا شريك له، لأنَّ كلّ من عداه فهو مخلوق له، فكيف يكون رباً للنّاس؟!

{فَلاَ تَجْعَلُواْ لله أَندَاد} تحبّونهم كحبّكم لله، وتطيعونهم كطاعتكم له، وتعبدونهم كما تعبدونه، في الوقت الذي لا يملك هؤلاء لأنفسهم من أمرهم أو من أمر النّاس شيئاً، لأنهم عباد أمثالكم، لا فرق بينكم وبينهم في معنى العبوديّة لله الواحد الذي لا إله إلاَّ هو، ولا شبيه له ولا نظير، {وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} ذلك كلّه، فكيف تحوّلون علمكم جهلاً بالسّير في دروب الجاهلين؟

*من كتاب "تفسير من وحي القرآن".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية