علّمني الإمام الحسين في جهاده الّذي احتفل المسلمون به في هذه الأيّام، أنّ حياة المسلمين بلا هدف إصلاحيّ هي موت محتّم أو عيش ذليل، إذ يقول: «
ألا ترون إلى الحقّ لا يعمل به، وإلى الباطل لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء ربّه، فإنّي لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظّالمين إلا بَرَماً».. فكيف نرضى بعدها أن يكون المسلم سلبيّاً متخاذلاً في نصرة الحقّ، أو متقاعساً عن الإصلاح؟!
وهنا لا أقصد الإصلاح أو المعارضة أو حتّى الثّورة لمجرّد الثّورة... ولكن بهدف الإصلاح، وهذا لا يكون، ولن يكون، إلا إذا قدّمنا عاشوراء القضيّة، كما قال العلامة السيّد محمد حسين فضل الله(رحمه الله تعالى)، فلقد قال: "حدّثوا النّاس بكربلاء الحقّ، ولا تضيفوا إلى الحقّ شيئاً من الباطل، بل حدّثوا النّاس بكربلاء القضيّة، ولا تقتصروا على كربلاء المأساة".
وعلّمني الإمام الحسين حين قال: «إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً، وإنَّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي»، أنّ الإصلاح ليس سلوكاً همجيّاً أو عبثيّاً يأتيه المرء استجابةً لانفعال ما، أو تحقيقاً لأطماع معيّنة، بل هو إيثار بأعلى وبأبهى معانيه، يراعي مصالح الأمَّة كلّها (في أمّة جدّي)، وفق ما أراد الله ورسولُه، وتبِعاً لتعاليم الكتاب الكريم، ولهذا رأينا الإمام الحسين كما ورد في الرّوايات، يؤكّد هذا المنهج الربّاني وهو يسقط مستشهداً من على ظهر حصانه، فيقول : "بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله".. وكأنّه يقول للأجيال كلّها من بعده: اجعلوا حياتكم كلّها لله وفي سبيل الله ونصرةً لدين الله، حتّى تصلوا إلى مرادكم..
وعلّمني الإمام الحسين وهو في أوج قوّته، أو في معاناة الظّلم الّذي تعرّض له، كيف يكون التّسامح الحقّ، فهو الّذي قال: "لو شتمني رجل في هذه الأذن ـ وأومأ إلى اليمنى ـ واعتذر لي في الأخرى، لقبلت ذلك منه، وذلك عليّ بن أبي طالب حدّثني أنّه سمع رسول الله يقول: لا يرد الحوضَ من لم يقبلْ العذرَ من محقّ أو مبطل"..
نعم، لقد علّمني الحسين أنّ القوّة بلا قدرة على التّسامح بطشٌ، وأنّ الحقّ بلا رحمة ظلمٌ، وأنّ الإصلاح بلا مودّة إفسادٌ...
وأخيراً، إنَّ الإمام الحسين، ومن خلال سيرته كلّها، علَّمني كيف يكون الظّلمُ سبباً في انتصار المظلوم ما دام مؤمناً بقضيَّته، عاملاً على الدّفاع عنها بعدل وحقّ، وعلّمني أيضاً كيف يتَّخذ الإنسان المسلم من حاضره، أيّاً كانت ظروفه، منطلقاً لبناء غد أفضل، وإن كان الثّمن نفيساً... فـ (إن كان دينُ محمّدٍ لم يستقمْ إلا بقتلي فيا سيوف خذوني).
جعلنا الله تعالى نتحلّى بأخلاق الحسين، وبإيمان الحسين، وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه.
ـ جريدة اللّواء اللّبنانيّة.
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .
علّمني الإمام الحسين في جهاده الّذي احتفل المسلمون به في هذه الأيّام، أنّ حياة المسلمين بلا هدف إصلاحيّ هي موت محتّم أو عيش ذليل، إذ يقول: «ألا ترون إلى الحقّ لا يعمل به، وإلى الباطل لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء ربّه، فإنّي لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظّالمين إلا بَرَماً».. فكيف نرضى بعدها أن يكون المسلم سلبيّاً متخاذلاً في نصرة الحقّ، أو متقاعساً عن الإصلاح؟!
وهنا لا أقصد الإصلاح أو المعارضة أو حتّى الثّورة لمجرّد الثّورة... ولكن بهدف الإصلاح، وهذا لا يكون، ولن يكون، إلا إذا قدّمنا عاشوراء القضيّة، كما قال العلامة السيّد محمد حسين فضل الله(رحمه الله تعالى)، فلقد قال: "حدّثوا النّاس بكربلاء الحقّ، ولا تضيفوا إلى الحقّ شيئاً من الباطل، بل حدّثوا النّاس بكربلاء القضيّة، ولا تقتصروا على كربلاء المأساة".
وعلّمني الإمام الحسين حين قال: «إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً، وإنَّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي»، أنّ الإصلاح ليس سلوكاً همجيّاً أو عبثيّاً يأتيه المرء استجابةً لانفعال ما، أو تحقيقاً لأطماع معيّنة، بل هو إيثار بأعلى وبأبهى معانيه، يراعي مصالح الأمَّة كلّها (في أمّة جدّي)، وفق ما أراد الله ورسولُه، وتبِعاً لتعاليم الكتاب الكريم، ولهذا رأينا الإمام الحسين كما ورد في الرّوايات، يؤكّد هذا المنهج الربّاني وهو يسقط مستشهداً من على ظهر حصانه، فيقول : "بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله".. وكأنّه يقول للأجيال كلّها من بعده: اجعلوا حياتكم كلّها لله وفي سبيل الله ونصرةً لدين الله، حتّى تصلوا إلى مرادكم..
وعلّمني الإمام الحسين وهو في أوج قوّته، أو في معاناة الظّلم الّذي تعرّض له، كيف يكون التّسامح الحقّ، فهو الّذي قال: "لو شتمني رجل في هذه الأذن ـ وأومأ إلى اليمنى ـ واعتذر لي في الأخرى، لقبلت ذلك منه، وذلك عليّ بن أبي طالب حدّثني أنّه سمع رسول الله يقول: لا يرد الحوضَ من لم يقبلْ العذرَ من محقّ أو مبطل"..
نعم، لقد علّمني الحسين أنّ القوّة بلا قدرة على التّسامح بطشٌ، وأنّ الحقّ بلا رحمة ظلمٌ، وأنّ الإصلاح بلا مودّة إفسادٌ...
وأخيراً، إنَّ الإمام الحسين، ومن خلال سيرته كلّها، علَّمني كيف يكون الظّلمُ سبباً في انتصار المظلوم ما دام مؤمناً بقضيَّته، عاملاً على الدّفاع عنها بعدل وحقّ، وعلّمني أيضاً كيف يتَّخذ الإنسان المسلم من حاضره، أيّاً كانت ظروفه، منطلقاً لبناء غد أفضل، وإن كان الثّمن نفيساً... فـ (إن كان دينُ محمّدٍ لم يستقمْ إلا بقتلي فيا سيوف خذوني).
جعلنا الله تعالى نتحلّى بأخلاق الحسين، وبإيمان الحسين، وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه.
ـ جريدة اللّواء اللّبنانيّة.
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .