مختارات
12/04/2013

رحمك الله يا شيخنا الفضلي

رحمك الله يا شيخنا الفضلي

لعلّي لا أجانب الصَّواب لو قلت إنَّ فقيدنا الراحل الشيخ الدكتور عبدالهادي الفضلي ــ رحمه الله ــ هو أبرز علماء المنطقة، الأحساء والقطيف، في تاريخنا المعاصر، وهذا الكلام أو الحُكم ليس نتيجة لعاطفة محضة، وإنما نتيجة مراعاة للجوانب الموضوعيَّة، فمَنْ مِنْ علماء المنطقة المعاصرين كانت له تجربة كتجربته، ونتاج كنتاجه، وثقافة كثقافته، ووعي كوعيه! فالفقيد الراحل كان قامةً فكرية كبرى في ميدان الفكر الإسلامي، ورقماً من الأرقام الحية على عظمة الحوزة العلمية، كما قال في حقّه الشهيد السيّد محمد باقر الصدر.

تربّى الشيخ الفضلي ــ رحمه الله ــ في أحضان الحوزة العلميَّة في النَّجف الأشرف، وتتلمذ على كبار علمائها آنذاك، كالسيد محسن الحكيم، والسيد أبو القاسم الخوئي، والشهيد السيد محمد باقر الصدر، والشيخ محمد رضا المظفر، والسيد محمد تقي الحكيم وغيرهم، وكانت تربطه بالشَّهيد الصَّدر علاقة خاصَّة ومميزة، يعرفها كلّ من اطّلع على الرسائل الَّتي بينه وبين السيّد الشّهيد بعد هجرته من النّجف، والَّتي تدل على المكانة الرفيعة الّتي كانت للشَّيخ الفضلي عند الشهيد الصدر.

وعلى الرغم مما تميَّز به الشيخ ــ رحمه الله ــ في الحوزة العلميَّة، إلا أنه لم يكتف فقط بدراسة العلوم الحوزوية وتدريسها، كما هو شأن الكثير من العلماء وطلبة العلوم الدينيَّة، بل اجتمعت فيه من الخصال التي لم تجتمع لغيره من الشخصيات العلمية الأخرى في المنطقة، فهو إضافةً إلى دراسته وتدريسه في الحوزة العلميَّة في النجف الأشرف؛ واصل دراسته الأكاديميَّة، وتنقَّل من أجل ذلك بين عدة جامعات للدّراسة والتدريس، فمن جامعة أصول الفقه في النجف الأشرف حيث درس البكالوريوس، إلى جامعة بغداد حيث درس الماجستير في اللغة العربية، إلى القاهرة حيث درس الدكتوراه، إلى مدينة جدة في المملكة العربية السعوديَّة حيث مارس التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز ورئس قسم اللغة العربيّة فيها، إلى لندن حيث مارس التدريس في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية.

ولم يقتصر دور الشيخ ــ رحمه الله ــ ونشاطه على الدّراسة والتّدريس الحوزوي والأكاديمي فحسب، بل نجده ساهم في تجديد المناهج الحوزوية وإصلاحه، من خلال تأليف العديد من الكتب وإعدادها، ومنها كتب: مذكرة المنطق، خلاصة المنطق، خلاصة علم الكلام، أصول البحث، أصول تحقيق التراث، أصول الحديث، أصول علم الرجال، تاريخ التشريع الإسلامي، مبادئ علم الفقه، ودروس في فقه الإمامية، وغيرها من الكتب والمؤلفات في الفكر الإسلامي وعلوم اللغة العربية.

ومن يطَّلع على كتب الشيخ الفضلي، يعرف كيف استطاع ــ رحمه الله ــ أن يزاوج ويكامل بين العلوم الحوزوية والأكاديميّة، فكتابته للمناهج كانت عبارة عن ولادة لمزاوجة تمت بين تجربته الحوزويّة والأكاديميّة؛ حيث أسهم في تحقيق التكامل المعرفي بين الحوزة والجامعة، وهذه السّمة نجدها واضحة أيضاً في دروسه في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية، وفي ندواته ومحاضراته.

إضافةً إلى ذلك كلّه، اتسم شيخنا الفضلي ــ رحمه الله ــ بالأخلاق العمليّة العالية على المستوى السلوكي، فكلّ من عرفه يذكر له ذلك، وقد برزت هذه السّمة أكثر عندما تعرض لحملات التّسقيط بسبب موقفه الإيجابي من مرجعيَّة السيد محمد حسين فضل الله ــ رحمه الله ــ حيث ترفَّع عن الردّ أو المواجهة، ولم تصدر عنه أي كلمة أو تصريح أو تدخل في أي صراع.

فرحمك الله يا شيخنا الفضلي، وأسكنك فسيح جناته، فمِنْ أمثالك نتعلَّم كيف نكون حريصين على تحصيل العلم والمعرفة، ومن أمثالك نتعلّم كيف نعمل بهدوء وصمت، ومن أمثالك نتعلم كيف نتجنَّب الصّراعات.

ن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

لعلّي لا أجانب الصَّواب لو قلت إنَّ فقيدنا الراحل الشيخ الدكتور عبدالهادي الفضلي ــ رحمه الله ــ هو أبرز علماء المنطقة، الأحساء والقطيف، في تاريخنا المعاصر، وهذا الكلام أو الحُكم ليس نتيجة لعاطفة محضة، وإنما نتيجة مراعاة للجوانب الموضوعيَّة، فمَنْ مِنْ علماء المنطقة المعاصرين كانت له تجربة كتجربته، ونتاج كنتاجه، وثقافة كثقافته، ووعي كوعيه! فالفقيد الراحل كان قامةً فكرية كبرى في ميدان الفكر الإسلامي، ورقماً من الأرقام الحية على عظمة الحوزة العلمية، كما قال في حقّه الشهيد السيّد محمد باقر الصدر.

تربّى الشيخ الفضلي ــ رحمه الله ــ في أحضان الحوزة العلميَّة في النَّجف الأشرف، وتتلمذ على كبار علمائها آنذاك، كالسيد محسن الحكيم، والسيد أبو القاسم الخوئي، والشهيد السيد محمد باقر الصدر، والشيخ محمد رضا المظفر، والسيد محمد تقي الحكيم وغيرهم، وكانت تربطه بالشَّهيد الصَّدر علاقة خاصَّة ومميزة، يعرفها كلّ من اطّلع على الرسائل الَّتي بينه وبين السيّد الشّهيد بعد هجرته من النّجف، والَّتي تدل على المكانة الرفيعة الّتي كانت للشَّيخ الفضلي عند الشهيد الصدر.

وعلى الرغم مما تميَّز به الشيخ ــ رحمه الله ــ في الحوزة العلميَّة، إلا أنه لم يكتف فقط بدراسة العلوم الحوزوية وتدريسها، كما هو شأن الكثير من العلماء وطلبة العلوم الدينيَّة، بل اجتمعت فيه من الخصال التي لم تجتمع لغيره من الشخصيات العلمية الأخرى في المنطقة، فهو إضافةً إلى دراسته وتدريسه في الحوزة العلميَّة في النجف الأشرف؛ واصل دراسته الأكاديميَّة، وتنقَّل من أجل ذلك بين عدة جامعات للدّراسة والتدريس، فمن جامعة أصول الفقه في النجف الأشرف حيث درس البكالوريوس، إلى جامعة بغداد حيث درس الماجستير في اللغة العربية، إلى القاهرة حيث درس الدكتوراه، إلى مدينة جدة في المملكة العربية السعوديَّة حيث مارس التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز ورئس قسم اللغة العربيّة فيها، إلى لندن حيث مارس التدريس في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية.

ولم يقتصر دور الشيخ ــ رحمه الله ــ ونشاطه على الدّراسة والتّدريس الحوزوي والأكاديمي فحسب، بل نجده ساهم في تجديد المناهج الحوزوية وإصلاحه، من خلال تأليف العديد من الكتب وإعدادها، ومنها كتب: مذكرة المنطق، خلاصة المنطق، خلاصة علم الكلام، أصول البحث، أصول تحقيق التراث، أصول الحديث، أصول علم الرجال، تاريخ التشريع الإسلامي، مبادئ علم الفقه، ودروس في فقه الإمامية، وغيرها من الكتب والمؤلفات في الفكر الإسلامي وعلوم اللغة العربية.

ومن يطَّلع على كتب الشيخ الفضلي، يعرف كيف استطاع ــ رحمه الله ــ أن يزاوج ويكامل بين العلوم الحوزوية والأكاديميّة، فكتابته للمناهج كانت عبارة عن ولادة لمزاوجة تمت بين تجربته الحوزويّة والأكاديميّة؛ حيث أسهم في تحقيق التكامل المعرفي بين الحوزة والجامعة، وهذه السّمة نجدها واضحة أيضاً في دروسه في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية، وفي ندواته ومحاضراته.

إضافةً إلى ذلك كلّه، اتسم شيخنا الفضلي ــ رحمه الله ــ بالأخلاق العمليّة العالية على المستوى السلوكي، فكلّ من عرفه يذكر له ذلك، وقد برزت هذه السّمة أكثر عندما تعرض لحملات التّسقيط بسبب موقفه الإيجابي من مرجعيَّة السيد محمد حسين فضل الله ــ رحمه الله ــ حيث ترفَّع عن الردّ أو المواجهة، ولم تصدر عنه أي كلمة أو تصريح أو تدخل في أي صراع.

فرحمك الله يا شيخنا الفضلي، وأسكنك فسيح جناته، فمِنْ أمثالك نتعلَّم كيف نكون حريصين على تحصيل العلم والمعرفة، ومن أمثالك نتعلّم كيف نعمل بهدوء وصمت، ومن أمثالك نتعلم كيف نتجنَّب الصّراعات.

ن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية