يوم العيد تأكيد الوحدة والمسؤوليّات

يوم العيد تأكيد الوحدة والمسؤوليّات

بالعودة إلى أرشيف خطب الجمعة لسماحة آية الله العظمى السيِّد محمد حسين فضل الله (رض)، نستحضر ما جاء في الخطبة التي ألقاها في مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك، بتاريخ 1 شوّال 1428هـ/ الموافق 12/10/2007، والتي تحدّث فيها عن مناسبة العيد، لجهة تأكيد الوحدة بين المسلمين، وتأكيد مسؤوليّاتهم تجاه مختلف القضايا.

جاء في الخطبة:

"يوم عيد الفطر، هو يوم مبارك، لأنَّ المسلمين يلتقون فيه، وقد أراد الله للمسلمين في العالم كلّه أن يجتمعوا فيه، وليشعروا بالوحدة فيه، بعد أن شعروا بالوحدة في شهر رمضان، حيث صاموا جميعاً في نهاره، وقاموا جميعاً في ليله، وابتهلوا إلى الله سبحانه في دعائهم وكلّ توجّهاتهم ليكونوا قريبين إليه.

وهكذا أراد الله للعيد أن يكون مجتمعَاً ومحتشَداً للمسلمين في أنحاء العالم، ليجسِّدوا الوحدة في التزامهم بعيد الفطر، ومع الأسف، أنهم لايزالون مختلفين في توقيته، حسب اختلاف اجتهاداتهم الفقهية.

وقد أراد الله سبحانه وتعالى للمسلمين جميعاً أن يأخذوا بأسباب الوحدة الإسلامية، وذلك في قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (آل عمران/103)، حيث يريد الله سبحانه للمسلمين أن يتمسّكوا بحبله، وحبل الله هو القرآن، وهو الإسلام. لذلك على كلّ مسلم ومسلمة أن يعتبر أنّ علاقته بالمسلم الآخر، سواء اتفق معه في مذهبه أو في اجتهاداته أو لم يتّفق معه في ذلك، أن يتمسَّكوا بالإسلام الذي هو العروة الوثقى، حيث يقول سبحانه: {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى}(البقرة/256).

فالله سبحانه يعتبر أنّ الإسلام هو العروة الوثقى، إذا تمسَّك بها المسلم استطاع أن يثبّت أقدامه يوم تزلّ الأقدام، فأن يلتقي المسلمون على الإسلام دون أن يفرّق بينهم أيّ شيء طارئ لجهة الاختلاف في المذهب أو الاجتهاد أو الانتماء الحزبي، أو لجهة أعراقهم ولغاتهم، فكلّ ذلك لا يجوز أن يؤدّي إلى أن يشعروا بالتفرقة فيما بينهم، وعليهم أن يتوحّدوا بالإسلام، لأنّ الجميع يؤمن بالله الواحد وبالرّسول (ص) وبكلّ الرسالات والملائكة ويؤمن باليوم الآخر، ولأنّ الجميع يؤمن بكتاب الله الّذي {لَا يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ}(فصِّلت/42)، وبالصّلاة، والزكاة، والصوم، والحجّ، والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... وهكذا يلتقي المسلمون في أكثر من موقع، والله سبحانه يقول: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا ـ تمسّكوا بالقرآن وبالإسلام ـ وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ ـ عندما يلتقي المسلمون على أساس الوحدة ـ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً ـ فقد كنتم قبائل وعشائر في زمن الدعوة الإسلامية الأولى، تتباغضون وتتحاربون فيما بينكم، كما حدث في يثرب عندما قامت الحروب بين الأوس والخزرج واستمرّت عشرات السنين ـ فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ـ النعمة هي الإسلام ـ وَكُنْتُمْ ـ في خلافاتكم، وفي عدواتكم وحروبكم ـ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}(آل عمران/103).

وهكذا يريد الله لنا أن لا نعيش العداوات فيما بيننا، فحين يتفرّق المسلمون إلى أحزاب أو مذاهب إسلامية مختلفة، فإنّهم يعتبرون بعضهم أعداء بعض! وقد ورد عن أحد أئمّة أهل البيت (ع): "إذا قال المسلم لأخيه أنت عدوّي فقد كفَّر أحدهما صاحبه"، لأن الله سبحانه يقول: {إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}(الحجرات/10)، والذين يختلفون فيما بينهم يقولون: إننا أعداء، وعندما يقول الإنسان غير ما يقوله الله، يكون في موقع الكفر.

وقد خاطب الله رسله بقوله: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ـ فمنذ أن بعث الله سبحانه آدم ونوح إلى أن ختم النبوّة بمحمّد (ص)، اعتبر الرسالات واحدة ـ {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} (البقرة/285)، فكلّ الرّسالات تدعو إلى التوحيد وإلى التقوى وإلى الإيمان باليوم الآخر، فهذا الدّين الذي تدعون الناس إليه هو دين واحد ـ وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} (المؤمنون/51-52)، ثم يقول سبحانه وتعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}(الأنفال/46)، لأنّ الريح عندما تجتمع في اتجاه واحد تأتي قوية، ولكن عندما تتفرّق تضعف.

أيها الأحبّة، علينا أن نحافظ على الوحدة الإسلاميّة، فقد نختلف في بعض الأفكار السياسية، وبعض الأفكار الفقهيّة والأفكار المذهبيّة، ولكنّ الله سبحانه قال لنا: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ـ لأنّكم جميعاً تؤمنون بالله وبرسوله، فإذا اختلفت، فحكّموا القرآن ـ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}(النساء/59)، لأنّ الله سبحانه وتعالى يريد منا أن نلتقي على الإسلام، وعلى القرآن، وعلى توحيد الله.

وأراد لنا أن نجتمع في صلاة العيد، حتى يشعر المسلمون بأنهم يجتمعون باسم الله وبين يديه، وعندما نجتمع بين يديه سبحانه، فإن علينا أن نلتزم أن لا نجتمع بين يدي الشّيطان، وكلّ الشياطين الذين يعملون على إثارة الفتنة بيننا.

أيّها الأحبّة، لنتعلّم كيف نكون موحِّدين، لنكون قوّة في وجه الظالمين والمستكبرين والكافرين، فالله حملّنا مسؤوليّة أن تكون لنا العزّة: {وَللهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}(المنافقون/8)، وحمّلنا مسؤوليّة أن تكون لنا القوَّة {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} (الأنفال/60).

هذا ما نستفيده من خلال اللّقاءات الروحيّة في كلّ صلاة، وفي كلّ عيد، وفي كلّ رمضان، وكلّ زمان ومكان أراد الله لنا أن نلتقي فيه".

بالعودة إلى أرشيف خطب الجمعة لسماحة آية الله العظمى السيِّد محمد حسين فضل الله (رض)، نستحضر ما جاء في الخطبة التي ألقاها في مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك، بتاريخ 1 شوّال 1428هـ/ الموافق 12/10/2007، والتي تحدّث فيها عن مناسبة العيد، لجهة تأكيد الوحدة بين المسلمين، وتأكيد مسؤوليّاتهم تجاه مختلف القضايا.

جاء في الخطبة:

"يوم عيد الفطر، هو يوم مبارك، لأنَّ المسلمين يلتقون فيه، وقد أراد الله للمسلمين في العالم كلّه أن يجتمعوا فيه، وليشعروا بالوحدة فيه، بعد أن شعروا بالوحدة في شهر رمضان، حيث صاموا جميعاً في نهاره، وقاموا جميعاً في ليله، وابتهلوا إلى الله سبحانه في دعائهم وكلّ توجّهاتهم ليكونوا قريبين إليه.

وهكذا أراد الله للعيد أن يكون مجتمعَاً ومحتشَداً للمسلمين في أنحاء العالم، ليجسِّدوا الوحدة في التزامهم بعيد الفطر، ومع الأسف، أنهم لايزالون مختلفين في توقيته، حسب اختلاف اجتهاداتهم الفقهية.

وقد أراد الله سبحانه وتعالى للمسلمين جميعاً أن يأخذوا بأسباب الوحدة الإسلامية، وذلك في قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (آل عمران/103)، حيث يريد الله سبحانه للمسلمين أن يتمسّكوا بحبله، وحبل الله هو القرآن، وهو الإسلام. لذلك على كلّ مسلم ومسلمة أن يعتبر أنّ علاقته بالمسلم الآخر، سواء اتفق معه في مذهبه أو في اجتهاداته أو لم يتّفق معه في ذلك، أن يتمسَّكوا بالإسلام الذي هو العروة الوثقى، حيث يقول سبحانه: {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى}(البقرة/256).

فالله سبحانه يعتبر أنّ الإسلام هو العروة الوثقى، إذا تمسَّك بها المسلم استطاع أن يثبّت أقدامه يوم تزلّ الأقدام، فأن يلتقي المسلمون على الإسلام دون أن يفرّق بينهم أيّ شيء طارئ لجهة الاختلاف في المذهب أو الاجتهاد أو الانتماء الحزبي، أو لجهة أعراقهم ولغاتهم، فكلّ ذلك لا يجوز أن يؤدّي إلى أن يشعروا بالتفرقة فيما بينهم، وعليهم أن يتوحّدوا بالإسلام، لأنّ الجميع يؤمن بالله الواحد وبالرّسول (ص) وبكلّ الرسالات والملائكة ويؤمن باليوم الآخر، ولأنّ الجميع يؤمن بكتاب الله الّذي {لَا يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ}(فصِّلت/42)، وبالصّلاة، والزكاة، والصوم، والحجّ، والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... وهكذا يلتقي المسلمون في أكثر من موقع، والله سبحانه يقول: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا ـ تمسّكوا بالقرآن وبالإسلام ـ وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ ـ عندما يلتقي المسلمون على أساس الوحدة ـ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً ـ فقد كنتم قبائل وعشائر في زمن الدعوة الإسلامية الأولى، تتباغضون وتتحاربون فيما بينكم، كما حدث في يثرب عندما قامت الحروب بين الأوس والخزرج واستمرّت عشرات السنين ـ فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ـ النعمة هي الإسلام ـ وَكُنْتُمْ ـ في خلافاتكم، وفي عدواتكم وحروبكم ـ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}(آل عمران/103).

وهكذا يريد الله لنا أن لا نعيش العداوات فيما بيننا، فحين يتفرّق المسلمون إلى أحزاب أو مذاهب إسلامية مختلفة، فإنّهم يعتبرون بعضهم أعداء بعض! وقد ورد عن أحد أئمّة أهل البيت (ع): "إذا قال المسلم لأخيه أنت عدوّي فقد كفَّر أحدهما صاحبه"، لأن الله سبحانه يقول: {إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}(الحجرات/10)، والذين يختلفون فيما بينهم يقولون: إننا أعداء، وعندما يقول الإنسان غير ما يقوله الله، يكون في موقع الكفر.

وقد خاطب الله رسله بقوله: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ـ فمنذ أن بعث الله سبحانه آدم ونوح إلى أن ختم النبوّة بمحمّد (ص)، اعتبر الرسالات واحدة ـ {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} (البقرة/285)، فكلّ الرّسالات تدعو إلى التوحيد وإلى التقوى وإلى الإيمان باليوم الآخر، فهذا الدّين الذي تدعون الناس إليه هو دين واحد ـ وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} (المؤمنون/51-52)، ثم يقول سبحانه وتعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}(الأنفال/46)، لأنّ الريح عندما تجتمع في اتجاه واحد تأتي قوية، ولكن عندما تتفرّق تضعف.

أيها الأحبّة، علينا أن نحافظ على الوحدة الإسلاميّة، فقد نختلف في بعض الأفكار السياسية، وبعض الأفكار الفقهيّة والأفكار المذهبيّة، ولكنّ الله سبحانه قال لنا: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ـ لأنّكم جميعاً تؤمنون بالله وبرسوله، فإذا اختلفت، فحكّموا القرآن ـ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}(النساء/59)، لأنّ الله سبحانه وتعالى يريد منا أن نلتقي على الإسلام، وعلى القرآن، وعلى توحيد الله.

وأراد لنا أن نجتمع في صلاة العيد، حتى يشعر المسلمون بأنهم يجتمعون باسم الله وبين يديه، وعندما نجتمع بين يديه سبحانه، فإن علينا أن نلتزم أن لا نجتمع بين يدي الشّيطان، وكلّ الشياطين الذين يعملون على إثارة الفتنة بيننا.

أيّها الأحبّة، لنتعلّم كيف نكون موحِّدين، لنكون قوّة في وجه الظالمين والمستكبرين والكافرين، فالله حملّنا مسؤوليّة أن تكون لنا العزّة: {وَللهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}(المنافقون/8)، وحمّلنا مسؤوليّة أن تكون لنا القوَّة {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} (الأنفال/60).

هذا ما نستفيده من خلال اللّقاءات الروحيّة في كلّ صلاة، وفي كلّ عيد، وفي كلّ رمضان، وكلّ زمان ومكان أراد الله لنا أن نلتقي فيه".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية