"إنني من الدعاة إلى أن لا يختصر شخص الأمّة مهما كان كبيراً على مستوى لبنان وعلى مستوى الخارج، وأذكر أنني كتبت موضوعات تحت عنوان "خطّ البطل وبطل الخطّ" في السبعينات، كنت أرفض أن نقول إنّنا خمينيون أو ناصريون، وحتى أرفض أن نقول إننا محمديون، بل نقول نحن مسلمون، وإنّ محمداً "صلى الله عليه وآله وسلم"، هو نبيّ الإسلام، وهو الذي تجسَّد الإسلام فيه، ولكن الله أرادنا أن نكون مسلمين، ونرتبط به من خلال أنه رسول الله. ولذلك، إنني ضدّ الارتباط بالشخص، حتى الارتباط بي شخصياً، لذلك عملت، وقد سمع مني الكثيرون عندما قال لي بعض تلامذتي إننا محسوبون عليك، وإننا من جماعتك. قلت إنني احترم جماعتي وتلامذتي بأن لا يكونوا محسوبين على شخص ، فنحن جميعاً محسوبون على الإسلام.
لذلك، إن المشكلة أن أيّ شخص يختصر الطائفة أو الشعب أو الأمّة في شخصه، سوف يدخل كلّ تعقيداته وكلّ نقاط ضعفه للأمّة التي لا يريد لها إلا أن تسبّح وتحدّث باسمه. أنا ضدّ عبودية الأشخاص، نحن نحترم الأشخاص، لكن لا نعبدهم.
نحن نحترم ونقدّر الأنبياء والأئمّة، لكنّنا لا نعبدهم. إننا نقرأ في صلاتنا دائماً في التشهّد: أشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، وندرك أنّ عظمته في عبوديّته لله وفي رسالته، ولم يأت من أجل أن يربط النّاس بشخصه، بل ليربطهم بالله.
وقد قلت مراراً وصرّحت أمام الرأي العام، أنّ قلبي مفتوح للجميع، ويدي ممدودة للجميع في غير ضعف، وأنني منفتح على الحوار، لكنّ مشكلتي أنني أتلقّى الشتائم من هنا وهناك، ولا أجد أن هناك شخصاً يعمل لينفتح على الحوار. قلت مراراً وأقولها، لست معصوماً فيما أفكر أو فيما أتكلّم، فكلنا خطّاؤون، لكن أقول، ليس لنا أن نحكم على أيّ شخص إلا من خلال الاقتراب منه، ليعرف ما نفكّر فيه ونعرف ما يفكّر فينا. مشكلتنا هي التراشق من بعيد بالاتهامات والشّتائم، وإنني لم أتعلّم في كلّ حياتي، لا في البيت، ولا في الحوزة، ولا في حياتي العامّة، أن أشتم أحداً".