الاستنساخ ليس خَلْقاً

 الاستنساخ ليس خَلْقاً

إنَّ الاستنساخ، سواء كان استنساخاً للحيوان أو للإنسان، لا ينافي العقيدة الدينيّة، لأنَّه ليس خلقاً (ما من خالق إلَّا الله). الخلق هو أن تنتج قانوناً جديداً للوجود يختلف عن القانون الّذي وضعه الله للخلق. ونحن عندما ندرس الاستنساخ، فإنَّنا نجد أنَّه لن يبتعد عن الخطّ الحيويّ للقانون الإلهيّ في مسألة التوالد. من أين يخلق الكائن الحيّ؟ هو يخلق من خليّة تختزن رقم (46) من الـChromosome، وهي موزَّعة بين النطفة (23)، والبويضة (23)، وعندما تتكامل النطفة في عملية التلقيح، تبدأ حركة الحياة في الإنسان الحيّ.

هنا، ما الذي يفعله المستنسخون؟ إنّهم يأتون بخليّة تختزن هذا الرّقم (46)، ثُمَّ يفرغون البويضة بما فيها من الكروموزومات، ويزرعون فيها هذه الخليّة، فتكون الخليّة (46)، ولكنَّها كانت موزعة بين النطفة والبويضة، وأصبحت متكاملة في قلب البويضة.

إنَّهم لـم يخلقوا قانوناً للوجود، بل صنعوا على القانون الموجود. لذلك نحن نقول ليس هناك عمليّة خلق في مقابل خلق الله. ولكن المسألة التي طرحناها منذ البداية ونطرحها، هي أنَّ تجربة استنساخ الحيوان لا مشكلة فيها، ولكنّ تجربة استنساخ الإنسان قد تُربك النّظام الإنسانيّ في طبيعة العلاقات، ثُمَّ إنَّها ربَّما تُكلّف الإنسان الّذي يقوم بهذه العمليّة جهداً ماليّاً لا يحتاجه في إنتاج أيّ إنسان أو أيّ حيوان في الطّرق الطبيعيّة في هذا المجال.

لذلك، لا بُدَّ من أن تدرس المسألة من ناحية الواقعيّة والتشريع، من خلال طبيعة السلبيّات والإيجابيّات التي تحدث من خلال هذا الاكتشاف الجديد، فإذا كانت السلبيّات أكثر، فمن الطبيعي أن نحرّم ذلك، لا من خلال طبيعة التجربة العلمية، فنحن لسنا ضدّ العلم، إلاَّ إذا تحوّل العلم إلى عنصر تدمير للبشريّة، كما في القنابل الذريّة وغيرها، وإذا كانت الإيجابيّات أكثر، فمرحباً بالاستنساخ البشريّ. 

*جزء من حوار لمجلّة "الحوادث اللبنانية" مع سماحته، بتاريخ 17 آب العام 2001م.

إنَّ الاستنساخ، سواء كان استنساخاً للحيوان أو للإنسان، لا ينافي العقيدة الدينيّة، لأنَّه ليس خلقاً (ما من خالق إلَّا الله). الخلق هو أن تنتج قانوناً جديداً للوجود يختلف عن القانون الّذي وضعه الله للخلق. ونحن عندما ندرس الاستنساخ، فإنَّنا نجد أنَّه لن يبتعد عن الخطّ الحيويّ للقانون الإلهيّ في مسألة التوالد. من أين يخلق الكائن الحيّ؟ هو يخلق من خليّة تختزن رقم (46) من الـChromosome، وهي موزَّعة بين النطفة (23)، والبويضة (23)، وعندما تتكامل النطفة في عملية التلقيح، تبدأ حركة الحياة في الإنسان الحيّ.

هنا، ما الذي يفعله المستنسخون؟ إنّهم يأتون بخليّة تختزن هذا الرّقم (46)، ثُمَّ يفرغون البويضة بما فيها من الكروموزومات، ويزرعون فيها هذه الخليّة، فتكون الخليّة (46)، ولكنَّها كانت موزعة بين النطفة والبويضة، وأصبحت متكاملة في قلب البويضة.

إنَّهم لـم يخلقوا قانوناً للوجود، بل صنعوا على القانون الموجود. لذلك نحن نقول ليس هناك عمليّة خلق في مقابل خلق الله. ولكن المسألة التي طرحناها منذ البداية ونطرحها، هي أنَّ تجربة استنساخ الحيوان لا مشكلة فيها، ولكنّ تجربة استنساخ الإنسان قد تُربك النّظام الإنسانيّ في طبيعة العلاقات، ثُمَّ إنَّها ربَّما تُكلّف الإنسان الّذي يقوم بهذه العمليّة جهداً ماليّاً لا يحتاجه في إنتاج أيّ إنسان أو أيّ حيوان في الطّرق الطبيعيّة في هذا المجال.

لذلك، لا بُدَّ من أن تدرس المسألة من ناحية الواقعيّة والتشريع، من خلال طبيعة السلبيّات والإيجابيّات التي تحدث من خلال هذا الاكتشاف الجديد، فإذا كانت السلبيّات أكثر، فمن الطبيعي أن نحرّم ذلك، لا من خلال طبيعة التجربة العلمية، فنحن لسنا ضدّ العلم، إلاَّ إذا تحوّل العلم إلى عنصر تدمير للبشريّة، كما في القنابل الذريّة وغيرها، وإذا كانت الإيجابيّات أكثر، فمرحباً بالاستنساخ البشريّ. 

*جزء من حوار لمجلّة "الحوادث اللبنانية" مع سماحته، بتاريخ 17 آب العام 2001م.
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية