المرجع فضل الله: اتّقوا الله وأصلحوا ذات بينكم

المرجع فضل الله: اتّقوا الله وأصلحوا ذات بينكم

بالعودة إلى أرشيف خطب الجمعة لسماحة المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله(رض)، نستحضر خطبة الجمعة الّتي ألقاها من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بتاريخ 15جمادى الثانية العام 1426ه/ الموافق 22/7/ 2005م، والّتي تحدّث فيها عن مساوئ الفرقة بين المسلمين، وانعكاساتها الكبيرة على واقعهم، مؤكِّداً عنوان الإصلاح كعنوان إسلاميّ هادف وجامع للمسلمين بكافّة انتماءاتهم :

"يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا الله وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}[الأنفال/1]، ويقول سبحانه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[الحجرات/10]، ويقول أيضاً: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ الله فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً}(النّساء/114).

إنّ عنوان الإصلاح هو عنوان كبير، أراد الله للنّاس أن يحقّقوه في حياتهم، من أجل استقرار الواقع الاجتماعي وقوة الموقع الإسلامي، لأن لقاء الإنسان بالإنسان الآخر، ولقاء المجتمع بالمجتمع الآخر، يمثِّل قوّةً تنعكس نتائجها الإيجابيّة على كلّ القضايا الكبرى، وهذا ما أكَّده الله تعالى في قوله: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}(آل عمران/103)، وقوله تعالى: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}(الأنفال/46)، لأنّ الريح عندما تتفرّق، فلن يكون لها أيّ تأثير في مواجهة الأشياء، بينما إذا كانت الرّيح متحركة من موقع واحد، فإنها تؤدّي إلى الكثير من نتائج القوَّة."

ودعا سماحته إلى المبادرة إلى توحيد الصّفوف والكلمة، بما يؤكّد أنَّ المسلمين ينتمون جميعاً إلى عائلة واحدة، ونبذ كلّ ما يفسد ودّهم وتواصلهم، بهدف المحافظة على أمن المجتمع وسلامته العامّة:

"لذلك، أراد الله تعالى للمؤمنين أن يلتزموا هذا العنوان الكبير، ليبادر كلّ إنسان، إذا رأى فريقين من المؤمنين متنازعين، سواء كان ذلك على المستوى الفردي أو على المستوى الاجتماعي، إلى الإصلاح بين هذين الأخوين أو الفريقين، ولاسيّما عندما يتحرك الخلاف والنـزاع، وتنطلق المشاكل في العائلة الواحدة، سواء كانت في العائلة الأبوية أو الزوجية، فإنّ الخلاف بين الزوجين أو بين الإخوة، أو بين الأب والأولاد، يؤدي إلى الكثير من المشاكل على صعيد واقع الأولاد، ويخلق الكثير من العقد، ويُسقط الكثير من المواقع، ويؤدّي إلى الكثير من التعقيدات النفسيّة التي قد تحوّل الأولاد إلى حالة من السّقوط أو الإجرام.

ولهذا، لا بدَّ للناس من أن يبادروا إلى جمع الشّمل في داخل العائلة الواحدة، بدلاً ممّا يفعله البعض، ممّن لا يتحمّلون المسؤوليّة، من محاولات التفرقة بين الزّوجين، وهذا ما حدّثنا الله عنه في قوله تعالى: {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ}(البقرة/102)، وهكذا عندما نواجه الأوضاع الاجتماعيّة بين قبيلة وأخرى، وبين حزب وآخر، أو جماعة وأخرى، ما يؤدّي إلى التنازع والتحاقد والتقاتل، بحيث يهدّد سلامة المجتمع كلّه، وهذا ما لاحظناه في الكثير من الأوضاع في الحقلين السياسي والاجتماعي.

أن ينطلق المجتمع كلّه في تهيئة مجموعات للإصلاح بين الناس، لحفظ استقرار المجتمع وسلامته، من خلال الدراسة العميقة للأسس التي انطلقت منها هذه المشاكل أو تلك هنا وهناك. وقد ورد في الحديث عن رسول الله(ص) في إعطاء القيمة الكبرى لمسألة إصلاح ذات البين: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصّيام والصّلاة والصدقة؟ إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة»، لأنّ فساد ذات البين يمكن أن يؤدّي إلى أن يقتل الأخ أخاه، وأن يدمّره ويتعرّض لكلّ مصالحه وقضاياه بالسّوء. ولذلك، فإنّ الله تعالى يريد للمؤمن فرداً، وللمؤمنين جماعات، أن يبادروا إذا أرادوا أن يتقرّبوا إلى الله تعالى، إلى إصلاح ذات البين، فإنّه أفضل من الصّلاة المستحبّة والصّيام المستحبّ والصّدقة المستحبّة.

وقد ورد عن رسول الله(ص) وهو يخاطب أحد أصحابه: «يا أبا أيّوب، ألا أخبرك وأدلّك على صدقة يحبّها الله ورسوله؟ تُصلح بين الناس إذا تفاسدوا وتباعدوا»، أن تقرّب فيما بينهم إذا ابتعد أحدهم عن الآخر، وأن تصلح بينهم إذا فسدت العلاقات فيما بينهم. وقد قال الإمام الصّادق(ع): «صدقة يحبّها الله: إصلاح بين النّاس إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا». ويقول الإمام عليّ(ع): «ثابروا على صلاح المؤمنين والمتّقين»، ويقول(ع): «من كمال السَّعادة، السّعي في صلاح الجمهور»، ففي الإصلاح السّعادة التي يحصل عليها الإنسان في نتائجه على مستوى الدنيا والآخرة."

ويشير سماحته إلى ضرورة السّير بثقافة الصّلح بين الناس، وخصوصاً في المسائل المذهبيّة التي تثير الواقع، داعياً إلى تقوى الله، والعمل على حماية واقعنا من كلّ مشاريع إثارة الفتن والخصومات، وإلى تحمل المسؤوليات في ذلك كلّه:

"ويحدّثنا الله تعالى عن بعض النّاس الذي ربما كان قد دخل في صلح وعانى من ذلك بعض المعاناة، فيحلف يميناً أن لا يدخل في صلح بعد ذلك، فيقول الله تعالى: {وَلا تَجْعَلُوا الله عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَالله سَمِيعٌ عَلِيمٌ}(البقرة/ 224). ويقول الإمام الصّادق(ع) في التعليق على هذه الآية: «إذا دعيت إلى صلح بين اثنين، فلا تقل: عليّ يمين أن لا أفعل». وقد رخّص الله تعالى للمصلح أن يكذب، فإذا توقّف إصلاحك بين اثنين على أن تنقل إلى أحدهما ما لم يقله الآخر، فإنّك لست بكاذب، وقد ورد عن الإمام الصّادق(ع): «الكلام ثلاثة: صدق، وكذب، وإصلاح بين النّاس». وورد عن رسول الله(ص): «الصّلح جائز بين المسلمين، إلا صلحاً أحلّ حراماً، أو حرّم حلالاً».

لا بدَّ لنا من أن نحافظ على استقرار المجتمع وسلامته، بالسّير في هذا الخطّ الأخلاقيّ الإسلامي الاجتماعي، ولاسيّما عندما نواجه التحدّيات الكبرى التي تنفذ إلى واقع المسلمين لتفرّق بينهم، ولتمزّق أوضاعهم، كما نلاحظه الآن في خطوات المستكبرين الذين يعملون على إثارة العصبيات بين المسلمين، سواء كانت مذهبية أو قومية أو إقليمية وما إلى ذلك ممّا يأخذ به الناس هنا وهناك. إنّ علينا أن نعمل على أساس الاعتصام بحبل الله جميعاً.

وعلى ضوء هذا، فإننا في الواقع الإسلامي الذي يهتزُّ الآن في أكثر من موقع، يجب أن نبادر إلى الإصلاح بين المسلمين في المسائل المذهبية، وأن نقف ضدّ كلّ من يريد أن يثير الخلافات المذهبية بين المسلمين، كما قد يحدث في سبّ بعض مقدَّسات المسلمين، والله تعالى يرفض ذلك منا جميعاً، لأنَّ ذلك يؤدّي إلى ضعف الإسلام والمسلمين، وقد قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ـ والمراد من المؤمنين كلّ مسلم ومسلمة اعتقد الإسلام في قلبه وعقله ـ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}[الحجرات/10].

هذا ما ينبغي أن يوصي به بعضنا بعضاً، لأنّه الحقّ، حتى نصون مجتمعنا من كلّ خطط الكافرين والمستكبرين في كلّ مجالات الحياة، {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}"(التوبة/105).

بالعودة إلى أرشيف خطب الجمعة لسماحة المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله(رض)، نستحضر خطبة الجمعة الّتي ألقاها من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بتاريخ 15جمادى الثانية العام 1426ه/ الموافق 22/7/ 2005م، والّتي تحدّث فيها عن مساوئ الفرقة بين المسلمين، وانعكاساتها الكبيرة على واقعهم، مؤكِّداً عنوان الإصلاح كعنوان إسلاميّ هادف وجامع للمسلمين بكافّة انتماءاتهم :

"يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا الله وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}[الأنفال/1]، ويقول سبحانه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[الحجرات/10]، ويقول أيضاً: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ الله فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً}(النّساء/114).

إنّ عنوان الإصلاح هو عنوان كبير، أراد الله للنّاس أن يحقّقوه في حياتهم، من أجل استقرار الواقع الاجتماعي وقوة الموقع الإسلامي، لأن لقاء الإنسان بالإنسان الآخر، ولقاء المجتمع بالمجتمع الآخر، يمثِّل قوّةً تنعكس نتائجها الإيجابيّة على كلّ القضايا الكبرى، وهذا ما أكَّده الله تعالى في قوله: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}(آل عمران/103)، وقوله تعالى: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}(الأنفال/46)، لأنّ الريح عندما تتفرّق، فلن يكون لها أيّ تأثير في مواجهة الأشياء، بينما إذا كانت الرّيح متحركة من موقع واحد، فإنها تؤدّي إلى الكثير من نتائج القوَّة."

ودعا سماحته إلى المبادرة إلى توحيد الصّفوف والكلمة، بما يؤكّد أنَّ المسلمين ينتمون جميعاً إلى عائلة واحدة، ونبذ كلّ ما يفسد ودّهم وتواصلهم، بهدف المحافظة على أمن المجتمع وسلامته العامّة:

"لذلك، أراد الله تعالى للمؤمنين أن يلتزموا هذا العنوان الكبير، ليبادر كلّ إنسان، إذا رأى فريقين من المؤمنين متنازعين، سواء كان ذلك على المستوى الفردي أو على المستوى الاجتماعي، إلى الإصلاح بين هذين الأخوين أو الفريقين، ولاسيّما عندما يتحرك الخلاف والنـزاع، وتنطلق المشاكل في العائلة الواحدة، سواء كانت في العائلة الأبوية أو الزوجية، فإنّ الخلاف بين الزوجين أو بين الإخوة، أو بين الأب والأولاد، يؤدي إلى الكثير من المشاكل على صعيد واقع الأولاد، ويخلق الكثير من العقد، ويُسقط الكثير من المواقع، ويؤدّي إلى الكثير من التعقيدات النفسيّة التي قد تحوّل الأولاد إلى حالة من السّقوط أو الإجرام.

ولهذا، لا بدَّ للناس من أن يبادروا إلى جمع الشّمل في داخل العائلة الواحدة، بدلاً ممّا يفعله البعض، ممّن لا يتحمّلون المسؤوليّة، من محاولات التفرقة بين الزّوجين، وهذا ما حدّثنا الله عنه في قوله تعالى: {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ}(البقرة/102)، وهكذا عندما نواجه الأوضاع الاجتماعيّة بين قبيلة وأخرى، وبين حزب وآخر، أو جماعة وأخرى، ما يؤدّي إلى التنازع والتحاقد والتقاتل، بحيث يهدّد سلامة المجتمع كلّه، وهذا ما لاحظناه في الكثير من الأوضاع في الحقلين السياسي والاجتماعي.

أن ينطلق المجتمع كلّه في تهيئة مجموعات للإصلاح بين الناس، لحفظ استقرار المجتمع وسلامته، من خلال الدراسة العميقة للأسس التي انطلقت منها هذه المشاكل أو تلك هنا وهناك. وقد ورد في الحديث عن رسول الله(ص) في إعطاء القيمة الكبرى لمسألة إصلاح ذات البين: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصّيام والصّلاة والصدقة؟ إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة»، لأنّ فساد ذات البين يمكن أن يؤدّي إلى أن يقتل الأخ أخاه، وأن يدمّره ويتعرّض لكلّ مصالحه وقضاياه بالسّوء. ولذلك، فإنّ الله تعالى يريد للمؤمن فرداً، وللمؤمنين جماعات، أن يبادروا إذا أرادوا أن يتقرّبوا إلى الله تعالى، إلى إصلاح ذات البين، فإنّه أفضل من الصّلاة المستحبّة والصّيام المستحبّ والصّدقة المستحبّة.

وقد ورد عن رسول الله(ص) وهو يخاطب أحد أصحابه: «يا أبا أيّوب، ألا أخبرك وأدلّك على صدقة يحبّها الله ورسوله؟ تُصلح بين الناس إذا تفاسدوا وتباعدوا»، أن تقرّب فيما بينهم إذا ابتعد أحدهم عن الآخر، وأن تصلح بينهم إذا فسدت العلاقات فيما بينهم. وقد قال الإمام الصّادق(ع): «صدقة يحبّها الله: إصلاح بين النّاس إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا». ويقول الإمام عليّ(ع): «ثابروا على صلاح المؤمنين والمتّقين»، ويقول(ع): «من كمال السَّعادة، السّعي في صلاح الجمهور»، ففي الإصلاح السّعادة التي يحصل عليها الإنسان في نتائجه على مستوى الدنيا والآخرة."

ويشير سماحته إلى ضرورة السّير بثقافة الصّلح بين الناس، وخصوصاً في المسائل المذهبيّة التي تثير الواقع، داعياً إلى تقوى الله، والعمل على حماية واقعنا من كلّ مشاريع إثارة الفتن والخصومات، وإلى تحمل المسؤوليات في ذلك كلّه:

"ويحدّثنا الله تعالى عن بعض النّاس الذي ربما كان قد دخل في صلح وعانى من ذلك بعض المعاناة، فيحلف يميناً أن لا يدخل في صلح بعد ذلك، فيقول الله تعالى: {وَلا تَجْعَلُوا الله عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَالله سَمِيعٌ عَلِيمٌ}(البقرة/ 224). ويقول الإمام الصّادق(ع) في التعليق على هذه الآية: «إذا دعيت إلى صلح بين اثنين، فلا تقل: عليّ يمين أن لا أفعل». وقد رخّص الله تعالى للمصلح أن يكذب، فإذا توقّف إصلاحك بين اثنين على أن تنقل إلى أحدهما ما لم يقله الآخر، فإنّك لست بكاذب، وقد ورد عن الإمام الصّادق(ع): «الكلام ثلاثة: صدق، وكذب، وإصلاح بين النّاس». وورد عن رسول الله(ص): «الصّلح جائز بين المسلمين، إلا صلحاً أحلّ حراماً، أو حرّم حلالاً».

لا بدَّ لنا من أن نحافظ على استقرار المجتمع وسلامته، بالسّير في هذا الخطّ الأخلاقيّ الإسلامي الاجتماعي، ولاسيّما عندما نواجه التحدّيات الكبرى التي تنفذ إلى واقع المسلمين لتفرّق بينهم، ولتمزّق أوضاعهم، كما نلاحظه الآن في خطوات المستكبرين الذين يعملون على إثارة العصبيات بين المسلمين، سواء كانت مذهبية أو قومية أو إقليمية وما إلى ذلك ممّا يأخذ به الناس هنا وهناك. إنّ علينا أن نعمل على أساس الاعتصام بحبل الله جميعاً.

وعلى ضوء هذا، فإننا في الواقع الإسلامي الذي يهتزُّ الآن في أكثر من موقع، يجب أن نبادر إلى الإصلاح بين المسلمين في المسائل المذهبية، وأن نقف ضدّ كلّ من يريد أن يثير الخلافات المذهبية بين المسلمين، كما قد يحدث في سبّ بعض مقدَّسات المسلمين، والله تعالى يرفض ذلك منا جميعاً، لأنَّ ذلك يؤدّي إلى ضعف الإسلام والمسلمين، وقد قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ـ والمراد من المؤمنين كلّ مسلم ومسلمة اعتقد الإسلام في قلبه وعقله ـ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}[الحجرات/10].

هذا ما ينبغي أن يوصي به بعضنا بعضاً، لأنّه الحقّ، حتى نصون مجتمعنا من كلّ خطط الكافرين والمستكبرين في كلّ مجالات الحياة، {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}"(التوبة/105).

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية