المرجع فضل الله: في المنهج القرآنيّ استقلاليَّة العقل والشخصيَّة

المرجع فضل الله: في المنهج القرآنيّ استقلاليَّة العقل والشخصيَّة

بالعودة إلى أرشيف خطب الجمعة لسماحة المرجع السيِّد محمّد حسين فضل الله(رض)،  نستحضر المواعظ والتوجيهات الّتي أطلقها في خطبة الجمعة الدّينيّة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، وذلك بتاريخ 12ربيع الثّاني العام 1429ه/ الموافق 18/4/2008م، حيث تحدَّث عن منهجية القرآن، لجهة تربية الفرد على المسؤوليّة أمام نفسه وأمام الله تعالى فيما يلتزمه ويسلكه ويفكّر فيه. جاء في كلام سماحته:

"في التربية الإسلاميّة، يريد الله تعالى للإنسان، الذي خلق له عقلاً مستقلاً وشخصيّةً مسؤولة، أن لا يخضع عقله لأيّ إنسان، بل أن ينفتح على أيّ فكر يلتزمه أو أيّ انتماء ينتمي إليه، من خلال دراسته بمسؤولية ومن خلال اقتناعه، ليقدِّم حساب ما يفكّر فيه أو ما ينتمي إليه أو يتّبعه لله تعالى، لأنّه سيقف أمام الله عزّ وجلّ في موقف الحساب، وسيسأله عن القاعدة التي اعتمدها في تفكيره وفي تحديد انتمائه.

وقد تحدث القرآن الكريم كثيراً عن المسؤولية الفردية، وأنّ الإنسان يتحمّل المسؤولية عن كل ما يقوم به، فهو الذي يتحمل مسؤولية أخطائه التي لا يتحملها غيره، وهذا ما نقرأه في قوله تعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى* وأن سعيه سوف يُرى}[النّجم: 39-40]، فكلّ إنسان له سعيه الذي يتحمّل مسؤوليته، خطأً كان أو صواباً، ولا يتحمّل أحد عنه مسؤولية خطئه مهما كان قريباً منه: {واخشوا يوماً لا يجزي والدٌ عن ولدِهِ ولا مولودٌ هو جازٍ عن والده شيئاً}[لقمان: 33].

ويُنقل عن النبي(ص)، أنه اجتمع إليه أقرب الناس منه في مرضه الذي قُبض فيه، وهم عمه العباس بن عبد المطلب، وعمّته صفية، وابنته الصدّيقة السيدة الزهراء(ع)، فالتفت(ص) إليهم وقال: "يا عباس بن عبد المطلب، يا عمّ رسول الله، إعمل لما عند الله فإني لا أغني عنك من الله شيئاً. يا صفية بنت عبد المطلب، يا عمّة رسول الله، إعملي لما عند الله فإني لا أغني عنك من الله شيئاً. يا فاطمة بنت محمد، يا بنت رسول الله، إعملي لما عند الله فإني لا أغني عنك من الله شيئاً".فليس بين الله وبين أحد من عباده قرابة، حتى لو كان نبيّاً أو وليّاً، وإنما يتقرّب الأنبياء والأولياء إلى الله تعالى بعملهم.

في هذا المجال، يحدّثنا الله تعالى عن بعض الكافرين الذين يدعون بعض المسلمين إلى السير معهم في خطّ الضّلال على أن يتحمّلوا هم مسؤوليتهم، والله تعالى يصوّر لنا هذه المسألة بقوله: {وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون* وليحملنَّ أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم وليسألنَّ يوم القيامة عما كانوا يفترون}"[العنكبوت: 12-13]

ويتابع سماحته الحديث عن مصير الّذين يتّبعون المفسدين والطّغاة، مستشهداً بالعديد من الآيات القرآنيّة الّتي تكشف هذا المصير:

"وقد أثار الله سبحانه وتعالى هذه المسألة في القرآن الكريم، في الحوار بين التابعين الذين يغمضون أعينهم، والمتبوعين، قال تعالى: {إذ تبرّأ الذين اتُّبِعوا ـ وهم الزعامات والقيادات والطغاة ـ من الذين اتَّبعوا ورأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب ـ أي انقطعت كلّ العلاقات التي كانت تجمعهم في الدنيا من خلال الأحزاب والتيارات ـوقال الذين اتَّبعوا لو أن لنا كرّة ـ لو يعيدنا الله إلى الدنيا ـ فنتبرّأ منهم كما تبرّأوا منّا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النّار}[البقرة: 166-167].

وفي مشهد آخر، يقول تعالى: {وبرزوا لله جميعاً ـ حيث جمع الله الزّعامات والقيادات والظالمين والمظلومين في صعيدٍ واحد ـ فقال الضعفاء للذين استكبروا إنّا كنا لكم تبعاً ـ فقد كنا من جماعتكم، وكنا نقاتل من أجلكم، ونقوّي ملككم، فردّوا لنا الجميل ـ فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء ـ خذوا عنا ولو جزءاً بسيطاً من العذاب في مقابل ما قدّمناه لكم ـ قالوا لو هدانا الله لهديناكم ـ نحن لم نأخذ بالهداية التي بيّنها الله لنا وللناس ـ سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص}[إبراهيم: 21]، ثم يحيلونهم إلى الشّيطان، ليحمّلوه مسؤوليّة أعمالهم، ولكنّ الشيطان ذكيّ، ويتقن سياسة الخبث والمكر والحيلة، فيردّ عليهم: {وقال الشّيطان لما قضي الأمر إنَّ الله وعدكم وعد الحقّ ـ الله وعدكم بأنَّ كلَّا منكم سوف يرى عمله، شرّاً كان أو خيراً، ووعدكم بدخول الجنّة أو النّار، أما أنا، فإن شغلي هو أن أكذب عليكم وأجمّل لكم القبيح، كما هو حال السياسيّين في عصرنا ـ ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ـ فالله أعطاكم العقل وأنزل إليكم الرّسالات، فلماذا لم تفكّروا فيها وتتبعوها؟ ـ ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ إنّي كفرْتُ بما أشركتموني من قبل إنَّ الظَّالمين لهم عذابٌ أليم}[إبراهيم: 22].

وفي آية أخرى، يقول تعالى: {ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الّذين كنتم تزعمون قال الذين حقّ عليهم القول ـ صدر عليهم الحكم ـ ربَّنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرّأنا إليك ما كانوا إيَّانا يعبدون* وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنّهم كانوا يهتدون}"[القصص: 62- 64].

ويختم سماحته بالإشارة إلى الحوار بين المستكبرين والمستضعفين، وما يجب أن نتعلمه من دروس لجهة تحصين أنفسنا والعمل بمسؤوليّة ووعي لمصيرنا يوم الحساب، والوقوف بين يدي الله تعالى:

"ويقول تعالى في سورة سبأ: {ولو ترى إذ الظّالمون ـ الذين ظلموا أنفسهم بالشِّرك والمعصية والكفر ـ موقوفون عند ربّهم يُرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للّذين استكبروا لولا أنتم لكنّا مؤمنين ـ فقد ضللتمونا وأغويتمونا، فأنتم تتحمّلون مسؤوليّتنا ـ قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم ـ فلماذا نتحمّل نحن مسؤوليتكم ولا تتحمّلونها أنتم، وقد أعطاكم الله عقلاً، وأرسل إليكم الرسل ـ بل كنتم مجرمين وقال الّذين استضعفوا للّذين استكبروا بل مكر اللّيل والنّهار ـ فقد كنتم تستغلون حاجاتنا ونقاط ضعفنا، وتخططون عن طريق الحيل لتجتذبونا إليكم ـ إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أنداداً وأسرّوا الندامة ـ ولكنّها ندامة من دون فائدة ـ لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الّذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون}[سبأ: 31-33].

لذلك، لا بدّ للإنسان من أن يتحمَّل مسؤوليّة نفسه، وأن يفكّر في موقفه بين يدي ربّه، عندما يأتي السؤال من الله: {وقفوهم إنهم مسؤولون}[الصافّات: 24]، {يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذٍ لله}[الانفطار: 19]، فالله تعالى يريد للإنسان أن يبقى عقله معه، فلا يخضعه لأيّ إنسان آخر، لأنَّ العقل هو حجّة الله على الإنسان، وعلى الإنسان أن يتحمّل مسؤولية عمله واختياره أمام الله عندما يقوم للحساب، لأنه سيحشر وحده ويحاسب وحده. لذلك، على الإنسان أن لا يفكّر في حاضره في الدنيا فقط، بل أن يفكّر في الدار الآخرة، كما جاء في قوله تعالى: {وابتغِ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسَ نصيبك من الدنيا}[القصص: 77]، {يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون * إلا من أتى الله بقلبٍ سليم}"[الشّعراء: 88-89].

بالعودة إلى أرشيف خطب الجمعة لسماحة المرجع السيِّد محمّد حسين فضل الله(رض)،  نستحضر المواعظ والتوجيهات الّتي أطلقها في خطبة الجمعة الدّينيّة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، وذلك بتاريخ 12ربيع الثّاني العام 1429ه/ الموافق 18/4/2008م، حيث تحدَّث عن منهجية القرآن، لجهة تربية الفرد على المسؤوليّة أمام نفسه وأمام الله تعالى فيما يلتزمه ويسلكه ويفكّر فيه. جاء في كلام سماحته:

"في التربية الإسلاميّة، يريد الله تعالى للإنسان، الذي خلق له عقلاً مستقلاً وشخصيّةً مسؤولة، أن لا يخضع عقله لأيّ إنسان، بل أن ينفتح على أيّ فكر يلتزمه أو أيّ انتماء ينتمي إليه، من خلال دراسته بمسؤولية ومن خلال اقتناعه، ليقدِّم حساب ما يفكّر فيه أو ما ينتمي إليه أو يتّبعه لله تعالى، لأنّه سيقف أمام الله عزّ وجلّ في موقف الحساب، وسيسأله عن القاعدة التي اعتمدها في تفكيره وفي تحديد انتمائه.

وقد تحدث القرآن الكريم كثيراً عن المسؤولية الفردية، وأنّ الإنسان يتحمّل المسؤولية عن كل ما يقوم به، فهو الذي يتحمل مسؤولية أخطائه التي لا يتحملها غيره، وهذا ما نقرأه في قوله تعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى* وأن سعيه سوف يُرى}[النّجم: 39-40]، فكلّ إنسان له سعيه الذي يتحمّل مسؤوليته، خطأً كان أو صواباً، ولا يتحمّل أحد عنه مسؤولية خطئه مهما كان قريباً منه: {واخشوا يوماً لا يجزي والدٌ عن ولدِهِ ولا مولودٌ هو جازٍ عن والده شيئاً}[لقمان: 33].

ويُنقل عن النبي(ص)، أنه اجتمع إليه أقرب الناس منه في مرضه الذي قُبض فيه، وهم عمه العباس بن عبد المطلب، وعمّته صفية، وابنته الصدّيقة السيدة الزهراء(ع)، فالتفت(ص) إليهم وقال: "يا عباس بن عبد المطلب، يا عمّ رسول الله، إعمل لما عند الله فإني لا أغني عنك من الله شيئاً. يا صفية بنت عبد المطلب، يا عمّة رسول الله، إعملي لما عند الله فإني لا أغني عنك من الله شيئاً. يا فاطمة بنت محمد، يا بنت رسول الله، إعملي لما عند الله فإني لا أغني عنك من الله شيئاً".فليس بين الله وبين أحد من عباده قرابة، حتى لو كان نبيّاً أو وليّاً، وإنما يتقرّب الأنبياء والأولياء إلى الله تعالى بعملهم.

في هذا المجال، يحدّثنا الله تعالى عن بعض الكافرين الذين يدعون بعض المسلمين إلى السير معهم في خطّ الضّلال على أن يتحمّلوا هم مسؤوليتهم، والله تعالى يصوّر لنا هذه المسألة بقوله: {وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون* وليحملنَّ أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم وليسألنَّ يوم القيامة عما كانوا يفترون}"[العنكبوت: 12-13]

ويتابع سماحته الحديث عن مصير الّذين يتّبعون المفسدين والطّغاة، مستشهداً بالعديد من الآيات القرآنيّة الّتي تكشف هذا المصير:

"وقد أثار الله سبحانه وتعالى هذه المسألة في القرآن الكريم، في الحوار بين التابعين الذين يغمضون أعينهم، والمتبوعين، قال تعالى: {إذ تبرّأ الذين اتُّبِعوا ـ وهم الزعامات والقيادات والطغاة ـ من الذين اتَّبعوا ورأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب ـ أي انقطعت كلّ العلاقات التي كانت تجمعهم في الدنيا من خلال الأحزاب والتيارات ـوقال الذين اتَّبعوا لو أن لنا كرّة ـ لو يعيدنا الله إلى الدنيا ـ فنتبرّأ منهم كما تبرّأوا منّا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النّار}[البقرة: 166-167].

وفي مشهد آخر، يقول تعالى: {وبرزوا لله جميعاً ـ حيث جمع الله الزّعامات والقيادات والظالمين والمظلومين في صعيدٍ واحد ـ فقال الضعفاء للذين استكبروا إنّا كنا لكم تبعاً ـ فقد كنا من جماعتكم، وكنا نقاتل من أجلكم، ونقوّي ملككم، فردّوا لنا الجميل ـ فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء ـ خذوا عنا ولو جزءاً بسيطاً من العذاب في مقابل ما قدّمناه لكم ـ قالوا لو هدانا الله لهديناكم ـ نحن لم نأخذ بالهداية التي بيّنها الله لنا وللناس ـ سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص}[إبراهيم: 21]، ثم يحيلونهم إلى الشّيطان، ليحمّلوه مسؤوليّة أعمالهم، ولكنّ الشيطان ذكيّ، ويتقن سياسة الخبث والمكر والحيلة، فيردّ عليهم: {وقال الشّيطان لما قضي الأمر إنَّ الله وعدكم وعد الحقّ ـ الله وعدكم بأنَّ كلَّا منكم سوف يرى عمله، شرّاً كان أو خيراً، ووعدكم بدخول الجنّة أو النّار، أما أنا، فإن شغلي هو أن أكذب عليكم وأجمّل لكم القبيح، كما هو حال السياسيّين في عصرنا ـ ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ـ فالله أعطاكم العقل وأنزل إليكم الرّسالات، فلماذا لم تفكّروا فيها وتتبعوها؟ ـ ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ إنّي كفرْتُ بما أشركتموني من قبل إنَّ الظَّالمين لهم عذابٌ أليم}[إبراهيم: 22].

وفي آية أخرى، يقول تعالى: {ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الّذين كنتم تزعمون قال الذين حقّ عليهم القول ـ صدر عليهم الحكم ـ ربَّنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرّأنا إليك ما كانوا إيَّانا يعبدون* وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنّهم كانوا يهتدون}"[القصص: 62- 64].

ويختم سماحته بالإشارة إلى الحوار بين المستكبرين والمستضعفين، وما يجب أن نتعلمه من دروس لجهة تحصين أنفسنا والعمل بمسؤوليّة ووعي لمصيرنا يوم الحساب، والوقوف بين يدي الله تعالى:

"ويقول تعالى في سورة سبأ: {ولو ترى إذ الظّالمون ـ الذين ظلموا أنفسهم بالشِّرك والمعصية والكفر ـ موقوفون عند ربّهم يُرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للّذين استكبروا لولا أنتم لكنّا مؤمنين ـ فقد ضللتمونا وأغويتمونا، فأنتم تتحمّلون مسؤوليّتنا ـ قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم ـ فلماذا نتحمّل نحن مسؤوليتكم ولا تتحمّلونها أنتم، وقد أعطاكم الله عقلاً، وأرسل إليكم الرسل ـ بل كنتم مجرمين وقال الّذين استضعفوا للّذين استكبروا بل مكر اللّيل والنّهار ـ فقد كنتم تستغلون حاجاتنا ونقاط ضعفنا، وتخططون عن طريق الحيل لتجتذبونا إليكم ـ إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أنداداً وأسرّوا الندامة ـ ولكنّها ندامة من دون فائدة ـ لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الّذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون}[سبأ: 31-33].

لذلك، لا بدّ للإنسان من أن يتحمَّل مسؤوليّة نفسه، وأن يفكّر في موقفه بين يدي ربّه، عندما يأتي السؤال من الله: {وقفوهم إنهم مسؤولون}[الصافّات: 24]، {يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذٍ لله}[الانفطار: 19]، فالله تعالى يريد للإنسان أن يبقى عقله معه، فلا يخضعه لأيّ إنسان آخر، لأنَّ العقل هو حجّة الله على الإنسان، وعلى الإنسان أن يتحمّل مسؤولية عمله واختياره أمام الله عندما يقوم للحساب، لأنه سيحشر وحده ويحاسب وحده. لذلك، على الإنسان أن لا يفكّر في حاضره في الدنيا فقط، بل أن يفكّر في الدار الآخرة، كما جاء في قوله تعالى: {وابتغِ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسَ نصيبك من الدنيا}[القصص: 77]، {يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون * إلا من أتى الله بقلبٍ سليم}"[الشّعراء: 88-89].

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية