في معرض ردّه على بعض الفتاوى المتّصلة بموضوعات مختلفة تمسّ الواقع الإسلامي ككلّ، كان ردّ العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) عليها بما يؤصّل النظرة الإسلاميّة الاجتهادية في التّعامل مع المسائل الدينية على وجه الخصوص، فقد أشار سماحته في بيان له بتاريخ 22/8/2007م، إلى أنّه قد نشرت بعض الفتاوى التي تجيز هدم القبور، ومنها قبور الأولياء والصّالحين، انطلاقاً من فهم اجتهادي لبعض الرّوايات الواردة عن النبيّ. ونحن ـ والقول لسماحته ـ إذ لا نمانع في حقّ أيّ كان الاجتهاد في فهم النّصّ الدينيّ، إذا تمّ على الأسس العلميّة الموضوعيّة، نحبّ أن ننبّه إلى النقاط الآتية:
"إنّ هذا الرأي الاجتهادي الذي تنطلق على أساسه هذه الفتاوى، لايزال محلّ جدل في الوسط العلمي الإسلامي، الشيعي والسني على حدّ سواء، وليس رأياً إسلامياً عاماً، حتى يلزم به أصحاب هذه الفتاوى المسلمين الآخرين ممن لا يرون الرأي نفسه".
وينبّه سماحته إلى مخاطر هدم القبور بقوله:
"إنّ مسألة بناء المقامات التي تحتضن قبور الأنبياء والأولياء أو العلماء، منتشرة في أكثر من بلد إسلامي، فالعراق يحتضن مقامات لأئمة أهل البيت، إضافة إلى مقامات لشخصيات إسلامية سنية، كالإمام أبي حنيفة وعبد القادر الجيلاني، وفي مصر، هناك مقام للسيّدة زينب بنت عليّ، ولرأس الحسين والسيّدة نفيسة، إلى بعض البلدان الإسلامية التي تبنى القبور فيها للشخصيات الدينية، ما يعني أنّ الفتوى بلزوم هدم المقامات، سيطاول العالم الإسلامي بأسره، ولن يقتصر على موقع دون آخر، بل قد تصل المسألة إلى بعض القبور التي يلتقي على احترامها المسلمون جميعاً، ما قد ينذر باهتزازات كبرى في العالم الإسلامي لا يملك أيّ كان إيقافها".
ويتابع سماحته:
"إنّه في الوقت الذي يجد كثير من المسلمين إباحة بناء المقامات الّتي تحتضن قبور الأولياء، فإنها لا تمثّل لديهم حالة من الشّرك، لأنّ الذين يزورونها، يحاولون تحيّة الأنبياء والأولياء، ولا يتعبّدون لها من دون الله. وإذا كانت هناك بعض السلوكيّات السلبيّة في هذا المجال، فإنها موضع نقد واستنكار من العلماء الواعين".
ودعا سماحته إلى ضرورة اعتماد الحوار العلمائي في مثل هكذا مسائل حسّاسة لتجنّب المضاعفات السلبيّة:
"إنّ هذه الفتاوى في مثل هذه الأمور الّتي يختلف فيها الاجتهاد الفقهي، ينبغي أن تعالج أوّلاً بالحوار بين العلماء لحسم هذه المسألة على أساس اجتهادي، وينبغي ألّا تطلق على هذا النّحو، ولا سيّما أنّ في واقعنا الكثير من نقاط الضعف التي قد تستغلها أجهزة الاستخبارات، في سبيل خلق اهتزازات وفتن كبرى بين المسلمين، كما شهدنا ذلك في تفجير مرقد الإمامين العسكريّين في سامراء، ما أدّى إلى إذكاء مناخ الفتنة الّذي عمل عليه الاحتلال منذ اليوم الأوّل لاحتلاله. إننا نؤكّد ذلك، ولا سيّما في مثل هذه الظروف التي يعيش فيها المسلمون التحدّيات الكبرى، ويواجهون الكثير من الوسائل التي يحاول الاستكبار العالمي، ولا سيما الأميركي، إيجاد الفتن التي تدمِّر الواقع الإسلامي كلّه، على أساس ما يسمّى الفوضى البنّاءة".
وحذّر سماحته من استغلال الاستكبار لهكذا أمور، بغية تمزيق وحدة المسلمين وإشعال الفتنة:
"إننا إذ ننبه إلى خطورة هذه المسألة، فلأننا ننطلق من حرصنا الدائم على الوحدة بين المسلمين، في الوقت الذي أسفر المستكبرون عن خططهم الرامية إلى تدمير الإسلام، ما يتطلب أعلى درجات الحذر من التسبّب بإيجاد أيّ مناخ يثير الفتنة بين المسلمين، ويضعف منعتهم، ويشتّت صفوفهم".
وختم البيان بقوله: "إننا، في هذا المجال، نهيب بالمنظّمات والجمعيات الإسلامية، ولا سيّما منظمة المؤتمر الإسلامي واتحاد علماء الإسلام، العمل على محاصرة أيّ مفاعيل سلبية تنشأ من حركة هذه الفتاوى في الواقع، كما نؤكّد على السلطات التي تقع في بلدانها مثل هذه المقامات، تشديد جانب الحماية الأمنيّة لتلك المواقع، بهدف تفويت الفرصة على الجهات التي تريد نشر الفوضى في العالم الإسلامي، وتحريك الفتن التي يقتل فيها المسلمون بعضهم بعضاً، ويدمّرون فيها واقعهم الديني والاجتماعي".
في معرض ردّه على بعض الفتاوى المتّصلة بموضوعات مختلفة تمسّ الواقع الإسلامي ككلّ، كان ردّ العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) عليها بما يؤصّل النظرة الإسلاميّة الاجتهادية في التّعامل مع المسائل الدينية على وجه الخصوص، فقد أشار سماحته في بيان له بتاريخ 22/8/2007م، إلى أنّه قد نشرت بعض الفتاوى التي تجيز هدم القبور، ومنها قبور الأولياء والصّالحين، انطلاقاً من فهم اجتهادي لبعض الرّوايات الواردة عن النبيّ. ونحن ـ والقول لسماحته ـ إذ لا نمانع في حقّ أيّ كان الاجتهاد في فهم النّصّ الدينيّ، إذا تمّ على الأسس العلميّة الموضوعيّة، نحبّ أن ننبّه إلى النقاط الآتية:
"إنّ هذا الرأي الاجتهادي الذي تنطلق على أساسه هذه الفتاوى، لايزال محلّ جدل في الوسط العلمي الإسلامي، الشيعي والسني على حدّ سواء، وليس رأياً إسلامياً عاماً، حتى يلزم به أصحاب هذه الفتاوى المسلمين الآخرين ممن لا يرون الرأي نفسه".
وينبّه سماحته إلى مخاطر هدم القبور بقوله:
"إنّ مسألة بناء المقامات التي تحتضن قبور الأنبياء والأولياء أو العلماء، منتشرة في أكثر من بلد إسلامي، فالعراق يحتضن مقامات لأئمة أهل البيت، إضافة إلى مقامات لشخصيات إسلامية سنية، كالإمام أبي حنيفة وعبد القادر الجيلاني، وفي مصر، هناك مقام للسيّدة زينب بنت عليّ، ولرأس الحسين والسيّدة نفيسة، إلى بعض البلدان الإسلامية التي تبنى القبور فيها للشخصيات الدينية، ما يعني أنّ الفتوى بلزوم هدم المقامات، سيطاول العالم الإسلامي بأسره، ولن يقتصر على موقع دون آخر، بل قد تصل المسألة إلى بعض القبور التي يلتقي على احترامها المسلمون جميعاً، ما قد ينذر باهتزازات كبرى في العالم الإسلامي لا يملك أيّ كان إيقافها".
ويتابع سماحته:
"إنّه في الوقت الذي يجد كثير من المسلمين إباحة بناء المقامات الّتي تحتضن قبور الأولياء، فإنها لا تمثّل لديهم حالة من الشّرك، لأنّ الذين يزورونها، يحاولون تحيّة الأنبياء والأولياء، ولا يتعبّدون لها من دون الله. وإذا كانت هناك بعض السلوكيّات السلبيّة في هذا المجال، فإنها موضع نقد واستنكار من العلماء الواعين".
ودعا سماحته إلى ضرورة اعتماد الحوار العلمائي في مثل هكذا مسائل حسّاسة لتجنّب المضاعفات السلبيّة:
"إنّ هذه الفتاوى في مثل هذه الأمور الّتي يختلف فيها الاجتهاد الفقهي، ينبغي أن تعالج أوّلاً بالحوار بين العلماء لحسم هذه المسألة على أساس اجتهادي، وينبغي ألّا تطلق على هذا النّحو، ولا سيّما أنّ في واقعنا الكثير من نقاط الضعف التي قد تستغلها أجهزة الاستخبارات، في سبيل خلق اهتزازات وفتن كبرى بين المسلمين، كما شهدنا ذلك في تفجير مرقد الإمامين العسكريّين في سامراء، ما أدّى إلى إذكاء مناخ الفتنة الّذي عمل عليه الاحتلال منذ اليوم الأوّل لاحتلاله. إننا نؤكّد ذلك، ولا سيّما في مثل هذه الظروف التي يعيش فيها المسلمون التحدّيات الكبرى، ويواجهون الكثير من الوسائل التي يحاول الاستكبار العالمي، ولا سيما الأميركي، إيجاد الفتن التي تدمِّر الواقع الإسلامي كلّه، على أساس ما يسمّى الفوضى البنّاءة".
وحذّر سماحته من استغلال الاستكبار لهكذا أمور، بغية تمزيق وحدة المسلمين وإشعال الفتنة:
"إننا إذ ننبه إلى خطورة هذه المسألة، فلأننا ننطلق من حرصنا الدائم على الوحدة بين المسلمين، في الوقت الذي أسفر المستكبرون عن خططهم الرامية إلى تدمير الإسلام، ما يتطلب أعلى درجات الحذر من التسبّب بإيجاد أيّ مناخ يثير الفتنة بين المسلمين، ويضعف منعتهم، ويشتّت صفوفهم".
وختم البيان بقوله: "إننا، في هذا المجال، نهيب بالمنظّمات والجمعيات الإسلامية، ولا سيّما منظمة المؤتمر الإسلامي واتحاد علماء الإسلام، العمل على محاصرة أيّ مفاعيل سلبية تنشأ من حركة هذه الفتاوى في الواقع، كما نؤكّد على السلطات التي تقع في بلدانها مثل هذه المقامات، تشديد جانب الحماية الأمنيّة لتلك المواقع، بهدف تفويت الفرصة على الجهات التي تريد نشر الفوضى في العالم الإسلامي، وتحريك الفتن التي يقتل فيها المسلمون بعضهم بعضاً، ويدمّرون فيها واقعهم الديني والاجتماعي".