في مقابل حديث القرآن عن مجتمع المؤمنين والمؤمنات الَّذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}[التّوبة: 71]، يتحدَّث في آيات أخرى عن بني إسرائيل في الجانب السّلبيّ، بأنّهم كانوا لا ينهون عن المنكر، فعندما كان أحدهم يفعل المنكر، لا يلتفت أحد ولا يتدخَّل وينهى عن هذا المنكر، يقول تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}[المائدة: 78 - 79]...
ونلاحظ في حديث رسول الله (ص) أنَّه قال، عندما تحدَّث عن هذا الجانب: "مَنْ رأى مِنْكًم مُنَكَرًا فَلْيُغيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبْقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيْمَانِ". المهمّ أن تكون رافضاً للمنكر، وأن تعمل على تغييره بيدك إذا كنت تملك القوَّة، وبلسانك إذا كنت تملك حريَّة الكلمة، وإذا كنت لا تملك ذلك، فاجعل قلبك رافضاً للمنكر، لأنَّ المنكر عندما ينتشر بين النَّاس، يصبح كأمر واقع يمكن للإنسان أن يتقبَّله، وبذلك يصير المعروف منكراً والمنكر معروفاً.
وقد ورد في الحديث عن رسول الله (ص): "كَيْفَ بِكُمْ إِذَا فَسَدَتْ نِسَاؤُكُمْ، وفَسَقَ شَبَابُكُمْ، ولَمْ تَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ، ولَمْ تَنْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ؟! فَقِيلَ لَه: ويَكُونُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّه؟ فَقَالَ: نَعَمْ، وشَرٌّ مِنْ ذَلِكَ، كَيْفَ بِكُمْ إِذَا أَمَرْتُمْ بِالْمُنْكَرِ ونَهَيْتُمْ عَنِ الْمَعْرُوفِ؟! فَقِيلَ لَه: يَا رَسُولَ اللَّه، ويَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وشَرٌّ مِنْ ذَلِكَ، كَيْفَ بِكُمْ إِذَا رَأَيْتُمُ الْمَعْرُوفَ مُنْكَراً والْمُنْكَرَ مَعْرُوفاً؟!".."لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، ولَتَنْهُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيُسْتَعْمَلَنَّ عَلَيْكُمْ شِرَارُكُمْ، فَيَدْعُو خِيَارُكُمْ فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ".
لأنَّه إذا ظهر المنكر، ولم يكن هناك من ينكره، ووقف الكلّ على الحياد ولم يتدخَّل أحد، من باب "ما علينا إن قضى الشَّعب جميعاً أفلسنا في أمان"، فذلك يعني أنَّ المنكر سينتشر.
فعندما تترك مواجهة الانحراف فسيمتدّ، وعند ذلك، ستصل المسألة بالنَّاس إلى أن يأمروا بالمنكَر وينهوا عن المعروف، ويصبح هذا شيئاً طبيعيّاً، ويتحوَّل المنكر إلى معروف في نظر النَّاس، كما نجدُ في كثيرٍ من عاداتنا وتقاليدنا الَّتي ننطلق منها في حياتنا العمليَّة. الآن، المرأة المحجَّبة صارت محلَّ استهجان، لكنَّ المرأة السَّافرة أصبحت طبيعيَّة جداً، وصار من يقول ينبغي أن تكون الأعراس إسلاميَّة، وليس فيها ممارسات غير إسلاميَّة، محطَّ انتقاد من قبل النَّاس، وإلى ما هنالك من أمور...
* من خطبة عاشورائيّة لسماحته، بتاريخ: 11/ 05/ 1997م.
في مقابل حديث القرآن عن مجتمع المؤمنين والمؤمنات الَّذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}[التّوبة: 71]، يتحدَّث في آيات أخرى عن بني إسرائيل في الجانب السّلبيّ، بأنّهم كانوا لا ينهون عن المنكر، فعندما كان أحدهم يفعل المنكر، لا يلتفت أحد ولا يتدخَّل وينهى عن هذا المنكر، يقول تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}[المائدة: 78 - 79]...
ونلاحظ في حديث رسول الله (ص) أنَّه قال، عندما تحدَّث عن هذا الجانب: "مَنْ رأى مِنْكًم مُنَكَرًا فَلْيُغيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبْقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيْمَانِ". المهمّ أن تكون رافضاً للمنكر، وأن تعمل على تغييره بيدك إذا كنت تملك القوَّة، وبلسانك إذا كنت تملك حريَّة الكلمة، وإذا كنت لا تملك ذلك، فاجعل قلبك رافضاً للمنكر، لأنَّ المنكر عندما ينتشر بين النَّاس، يصبح كأمر واقع يمكن للإنسان أن يتقبَّله، وبذلك يصير المعروف منكراً والمنكر معروفاً.
وقد ورد في الحديث عن رسول الله (ص): "كَيْفَ بِكُمْ إِذَا فَسَدَتْ نِسَاؤُكُمْ، وفَسَقَ شَبَابُكُمْ، ولَمْ تَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ، ولَمْ تَنْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ؟! فَقِيلَ لَه: ويَكُونُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّه؟ فَقَالَ: نَعَمْ، وشَرٌّ مِنْ ذَلِكَ، كَيْفَ بِكُمْ إِذَا أَمَرْتُمْ بِالْمُنْكَرِ ونَهَيْتُمْ عَنِ الْمَعْرُوفِ؟! فَقِيلَ لَه: يَا رَسُولَ اللَّه، ويَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وشَرٌّ مِنْ ذَلِكَ، كَيْفَ بِكُمْ إِذَا رَأَيْتُمُ الْمَعْرُوفَ مُنْكَراً والْمُنْكَرَ مَعْرُوفاً؟!".."لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، ولَتَنْهُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيُسْتَعْمَلَنَّ عَلَيْكُمْ شِرَارُكُمْ، فَيَدْعُو خِيَارُكُمْ فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ".
لأنَّه إذا ظهر المنكر، ولم يكن هناك من ينكره، ووقف الكلّ على الحياد ولم يتدخَّل أحد، من باب "ما علينا إن قضى الشَّعب جميعاً أفلسنا في أمان"، فذلك يعني أنَّ المنكر سينتشر.
فعندما تترك مواجهة الانحراف فسيمتدّ، وعند ذلك، ستصل المسألة بالنَّاس إلى أن يأمروا بالمنكَر وينهوا عن المعروف، ويصبح هذا شيئاً طبيعيّاً، ويتحوَّل المنكر إلى معروف في نظر النَّاس، كما نجدُ في كثيرٍ من عاداتنا وتقاليدنا الَّتي ننطلق منها في حياتنا العمليَّة. الآن، المرأة المحجَّبة صارت محلَّ استهجان، لكنَّ المرأة السَّافرة أصبحت طبيعيَّة جداً، وصار من يقول ينبغي أن تكون الأعراس إسلاميَّة، وليس فيها ممارسات غير إسلاميَّة، محطَّ انتقاد من قبل النَّاس، وإلى ما هنالك من أمور...
* من خطبة عاشورائيّة لسماحته، بتاريخ: 11/ 05/ 1997م.