في حديث القرآن عن المؤمنين والمسؤوليَّات الملقاة على عاتقهم، نقرأ قوله تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}(المائدة: 105).
وهذا نداءٌ للمؤمنين يحدِّد مسؤوليَّتهم الإيمانيَّة في الحياة: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ}، فعلى كلِّ مؤمن أن يتحمّل مسؤوليّته عن نفسه في تهيئة سبل الهداية الفكريّة والعقيديّة والمنهجيّة، لإنجاز البرامج والخطط والأهداف والخبرة المتعلِّقة بها، فإذا تمَّ له ذلك على النَّهج الَّذي يرضاه الله ورسوله، فقد أخذ بأسباب الفلاح والنَّجاح في الدنيا والآخرة، ولن يضرّه بعد ذلك كفر الكافرين وضلال الضالّين، لأنَّ المسألة لا تتعدَّى صاحبها في ما يؤكِّده الإسلام من فرديَّة التبعيّة، فلا يتحمَّل إنسان ذنب غيره، ولا يؤخذ المهتدي بضلال الضالّ، مهما كانت درجة قرابته به وعلاقته معه.
وهكذا يوحي القرآن للإنسان بأنَّ عليه الاستغراق في هذا الاتجاه، من أجل أن يتحمَّل مسؤوليَّته عن نفسه كاملةً غير منقوصةٍ، فيعمِّق لها مفاهيمها عن الكون والحياة، طبقاً لما أوحاه الله إلى رسوله، ولما بلَّغه الرسول (ص) إلى النَّاس، حتَّى لا تشتبه عليه الأمور، فيضلّ عن الهدى من غير علم، وينحرف عن الحقّ من دون وعي، ولكي يسير في خطِّ العمل على الصِّراط المستقيم، فيضبط خطواته عن الانحراف، ويمنعها من الزَّلل، بالسَّير في حياته على هدي شريعة الله في ما تأمره به وتنهاه عنه، ليتأكَّد لديه الفكر والالتزام، فيصوغ على أساس ذلك شخصيَّته صياغةً إسلاميّة لا مجال فيها للاهتزاز والارتباك، ويتابع - بعد ذلك - عمليّة المراقبة والمحاسبة والرَّصد لكلِّ حركة في داخل نفسه من أفكار ومشاعر، وفي خارجها من أقوال وأفعال، ليستقيم له دورها، ولتثبت فاعليتها بانضباطٍ دقيقٍ وبشكل مستمرّ، من دون التفاتٍ إلى ما حولها من حالات الانحراف والضَّلال، لأنَّ ذلك ليس مسؤوليَّته في ما يحمِّله الله من ذلك.
* من كتاب "النّدوة"، ج 16.
في حديث القرآن عن المؤمنين والمسؤوليَّات الملقاة على عاتقهم، نقرأ قوله تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}(المائدة: 105).
وهذا نداءٌ للمؤمنين يحدِّد مسؤوليَّتهم الإيمانيَّة في الحياة: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ}، فعلى كلِّ مؤمن أن يتحمّل مسؤوليّته عن نفسه في تهيئة سبل الهداية الفكريّة والعقيديّة والمنهجيّة، لإنجاز البرامج والخطط والأهداف والخبرة المتعلِّقة بها، فإذا تمَّ له ذلك على النَّهج الَّذي يرضاه الله ورسوله، فقد أخذ بأسباب الفلاح والنَّجاح في الدنيا والآخرة، ولن يضرّه بعد ذلك كفر الكافرين وضلال الضالّين، لأنَّ المسألة لا تتعدَّى صاحبها في ما يؤكِّده الإسلام من فرديَّة التبعيّة، فلا يتحمَّل إنسان ذنب غيره، ولا يؤخذ المهتدي بضلال الضالّ، مهما كانت درجة قرابته به وعلاقته معه.
وهكذا يوحي القرآن للإنسان بأنَّ عليه الاستغراق في هذا الاتجاه، من أجل أن يتحمَّل مسؤوليَّته عن نفسه كاملةً غير منقوصةٍ، فيعمِّق لها مفاهيمها عن الكون والحياة، طبقاً لما أوحاه الله إلى رسوله، ولما بلَّغه الرسول (ص) إلى النَّاس، حتَّى لا تشتبه عليه الأمور، فيضلّ عن الهدى من غير علم، وينحرف عن الحقّ من دون وعي، ولكي يسير في خطِّ العمل على الصِّراط المستقيم، فيضبط خطواته عن الانحراف، ويمنعها من الزَّلل، بالسَّير في حياته على هدي شريعة الله في ما تأمره به وتنهاه عنه، ليتأكَّد لديه الفكر والالتزام، فيصوغ على أساس ذلك شخصيَّته صياغةً إسلاميّة لا مجال فيها للاهتزاز والارتباك، ويتابع - بعد ذلك - عمليّة المراقبة والمحاسبة والرَّصد لكلِّ حركة في داخل نفسه من أفكار ومشاعر، وفي خارجها من أقوال وأفعال، ليستقيم له دورها، ولتثبت فاعليتها بانضباطٍ دقيقٍ وبشكل مستمرّ، من دون التفاتٍ إلى ما حولها من حالات الانحراف والضَّلال، لأنَّ ذلك ليس مسؤوليَّته في ما يحمِّله الله من ذلك.
* من كتاب "النّدوة"، ج 16.