اختتام مجالس العزاء بمجلس فاتحة مركزي
عن روح الراحل الكبير سماحة العلامة المرجع فضل الله
|
اختتمت مراسم العزاء بالراحل الكبير سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله رضوان الله عليه بمجلس فاتحة مركزي حضره النائب علي بزي ممثلا رئيس مجلس النواب نبه بري ، الوزير الدكتور عدنان السيد حسين،النواب بلال فرحات ،حسن فضل الله،عباس هاشم،علي المقداد ،علي عمار ،غازي زعيتر،وليد سكرية، ممثل حركة الجهاد الاسلامي في لبنان ابو عماد الرفاعي، صدر الدين الصدر،رئيس حزب الاتحاد عبد الرحيم مراد، وشخصيات سياسية ودينية واجتماعية وبلدية واقتصادية وحزبية واختيارية اضافة الى حشود غفيرة من المحبين من مختلف المناطق اللبنانية.
بدأ مجلس الفاتحة المركزي بايات بينات من القران الكريم ،بعدها كلمات بالصوت والصورة لسماحة العلامة المرجع محمد حسين فضل الله يؤبن فيها نفسه تذاع للمرة الاولى.
ثم كانت كلمة الشكر القاها سماحة العلامة السيد محمد علي فضل الله وجاء فيها:"الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون"
سيدنا الحبيب، تتصاغر الكلمات في حضرتك، وتتواضع الألقاب أمام مقامك، وتكلّ الألسن عن وصف مناقبك وخصالك. ماذا عسانا نزيد في هذا المقام عن ما قاله عنك وفيك المحبون.. وهل بعد تأبين أهل الوفاء والإخلاص هؤلاء... من تأبين...
يا سيدنا الجليل، وجد فيك أصحاب الفكر عقلاً منفتحاً على أوسع مدى العلم والمعرفة.
وتعلّم منك المجاهدون العزيمة والصبر ومكابدة الصعاب وبذل الغالي والنفيس أملاً بالنصر على الأعداء.
ووجد فيك المستضعفون نصيراً ومعيناً في الملمات، والأيتام أباً حنوناً عطوفاً رؤوفاً شغوفاً لا يبخل بالغالي والنفيس في خدمتهم.
ووجد فيك المسلمون والمسيحيون داعية محبة ووحدة وإلفة ولقاء... ورجلاً يحمل في قلبه وفكره وسلوكه كل قيم أديان السماء...
سيدنا.. لقد وجد فيك أهل القضايا الكبرى دليلاً وعوناً ومرشداً وقائداً ومنارة وعي شهد لك كل من عرفك من أحرار العالم.
سيدنا .. لقد وجد عندك أهل الحق ثباتاً ورسوخاً وعزيمة لا تلين.
ووجد فيك أهل الزهد عابداً ورعاً تقياً نقيّاً يشهد لك الليل الذي ساهرت فيه ملائكة السماء..
ووجد فيك الكبار كبيراً في تواضعك وحلمك ورأفتك وبساطة الحياة التي عشتها مع الناس طيلة عمرك الشريف.
ووجد فيك الخصوم خصماً شريفاً ومنصفاً وعادلاً يجادل الفكر بالفكر والكلمة بالكلمة والموقف بالموقف.
ووجد فيك أعداء الأمة منافحاً عنيداً ومقاوماً شديداً وعقبة كأداء أمام مشاريعهم وأطماعهم والأحلام.
سيدنا.. لم يكن لك من عدوّ سوى الجهل والعصبية والتخلف والغلو والظلم والاحتلال ونزعات التكفير والباطل.
لن نطيل يا سيدي فالحديث عنك لا ينتهي، فكيف لبضع كلمات في يوم العزاء برحيلك أن تختصر عمراً مديداً بُذل في خدمة الاسلام والحق والعدل ورفع شأن الانسان في زمن انحدار القيم والمبادئ وشيوع قيم المنفعة والشخصانيات الزائلة.
لقد كان رحيلك سيدنا مناسبة لتفجير ينابيع المحبة والمودة في صدور المحبين والمريدين من جميع الأديان والطوائف والمشارب، ومن كافة أقطار العالم العربي والاسلامي، ومن كل أرض وصلت نفحاتك الرسالية الانسانية إليها.
ونحن أهل العزاء.. بل كل الذين ذكرناهم أهل عزائك أيها الراحل الكبير إنه ليوم مجيد ذلك اليوم الذي فاض الحب من حول نعشك، وارتفعت الصلوات من امام جثمانك وقرأت الآيات على ضريحك الطاهر.
من نعزي ومن نشكر يا سيدي في مناسبة كان فيها كل المحبين أهل العزاء بك.
ونحن عائلة الراحل الكبير وبلسان كل المحبين نتقدم باسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان... وبخالص المحبة والودّ والاحترام من كل الذين واسونا في مصابنا الجلل من قادة ورؤساء الدول وممثليهم، ومن العلماء والمفكرين والمجاهدين ومن الهيئات الرسمية والشعبية والسياسية والاجتماعية والفكرية والأمنية ومن وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية على اختلافها ومن كافة مؤسسات المجتمع المدني على تنوعها في لبنان والعالم.
ولا ننسى أن نخص بالشكر الفريق الطبي الذي عمل بكلِّ جهدٍ وإخلاص وقام بمهامه على أكمل وجه...
ونسأل العلي القدير أن يُبقيك بعد رحيلك، كما كنت دائماً في حياتك موئلاً للحب والوحدة والاجتماع، وواحة للفكر والوعي والجهاد والاجتهاد.
نعاهدك يا سيدنا مع كل محبيك أن نستمرّ على خطك ونهجك وسبيلك، سبيل الصالحين والصديقين والأولياء ونسأل الله الرحيم أن يجمعنا بك مع من واليت، من الأنبياء والأئمة الأطهار يوم لا ظلّ إلا ظلّه، ويوم يقوم الناس لرب العالمين.
"إنا لله وإنا إليه راجعون"
"يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|